` قبيصى ` يعيد الاعتبار لـ ` الأبيض والأسود `

-هذا الفنان .. اختار منذ البداية ألا يكون ظلا لأحد .. فانحاز مبكرا إلى ` الأبيض و الأسود ` واختطفه ذلك المجهول الذى يختبئ خلف فلسفتهما شديدة الخصوصية والعمق ، ولم يسمح أبدا لشهوة الركض خلف برارى الألوان بأن تسرقه من خطوط وظلال عشقه الأول ، الذى منحه بريشته معظم إبداعاته التى جاءت تحمل - كما هائلا من الرموز والدلالات والتداعيات ، وحتى الهواجس والقضايا الكبرى ، واللحظات الإنسانية الجارحة ، محاولا بدأب شاهق الإخلاص سبر أسطورتها وبدورها لم تبخل عليه الخطوط والظلال ببعض أسرارها ليغزل من ومضاتها واستقاماتها وانحناءاتها .
- وها هو الفنان أحمد القبيصى فى معرضه الجديد يواصل مشروعه ، حيث استفاد تماما فى معظم لوحاته من مركزية اللون الأسود ، بإحداث نوع من الانتشار البصرى للون الأبيض ، الذى تخلى فى لوحات قبيصى عن حياديته المعروفة ليشكل حضورا خاصا ، والأهم قدرة على التجاور اللونى إلى حد الامتزاج مع الأسود ، وهو ما انعكس بصورة واضحة على القدرة التعبيرية لمفردات اللوحة .
- إن مشروع قبيصى الفنى الذى يغامر باستخدام خامتى الرصاص والحبر فقط ، أعاد الاعتبار لفن الرسم والتحبير ، بعدما اعتبرته دعاوى كثيرة نوعا من الرجعية الفنية .

السيد رشاد

مجلة الأهرام العربى - 2010