مسعد خضير البورسعيدى
الإبهار سمة إبداعات خضير الخطية
- أحدث معارض فنان الخط العربى الأشهر خضير البورسعيدى يقيمه حاليا بقاعة بيكاسو بالزمالك ويستمر حتى نهاية شهر رمضان المبارك، المعرض تحت عنوان `الخط العربى.. أينما ظهر بهر` . - ويضم ستين عملا فنيا أبدعه الفنان من خلال الحروف والكلمات العربية من القرآن الكريم والأحاديث النبوية والحكم والأمثال الشعبية، يطغى فيها . - خط الثلث وهو أصعب أنواع الخطوط حيث يحتاج إلى درجة عالية من التمكن فى الاداء والعرض . - كما يتضمن المعرض مجموعة من اللوحات يغلب عليها الخط التشكيلى وهى من سمات أعمال الفنان حيث يرسم تشكيلا من الكلمات المتداخلة والتى توحى بمضمون ومعنى ما يكتبه . - ويمكن للمتلقى فهم اللوحة قبل قراءتها بالاضافة إلى مجموعة من الأعمال تمثل الخط الأكاديمى المدروس والمستخدم فيه الزخارف العربية والتركية. - يطور الفنان خضير البورسعيدى فى أسلوبه بالتحديد مبتكراً فى تشكيلاته المتضافؤة والمعبرة من خلال رؤيته وحسه الفنى وثقافته الواسعة ليضفى على أعماله مقومات يضيف وحدات زخرفية إسلامية، بالإضافة إلى استخدام الأشكال الهندسية كالدائرة والمربع وكذلك الأشكال الحرة فى بناء عمله الفنى، كما زاوج بين عدة خطوط فى العمل الفنى الواحد . - كتب خضير المصحف فى سبعة آلاف لوحة 6مرات، وله العديد من الأسهامات المتنوعة فى مجال الخط العربى : فقد أسس الجمعية المصرية للخط العربى، وشارك فى عضوية لجان تحكيم مسابقات الخط العربى محليا ودوليا وحصل جائزة الكوفة التقديرية عام 1955 وقامت إحدى محطات التليفزيون الألمانى بعمل فيلم تسجيلى عن إبداعاته وإسهاماته فى مجال الخط العربى .
بقلم / محمد الناصر
نصف الدنيا 20 /9 /2009
فى معرض للخط العربى بمكتبة الإسكندرية..لوحات خضير البورسعيدى تروض الحروف الجامحة
- ضمن حرصها على الاحتفاء بمفردات التراث الإسلامي وفنونه، احتضنت مكتبة الإسكندرية معرض الفنان خضير البورسعيدى للخط العربى . ضم المعرض عددا من اللوحات جسدت انسيابية الخط العربى وجمالياته وفخامته، وترجمت الأعمال المعروضة رؤية خضير البورسعيدى للفن بمفهومه العام كانعكاس لحياة الشعوب وأحاسيسها وقضاياها . - احتوى معرض الفنان البورسعيدى على جملة من التكوينات والتصميمات التى يتميز بها فن الخط العربى ، والمفعمة بأشكال من الرؤى المبتكرة ، تعكس علاقة متفردة بفن الخط العربى ، حيث عمل على أن يفهم شخصية كل حرف ويعرف مكامن الجمال فيه ، واكتشف أن هناك حروفا جامحة وأخرى مسالمة، فاستطاع وبقدرة الفنان أن يروضها جميعا لتصبح طوع بنانه . - يشعل الفنان خضير البورسعيدى منصب رئيس الجمعية المصرية العامة للخط العربى ومؤسسها ، كما أنه عضو لجنة التحكيم الدولية لفن الخط العربى باسطنبول . - وعن تجربته قال البورسعيدى لـ `الشرق الأوسط ` ` حاولت أن تعكس لوحاتى تجربة تحمل دلالات كثيرة، أبرزها الدقة فى التفكير والجمال فى التغيير وهى اللغة المفهومة بين كل البشر ، فالفن الحقيقى لا يحتاج إلى شرح أو تفسير فهو فى مفهومه يعطى صورة حية عن حياة الناس وتاريخهم وثقافتهم ` . - ويعد الفنان خضير البورسعيدى من أشهر فنانى الخط العربى فى مصر، وقد جاء إنتاجه الإبداعى فى وقت وقف الخط العربى فيه عند طريقين : الأول الاتجاه الكلاسيكى التقليدى، والثانى هو الاتجاه الحروفى، فكانت الميزة الأساسية فى أعماله هى فهمه وتعامله مع معالم النجاح فى الطريقة الحروفية وإكسابها رونق الطريقة الكلاسيكية للخط العربى، فكان `البعد التكوينى` للوحة الخط العربى وسهولة إدراك العين لها . - وأحيا البورسعيدى بذلك مدرسة بصرية قديمة وتقليدية هى ` توالد الحروف ` وأخرجها من بعدها التعليمى، ومن ثم أدخل فن الخط مرحلة جديدة، تمرد فيها فنيا وأراد أن يصوغ بعدا جديدا يحسب له، حيث أدخل بعض حركات الحروف المختلفة من الأنواع المتنوعة للخط العربى فى بعض، فجاءت متناغمة وحالمة، واستغل طاقات الحرف ومنحه حرية التمدد والاستطالة محتفظا فى الوقت ذاته بأبعاده وقياساته التقليدية. - ارتبط فن الخط العربى عند خضير البورسعيدى بلفظ ومفهوم `العمارة ` فعزز من قيمة العلم المرتبط بقدرات إنسانية وفنية وهندسية ، وتجاوز الأمر ذلك إلى الرغبة فى الوصول إلى تشكيلات وأشكال هدفها تحقيق الجمال الفنى النسبى المبنى على الأسس والاشتراطات الكلاسيكية، وجـودة العـلاقة بين الحـروف، والمقاييس والنسـب التكوينية، والعـلاقات اللونية، وكفاءة تكامل التشكيلات . - وقال الدكتور خالد عزب، مدير مركز الخطوط بمكتبة الإسكندرية إن المعرض قدم مجموعة لوحات من كلاسيكيات فن الخط العربى ومجموعة أخرى تمثل تيار الحداثة والابتكار . - وأشار إلى أن الفنان عمد بطريقته الإخراجية الفنية المميزة إلى إثبات أن الخط العربى فن حيوى لمن يفهم قواعده وأصوله، بحيث يمكن له أن يتطور وينمو ككائن حى . - وبلغ عدد اللوحات التى أبدعها البورسعيدى فى مشوار حياته ما يزيد على 5000 لوحة خطية، وتميزت أعماله بطابع تلقائى وتجديدى . - وحصل البورسعيدى على عدد كبير من الجوائز، منها جائزة الكوفة التقديرية فى الخط العربى عام 1995، والوسام الذهبى لمهرجان كاظمة العالمى بالكويت عام 1996، وجائزة الصين فى الفن الإسلامي عام 1996، ويحضر معارضه كثير من الشخصيات العامة والشهيرة، فزاره مثلا فى متحفه الخاص بالحسين الرئيس مأمون عبد القيوم، رئيس دولة المالديف . - وأقام البورسعيدى أكثر من سبعين معرضا خاصا فى مصر ، من أشهرها معرضه الرمضانى بقاعة بيكاسو ، وله معرض دائم بمتحفه الخاص بالحسين، كما أقام الكثير من المعارض الدولية فى دبى، والشارقة، والكويت، والرياض، وبغداد، والبحرين، والجزائر، وفرنسا، وبلغاريا، وفرانكفورت، وروما، ولوس أنجلوس، كما اقتنت الكثير من المتاحف الفنية والمؤسسات والشخصيات الدولية لوحاته، ومنها : متحف لاهوربباكستان، وكلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد، ودار الأوبرا المصرية ، ومتحف الشارقة ، ووزارة الأوقاف الكويتية ، والأكاديمية المصرية للفنون بروما، وسلطان بروناى، ورئيس دولة المالديف وغيرهم . - وتم تكريم الفنان خضير فى عدد كبير من الفعاليات، حيث كرمته دار الأوبرا المصرية فى مهرجان الموسيقى العربية السادس عام 1997، وكرمته وزارة الثقافة فى مهرجان الخط العربى عام 2000 بقصر الفنون وعين قومسيرا له، كما كرمته محافظات أسيوط والسويس والغربية بمصر إضافة إلى جامعة أسيوط .
بقلم : داليا عاصم
الشرق الأوسط -2009
الخطاط خضير البورسعيدى : احتفظت بآخر كسوة مصرية للكعبة لمدة شهر ونصف
- يقول : خضير بدأت فى سن العاشرة بكتابة الإعلانات وواجهات المحلات ، كنت أكتب بكلتا يدى .. فى نفس الوقت ، حصلت على دبلوم الخط العربى من مدرسة خطوط طنطا ، ثم دبلوم التخصص فى فن الخط من مدرسة خليل أغا بالقاهرة ، بعدها درست على يد كبار الخطاطين المصريين أمثال محمد حسنى وسيد إبراهيم ومحمد عبده . - عن مشاركته فى كتابة آخر كسوة للكعبة أرسلتها مصر للسعودية عام 1962 يقول : شاركت فى عمل الكسوة فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر، وكانت آخر كسوة ترسلها مصر إلى المملكة العربية السعودية وذلك عام 1962، أى بعد عام من مجيئى إلى القاهرة عام 1961 للإقامة فى الجمالية بجوار دار الكسوة فى الخرنفش والتى كانت تصنع فيها الكسوة، بعدها تولت السعودية عمل كسوة الكعبة وأنشأت لها دار تقوم بهذه المهمة . - بعد ذلك بعشرين عام وتحديدا عام 1982 جاءنى عدد من السعوديين وطلبوا منى كتابة الأدعية والآيات القرآنية التى تزين كسوة وستارة الكعبة .. وأحضروا الأدعية والآيات التى يريدون كتابتها وأعطوها لى ، ولمست منهم اهتمامهم بشكل الخط أكثر من اهتمامهم بالكتابة نفسها لأنهم لا يريدون أن ينشغل الحجاج أو المعتمرون بقراءة المكتوب على الستارة أو الكسوة عن الهدف الذى جاءوا من أجله .. واتفقوا على إعطائى تسعين جنيه مقابل إنجازى للمهمة . - السبب فى اختيارهم له كما عرفت من خضير هو شهرته فى ذلك الوقت، وكانت سمعته معروفة فى عدد كبير من الدول العربية، والفارق بين المرتين اللتين كتب فيهما الكسوة كبير .. ففى المرة الأولى كان فى بداية حياته وكان واحداً من بين أكثر من خمسين شخصاً يصنعون الكسوة من أولها لآخرها لأنها كانت تخرج من مصر .. أما الثانية فكانت شهرته واسمه معروفين للجميع وقام بكتابتها كلها لكنها كانت تصنع فى السعودية . - يتذكر ` خضير البورسعيدى `الأيام التى قضاها فى عمل الكسوة، وكان رفيقة فيها أقلامه وأوراقه .. فيقول : اعتدت دائما قبل كتابة أى لوحة لآيات قرآنية أن أفهم معناها أولا وذلك بالرجوع إلى المصحف الشريف ومحاولة فهمها فهماً عميقا من خلال التفسير ، وعندما أخذت من السعوديين الآيات التى يريدون كتابتها قمت أولا بمراجعتها فى المصحف جيدا أكثر من مرة.. بحثت عن معناها فى كتاب التفسير كى أكون على دراية بما تحمله من معنى وأيضا أستوعب ما أكتبه ، فأنا أفضل أن أكتب شيئاً أعرف معناه حباً فى العمل وليس مجرد كتابته والسلام . -أهم شئ عنده أن يكون لديه إحساس بالجملة أو النص الذى كتبه حتى يتفاعل مع النفس ويستشعر معنى ما يكتبه حتى يبدع فيه. الخطوة التالية التى قام بها هى كتابة الآيات بالطباشير على سبورة كبيرة موجودة عنده.. بعدها جاءت خطوة ` شف ` أو طباعة الآيات على ورق معين قبل كتابتها بالحبر على ورق آخر وغالبا استعمل ما يقرب من عشرة أقلام. ويعلق قائلا : كل ذلك ليس سهلاً ولا يأتى فى وقت قصير ، فمثلا كتابة الآيات على السبورة لا تكون من مرة واحدة، ففى هذا العمل كتبها ثلاث مرات تقريبا قبل أن يستقر على الشكل النهائى لها .
بقلم : إيناس مرشد
الإذاعة والتليفزيون -2009
رؤى مبتكرة تكشف مكامن الجمال فى أعمال خضير
- كل عام وفى مثل هذه الأيام المباركة من شهر رمضان المعظم يطالعنا فنان الخط العربى الأشهر فى مصر بأعمال متفردة فى هذا المجال لا يضاهيه فيها أحد يضع فيها بصمته التى تنم عن وعيه بمكامن الجمال فى الحروف ليروحنها كيف يشاء ومن ثم تأتى الكلمات لتعبر عن معناها، فكل حرف له شخصيته المستقلة ذات المعنى والمغزى الذى يقوده إلينا الفنان خضير البورسعيدى فى أحدث أعماله والتى يقدمها فى معرضه الذى يفتتح مساء اليوم - الجمعة - بقاعة بيكاسو بالزمالك .
- المعرض تحت عنوان `الخط الجميل حلية الكاتب` وهو عنوان يحمل العديد من المضامين فلم يجعل الخط الجميل حلية الخطاط لكنه اعتبره حلية الكاتب - أى كاتب - فالخط يكشف شخصية الكاتب - كتابة وتنظيما وشكلا - يستطيع أن يكشفها من يمتلك قدرا من الفراسة لذلك اختار الفنان عنوانا بسيطا لكنه عميق فى مغزاه، انتقى الكلمات بدقة وعناية كما ينتقى تشكيلاته الخطية التى تحمل رؤاه المبتكرة التى تكشف مكامن الجمال فى الحرف والكلمة والجملة يرسم تشكيلات حية من الكلمات المتداخلة أو المتراصة أو المتتالية أو المتضافرة أو المعكوسة.. استخدم أساليب عدة ليصل إلى ما ترمى إليه كلمات الحكمة والتى اختارها من آيات القرآن الكريم والحديث النبوى وكذلك الأمثال الشعبية منها ما أضفى عليها زخارف وخلفيات من التراث الإسلامى ومنها من حكم حدودها بالشكل الهندسى فلوحاته جعلته يحلق فى آفاق النجومية على مستوى العالم ليشرف بتمثيل مصر فى المحافل الدولية ولجان التحكيم العالمية أهمها عضويته فى لجنة تحكيم مسابقة الخط العربى التى تقيمها تركيا كل عام فى اسطنبول وتضم مشاركين من مختلف دول العالم، كما شارك منذ أسابيع فى ملتقى مجمع الملك فهد لأشهر خطاطى المصحف فى العالم الذى أقيم فى المدينة المنورة.لم يقف خضير البورسعيدى عند إتقانة الشكل الكلاسيكى أو التقليدى لكنه استغل طاقات الحروف فى حرية لا تخرج أو تجنح بعيدا عن أصولها إنما يتعامل معها كذلك حيثما يتطلب الموقف حيث يتعامل مع البناء المعمارى والفنى المتكامل بين ما هو `حروفى` وما هو ` كلاسيكى` وما هو `تشكيلى` لتكتسى أعماله بتكامل جماليات العمل الفنى فى هذا المجال.
- يتعامل خضير مع كل حرف وكأنه شخصية مستقلة ذات دلالات حية يستغلها فى خلق العلاقات المتنوعة بين الحروف فى تكويناته فهو يتعامل مع الجمل والآيات التى يكتبها من خلال البحث عن معناها ومحاولة فهمها فهما عميقا من خلال التفاسير ليستوعب بقدر ما يستطيع جوانب عديدة لأن رسالته ليست مجرد الكتابة فقط ولكن يتعامل مع الشكل والمعنى والمضمون .
محمد الناصر
نصف الدنيا - الجمعة 12 /8 /2011
خضير البورسعيدى كتب المصحف الشريف سبع مرات
* تشكيل إسلامى .. الخط العربى عنده كائن حى يتحرك مثل الإنسان :
- بدأفنان الخط العربى خضير البورسعيدى عام 1946 كتابة الكلمات، حينما كان فى الخامسة من عمره، بينما لم يكن قد تعلم القراءة، فيكتب له الثوار عبارة ` من يتعاون مع الاستعمار له الموت`، فيدونها باللون الأزرق على حوائط المبانى، وإسفلت شوارع بورسعيد، حيث كان اللون الأزرق مرتبطاً بالغارات الجوية، حين يدهن زجاج النوافذ كى لا يظهر أى ضوء، وكان يشترى زهرة الغسيل ويضع عليها قطرة من العسل ليتماسك قوامها عند الكتابة، واستمر ذلك اللون فى أعماله حتى الآن، ليقتنيها زعماء ونحوم العالم الإسلامى.
- فى سن السادسة التحق خضير بالمدرسة الابتدائية، وكان من دون أن يتعلم قواعد الخط العربى يكتب على السبورة بالطباشير، حتى وجد كتاباته أستاذ اللغة العربية، ويدعى `طه ` فنادى جميع المدرسين أوراهم ما كتبه وكان المكتوب `الملك فاروق ملك مصر والسودان ` بعد أن نقلها من عمله القرش الأحمر، وأثنى عليه الجميع، وعلى أثر تلك الواقعة استأجر له ناظر المدرسة محلاً فى واحدة من عماراته، وكان وقتها بالصف الثاني الابتدائى، كما تلقفت الواقعة أيضا مجلة `البعكوكة ` التى كانت منتشرة فى بورسعيد.
* طريق الاتباع :
- وقال إن الكثير من الخطاطين يسيرون فى طريق الاتباع لا الابتداع، فالإبداع يخلق مع الإنسان، والمبدع من خلال كتابات تعبيرية يستطيع أن يعلم من لا يجيد القراءة المعنى، كما أن الظهور فى أى مهنة يتطلب أن يأتى صاحبها بالجديد فربما لدينا الآلاف من الخطاطين، إلا أن الدراسة وحدها لا تصنع مبدعاً، وقد استفاد من أساتذته الكثير، إلا أن التطور شئ مختلف، ولذلك كان يقول للدارسين بمعهد الخط أن من يرد شيئاً فليجربه بلا خوف .
- وأكد أن الخط العربى له قانون، والجمال لا يخضع لقانون، وأن الخط يمكن أن تشده باللين، فالحرف العربى كائن حى يتحدث إليك، ويتحرك مثل الإنسان، ولذلك يجب الاختيار الجيد للوضع الذى يمكن التغيير فيه، ومن يريد أن يفهم الحرف العربى وكيفية التعامل معه بحرية، يجب عليه أيضاً أن يعلم المواقع المحظورة فيه، حيث إنه فى خط الثلث لا يتم الاقتراب من الرؤوس،أو بداية الحروف، أما الأجسام أو التكملة فيتاح فيها ذلك، حيث إن ملامحه فى الرأس، التى تعتبر وجه الحرف مثل الإنسان، وأن الخطاط الفنان يستطيع التحكم فى النسبة والتناسب لكتلة الحرف، فالخط يبدأ من نقطة، والزيادة أو النقص بلا دراية بالقيم الجمالية للحرف تفقده شكله، كما أن الاختيار واجب فى الحرف، فليست كل الحروف قابلة للتحديث فى شكلها بالاستطالة أو القصر، كما أن ذلك يكون تبعا لموقع الحروف .
* أسماء الله :
-وأضاف أن آخر لوحة نفذها بعد أن لفت نظره قراءة أحد الشيوخ لآية من القرآن الكريم فى `نفس` واحد، فأصر على أن يكتب لوحة على نفس النمط، دفعة واحدة، بمعنى أن القلم يوضع على الورقة ولا يرفع إلا عند الانتهاء من الكتابة، ووجد أن ذلك هيناً فى كتابة أى أية، لذلك اختار أسماء الله الحسنى ليزيد من درجة الصعوبة، ويتذكر انه قبل ذلك كان هناك خلاف بين عمر الجيزاوى ومحمد الكحلاوى على آيهما صاحب لحن أغنية الفرانكو آراب `يا مصطفى يا مصطفى` فأخذ الفكرة وبدأ مجموعة لوحات خطية تقرأ من الشمال بالإنجليزية ومن اليمين بالعربية للفظ الجلالة ومحمد، موضحاً أنه من خلال الطبيعة أو الموقف يستخلص الكلمات التى سوف ينفذها على الورق، ودائماً ما يدعو الله أن يأتى بعمل جديد.
- وتعرف خضير عام 1958فى مدرسة الخط فى باب الشعرية على أستاذه محمد حسنى، الذى تعلم منه التركيبات الخطية المعقدة، التى أحبها، وقال عنه انه فنان تركيبات يستطيع أن يضغط كتلة الحروف جميعا بشكل واحد، وبقاعدة بحيث تنقص كل الحروف بلا استثناء نفس المساحة حتى إذا كانت نصف نقطة، وانه يتحكم فيها، وانه مهندس معمارى فى لوحة الخط العربى، كما تعلم من محمد عبد القادر، الذى كان يكتب إليه ابنى وتلميذى وزميلى الفنان المشهور مسعد خضير البورسعيدى الاهتمام بالفراغات وأناقة الخط والتجديد فيه.
* كلاسيكيات :
- أما كلاسيكيات الخط فتعلمها من سيد إبراهيم بعد أن أعجب بلافتة له لمكتبة مصر الجديدة، فطلبه لمقابلته واستمرت علاقته به حتى وفاته قبل وفاة محمد عبد القادر.
- وعن مواكبة عيد الخط لعيد الحب فى نوفمبر، قال إن كلمة `خط ` مكونة من حرفين، وكذلك الحب، كما أن أول حروف الهجاء لم يكن الـ أ `، وإنما هو الـ ` ح `وآخر حروفه ال`ب` وأخذت من شكل فتحة الفم، ففتحة يعنى الحاء، وغلقه يعنى الباء، وهو النطق السليم والأساس القديم للحروف،فالخط من الحب. وقال إنه لم يبق من الخطوط العربية المستعملة غير 6 فقط لأن ابن مقلة حينما بدأ يقنن الخطوط اكملها خمسة وترك البقية الذى يصل إلى 118 نوعاً، ثم جاء الخطاط المصرى عبد الرحمن بن الصايغ فى القرن التاسع وانتج خط الإجازة، وهو من الثلث والنسخ، واختص به كتابة الشهادات، ومن بعده جاء محمد محفوظ الذى أضاف خط التاج .
- وهذا ما يوضح السبق للمصريين فى الكتابة منذ الخط الهيروغليفى، موضحاً أن الخطاط يدرس مع الخط الثلث، خطوط الإجازة والجلى الديوانى والكوفى بأنواعه، وانه يدخل فى كتاباته الخط الأيوبى الذى لم يره احد من قبل، والخط القيروانى الذى يشبه النيسابورى، إلا أنه افضل منه، فهو ذو ثقل وقوة ارتكاز، أما النيسابورى فرفيع وخفيف، وخط الطومار الذى خرج منه الثلث لإحياء تلك الخطوط، وان المصحف كتب فى أول الأمر بالكوفى ثم بالمحقق والريحانى، ثم استسهل الخطاطون خط النسخ، فاندثر الخطين الآخرين.
* نوع القلم :
- وقال إن الخطوط تنسب إلى أماكن أو وظائف، فالكوفى نسبة إلى انتشاره فى الكوفه، ويكتب بثلث القلم البوص `البسط `، والرقعة سمى لأن القلم يملا بالرقعة فى مكانه، وخط الرقعة نسبة إلى الرقاع التى كتب عليها، وكانت تصنع من الجلد الرقيق للماعز، وهو شبيه بخط الإجازة، وكذلك خط التوقيع قريب منهما، أما النسخ فاطلق عليه لكثرة الكتابة به، ويقال نساخ، والديوانى لانه كاان يكتب به فى الدواوين العثمانية للأنواط والنياشين، أماالثلث لأن أصله خط الطومار، وعدده 24 شعرة - مقياس شعر الخيل - وقسم إلى 3، و 8 منه ثلث و 16 ثلثين والـ 24 طومار، والطومار ثلث القلم،فأصبحت ` ثلث ` .
* كاتب المصحف الشريف :
- قال خضير البورسعيدى إنه كتب المصحف الشريف 7 مرات، الست الأولى منهم للتليفزيون، حيث لم تكن هناك الماكينات الحديثة التى تعيد لوحة الآية أو مقطعا منها، لذلك كان يفرغ المصحف المسجل كاملا لكل قارئ، ويقف عند الآية التى يقف عندها القارئ، وإذا أعاد الآية اضطر إلى إعادة كتابتها مرة أخرى، فكانت اللوحات يصل عددها إلى 6000 لوحة بدلاً من 550 لوحة، كما يحدث الآن، أما آخر مصحف فكتبه بتكليف من شركة الشريف قبل غلقها، وكان عبارة عن السور باللغة العربية وتحت كل سطر ترجمة لمعانيه بالفرنسية والإنجليزية.
مجدى عثمان
دنيا الاتحاد - 13 /8/ 2011
لوحات الخطاط البورسعيدى ..عمارة كلمة أم عمارة روح؟
- فى عرض كبير ضم خمسين لوحة أقام الفنان الكبير الخطاط خضير البورسعيدى معرضه المقام حالياً فى جاليرى بيكاسو للفنون بالزمالك تحت عنوان ` الخط الجميل .. حلية الكاتب ` وإلى جانب هذا العنوان الجميل الموحى ظهرت الأعمال كاشفة عن خطاط بإحساس فنان وبقلب إنسان تقى وكاشفة عن متأمل فى اختياره لكلماته المخطوطة التى هى وجهة نظر خاصة لفنان يجيد تطويع الكلمة داخل نطاق فنى وله فلسفة خاصة تحمل حكمة الحياة فى التعامل وأدواته الفنية وذاته والآخرين وأيضا هو الفنان الخطاط الورع الذى كتب المصحف الشريف بخط يده ست مرات .
-فى معرضه لوحات إلى جانب اهتمامه بالقواعد الخطية التقليدية وأيضا اهتمامه بالعمل كلوحة تشكيلية تضم الحرف والكلمة والمعنى نراه يهتم للغاية بعمارة الكلمة وأقصد بها معمارية الكلمات فى بنائية راسخة وأيضا من جانب أخر يهتم بعمارة الروح .. وما بين عمارة الكلمة وعمارة الروح تتألق لوحات الفنان الكبير خضير الذى يجيد التعامل مع الحرف والكلمة داخل سياق الجملة ككائن يبدو ساكنا لكنه يتطور من الداخل وينمو فى ديناميكية إلى خارج الحدود المرسومة له إلى مدار روحى غير محدد ولا تحده أطر اللوحة بالقياس على المستوى البصرى بامتدادات نهايات الحرف فى اندفاع شغوف إلى التنامى خارج الإطار.. وفى نفس الوقت قد حقق معادلة خاصة بأن جعل حروفه تتمدد فى حرية أو تلتف حول بعضها فى تعاشق أو فى تناغمات بنائية أفقية أو رأسية دون أن يبعد عن حدود القياسات التقليدية ومع تشكيل الجملة المكتوبة لتتسق والمعنى حيث يصبح شكل الحرف داخل الجملة والجملة بحروفها موحية بالمعنى الذى يريده الفنان الذى يغلب عليه مفهوم فنان معاصر فى تعامله مع تكويناته وتوزيعاته اللونية وعلاقات المساحة والتنغيم الخطى بين السميك والرفيع والمتداخل والطائر..فى لوحات تحمل تسابيح وأدعية وكلمات من كتاب الله وأحاديث نبوية ورؤى تأملية فلسفية.. وجعل الخطوط تخدم بإخلاص وعشق شديد للمعنى فلم تعد مجرد حروف لكلمات مجردة بل هى حروف تنبض وتهتز مخاطبة الوجدان فى بلاغة السهل العميق.
فاطمة على
أخر ساعة - 24 /8/ 2011
|