إبراهيم محمد أنور حنيطر
- تستضيف قاعة ( الفنون ) بالأوبرا الفنان الكاريكاتيرى الساخر إبراهيم حنيطر وأحدث معارضه الخاصة التى يقيمها بعنوان ( تشكيلة ) . - يأتى هذا المعرض بمثابة تتويج لرحلة الفنان عبر ثلاثين عاما من الفن والصحافة والكاريكاتير وهو يضم مائة عمل فنى تعكس فكرة وأسلوبه واهتماماته الواسعة فى تناول الموضوعات الاجتماعية والسياسية المختلفة .. بأسلوب نقدى لاذع يثير البسمة على الوجوه المطحونة . - وللوصول لهدفه انتهج أساليب ومجالات متنوعة حرص ( حنيطر ) على تقديم مقتطفات منها .. فى ( تشكيلة ) مختارة تمثل مراحله الفنية المختلفة ، ومنها ما ينتمى لرسوم الأطفال ، الرسوم الصحفية ، الحفر على الخشب والمعادن ، التصوير الضوئى ، الليثوغراف ، بالإضافة لعمل مركب مثير أطلق عليه أسم ( صندوق الدنيا ) وهو نموذج لفن وعروض الملتيميديا الثرية بموضوعاتها وأدواتها المبهرة . - وتكتمل هذه التشكيلة بمجموعة من كتبه والمطبوعات التى ألفها ونشرها من خلال معرضه ، وجميعها يهتم بإبراز أنماط من مشاكل المجتمع ، أحزانه ، أفراحه ، وأماله .. عالجها دوما بأسلوب نقدى ساخر ، استخدم فى معظمه اللون الأبيض والأسود وقليلا ما لجأ للباليتة اللونية الكاملة فى أعماله خاصة ما يجسد منها جمال بلادنا ، والأمن والاستقرار الذى ينعم به مجتمعنا ، رغم المعاناة التى تعانيها البلاد . - ولهذه المناسبة أعد الفنان إبراهيم حنيطر مجموعة من كروت المعايدة بنماذج من أعماله لتوزيعها على زوار معرضه . - تخرج ( حنيطر ) فى كلية الفنون الجميلة قسم جرافيك ، شارك فى العديد من المعارض الجماعية .. تنتشر رسومه الصحفية والكاريكاتيرية بالصحف والمجلات المصرية والعربية ، وهو متعدد القدرات والمواهب ، ابتكر العديد من الشخصيات الكاريكاتيرية المحبوبة لدى الأطفال ، منها شخصية ( ميجا ) و ( سوفت ) للرسوم المتحركة ويتولى ـ حاليا ـ تقديم برنامج ( انترنت ) للأطفال ، الذى يذاع بالقنوات الفضائية .
ثريا درويش
فى قاعة الوبرا حنيطر يختبئ وراء الحصان
- أشعر ان أبراهيم حنيطر يصور نفسه هو الفنان ، أنه نوع من الإسقاط الذى تبناه فى التعبير عن نفسه من خلال الحصان بكل ما يعيشه من أفراح واحزان .
- وهو لم يهتم بالتفاصيل الدقيقة للحصان بقدر اهتمامه باللغة التى يريد ان يطرحها من الملامح العامة للشكل فى حالة من الحنين الرومانسى إلى عالم الشباب بكل ما فيه ، ولأن الحصان يرافق الإنسان بعلاقة متميزة عن غيره من الحيوانات فقد اهتم الفنان بإبراز الجانب ، الروحى له ، والتأكيد على الحالة التعبيرية ، وإن تدخلت القصدية فى تحقيق الفكرة فى بعض الأحيان .
- تشعر أيضا أن الفنان يهتم بالمعنى الأدبى والتراثى للحصان ، ويعقد علاقات ذهنية بين الكلمة واللون ، فيدخل المشاهد فى تراكيب أدبية تزاحم التراكيب الإبداعية ، وتشغله عن الاستمتاع باللغة التشكيلية بشكل خاص ، وإن أثارت وجدانه بأحاسيس أدبية .
- إنه يبحث فى أشياء كثيرة ترتبط بالحصان ، ربما شغله هذا البحث والتنقيب عن الاهتمام بالجانب الإبداعى ، فظهر فى بعض اللوحات مزدحما بالتفاصيل والعلاقات التى تشغل المشاهد ، وتشتت رؤيته . إن دراما الحكى رغم انها تربط العناصر بعضها ببعض إلا إن المبالغة فيها تؤثر على اللغة التشكيلية وتحيل المشاهد إلى النبش فى ذاكرة الحكايات فهل حققها الفنان بقصد؟ ربما أراد أن يثير وجدان المتلقى ليدخل فى حكايات بصرية مرتبطة بعناصر فنية إلا أن التحكم فى مثل الذى أقدم عليه محفوف بخطر طغيان الجانب الأدبى على حساب الجانب الفنى . على كل الأحوال ، وعندما تتجول فى المعرض المقام بقاعة دار الأوبرا بالجزيرة تشعر بصدق التجربة ، وبالرؤى الحسية والفلسفية والوجدانية المطروحة بمزيج من العشق المتعلق ببعض من التلميحات الرمزية ، وتحميل الحصان مضامين إنسانية تدخل المتلقى فى حوارية مباشرة بينه وبين العاشق وهو الفنان . فى جانب من المعرض قدم حنيطر عددا من الصور التى التقطتها الكاميرا بحسه المتجدد لإبراز شخصية الحصان بمشاعره المختلفة متخطيا مفهوم الصورة التقليدية ليعكس حالة من الجمال تصل إلى حدود المتعة ، يسهم إبراهيم حنيطر بكتابات فى النقد الفنى ، والرسم الكاريكاتورى ، ولديه وسائل أخرى فى التعبير كالنحت واستخدم الكمبيوتر .
بقلم : د.سامى البلشى
مجلة الأذاعة والتليفزيون - 2010
- رتبط الفنان إبراهيم حنيطر منذ 25 عاما بالحصان العربى اقترب من الحصان وتفاعل معه وراح يصوره بالعدسة والفرشاة حتى أن مزرعة ` الزهراء ` سمت جوادا من انتاج المزرعة باسمه ` حنيطر` ليرتبط هذا الاسم بـ ` دنيا الخيول ` إلى الأبد .
- واهتم إبراهيم حنيطر بإعلاء القيمة التشكيلية لهذا المخلوق النبيل والذى اهمل كثيرا من جانب التشكيلين وكان له فضل خلق تيار فنى يهتم بالحصان رسما ونحتا وتصويرا فأنشأ مركزا فنيا للحصان ونظم الدورات التدريبية : النظرية والعلمية عنه .
- وأقام المعارض الفنية والتى بدأت بمعرض جماعى باسم ` تشكيليات الزهراء ` على هامش `مهرجان الزهراء للخيول العربية ` واتبعها بمعرض ` صهوه ` بدار الاوبرا المصرية واليوم يقدم معرضه الشخصى الخامس ` الخيل والليل ` .
- والأخير تجربة غير مسبوقة حيث يتعامل مع الحصان ليس كشكل فقط ، ولكن كقيمة تعبيرية يتناول فيها موضوعات سياسية واجتماعية مع استخدام اسلوبه الساخر الذى يتميز به ، وكما نعلم أنه من رسامى الكاريكاتير الصحفى ، ودائما ما ينظر الأشياء بنظرة ساخرة . ويتناول حنيطر موضوع الحصان بأكثر من محور فهناك قرابة الخمسين عملا للتصوير الفوتوغرافى يعود بعضها إلى عام 1985 منذ بداية أقامة مهرجانات الخيول فى مصر وفيها بعض الطيور النادرة .
- ومن خلال ` صندوق الدنيا ` جهاز عرض ` الملتيميديا ` يقدم لمحات من رحلة الـ 25 عاما مع الخيول بالإضافة الى فقرات تليفزيونية ورسوم متحركة كان الحصان موضوعها .
- ويقدم حنيطر شخصية كرتونية لحصان باسم ` جسور ` ستكون محور إنتاج أفلام تحريك ورسوم قصصية .
- بقى أن نعرف أن أعمال المعرض أنجزت فى فترة قياسية اعتكف فيها حنيطر اعتكافا تاما .
( المعرض يضم حوالى مائه عمل ) نصفها من التصوير الفوتوغرافى والنصف الآخر من الأعمال التشكيلية والتصميمات والمطبوعات الخاصة بالحصان .
بقلم : أحمد السجينى
جريدة الأهالى - 2010
إبراهيم حنيطر تلقائية التجربة وبساطة الأسلوب
- رحل الفنان التشكيلي والكاريكاتيرى الساخر إبراهيم محمد أنور أحمد على حنيطر خلال شهر مايو المنصرم عن عمر يناهز 75عاما ولد بالقاهرة عام 1948 واتسم فكره وأسلوبه واهتماماته الواسعة فى تناول الموضوعات الاجتماعية والسياسية المختلفة بأسلوب نقدى لاذع يثير البسمة على الوجوه المطحونة ، وللوصول لهدفه انتهج أساليب ومجالات متنوعة فقد حرص على تقديم مقتطفات متنوعه ومختارة تمثل مراحله الفنية المختلفة، منها ما ينتمى لرسوم الأطفال ، الرسوم الصحفية وغيرها من الموضوعات التشكيلية والتقنيات الفنية المتنوعة والمتعددة ما بين خامه الأكريليك والزيت والفحم والسوفت باستيل والجواش والأويل باستيل والاحبار يرسم الفنان بتلقائية واقعية شديدة واحيانا بأسلوب تأثيري ليجسد واقعا تعبيريا ملحا من وجه نظره مستخدما موتيفات عديدة تأخذ الطابع الكاركاتيرى فى معظم أعماله سواء كانت من خلال تعددية الصياغة الآدمية والحيوانية كصياغة الحصان فى موضوعاته ليعكس المفاهيم المصرية الخالصة بأسلوب فني مبسط يتسم بالتعبيرية المطلقة وصدق التعبير والتأمل للواقع المرئي المحيط به وبالموضوعات التاريخية مثل الأهرامات وابو الهول وبعض من رموز من الحضارات القديمة فى عفوية وصدق وبراءة تعكس نوع من العشق الخاص لواقعه المصرى الأصيل ومشكلاته وهمومه لتأتى صياغاته الفنية والتشكيلية فى أبهى صورها مستخدما تقنيات مثل التأثيرات المتنوعة للألوان، الأبيض والأسود لتكسب سطح لوحاته تأثيرات وتنوعات ملمسيه متباينة تجذب النظر لها والى موضوعاتها المتنوعة مستخدما موتيفات وصياغات آدمية ،حيوانية لتتناغم أعماله بين محورين اساسيين هما التعبيرية والواقعية ليقدم أعمالا بلغه تعبيرية درامية ذات مسحه شاعرية خيالية تظهر بقوة فى لوحاته ساعيا لتأكيد على كيفيه ان يكون العمل الفنى صادق وحقيقى مصحوب بسيل من الاندفاع الحسى ورغبة فى التحرر والانطلاق اللامحدود من القيود المحيطة ساعيا لتجسيد ملامح مبسطه ومختلفة عن الازمات و المظاهر المجتمعية على مسطح لوحاته فقد غاص وبمنتهى العمق والتأمل للمجتمع التى يعيش بين جنباته ساعيا لتجسيد معالم بيئته لكل من يطالع اعماله يشعر أمامها بقمة المصرية المغلفة بالواقعية الصريحة لمشكلاتها الملحة لتصل أعماله الفنية لكل متلقى بعمق وثراء لتجسيد واقع مرئى نقدى بديع من خلال اعماله ذات الطابع الجمالى .
- تبنى فن حنيطر الواقع المعايش له الفنان وظهر تأثره جليا فى لوحاتها حيث يغلب عليها المظهر التلقائى الواقعى بينما تتجسد ألوانه بلغه بديعه من الوعى بقيمة اللون، فألوانه المتداخلة وتشابكها يبدو تلقائيا ومبرر يبرز من بين لمساته خلفية دافئة للون تفصح عن خبرة طويلة مكتسبة من خلال دراسته بكلية الفنون الجميلة قسم الجرافيك وحساسية فائقة فى صياغة أعماله التشكيلية بمنتهى الروعة والمبالغة للسخرية من الواقع الذى يعايشه الفنان ويتمرد علية بأسلوب و طابع فنى خاص ممتع ومتقن وسهل الفهم ، قوى البناء والتركيب حيث يتسم بالأسلوب الناقد لبعض السلبيات المجتمعية ، مع التأكيد على الطابع القومى ،الذى اهتم به فى أعماله إيمانا منه بالاهتمام بتجسيد البيئة المحيطة بموضوعاتها الثرية والخصبة بكل ما هو محلى وإبرازه بخبرة ووعى، اما من حيث الأسلوب الفنى فانه يتسم ببناء العمل التشكيلى مستخدما كل ما درسه أكاديميا مع إجادته لتفاعل الخطوط الرأسية والافقية والتنويع فيما بين الخط واللون والموتيف والتقنية لبناء توازنات محسوبة لأعماله، يضاف إلى ذلك عنصر مهم وشديد الفاعلية وهو عنصر التلقائية والبساطة ،وبملاحظة أعماله بتأمل ودقة نجد أن الفنان من نوعية هؤلاء الفنانين المبدعين ذوى القدرة الخيالية العالية ، حيث أنه يصور الأشياء الواقعية النابضة بالحس المجتمعى مخلوطة فى صورة مع المجتمع المصرى مجسدا واقع مفاهيمى خالص يتسم بالخصوصية الشديدة النابعة من تجربة الفنان الفريدة والمصحوبة بإحساس غريب ، عندما نطالع أعماله نشعر أنها جاءت مجسدة للخيال فى صياغته للحصان حيث نجده يتعامل معه ليس كشكل فقط ، ولكن كقيمة تعبيرية كما يتناول في اعماله موضوعات سياسية واجتماعية مع استخدام اسلوبه الساخر الذى يتميز فى معظم لوحاته سواء كان موضوع تعبيرى او بورترية ليجسد شحنات جمالية عديدة نابعه من البيئة المصرية وموضوعاتها المتنوعة مخاطبا مشكلتها بشكل نقدى بليغ حيث تناول في لوحاته موضوعات اجتماعية عديدة أبدع فى وصفها من خلال بعض المناظر الواقعية بأسلوب ساخر، يتضح فيه التناول الفني الذي يتسم بالدقة والبساطة والحرية والانطلاق، ويعتبر الموضوع هو محور اهتمام الفنان، حيث تأتى البيئة المصرية فى اولى اولوياته فى التعبير، من خلال المواءمة بين المضمون الوجداني وبين القيم التشكيلية التي يتحدد فيها سمات التشكيل من خلال التأكيد على الواقعية و الموضوعات المستمدة من البيئة وملامحها حيث اهتم بحرية التكوين والحركة واللون فاعتمد في بناء لوحاتها وصياغة عناصرها على الاستلهام من من الملامح المصرية .حيث يتمتع الفنان بحس مرهف ملئ بروح الواقع ومشكلات وقضايا مجتمعه وطرحها بسخرية لاذعه ، كما عكست أعماله ملامح البيئة حيث تتكامل وتتداخل الصياغات التصميمية لدى الفنان مع البناء التشكيلي للعناصر في صياغات فنية أقرب فى شكلها العام من الفنون المصرية الواقعية بما تحمله من تلقائية وبساطة، كما أنها تعكس الواقع وأحداثه المختلفة وشخصياته ذات الإيقاع والحركة والتعدد، ونرى الفنان من خلال صياغاته يبحث عن الشكل الجمالي للصياغات المستقاة من صميم البيئة المصرية، مؤكدا على هويته المصرية الخالصة .
- كما حرص الفنان على تجسيد صياغته من البيئة المحيطة فقدم القيم التعبيرية والتجريد مع المحافظة على الملامح التعبيرية للمفردات ، وقام باستخدام الأسلوب البنائي في توزيع مفرداته واستخدم التراكب والتجاور والاحتواء كنوع من العلاقات التشكيلية في محاولة لإيجاد تناغم وإيقاع بين الصياغات بجانب التلقائية والبساطة فى تحديد بعض صياغات التصميم داخل بناء اللوحة، كذلك حرص الفنان في بناء صياغته الحيوانية على البساطة والتلقائية بجانب المبالغة حيث صاغ عناصره في شكل يوحى بالمبالغة مع التأكيد على الحركة داخل العمل الفنى ،ليحدث تنوع وثراء و تعددية ثقافية وفنية بالغه الخصوصية والتفرد والعمق والتفاصيل الثرية للصياغة وتقنياته المميزة فى بناء لوحاته الفنية .
د. أمجد عبد السلام عيد
مجلة الثقافة الجديدة يونيو 2023
|