أسامة وضوء الجسد ..
- الفنان أسامة مغاورى عوض الغرباوى من نجوم صالون الشباب ، مواليد العام 1974 - حاصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة العام 1997 بتقدير عام جيد جداً مع مرتبة الشرف، تخصص فى قسم النحت الميدانى - حاصل على الدبلوم التأهيلى - كلية التربية الفنية جامعة حلوان العام 1999 - طالب بمرحلة الماجستير بكلية التربية الفنية تخصص نحت ، شارك فى عدة معارض جماعية وأقام بعض المعارض الخاصة بكلية التربية الفنية ، تقدم بمجموعة نحتية فى صالون الشباب السادس عشر العام 2004 من خامة صناعية ( البولى استر بيضاء اللون ) وهى عبارة عن ثلاثية متجاورة .. قطاعات من الجسد بدون الرأس والأطراف مما أعطاها بعداً بنائياً ناعماً وعمقاً تعبيرياً غامضاً .. مختزلاً فيها التفاصيل .. وتنساب ليونة وانحناءات الخط وتهبط وترتفع البروزات بتدرج بديع وإحساس بالغ نابض بحيوية الجسد وفق خلفية دقيقة لقواعد التشريح التى دعمت هذه الثلاثية وعمقت فكرتها وبنائها الجمالى والتعبيرى ، والفنان أسامة يستعرض رؤية مقطعية لشرائح جسدية ، وهذه شجاعة وجسارة كونه باحثاً فى الكتلة ودارساً متعمقاً يبنى أفكاره وفق مخزون بصرى وشعورى عميقين ، وعندما نتأمل حجومه نكتشف تباعاً ما وراء الكتلة كأنها لباس مادى لشريحة جسدية كامنة فيه تتحرك وفق طاقة استدعاها الفنان برقة تتواتر فيها علاقة الظاهر بالباطن ، وتتحاور معها شرائح الجسد الحقيقية فى الخيال الغير مرئى عبر واقع مرئى مختلف ومدغم فيه حفنة من المشاعر المتدفقة، وبطبيعة الحال هنا يتوهج ضوء الجسد الآتى من الداخل والمحدد بلفحات شهب ضوئية آتية من فضاء كونى لتتكامل الأبعاد الثلاثة المرهونة بالفراغ الذى يحتضن حجوم الفنان أسامة ، والضوء يلعب دوراً أساسياً فى تحديد الحجوم وإبراز وتأكيد السالب والموجب والمرتفع والمنخفض والبارز والغائر ليتألق جمال البناء مثلما تتألق فنون العمارة القديمة بكرانيشها وزخارفها وجمال نوافذها وأبوابها ، فالضوء الآتى من الخارج سواء كان صناعياً أم طبيعياً فهو قاسم مشترك فى الحجوم النحتية يوازى الفراغ الكونى للكتلة ، أما ضوء الجسد الذى ينبعث من داخل الحجوم فهو ضوء روحى وجدانى عاطفى ، يختلف من كتلة نحتية إلى أخرى وفق حجم المشاعر والأحاسيس التى يهجنها الفنان أثناء تشكيله ونحته ولمسه لهذه الحجوم التى تتشكل أبعادها الثلاثة من خلال دورة فكرية وذهنية وحسية شديدة التعقيد .. وبالغة الدقة .. وتتعمق أكثر كلما زادت ونضجت الثقافة البصرية والفكرية ، فالإبداع الفنى حالة مركبة تحتاج لتوهج دائم .. فالفنان النجم ` أسامة ` نحات متميز وشديد الإحساس المرهف بالكتلة ، واستطاع تهجين شحنة كبيرة من هذا الاحساس داخل حجومه المضيئة .
أ.د. أحمد نوار
جريدة الحياة - 2005