غادة عبدالملك .. ترقص بالألوان والخطوط
- على أنغام لون ترقص النساء.. تتمايل الأجساد بخفة تحركها خطوط رقيقة تتحدى الظلام بكل معانيه.. تراقص الجراد والوحوش ولا تهتم بالعابثين.. تناغمات تفتح الشبابيك لرؤية فنية أعمق للحركة والإيقاعات التشكيلية التى تحرك عصب العين لمشاهدة أعمق لفلسفة الفنانة غادة عبدالملك لرقص النساء على جسد اللوحات فى معرضها المقام بجاليرى ضى بالمهندسين.
تناولت الفنانة غادة عبدالملك حركة النساء فى حالة الرقص، وجاءت بعدد من الحركات المختلفة للنساء وهن يرقصن رقصات متنوعة تظهر ليونة الجسد ونعومة الحركة وتعدد التشكيل الفنى الذى يقدم معطيات جديدة للموضوع الفنى والفلسفى من خلال رؤيتها لمفهوم الرقص باعتباره فنا أصيلا فى كل المجتمعات يواجه بالرفض من قبل بعض المتشددين.
والرقص بكل أنواعه سواء أكان رقصا فرديا أو جماعيا لا يكون الا فى حالة سعادة أو سعيا لها. فلا يستطيع الإنسان أو حتى الحيوان أن يقوم بهذا الأداء إلا طلبا للسعادة أو التسلية، ولا يستجيب الإنسان الا عندما يشعر بالرغبة الصادقة للرقص. وهناك العديد من الرقصات قام بها البشر على مر العصور. فهناك رقصات فرعونية وهندية وصينية ترجع للعام 3000قبل الميلاد، وكذلك فى التراث الإغريقى، ورقصات إفريقية لجلب المطر، أو الحفاظ على القبيلة من الشرور حسب معتقداتهم، وهناك الرقص القبطى، والرقص بالسيف والتحطيب والرقص على الخيل، والرقص كمجموعات فى حفلات، والرقص على أنغام، وغيرها من الرقصات التى تغيرت وتنوعت حتى فى عصرنا الحديث.
قدمت الفنانة مجموعة رقصات شرقية أظهرت فيها تقنياتها الخاصة. كما قدمت مجموعة ترتبط بفلسفتها المرتبطة بمواجهة الرقص بالرفض من البعض، والتى صورتهم بالباعوض والثيران، وأشواك الصبار لتقيم حوارا تشكيليا يكشف هذا الصراع والتحدى بين ليونة الجسد الأنثوى والتشنجات فى الجانب الآخر المتعصب والمتمثل فى نبات الصبار بأشواكه، والثور فى هياجه، والباعوضة فى لدغتها. وجاءت سلسلة من الحركات والأداءات المتناسقة والمتناغة للجسد والذى يحمل العديد من الدلالات التعبيرية والرمزية.
قامت الفنانة بتغيير الإضاءات المسلطة على بعض الاعمال بألوان مختلفة بواسطة الفلاتر من خلال `بروجكتر` فى محاولة منها لتصعيد الحالة التفاعلية للمشاهد مع تلك الأعمال. وبعد أن أوقفت هذا الوسيط الإضافى وبدأنا نشاهد الأعمال من خلال الإضاءة العادية ظهرت القيمة الحقيقية للتداخلات اللونية والحركية وسلاسة التشكيل وليونة الخطوط والتى قللت منها تلك الإضاءات الملونة خاصة وأن تناولها مرتبط بالمشاعر والإنسجام الذى أخرجته تلك الإضاءات الملونة التى تمثل حركة فى مقابل ثبات للشكل فكان الضوء أقوى مما أثر بالسلب على طريقة العرض.
وغادة عبد الملك من مواليد القاهرة 1971، وشاركت بالحركة التشكيلية المصرية منذ عام 2007بعد تخرجها فى كلية الفنون الجميلة قسم التصوير عام 1993، ولها معارض فردية بداخل مصر، كما شاركت فى عدة ورش فنية وأكثر من 15 معرضا جماعيا.
ومن المشاريع التفاعلية التى شتركت فيها `جدارية السلام` بسور وزارة الزراعة بالدقى 2011، وعمل جداريات بأمتداد شارع سيد عبيد بامبابة حوالى 500 متر طولى على الجانبين يمشاركة 30 فنان وفنانة.
د/ سامى البلشى
الإذاعة والتليفزيون