مروة عادل عطية محمد سعده
الكتابة والفوتوغرافيا `ذاكرة الجسد `
`حكايات الجسد ` عنوان لمعرض تحتضنه قاعة `سفرخان` فى القاهرة للفنانة المصرية مروة عادل يستمر حتى 28 من الشهر الجارى . تعتمد مروة فى أعمالها على الصورة الفوتوغرافية وتستخدم كتابات عربية متقطعة من مذكراتها الشخصية .
المشهد فى لوحاتها تخيم عليه أجواء هى أقرب إلى الحلم وهو ليس سوى انعكاس للصورة الذهنية المرتسمة لديها حول أشياء بعينها فى داخلها أو فى العالم الخارجى وعادة ما تنطلق فى اعمالها من مفهوم خاص ومحدد ، فقد كانت من قبل مشغولة بأفكار ومفاهيم متعلقة بالمرأة لكنها تبدو فى أعمالها المعروضة حاليا أكثر انفتاحا بتبنيها لمفاهيم إنسانية تمس الرجل والمرأة على السواء .
تمثل الصورة الفوتوغرافية محورا واساسا لديها فى بناء العمل ككل. ولأنها لا تستطيع التعبير عن رؤيتها الخاصة من خلال الصورة المباشرة، أو من طريق برامج الجرافيك أو حتى باستخدام الملامس أو تقنيات الطباعة أو اى وسيلة أخرى تقربها من الصورة المرتسمة فى ذهنها للعمل الذى بين يديها . فى أعمالها هناك دائما فكرة عامة مسيطرة ، وهذه الفكرة عادة ما تحتوى على عناصر ومفردات مختلفة من الصعب أن تكون مجتمعة فى صورة واحدة . ومن خلال التوفيق والتوليف الذى تحدثه يولد عنصر ثالث مختلف هو ما نراه أمامنا فى اللوحة . وغالبا ما تستعين الفنانة بما لديها من مخزون صور التقطتها بنفسها إلا انها تستعين أحيانا بمصادر أخرى إذا ما تعذر عليها الأمر، أو إذا لم تجد ما تبحث عنه متاحا أمامها .
تقول مروة :`صور الجمادات والعناصر المساعدة لا تسبب لى أى إرهاق، لكن الصعوبة هى فى صور الأشخاص ففى بعض الأحيان أكون فى حاجة إلى أشخاص باستطاعتهم القيام بأوضاع ووقفات معينة ولا أستطيع العثور على الشخص المناسب للقيام بذلك، لذا أستعين بالإنترنت أحيانا للبحث عن الصورة المناسبة التى يمكنها أن تخدم فكرة العمل كما أن برامج التصميم الجرافيكى تتيح لى القيام بالتعديلات أو التدخلات التى أريدها على الصورة الفوتوغرافية ` . وعما تعنيه بذاكرة الجسد وإمكانية التعبير عن ذلك المفهوم بوسائط أخرى غير الفوتوغرافيا ، تقول : `هناك ارتباط فى شكل عام بين الحالة النفسية للشخص وجسده، فالأفكار والأحلام وحالاتنا النفسية للشخص وجسده، فالأفكار والأحلام وحالاتنا النفسية المختلفة، والأوهام التى تسيطر علينا تدفعنا إلى السير بطريقة معينة أو الجلوس بطريقة خاصة`. وتضيف: `لكل إنسان طريقته الجسدية فى التعبير عن حالته النفسية التى تختلف بلا شك عن الآخرين، وأنا احاول من خلال الأعمال أن ارسم ذاكرة جديدة للجسد خلافا للمعتاد والدارج فى تصوراتنا`. أما عن إمكانية الاستعانة بوسائط اخرى غير الفوتوغرافيا للتعبير عن هذه الفكرة فهو امر لم تفكر فيه لأنها مرتبطة بالفوتوغرافيا وتجدها أنسب الوسائل للتعبير عن رؤيتها الشخصية، ولا ترغب فى تغيير طريقتها هذه أو الابتعاد عن الفوتوغرافيا حاليا، لكن هذا لا يمنع أن لديها رغبة فى تجربة وسائط أخرى إلى جانب الصورة مثل فنون الفيديو على سبيل المثال .
وعن استخدامها المكثف للخطوط والكتابات فى أعمالها تجيب :`أعمالى دائما تحتوى على كتابات، وهو أمر يفعله كثيرون غيرى، لكننى لا أستخدم الكتابة كوحدة جمالية فقط بل استخدمها كعنصر أساسى مرتبط بى كفنانة وبمضمون العمل أيضاً `.
ياسر سلطان
جريدة الحياة - 2010
من مفكرة امرأة
- لوحاتها مذكرات شخصية للمرأة الشرقية فى مجتمع يمارس - من وجهة نظرها - مختلف أساليب العنف ضد المرأة ، رغم كل محاولاتها للتمسك بحقوقها وحريتها.
- ` مروة عادل ` فنانة شابة أرادت أن تتصدى لكل ذلك بأسلوبها ، الفنى العقلانى جداً ، من خلال لوحات من الجرافيك تدمج فيها الصورة بالرسم والكتابة والرموز والألوان ، لتعكس رؤيتها الانتقادية لفكر مجتمعها ، وتقول : ` اخترت الجسد موضوعاً لأحدث أعمالى لأنه رغم ما يمثله من مرآة طبيعية تعكس ما بداخل الإنسان - من أكثر الأشياء التى وضعنا لها وعليها قدراً هائلاً وشائكا من المحاذير فى مجتمعنا ، حتى إننا قمنا بجرأة وسطحية شديدين بتلخيص هذا الجسد فى العلاقة بين المرأة والرجل ، ليصبح مرادفا لهذه العلاقة ولأن المرأة تتعرض لأصعب أنواع القهر ، فإننا حولنا جسدها الذى تتفنن فى إخفائه إلى مقبرة ندفن فيها روحها وجمالها وحريتها ` .
- عندما نتأمل أعمالها الفنية تدرك إلى أى مدى تقف ` مروة ` ضد فكرة ` النموذج ` والازدواجية التى نعيشها ، إذ تعكس هذه الأعمال ترحيب المجتمع بما يجرى فى الظلام من أخطاء ، بينما يرفض أى خروج عن الموروثات حتى لو لم يكن يشوبها أى خطأ ، ومن هنا تلاحظ أنها تتعمد أحيانا إخفاء وجوه شخوصها ، بينما تظهر الوجوه بملامح واضحة فى أعمال أخرى بما يبرز نظرتها الفلسفية هذه ، كما تجيد توظيف الخط العربى الثلث والديوان والنسخ فى كتابه كلمات على لوحاتها ، بعضها يمثل مذكرات شخصية لأى امرأة شرقية مقهورة أو بعضها يعكس حضارتنا العربية الرافضة لهذا القهر ، والبعض الآخر يمثل أحاسيس شخصية ..وهكذا تدمج الخط مع الرسم مع الكلمات والصور الفوتوغرافية باستخدام الجرافيك لتوظيفها جميعا لخدمة أفكارها الرئيسية .
- وهى لا تكف عن التجريب ودراسة أساليب وفنون جديدة ، فتقول : ` التحق الآن بكورسات متقدمة فى فن التصوير الفوتوغرافى بما يمكننى من عمل تصميمات غير تقليدية على مساحات واسعة ، مثلا لماذا لا أخرج يدا منFrame ، كما أتمنى أن أجيد استخدام فن الـ ` الميديا آرت ` لأنه بعنصرية الأساسيين:
الحركة والصورة أكثر صدقاً وقدرة على التأثير .
نادية عبد الحليم
مجلة البيت
`الصورة وحقيقتها` للفنانة المصرية مروة عادل
- ` الصورة وحقيقتها ` عنوان عمل الفنانة الشابة مروة عادل في بينالي القاهرة الثالث عشر ( 2019 ) ...... العمل جاذب للإنتباه، لكبر حجمه وتصدره قاعة رئيسية، وأيضا بسبب غرابته والأسلوب الذي نفذ به.
- تركز الفنانة مروة عادل ( 1984 ) في مجمل أعمالها السابقة علي الجسد الإنساني للتعبير عن العلاقة بين الصورة الظاهرة وما تخفيه من وراءها من حقائق ....... الحقائق التي تأخذ أشكالا متعددة نتيجه إختلاف وجهات نظر المشاهدين...... وتصف الفنانة العلاقة بين الظاهر والمخفي علي حد قولها ` أنه صراع لا نهائي بين أشكال الوجود الأساسية التي تعيش فى حالة من التناقض والعداء الدائم `.
- درجت الفنانة مروة عادل علي إستخدام الصور الفوتوغرافية وسيطا للتعبير، وتستعين ببرامج تصميم جرافيكية تتيح لها القيام بتعديلات أو تدخلات على الصورة الفوتوغرافية .......... فيأتي العمل بمثابة رؤية حالمة، مغلفة بجو من الحيرة والغموض، يدفعان المتلقي للوقوف أمام العمل، للتمعّنْ والتفكّرْ مليا فيما يشاهده.
-اختارت الفنانة في عملها المعروض بالبينالي الحالي، صورة فوتوغرافية لوجه امرأة ( جزء من الجسد الإنساني ) ورصت عدد حوالي 75 صورة منها كوحدات متكررة علي شبكة ( ( Grid في صفوف عرضية وطولية............ ورغم أن الوحدات متشابهة إلا أنها غير متماثلة أو متطابقة، بعد إضافة الفنانة شكل مكعب مفتوح فوق الوجه، ثم راعت أن يكون المكعب المفتوح غير ثابت الهيئة في كل وحدة، لحذفها ضلع أو أكثر من أضلاعه......... وطبقا لنظرية الإحتمالات حصلت علي عدد لا نهائي من المكعبات المفتوحة.
- هكذا اوصلتنا الفنانة لحقيقة .......... أن الرؤية تختلف بإختلاف الأطر والسياقات التي ينظر المشاهدون من خلالها.
- العمل مفاهيمي من حيث الموضوع، لتناوله فكر مجرد، وإستخدامه لوسيط غير تقليدي ......... أسلوبة منيمالي لإتجاهه للإختصار، والتكرار الذى هو سمة الأعمال المينيمالية كالتى عهدناها لدى الفنانين الأمريكيين دونالد جاد، والفنان سول لويت ........ ويبدو لي أن الفنانة مروة عادل معجبة بصفة خاصة بأعمال الفنان سول لويت، ومتأثرة بها خاصة فيما يتعلق بإستخدام وحدة المكعب المفتوح الذي يفقد بعض أضلاعه .......... لقد راقني كثيرا براعتها في الاقتباس ( وهذا ليس عيبا أو جرما ........ فكل الفنانين يتأثرون بأعمال بعضهم البعض) ..... لقد وفقت في الإستعانة بما يساعدها في التعبير عن فكر ومفهوم الصراع بين الشكل والجوهر .......... ( الصورة وحقيقتها).
- لأن عروض أي بينالي فرصة ومجالا للفنانين للأخذ والعطاء ........ فالفن البصري الحديث أسقط كثيراً من المعوقات، يقدم التقليدى بجوار غير التقليدى .......... تلتقي فيه إبداعات الشرق مع إبداعات الغرب..... لقد سقطت الحواجز زمانا ومكانا ........ إن الإنسانية لا تعرف الحدود.
- تهنئتي للفنانة الشابة مروة عادل، عملها هادف وجميل ....... متمنيا لها دوام النجاح والتوفيق.
بقلم : السفير يسرى القويضى
2019
|