منال عبد الحميد شلتوت أبو علم
الفنانة الدكتورة منال شلتوت.. ومنحوتات تجمع بين أصول التراث وروح العصر
الفنانة الدكتورة منال شلتوت واحدة من الوجوه التشكيلية البارزة في المشهد التشكيلي المصري والعربي والإسلامي.
تجمع منحوتاتها بين أصول التراث العريق من جهة وروح وسمات العصر من جهة ثانية.
وتمزج فيها بين الخشب والنحاس في رؤية تجريدية تأملية صوفية مرجعيتها هي البعد المعرفي والروحي للفنانة التي انشغلت بجانب النحت بقضايا التراث الفني الإسلامي عبر مشاركاتها البحثية في العديد من المؤتمرات في داخل مصر وخارجها.
يقول الفنان التشكيلي والناقد العراقي الدكتور قاسم الحسيني عن أعمال الفنانة الدكتورة منال شلتوت، `لقد انبثقت تشكيلات الفنانة (منال شلتوت) من رؤيتها التجريدية التي غادرت محاور الواقع الفج ومعطيات الوجود الخارجي ذات المنحنى الحسي، إذ استطاعت عبر تلك الرؤية أن تغور في أعماق وجوهر الحسي سعياً منها لبث استطيقا الروحي`.
وتقول الفنانة الدكتورة منال شلتوت عن أعمالها `لقد حاولت إعطاء أعمالي صفة الترابط البنائي داخل تشكيل رشيق تحكمه صفة التوافق اللوني، فضلاً عن تحقيق عنصري الزمان والمكان كأساس لمعالجة العمل الفني وعناصر، حيث تضمنت عنصر الفراغ الحقيقي معبرة عن المكان الذي يعد بمثابة طاقة جديدة أضيفت إلى طاقات العمل الفني وعناصره`.
مجلة نفرتيتي
الكتلة والتجريد بعض من الرؤى النحتية في أعمال الفنانة المصرية دكتورة/ منال شلتوت
فن النحت في القرن العشرين اتجه إلى مسالك متنوعة، سار أحياناً موازياً للمدارس الفنية في فن التصوير: كالتعكيبية، والمستقبلية، والرمزية، والتجريدية، والسريالية، والبنائية، والإيجازية، والواقعية. (د/ محمود بسيوني `الفن في القرن العشرين).
وهكذا، يمضى النحات في صور إبداعه النحتي متمثلاً كافة الاتجاهات هاضماً لها ومتخذاً منها متكئاً ومُعضداً لعمله، داعماً رؤاه الفكرية وآلياته وأدواته بل ومادته التي سيستخدمها مع العناصر الخارجية من إضاءة وفراغ وزوايا وارتفاع وانخفاض.. إلخ، مضافاً إليها عناصر التكوين الذاتي للمنحوتة نفسها وما تحمله من دلالات معبرة عن رؤية المبدع الفكرية التي يجسدها عملاً يبدو صامتاً، لكنه ناطقاً بلغة جمالية يدركها المتلقي وفق ثقافته البصرية.
وفنانتنا القديرة د/ منال شلتوت.. تضع بعضاً من هذا في تجربتها وعملها الذي بين أيدينا، حيث تعرض لنا كتلة تجريدية ناعمة الملمس تحفل بعناصر معروفة من حفر، وثقوب، وإيقاعات تمثلها بعض من الدلالات التجريدية في هيئة رسوم هندسية أو مقتطعات من كائنات يمكن استحضارها من مخزوننا السابق من الرؤى البصرية مما يجعل المتلقي في حال وجدانية متفاعلة وباحثة عن المزيد من الجماليات والرؤى البصرية والفكرية السخية التي تجيد المبدعة من بثها في ثنايا عملها.
وقد لا يمثل هذا المتاح لنا من إبداعاتها كل حرفيات وتقنيات، مبدعة، ودراسة ومتمكنة من أوداتها فضلاً عن خبرات سابقة تحملها بقفزات واثقة لمكانة تليق بها شخصياً وبإبداعاتها.
الناقد الشاعر/ سيد جمعة
جاليري مصر
|