محمد أحمد ماضى أحمد
محمد ماضى يقود ` ثورة المومياوات ` بنقابة التشكيليين
**هشاشة الخامة خدمت الفكرة واستخدمت عنصر الجسد الأنثوى فى التشكيل ..
- افتتح مؤخرا بقاعة المعارض بنقابة الفنانين التشكيليين معرض فنى بعنوان ` ثورة المومياوات ` للفنان محمد ماضى المدرس بكلية التربية شعبه رياض الأطفال بجامعة بنى سويف، طوع فيه خامة غير تقليدية ` سلك المواعين ` لإنتاج عمل فنى يحمل مقومات وأسس التشكيل والتكوين لموضوع ` المومياوات ` .
- وعن معرضه قال محمد ماضى : حينما كنت أتجول فى قاعة المومياء فى المتحف المصرى استرعى انتباهى أنسجة المومياء الظاهرة من أكفانها الكتانية ومجموعة الفراغات المحدثة نتيجة بصمات الزمن والتحلل، وكذلك جمال الحركة الاستاتيكية والأوضاع التى جسدها المصرى القديم فى المومياء، فتذكرت تجاربى مع خامة برادة الحديد ( سلك المواعين ) منذ عام 2000، وتخيلت أن هذه المومياء التى بليت دبت فيها الحياة وبدأت تتحرك وثارت محاولة الخلاص والهجوم على استاتيكيتها، وتصارعت مع أكفانها الكتانية وهمت بتمزيقها متأرجحة ما بين اليأس والرجاء، وكأن لديها ملكة حسن التخلص، فتحولت من السكون إلى الديناميكة .
- وأكمل : أجريت مجموعة من التجارب بهذه الخامة فى مجال التشكيل، وأثمرت عن نجاح منقطع كبير، حيث تم الاستفادة منها وتوظيفها كخامة هشة وسهلة التشكيل، كما لفت انتباهى أنسجة الخامة ومجموعة الفراغات التى تتخللها تشبه بقايا المومياء، وانتبهت إلى سمك الأنسجة الذى يتراوح بين الغليظ والرفيع، بالإضافة إلى لون الخامة المتلألئ، وانعكاسه للأضواء التى تتساقط عليه.
- وأضاف : برادة الحديد ( سلك المواعين ) تشبه التشكيل بالصلصال فى تكنيك البناء عن طريق الشرائح، وقد كان لها أثر كبير فى التعبير عن ملمس وماهية الموضوع، بالإضافة إلى أن هشاشة الخامة خدمت الفكرة، واستخدمت عنصر الجسد الأنثوى فى التشكيل كمحور للموضوع لما فيه من انسيابية ومرونة فى الحركة، بالإضافة إلى جمال العناصر الأنثوية وما تحتويه من قوة تشكيلية وجمالية، وجاء دور الخطوط المنحنية لترسخ إيقاع الحركة الديناميكية العنيفة مع قوة التعبير الانفعالى فى جسد المومياوات اللاتى يبذلن جهدا درامياً مضنياً للتخلص من القيود التى عانوا منها منذ زمن بعيد، واستخدمت الأسلوب المبسط فى التشكيل مع الاختزال فى الجسد إلى الحد الذى يضاهى شكل المومياء، والمبالغة والاستطالة فى بعض نسب الجسد لتأكيد عنف الحركة فى التماثيل مع ربطها بالوحدة سواء فى شكل الأكفان الكتانية أو فى عنف وضراوة الحركة.
مجدى الكفراوى
روز اليوسف - 2 / 8 /2009
` ثورة المومياوات فى منحوتات ` ماضى
** ما بين الموت والحياة تتوسد الروح تابوتها ... تنتفض .. تشق الفراغ وتقرع أجراس التمر.. تحطم الأغلال وتنكشف على الضوء بعد أن مزقت أثوابها الكتانية.. تحس بألمها الأنثوى حين تحاول الوقوف..تسمع أغنيات التحدى ورفض القيود.. بين فراغ سماوى، ورمادى يشكل تفاصيل الجسد. أقدر قراءة الفنان محمد ماضى لمنحوتاته وفكرته التى شكل من خلالها مفرداته والتى تبلورت فى معرضه المقام بالقاعة المستديرة بنقابة الفنانين التشكيليين ..
- جاءت فكرة المعرض بعد تجول الفنان بقاعة المومياء بالمتحف المصرى، وقد استرعت انتباهه أنسجة المومياء الظاهرة من أكفانها الكتانية، ومجموعة الفراغات الناتجة من بصمات الزمن. تفجرت الفكرة بداخله حين تخيل هذه المومياء وقد دبت فيها الحياة فانتفضت تنتزع الأكفان الكتانية وتمزقها وهى بين يأس ورجاء.
- وقد استخدم الفنان برادة الحديد ` سلك المواعين` فى التشكيل كخامة جديدة تتميز بملمس خاص، وهى مادة طيعة فى عملية التشكيل .
- أجدنى مشدودا إلى فكرة التمرد وفك القيود، ورفض الاستكانة.. تستطيع حين تشاهد المنحوتات أن ترى أشياء كثيرة، لحظة النهوض فى الفراغ.. إنه فراغ للحكى..فراغ للتحدى..فراغ عنيد يتصارع مع حركة التمثال..فراغ مسحور بألا يستأنس.. إنه يشبه وحشه الليل لعابر غريب. وتبدأ لغة الجسد حين ينهض فيتحول الهدوء إلى حركة، والموت إلى حياة. تتكثف المعانى كلما زادت الحركة، وتبدأ إسقاطات مضامينية وجمالية ترتبط بكل منحوتة حققت معنى جديدا للحركة فى هذا السكون.
- لقد استلهم الفنان فكرته من داخل قاعة المومياء، لكنه ربطها بالحياة ووضع المرأة فى المجتمع، والمعاناة التى يعانيها الإنسان بوجه عام، واختزل كل هذا فى تشكيلات تحوى العديد من القيم التعبيرية وانفعالات الفنان الجمالية، وقدرته على ترويض الخامة، وإجراء الحركات الصعبة التى من خلالها يحصل على مراده فى إنجازه الفنى .
- ورغم أن النحات حافظ على فكرة البناء المرتبط مباشرة بالقاعدة، إلا أنه أفسح المجال للحركة بكل عنفوانها من خلال البنى التكوينية المرتبطة بتفاعل كل العناصر، وتداخلها مع بعضها البعض، وسقوط الإضاءة وانعكاسات الظلال الناتجة من تداخل الكتل ليحقق العلاقة الترابطية بين المضمون الفكرى والبناء التكوينى بشكل عام. لقد اهتم بالعلاقة التكوينية بين الكتلة والمحيط الخارجى الذى تحول من السالب، وأصبحت له دلالات وتأويلات إيجابية ضمن المفهوم العام للعمل .
- نجح الفنان أيضا فى عملية الاختزال وتأكيد الدلالات الرمزية من ابتكاره للشكل والتجريد والخروج من المفهوم الواقعى فى بعض الأحيان فى إطار من الانسجام التكوينى الذى يحمل العديد من القيم الجمالية .
د.سامى البلشى
الإذاعة والتليفزيون - 15 /8 /2009
فى معرض محمد ماضى.. التماثيل ترقص فى الفراغ
** ترك التمثال قاعدته وانطلق - تشبثت القاعدة به فانتبه الفنان محمد ماضى فى إقامة حوار بينهما واشتركا معاً فى تحقيق رؤية جمالية متناغمة فى عدة تكوينات ناجحة ألغت المفهوم القديم لوظيفة القاعدة، وأدخلتها فى تأكيد الفكرة وأصبح لها دور تشكيلى متعدد ومتآلف مع التكوين العام.
- يحرك الفنان مفرداته برشاقة راقصات البالية لتقيم حواراً مع الفراغ فلا تستطيع أن ترى الكتلة وتقرأها كوحدة منفصلة عن المحيط الذى تخترقه.. إنها تحقق حواراً تبادليا مع مساحات الفراغ ليحكى معها ومعك فى حوار بصرى تقرأ فيه الاثنين معا.. أيضاً أدخل الفنان قاعدة التمثال فى علاقة جديدة تتخطى وظيفة حملة ولكن تحقق هى الأخرى حواراً إضافياً وكأنها جزء من الفكرة وليست مجرد قاعدة،فمرة يحتضنا التمثال، ومرة تكون بمثابة أساس لانطلاق العمل، ومرة تدخل بقوة كفكرة قوية فى البناء الكلى، ويكون لها دور فى المضمون الذى يبحث فيه الفنان .
- تتميز المنحوتات برشاقة وليونة وانسيابية تخرج العمل من الأطر الكلاسيكية التى كانت تتبع فى بناء التمثال لأفق أوسع لتأكيد الحركة مع الالتزام بفكرة الاتزان دون الثبات، فالعمل يطير فى الفراغ وفى اتجاهات متعددة وتحرر من أكل القيود الملزمة فى قوانين النحت إلا من شئ أساسى وهو الابتعاد عن الخلل أو الإحساس بقلق الانطلاق، بمعنى أن هذا الانطلاق يكون مقبولا للرؤية، يساعده فى هذا كما قلت سابقا التزام الفنان بتوظيف الفراغ ليكون جزءاً من العمل يساعده فى تحقيق هذا الاتزان دون أن تشعر بأى خلل أو ضعف للعمل الفنى .
-الجديد فى معرض الفنان محمد ماضى هو اشتراك ثلاثة عناصر فى تأكيد الفكرة الجسم البشرى، القاعدة `الفراغ` وقد راعى الفنان الحفاظ على دور كل عنصر حتى لا يطغى على الأخر،فنجح فى أن يكون حجم القاعدة مناسباً للوظيفة التى يقوم بها لخدمة الجسم البشرى والتفاعل معه، أيضا إيجاد حالة من التناغم بين الجسم البشرى والفراغ سواء كان هذا الفراغ متداخلاً فى تشكيلات مع الجسم أو محيطا له .
- يتكون المعرض من 15قطعة نحتية متوسطة الحجم بخامة البوليستر والقاعدة من الخشب تحت عنوان ` تمرد على القاعدة ` بقاعة كلية الفنون بالزمالك .
- بقى أن نشير إلى أن الفنان محمد أحمد ماضى خريج قسم النحت جامعة المنيا بتقدير جيد جداً عام 1997 وحصل على درجة الدكتوراه تخصص نحت ميدانى من الفنون الجميلة جامعة حلوان عام 2007، أقام العديد من المعارض الخاصة والجماعية، وقام بتصميم شخصيات صلصال للعديد من المسلسلات التليفزيونية، وحصل على الجائزة الذهبية عام 1999 من خلال مسلسل` يوميات أوفة ` والجائزة البرونزية فى المهرجان الدورى لسينما الأطفال عام 2000 والجائزة الفضية عن مسلسل `أوفة والكابتن عويس ` عام 2001، ولديه مقتنيات لدى الأفراد بمصر وبعض الدول العربية .
د./ سامى البلشى
مجلة الإذاعة والتليفزيون - 10/ 3 /2012
|