حول رؤية الفنان - السيرة الذاتية - قطاع الفنون التشكيلية

للونين الأبيض والأسود سحر يعرفه عشاقه ممن يجدون المتعة فى تأمل الزمن داخل أطر فوتوغرافية قديمة تظهر ما تبطن لمن يجيد إمعان النظرة واختراق الملامح لتنطق بالسرائر ويقرأ التفاصيل والسكنات واللفتات وهذا الصمت الناطق هذا ما وجدتنى احدث به نفسى وأنا ألمس ألبومات صور الفنان التشكيلى صبرى راغب القدم البادى على أغفلتها الأنيقة التى مازالت محتفظة بمتانتها ورائحة الأوراق القديمة فى سجلات معارضه الممهورة بأسماء نجوم لامعة وأخرى لمعت بعد حين هذا الكنز الفوتوغرافى والوثائقى يمتلكه فنان تشكيلى شاب يهوى جمع مقتنيات كبار الفنانين التشكيليين. هذا الهوى دفعه إلى إعداد معرض يؤرخ لمسيرة الفن التشكيلى فى مصر عبر 114 عاما وقد ضمنه باكورة المقتنيات التى جمعها لعمالقة الفن التشكيلى .
هذا الشاب هو بهاء عامر الذى تخرج فى كلية التربية الفنية 2000 وحصل على دبلوم ترميم الآثار وعمل مع مؤسسة الأغاخان ثم مركز البحوث الأمريكى لتقديم دورات تدريبية فى ترميم المقابر الفرعونية بالأقصر ثم تفرغ لعمل معارض لأعماله الفنية وجمع مجموعته الخاصة من روائع الحركة التشكيلية المصرية التى استطاع ان يعرف منابعها من واقع عمله كخبير تقييم للوحات الفنية الاصلية
وكانت باكورة مجموعته لوحة سيف وانلى التى رسمها الفنان لنفسة ولم يؤرخها .
قصة لوحة محمود سعيد
من بين مقتنيات بهاء عامر لوحتان للفنان محمود سعيد التى يعتبرهما من اهم المقتنيات التى حصل عليها بوصف لوحات محمود سعيد معروضة فى متحفة بالاسكندرية ، وفى متحف الفن الحديث ولوحاته الأخرى موزعة بين مجموعات محدودة .. اللوحة الاولى اقتنصها صديقة الشاب من معرض كريستى ، حيث كانت ضمن مجموعة الفارسى وهى لموديل عار ومؤرخة بعام 1938 وعليها توقيعان بتاريخ 1983 من خبيرين فنيين بكلية الفنون الجميلة بالاسكندرية يقرأن بأصالة اللوحة وأنتمائها الى أعمال محمود سعيد .. هذه اللوحة اقتنصها الشاب المصرى بمبلغ مليون وثلاثمائة دولار ، وهى توثق كما يقول بها : لفترة مهمة من أعمال محمود سعيد ، حيث عالج فيها نقطة حساسة جدا بالنسبة للمجتمع المصرى وهى تقديم جسد المرأة ولكن بعيدا عن التلميحات والإيحاءات الجنسية وكانت لمحمود سعيد طريقة متميزة فى هذا .
بورترية ملك مظلوم
من بين اللوحات تجذبك فى مجموعة بهاء البورترية الذى رسمة محمود سعيد لملك مظلوم زوجة أحمد باشا مظلوم عم محمود سعيد .. وعلى صدرها نيشان الكمال الذى منحة لها السلطان العثمانى تقديرا لمجهودها الخيرى ... واللوحة حصل عليها بهاء من صديق اشتراها من اسرة محمود سعيد بالاسكندرية .

كنز صبرى راغب
أما الكنز الذى يفخر بهاء بالحصول علية ويسعى لتكون مادته مضمون دراسة كاملة عن الفنان التشكيلى صبرى راغب فهى ألبومات صورة الخاصة .
كيف حصلت على تلك الالبومات الخاصة ودفاتر الزيارات الخاصة بمعارض بفارس البورترية صبرى راغب ؟
جمعتها من اكثر من مكان وأكثر من شخص .
ما مدى أهمية تلك الالبومات وهى مزيج من الصور الشخصية لصبرى راغب وزوجته وصور له مع شخصيات مصرية وعربية قام برسمها ؟
الصور الشخصية تؤكد علاقته الوطيدة بزوجته والحب القوى الذى جمع بينهما والتى سبق وأن كشفته اللوحات التى رسمها لزوجته . كما أنها تكشف عشقه للتصوير فهناك صور له ولزوجته فى أماكن مختلفة ومواقف مختلفة التقطت بطريقة فنية وبعضها بخفة دم متناهية وكأنما هناك مصور محترف يقيم ويتنقل معه.
ومن الناحية الفنية ؟
صوره وهو يرسم البورترية لعدد من الشخصيات تنم عن تواضع شخصيته وبراعته الشديدة ، فهو يرسم فى اى مكان ولا يتقوقع داخل المرسم .. كما أن هذه الصور تكشف لنا مع الدراسة المستفيضة هوية العديد من الشخصيات المجهولة فى بورتريهات صبرى راغب وهو ما أفكر فيه من خلال إجراء دراسة فنية موثقة عن صبرى راغب .
دعنى أسألك عن سوق اللوحات الأصلية فى مصر ومدى رواجه ؟
كان هنالك رواج حقيقى قبل الثورة خصوصا بعد أن أقام كريستى معرضا فى دبى للتراث الشرقى وفيه بيعت الكثير من أعمال محمود سعيد وسيف وانلى والبعض يشتريها بغرض الاقتناء والبعض الآخر يشتريها كنوع من الاستثمار .
لكن هذا يعنى أن ثروة مصر وتراثها التشكيلى يتسرب شيئاً فشيئاً ؟
هذا ما يجعلنى أصاب بالغيرة على أعمالنا النادرة ، فمصر على مدى زمنى بعيد كانت الرائدة فى مجال الفن التشكيلى على مستوى الشرق الوسط ، ومن المؤسف أن يخرج تراثها ليزين المتاحف فى المنطقة العربية وغيرها ، ويكفى أن تراث إنجى أفلاطون كاملا تقريبا حصل علية ثرى عربى .