حول رؤية الفنان - السيرة الذاتية - قطاع الفنون التشكيلية

- وعناصر الموروث الثقافى والفنى على ابداعات فنانى اليوم، فهو فنان عرفه جمهور الفن فى مصر بطريقته وأسلوبه الذى لا تخطئه العين فى تناوله لذلك الموروث الشعبى، فأعماله تذكرنا بتلك الرسوم التى كانت ترسم على جدران البيوت المصرية كنوع من الاحتفال بخروج أحدهم الى رحلة الحج، ذلك الطقس الشعبى الذى كان منتشراً فى الأحياء الشعبية والقرى المصرية حتى وقت قريب..
- الفنان حسن راشد كان فى شبابه ممن يخطون بأيديهم هذه الرسوم الفطرية على جدران البيوت.. نعم، فلقد نشأ فى احد احياء القاهرة الشعبية، وأحب الرسم بالفطرة، وعرفه جيرانه وأقرباؤه بحبه للرسم والتلوين، فكانوا يطلبون منه ذلك فى مناسبات الحج والعمرة، وكان هو يقوم بذلك بكل حب وسعادة، لكنه لم يتوقف عند هذا الحد بل واصل طريقه، ودرس الفن على يد أحد الفنانين المعروفين، وهو الفنان حسن سليمان الذى التقاه وتعرف عليه ذات يوم بين أروقة ما يسمى بالجامعة الشعبية، هذه الجامعة التى كانت موجودة فترة الستينات والسبعينات.
- واصل حسن راشد تعلمه للرسم وتلقيه الارشاد والتوجيه على يد استاذه، وخطى خطوات كبيرة أهلته لأن يكون اليوم واحداً من بين هؤلاء الفنانين الذين يتميزون بعشقهم للهوية المصرية والعربية وتغنيهم بمفرداتها وعناصرها المميزة فى أعمالهم.
- الفنان حسن راشد يعرض الآن مجموعة من أعماله هذه فى قاعة `جرانت` بالقاهرة.. التقته `العرب` فى معرضه وكان هذا الحوار:
* ما سر تعلقك بتلك الأشكال والوجوه الشعبية التى تتميز بها أعمالك؟
- لقد نشأت فى حى شعبى، وتعودت عينى على رؤية مثل هذه الأشكال والعناصر من حولى، كما أنى كنت مولعاً بزيارة المتحف الاسلامى والمتحف القبطى أيضا، وكذلك المتحف المصرى وهى المؤثرات التى استقيت منها طريقى واسلوبى وأنهل من خلالها معظم عناصرى وأشكالى التى أرسمها.. وفى الحقيقة هى تمثل كنزاً بالنسبة إلى وإلى كل محب للفن وللتراث الفنى المصرى، لقد حاولت فى البداية أن ابتعد أو ارسم اشياء أخرى بعيدة عن هذه التأثيرات لكننى وجدت نفسى بلا ميزة او علامة تميزنى كما انى كنت متأثرا بأسلوب الفنان حسن سليمان الى حد كبير، وهو الأمر الذى جعلنى أبحث عن أسلوب وخط واضح استطيع التميز من خلاله بين الفنانين الآخرين، فكان تعلقى بالفن الشعبى هو طوق النجاة من هذا المأزق.
* ولكن هناك كثيرا من الفنانين قد تأثروا بالفن الشعبى واستخدموا رموزه فى أعمالهم أيضا؟
- نعم هذا صحيح ولكن الطريقة تختلف من فنان الى آخر بطبيعة الحال ثم ان روعة الفن الشعبى او الموروث بشكل عام تكمن فى أنه معطاء وثرى بشكل مدهش.. هو كالبحر الذى لا تنضب مياهه مهما أخذت منه.
* لماذا تتسم لوحاتك بشىء من القدم بشكل ملحوظ ؟
- هذا بسبب نوعية الورق الذى أرسم عليه والذى يتسم بهذه الميزة، وهو نوع من الورق أجلبه من سوق الوراقين هنا بالقاهرة ولا يستعمله الفنانون عادة فى رسوماتهم، وأنا اعتبره اكتشافا خاصا بالنسبة إلى، كما أن طريقتى فى استخدام الالوان والخامات والاضافات التى أضعها عليها تساعد هى الاخرى فى خلق هذه الأجواء والشعور بالقدم الذى تلاحظه على العمل.
* ألم يرث أى من أبنائك تلك الموهبة التى يتميز بها والدهم؟
- لكل جيل اهتماماته وطموحاته فهم كانوا يروننى وأنا أرسم منذ كانوا صغاراً ولو كان عند أحدهم الاستعداد لكان قد تعلق بالرسم كما تعلقت به أنا فى صغرى، هم الآن كبار وقد استقل كل واحد بنفسه وبحياته، ولم يفكر أى منهم فى مزاولة الرسم يوما ما، فالفن هواية واستعداد وليس وراثة كما قد يظن البعض.
* ألم تشعر يوما بالرغبة فى تغيير هذا النمط والأسلوب الشعبى الذى عرفك الناس به؟
- لا أبداً لم أشعر يوما بهذا الأمر، وأنا الآن اقترب من السبعين ولو اتيح لى أن اعود وأبدأ حياتى من جديد فلن أغير هذا النمط الذى عرفنى الناس به وعشقته أنا، فالفن الشعبى نبع خصب وغزير لا ينتهى ولا تمل من التأثر به والأخذ منه.