فيروز سمير عبد الباقى عوض
- ثلاثية الفنانة التى اشتركت بها فى معرض صالون الشباب السابع عشر 2005 فى الحقيقة جذبتنى مرتين..الأولى عندما واصلت السير إليها أثناء الافتتاح والثانية بعد أن تجاوزت مكانها بسبعة أمتار ثم التفت إلى اليمين والخلف لأتأملها مرة ثانية.. شاهدتها من موقع أفضل يتيح لى الربط بين الأجزاء الثلاثة وفق بعد مكانى وسيطرة بصرية متوافرة ومركبة نتيجة لذات التكوين الجسدي الجالس المتحرك الأذرع فى أماكن مختلفة مع ثبات الوضع والملبس مع تغيرات لونية من الأفتح إلي القاتم ولكن فى حالة زهو أو فرح ؟فتدرجها من الجزء الأول القاتم والذي يغطي كامل الساقين ثم الوسط يغطيها الكفان أما الثالث فباعث على السعادة والحيوية،فالضوء الآتى ينعكس من كافة الأرجاء ناصعا من أعلى ومتوهجا فى قبل الجسد، ولكن العين جاحظة وخائفة والأذن مغلقة والبناء الحركي للجسد ساكن مشدود للداخل .. ثلاثية فيرة، أبثت لدينا حالة من التألق وزرعت فينا التوتر الجميل واستنهضت الأفكار والتساؤلات والإحتمالات والخيال..هذا هو الإبداع الفنى الصادق.
أ.د.أحمد نوار
جريدة الحياة
نزعة تأملية واضحة الرمز يلفها قليل من الغموض نساء فيروز سمير.. مهمومات بالصمت المتكرر
-فى الوقت الذى يقل فيه انتاج الفن المميز وينتشر اللعب والإبهار دون سند موضوعى لامتلاك مفراداتها الوعى الناضج من خلال التجربة للارتقاء بوعى المتلقى الذى تبحث عينه الجادة والواعية من لغة لفن البليغة لتتجاوز بهدوء روحي حيث تتوالد أشكالا من الترابط بين احتياجات المشاهد وتأثير العمل الفنى. لكى يكون العمل الفنى فنا، ودون ان يتقوقع او يسجن فى بروج وهمية بل يتوالد ابتكار يحمل رؤية موضوعية متمكنه من دقة الصياغة والتحكم فى ملائمة الشكل وتطويع الإمكانيات اللونية الموحية في إيصال الفكرة. ان الفن الجيد هو أشبه بالحب او لنقل الاعتكاف اللحظى مع العمل الفنى أسوق هذه المقدمة بعد ان جمعتنى الصدفة وحدها مع مجموعة من اللوحات الفنية معروضة فى قاعة صغيرة فارغة الى منى. فقد كنت هارباً من حرارة الشمس متسكعا في شوارع الإسكندرية عروس البحر المتوسط لاقف أمام بناية استفز عينى عنوانها (مركز الإبداع بالإسكندرية) فدخلت، وحقا رأيت إبداعا حيث تعرض أعمال التشكيلية القاهرية ( فيروز سمير) الأستاذ المساعد بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة وتحت عنوان (ألوان) ما يقارب من عشرين عملا فنيا قاسمها المشترك هو المرآة المعاصرة. تاملتها وهواجسها.. عبر إيقاع متميز من خصوصية فنية ونزعة تاملية اتسمت بشفافية الرؤية وان اكتنفها شىء من الغموض جعل أعمالها تقترب من تيار الوعي بالتداعي الحر للهواجس والأفكار، لتتمركز الفكرة فى أعماق الذات لتصل الى المتلقى - الآخر بشكل متنامى.
*فك الرموز ..
-هذة الرؤية الغامضة التى تزداد وضوحا كلما زاد التامل، رغم عدم خروجها من الشكل التقليدى فى البناء الفنى فان اشتغالها على وتر الإثارة الهادئة ذهنيا لحث المتلقي علي متعة التامل ، قجأءت لوحاتها عبر دلالات رمزية موحية لعالم الشخصيات (المرأة) الداخلى بتأثير شعورى يفجر اكثر من سؤال عن حلم هذا الكائن وهواجسه وما يعانيه تحت تأثير ضغط الحياة المعاصرة فى محاولة لفك الرموز المبهمة فى يومياتها والقاء نقطة من ضوء على هواجس هذا المخلوق الجميل المنكسر التى تزداد معاناته بازدياد الهموم اليومية ان نساء (فيروز سمير ) ينتمين الى مرحلة عمرى متقاربة اى من جيل واحد تقريبا.
- قريبا ما يصل الى منتصف العمر، يحملن سيماء المعاصرة ويقعن تحت تاثيرات ما يتعرض له المجتمع من اشكاليات يتاملن بصمت.. ويصرحن فينا بصمت... ولا يطرحن حلول بل علامات استفهام كبيرة وكثيرة. ليخرجن من التجسيد الآدمى ليتحولن الي معانى وخواطر، منطليقات الي عوالم علوية محفوفة بنورانية باهتة لكنها موحية ومتوحدة، ينصهرن فى مجاهيل الغياب والهواجس ليعدن جزء من انكسار اجتماعى كبير يحاور ذاته بصمت عبر مكونات الذات التى تمور في أعماق الشخصيات للبحث عن طريق ما في معرفة ما هية المتنافضات ومعاقل الحيرة التى تكسر كل محاولات الطمأنينة اننا أمام لوحات توحي بحوار لا يطغي فيه العقل علي الوجدان، ولا العكس، وانما هو حوار قد خلق مع العمل. وانما يرتفع الرمز مع مستوى مساو فى ارتباطه بالضرورة الحياتية كى تغنى مدلول الرمز. انها نموزج لرحابة الرؤية واتساع الافق والوعي بايقاع العصر دون اللجوء الى الابهار. انها وثيقة ادانة ، تجسد مدى ارتباط الفنان بما يحيط به من هموم العصر، عبر البحث التشكيلي الجاد والتوازن ما بين التشخيص الانساني التعبيري والحس من ناحية، وهندسة البناء الملائم لتشكيل اللوحة مما يتيح ان تصبح ـ لغة الفن ـ قادرة علي حمل المعني وبلورته من ناحية اخري. اذ لا تتوقف عند حدود الانفعال بل تشعرنا بالبعد الثالث المنظوري مثلما نحس بثقل الامتلاء في توليف الأشكال الرئيسية المتصدة لبؤرة العمل الفني عبر توازن هندسي دقيق، وتلك التنويعات المحسوبة لمناطق القاتم و المضئ في الوحة لتخلق نوعا من التماثل الرتيب، مما اعطي بعدا تعبيرا للكامن في داخل الوحة، كي يتفاعل في جدل حيوى مع الحس التلقائى الذى يصنعة الانفعال العاطفى. والذى يقف وراء رومانسية الأشكال وهدؤئها، وزهد واضح فى التعامل اللونى اذ يشكل اللون الأصفر وتدرجاته باتجاه البرتقالى سمه غالبة لا اغلب الأعمال يشاركها تدريجات الأزرق والأحمر والاوكر بضرورة إحاطة وازديادة كمية اللون الأبيض والأخضر المحيطة بها، مما يجعل الأشكال غارقة فى ضبابية لونية ساكنة. اذ تحاول جاهدة إخفاء بهجة اللون الصريح. ان أعمال فيروز سعد تثبر فى المتلقى، مشاهد من رحلة يدور فيها البصر فى نهم ، تزيده حدة التعبيرية التى تحملها الأشكال، رغبة فى ان يتمثلها ويحس ويعانى ما تعانيه .عله بذلك يلقى من على كاهله بعض ذنوبه .
محسن الذهبى
الأحلام والرؤى تمتزج بدفء الإبداع
رؤى هجينة للفنانة فيروز سمير عبد الباقي
أقامت الفنانة فيروز سمير عبد الباقي الأستاذ المساعد بقسم التصوير بكلية الفنون الجميلة معرضها بعنوان `رؤى هجينة` بجاليري قرطبة بالمهندسين تعبر لوحات المعرض عن الجانب الفني العملي لمنهج بحثي في التصوير المعاصر وتوضح من خلاله فكرة جمالية وهى التمييز لتوضيح الاختلاف بين الغرابة والمألوف في فن التصوير، لذا أتى هذا المعرض مزيجاً بين عدة مدارس واتجاهات فنية وتقنيات في استخدام الخامات والألوان وتوظيفها داخل اللوحات لكنها بحس جمالي لا يجعل العين تفارق أي تفصيلية داخل العمل الفني كما أنها وبدقة شديدة وظفت الموتيفات الإسلامية والشعبية المحلية في سياق تصويري يعبر عن الشخصية الفنية والأسلوب المميز للفنانة فيروز عبد الباقي.. وحصلت الفنانة على درجة الماجستير في التصوير 2002 وشاركت في العديد من المعارض الجماعية بكلية الفنون الجميلة بالإضافة إلى رسوم داخلية وأغلفة لعدة كتب للأطفال بدار الهلال - دار الشعب - المركز القومي لثقافة الطفل، كما حصلت على عدة جوائز منها: جائزة مجلة المرأة السوفيتية لرسوم الأطفال جائزة تقديرية من جمعية فناني الجيزة.
سوزان التميمي
جريدة المساء الثلاثاء 22-1-2019
|