الحنين إلى الماضى فى أحدث معارض سمير فؤاد
- ( حنين ) هو عنوان أحدث معارض الفنان التشكيلى سمير فؤاد الذى افتتحه د. محمد صابر عرب وزير الثقافة ود. طارق وفيق وزير الاسكان والمجتمعات العمرانية بقاعة بيكاسو بالزمالك ونخبة من الفنانين التشكيليين ومحبى الفن التشكيلى والصحفيين والاعلاميين ويستمر حتى 10 مايو المقبل .
-الفنان سمير فؤاد قال عن ظروف إقامة المعرض وسبب تسميته باسم `حنين` إنه انتابته فى الفترة الاخيرة مشاعر حنين جارف الى الماضى أرجعها الى أن المرء عندما يتقدم به العمر ينظر الى الوراء أكثر من نظرته الى الأمام، وربما يتحسر على علاقات انفصمت برحيل أصحابها، أو لأن حاضرا كئيباً فرض علينا العزلة الى جزر بفعل ضغوط الحياة .
- وبمرارة من يحمل هموم وطنه يقول سمير فؤاد : ربما لجأت الى هذا الحنين تحسراً على وطن كنت أحلم بأن يكون حاضرة أفضل مما أتى به الواقع، أو أن هذا الواقع يجعلنا لا نريد أن ننظر الى المستقبل رهبة منه أو خوفاً عليه.
- وجد الفنان نفسة وهو فى هذه الحالة يعود الى اشياء كانت ممارستها تعطيه الفرح والحبور، ومن هذه الاشياء الألوان المائية بعفويتها وطزاجتها والنشوة التى تصاحب سقوط بقعة اللون على السطح الأبيض، ومحاولة الإمساك ببقعة الضوء الساقطة من نافذة مرسمة وهى تتسلل مخترقة سطح زجاجة زرقاء فتتوهج مثل مشكاة مضيئة فى عتمة مسجد فاطمى.
- أيضا وجد الفنان نفسة فى حالة حنين الى استكمال بحث بدأه ل`صياغة حركة الأرجوحة` فى حركتها البندولية ما بين صعود وهبوط أو حركة جسد فى الفراغ لراقصة تتثنى على إيقاع محموم .
-عاد الفنان كذلك الى لوحات بدأها ولم يستكملها، فكان استكماله لها محاولة لأستدعاء ما كان يستثيره فى شكلها ومحتواها وما كان يحاول الوصول إلية .
ويضيف الفنان انه بعد ان انتهى من `التجربة ` ونظر الى الأعمال فى مجملها وجد أمامة معرض شبه استيعادى يمسح قرابة العشر سنوات الأخيرة من تجاربة فى الفن وهكذا تأكد له ما كان يؤمن به دائما، وهو أن `المقاومة بالفن ` هى أمضى سلاح يملكه الفنان، وأن ` الحنين الى الماضى هو مخزون نلجأ الية لشحن إرادة أصابها بعض الوهن لكى تستعيد عافيتها، ولنمضى قدما ً الى غد نساهم فيه ـ ولو بجزء يسير ـ على أمل أن يكون هذا الغد أفضل وأجمل ، ومن هنا جاءت فكرة هذا المعرض .
- ومن جانبة أشار وزير الثقافة د/ صابر عرب ـ خلال افتتاحة المعرض ـ الى أن معرض سمير فؤاد أحد المعرض المهمة التى استفاد منها بما لدية من التنوع والخصوصية الشديدة مضيفا بانه من الممكن عمل مهرجان دولى للصناعات الثقافية مثل الملابس والحرف التقليدية والفلكلورية والمنمنمات والكتب والفن التشكيلى بساحة دار الأوبرا ولمدة خمسة عشر يوما لانه يقدر دور الأعمال الإبداعية فى الفن التشكيلى وخصوصا فى العام الماضى للفنانين المبدعين سواء من جيل الرواد أو الوسط أو الشباب، ودعا كل المتذوقين للفن التشكيلى لكى يشاهدوا هذا المعرض، مؤكدا أن الفن التشكيلى يحتاج الى جهد فردى وليس جماعياً مثل المسرح، فالفن التشكيلى جهد فنان مبدع لدية مشروع يريد تنفيذه وطاقة يعبر عنها ورؤية وثقافه، مضيفا بأنه شاهد الكثير من المعارض التشكيلية لكثير من الفنانين الشباب مؤكداً بأن بلادنا ستظل مضيئة بهم دائما.
- والمعرض يضم خمسين لوحة منفذة بالألوان المائية والزيتية وهو معرض شبة استيعادى للاشياء التى تثير الدهشة ومشاعر الفرح يسترجع فية الفنان مشروعة الفنى خلال العشرة أعوام الماضية إلا أن معظم أعمال المعرض تم إنتاجها خلال الأعوام 2010 - 2013 ويتناول أربعة موضوعات رئيسية خلال مراحل تطورها وهى : المراجيح والراقصة الشرقية والمرأة المصرية والطبيعة الصامتة.
- والفنان سمير فؤاد من مواليد عام 1944بمدينة القاهرة وهو يشارك فى الحركة الفنية بمصر منذ ثمانينات القرن الماضى فى المعارض العامة والخاصة، كما أقام العديد من المعرض الفردية وعرضت أعماله فى العديد من بلدان العالم الفردية وعرضت أعماله فى العديد من بلدان العالم وله مفهوم وأسلوب خاص يستدعى فيه الزمن والحركة فى لوحاته كما أن له العديد من الكتابات عن الفن منها كتاب عن الألوان المائية يعتبر المرجع الوحيد من نوعه باللغة العربية، وقد أصبح من الفنانين المعاصرين المرموقين منذ نهاية التسعينات وعرف بتميزه الكبير فى خامة الألوان المائية ويهتم فى أعماله بإشكالية تمثيل عنصرى الحركة والزمن .
نجوى العشرى
القاهرة - 7/ 5/ 2013