حول رؤية الفنان - السيرة الذاتية - قطاع الفنون التشكيلية

- تتابع الأيام.. ويهل علينا .. يأتى فى موعده من كل عام.. مسكونا بالخير والبركة.. حانيا كالندى.. مشرقاً بالسحر الصوفى.. عامراً بنفحات الإيمان .. شهر رمضان الذى يتألق مع كل هذا بالصور الشعبية التى تؤكد فى النهاية خصوصية الشرق الفنان .
- والفنانة نفيسة البقلى مع تنويع أعمالها وثرائها.. والتى تمتزج فيها الحقيقة بالخيال والفنتازيا بقوة التعبير.. إلا أنها أيضاً تستلهم فيها النبض الشعبى من تلك الصور التى نطالعها فى المواسم والأعياد وطقوس الأفراح والميلاد.. كما تجسد فى مساحة كبيرة منها.. روح الشهر الكريم ومباهجه ومظاهر الاحتفاء به .
- وهى فنانة فطرية لم تدرس فى أكاديمية فنية أو كلية من كليات الفنون.. فقد درست الأدب الفرنسى بالجامعة.. واستمرت ثقافتها الفنية من خلال صداقتها بالكثير من الفنانين وتأملاتها للأعمال الفنية بمصر وخارجها من خلال سفرياتها.. ومن هنا تنتمى أعمالها للفن الفطرى أو من أصحاب القلوب البرئية البيضاء.. والذين يعتمدون على احسلسهم وبداهتهم التلقائية فى التعبير .. ويطلق عليهم أيضاً ( الغرباء ) أو (الخوارج ) بمعنى الذين يخرجون على القواعد والأسس الأكاديمية فى الإبداع .
- وأعمال الفنانة عموماً مشبعة بالعاطفة وتتميز بسحر خاص حيث يغلب عليها الطابع التعبيرى الذى يأخذنا إلى آفاق جديدة من طرافة التكوين وتلقائية الخطوط وغنائية الألوان كما تجمع بين حيوية التشخيص وبلاغة التجريد.. وجمال التشكيل بالإضافة إلى تميزها بهذا الحس الطفولى الشعبى .
- فى لوحتها ( هلال رمضان ) تصور الفنانة طفلاً وطفلة بملامح الطيبة والبراءاة.. أشبه بالعرائس معلقين بحديد نافذة زجاجية .. والعجيب أنها تقسمها إلى جزأين بمثابة الليل والنهار.. فتقف البنت فى دنيا النهار والشمس معلقة فى الأفق بينما يقف الولد فى قلب الليل حيث يبدو الهلال ساطعا مع نجمة وبقعة ضوء باهرة.
- أما فى لوحة ( أطفال وفانوس وهلال ) فيتحرك فيها الأطفال..أولاداً وبناتاً.. كل يمسك ( بجلباب الآخر ) وتبدو الملابس بيضاء مسكونة بالنقوش الهامسة وفى المقدمة.. تتصدر طفلة بفانونس رمضان .. والأرضية هنا غارقة فى الأحمر الفوشيا الداكن والذى يتخلله بقع من الضوء ..
- أما فانوس رمضان فيتألق فى تشكيل بديع بالأخضر والأحمر النارى والأزرق الليلى والبرتقالى .
- ولاشك أن لوحاتها ( يارا ) والتى رسمت فيها حفيدتها الصغيرة تمثل مساحة شديدة العذوبة مسكونة بالأحساس الطفولى .. تمثل صورة مرئية لحديث الجدات للأطفال فى حدوتة قبل النوم فهى تجمع بين يارا الطفلة الحالمة تلهو وسط الحيوانات .. على أرضية من البرتقالى الهادىء والبيج ونطالع كلمات على السطح تغنى ليارا حبيبة جدتها .
- وتأخذنا أعمال الفنانة إلى السحر الشعبى من لوحة القط الرابض أمام البوابة المغلقة بعيون شاخصة مسكونة بالدهشة والتربص الحذر.. إلى لوحة ( عروسة الجسد ) أو خمسة وخميسة والتى مزجت فيها بين التصوير الزيتى والفوتوغرافيا مع لمبة الكيروسين والتى تمثل فى أعمال الفنانة رمزاً للنور والثقافة والتنوير .
-تحية إلى الفنانة نفيسة البقلى وإلى عالمها وبعودة بعودة يا رمضان.