حازم محمود خليل المستكاوى
حازم المستكاوى: أعمالى الحالية أكثر تواؤماً مع أفكارى وأهدافى الثقافية والفنية
* `يرى الفنان حازم المستكاوى أن النظرة التجارية للفنون البصرية تساهم فى تحجيم وتقديم هذه الفنون حيث تحصرها فى منطقة التجميل والتزيين فقط فى الوقت الذى تعتمد فيه على الفكر والفلسفة والثقافة بصفة عامة لكسر الحاجز بين الفنون بجميع أنواعها `القاهرة التقته فكان معه هذا الحوار:
* كيف حدث التحول إلي النحت بالمفهوم المعاصر، بعد أن كانت الدراسة والبدايات مع النحت بالمفهوم المتعارف عليه؟
- أعود للنصف الأول من الثمانينات ودراستي بفنون جميلة جامعة المنيا، وبدأ تخصصي في النحت والذي مارسته بشكل منتظم منذ عام 1989 وحتي 1997 بالشكل والفكر المعتاد والمتعارف عليه في الحركة التشكيلية المصرية في اتجاه التجريد، ومع حلول عامي 1998- 1999خرجت أعمالى من نطاق النحت المتعارف عليه إلي منطقة جديدة أكثر رحابة وتواؤماً مع أفكاري وأهدافي الفنية والثقافية، وهي تنتمي للفنون الهندسية وما يمكن أن نطلق عليه: `كونكريت` وهو يرتبط بشكل ما بفنون المينيمال والفنون المفاهيمية إن جاز الربط بينها.
* لماذا إذن لا تتمتع الفنون المعاصرة بشكل عام والنحت منها بشكل خاص بالرواج الكافي من حيث المشاهدة والاستقبال في عالمنا العربي؟
- فكرة الرواج الجماهيرى أو التجاري هي أحد أسباب تعطل حركة التطور في الفنون البصرية المصرية والعربية ساهمت ومازالت في تحجيم وتقديم الفنون البصرية وحصرها في منطقة التزيين والتجميل . وهذه ليست مشكلة فنية بل هي ثقافية في المقام الأول حين يتم حصر المفهوم الفكري والفلسفي للفنون داخل إطار الجماليات الشكلية الكلاسيكية، في الوقت الذي تعتمد الفنون المعاصرة بكل أنواعها ووسائطها علي فكر وفلسفة ودراسات ثقافية كسرت الحدود بين الفنون بكل أنواعها من جانب والفنون والعلوم من جانب آخر لخلق وابتكار أنماط ومعايير جديدة للمفاهيم الفكرية والجمالية للفنون البصرية. وفيما يخص المجتمع العربي لا يمكن أن نتجاهل أن الثقافة العربية ثقافة شفاهية وليست بصرية .
* هل تعتقد أن الفنون المعاصرة ستؤثر بالسلب علي الفنون الحديثة والكلاسيكية؟
- من الطبيعى فى أي ثقافة حيوية وديناميكية تسعي للتقدم والتطور أن تفسح المجال للجديد والمتطور لكن أتمني أن يتسع الوعي والإدراك الفكري والثقافي لممارسي الفنون، وتعي الحركة الثقافية أن الفنون التطبيقية والمعمارية والسينمائية هي في الواقع فنون بصرية أصيلة، وأن يدرك القائمون والعاملون في الحقل الفني سواء في الإدارة الثقافية أو الممارسة أنه من السذاجة تصور أن الفصل ما بين الفنون بكل أنواعها أو الفصل ما بين الفن والعلم، أو الفصل ما بين الفن والفلسفة، ممكن في زمننا هذا، فالمعاصرة لا تعني المنتج بالوسائط الحديثة بل المعاصرة لكنها طريقة تفكير وفكر وفلسفة.
* ماذا أضافت فرصة الإقامة وممارسة الفن في أوروبا لتجربتك الفنية ؟
- إقامتي في أوروبا مرت بعدة مراحل، بدأت بالزيارات سواء القصيرة نسبياً والتي لعبت دوراً شديد الأهمية في تطور تجربتي الفنية من حيث المواجهة مع الذات من خلال مرآة الآخر والذي نقلنا عنه تجربة الحداثة في الفن منذ بداياته الأولي هنا في مصر في بدايات القرن الماضي. والوصول إلي السؤال المؤرق والمرهق: كيف يمكن تصنيف منتجي الثقافي والفني؟ محلياً أم عالمياً؟
- من هنا بدأت المفاهيم والمعايير التقليدية لماهية الفن تهتز وبدأت المراجعة والتدقيق في كل فكرة وكل عمل أشرع في إنتاجه بناء علي القياس السابق، ومرت هذه المراحل بفترات تقدم وتراجع حتي وصلت إلي ما أنتجه وأخرجه فنياً الآن والذي يحمل تراكمات الفنون الإنسانية من الفنون المصرية القديمة مروراً بالفنون القبطية والإسلامية والحديثة والمعاصرة.
- أما المرحلة الأهم وهى مرحلة الإقامة ورغم وجودي لفترات طويلة في أوروبا إلا أني أحافظ علي حضوري ووجودي في الحركة البصرية المصرية،هذه الإقامة تعني أنك تعيش وتمارس الفن في قلب الحركة الثقافية الأوروبية والعالمية بمعاييرها وتركيباتها الشديدة الثراء مما يسهم في اتساع الأفق الفكري والتراكم الثقافي للفنان، والذي ينعكس بالضرورة علي المنتج الثقافي والفني الذاتى .
* أنت أحد أبناء جيل التسعينات، فما الذي يميزه، وهل اختلفت معاييره الفنية عن الأجيال السابقة له ؟
- لا أحبذ التصنيفات العمرية أو الفنية، وكم أتمني أن تلغي ونحكم علي العمل الفني دون النظر لكونه لوحة أو تمثالا أو تركيبة مغايرة، ولكن هذا الجيل حُكم عليه بهذا التصنيف العمري الصريح بسبب ظهوره بقوة من خلال صالون الشباب، وربما أهم الأسباب التي دفعت الحركة الثقافية لتسمية الجيل هو قوة حضوره في صالون الشباب ثم في قاعات العرض الخاصة والعامة أيضاً وقدرته علي فرض معايير ومفاهيم جديدة للفنون البصرية وكسره للقوالب الثابتة وتخطيه للحواجز الدراسية وتحديه للثوابت الثقافية. تلك المعايير التي تميز هذا الجيل هي معايير عالمية ولا تخضع للقياس المحلي القديم والذي ظل ثابتاً لسنوات طوال (مع تقديرنا للحالات الاستثنائية لبعض الرواد من الأجيال السابقة.
- ترتبط أعمالك الفنية الثلاثية الأبعاد (النحتية) بالفنون المفاهيمية،فما الفكر المحرك الذي تنتمي له أعمالك النحتية ؟
- لا أظن أنه يمكن تصنيف أعمالي الفنية داخل مدرسة فنية محددة، لكن فيما يخص الفكر العام أو الاتجاه الفني يمكن تصنيف أعمالي داخل الإطار الواسع للفنون المفاهيمية والتي تتعامل مع الهندسيات وعلاقة الفنون البصرية بالتصميم والعمارة،فالمنطلقات الفكرية والفنية في أعمالي ترتبط ارتباطاً مباشراً بعلاقتي وإدراكي الثقافي لفلسفة الفنون الهندسية والتي تتقاطع فيها البصريات مع التصميم والعمارة، منذ فنون المصريين القدماء مروراً بالفنون العربية والإسلامية وبالطبع الفنون الهندسية المتنوعة في القرن العشرين وصولاً للفنون المعاصرة.
* تم اختيارك ضمن عشرة فنانين علي مستوي العالم في القائمة القصيرة لجائزة `جميل`، وكذلك شاركت في مهرجان الفنون الإسلامية بالشارقة، وكلا المعرضين يقوما علي فكرة الفنون المعاصرة التي تعتمد الفنون الإسلامية كأساس لها، فماذا عن تلك الأحداث ؟
- 2011 كان عاماً شديد الزخم السياسي والثقافي والفني، وكان لدي العديد من المشاركات الفنية المهمة محلياً وإقليمياً وعالمياً، ومنها الترشح ضمن الفنانين العشرة للقائمة القصيرة لجائزة `جميل` للفنون بمتحف فيكتوريا وألبرتس بلندن كمحطة أولي حيث سيتنقل المعرض لمدة عامين إلي عدة دول أوروبية وأمريكية، والعمل الذي تم ترشيحه للعرض والجائزة هو عملي المسمي `الجسر` وتعتبر هذه المسابقة الحدث الأهم في العالم فيما يخص الفنون المعاصرة التي تعتمد الفنون الإسلامية كمرجعية أو خلفية لها، وشرفت بهذا الترشح والذي اعتبره جائزة في حد ذاته، حيث تم اختيار العشرة فنانين من عدد كبير جداً من المتقدمين علي مستوي العالم..
- أما الحدث الثقافى الثانى وهو مهرجان الفنون الإسلامية بالشارقة والذي شاركت فيه بمعرض خاص لمجموعة من أعمالي الحديثة في متحف الشارقة للفنون داخل الإطار العام للمهرجان بناء علي نفس الفكرة السابقة، وكان التمثيل المصري في هذا المهرجان علي مستوي رائع رغم أنها المرة الأولى التى تدعى مصر للمشاركة في هذا المهرجان، مع مراعاة أن الدعوة كانت للفنانين بشخصهم وفنهم وليست دعوة رسمية لوزارة الثقافة، والفنانون المصريون كانوا: محمد أبو النجا - معتز نصر - حمدي رضا - سامح إسماعيل - حازم المستكاوي.
سماح عبد السلام
القاهرة - الجمعة 21/ 2/ 2012
حازم المستكاوى يعيد أكتشاف تمازج الخط العربى مع اوراق الكرتون
نظم معرضة ` مساحات خطية ` فى الشارقة
قدم الفنان المصرى المقيم فى النمسا حازم المستكاوى معرضة ` مساحات خطية ` فى غاليرى كلية العمارة والتصميم والفنون بالجامعة الاميركية فى الشارقة فى إطار بينالى الشارقة للخط .
وأتى المعرض بمثابة احتفال بالأعمال النحتية والتركيبية والخطوط العربية الهندسية التى ابتكرها الفنان الذى شغل قبل نحو عشر سنوات منصب المدير العام لمتحف الفن الحديث فى القاهرة .
تلقى المستكاوى الدعوة من مؤسسة الشارقة للفنون على أساس تعامله مع الخط العربى الذى لا يعتمد التشكيل التقليدى أو الاستعمال الكلاسيكى للخطوط العربية أو الاستعمال الحديث للخطوط والكتابات فى الفنون فى ما عرف باسم ` الحروفية `. ويصف المعرض بأنه عرض لاستعمال الخط العربى بقواعد هندسية تتقاطع فيها الكتابة مع التصميم مع العمارة فى تشكيلات نحتية لا تحاكى ما هو متعارف علية بشكل مباشر ، بل تتناول تاريخ الكتابة مفاهيمياً وتعيد تحليلها وتوظيفها وتناولها فى طرح مغاير .
تنتمى غالبية أعمال المستكاوى منذ نهاية تسعينات القرن العشرين إلى المنظومة الفكرية والفنية ذاتها التى تمثل الإطار العام لأعماله عبر تناول فكرة الهوية على نحو يتقاطع فيها الفن مع الاجتماع السياسى حيث السؤال حول الشرق والغرب، وعبر لغة فنية بصرية ، إذ يستبدل الوحدات الرقمية والمعايير المساحية باللغة والكلمات ،كـ` الشرق ` و ` الغرب ` وتكرارها لتبدو ظاهرياً كالوحدات الرقمية ولكنها فى الحقيقة لغوية وثقافية وفكرية كمعيار وكوحدة للقياس .
يتعامل الفنان المصرى مع خامات الكرتون والورق والغراء الشفاف منذ 1997 بعدما كان يتعامل مع خامات كلاسيكية صلبه ، كالبرونز والخشب والحديد والغرانيت .
ويلفت ان هذا التعامل مع خاماته الجديدة ساهم فى خروجة من قوالب النحت الثابته باساليبة التقليدية إلى عالم أكثر رحابه ، يتسم بالانفتاح معتبراً أن الإنشاء والتركيب والتكوينات البنائية هى الأساس فى تشكيل أعماله ، وهذا معاكس تماماً لفكرة النحت التقليدى الذى يعتمد على الحذف من الكتله .
ولكن ظلت مقومات البناء النحتى المتماسك المتوازن ثابته وأساسية فى أعماله على رغم استعمال خامات ربما يظن البعض أنها هشة وضعيفة .
تتحرك أعمال المستكاوى بين الفن والتصميم والعمارة منذ سنوات ، وهذا التقاطع يلعب دوراً أساسياً فى صياغة وبناء ما يمكن أن نطلق علية Specific Object وهو الشكل الذى يقوم على الحد الأدنى ، ويختزل الشكل الفنى إلى أقل عدد ممكن من العناصر .
وتلعب الهندسية الصارمة( Rigid Geometry) على إستخدام أبسط المفاهيم والوحدات الهندسية كالمربع والمكعب كوحدة متكررة سواء بالحذف أو الإضافة ، ولكن بالقدر ذاته ، ويتم تطويعها تشكيلياً حتى تحيل العمل إلى وحدة متكاملة أو ما يمكن أن نطلق علية النحت التراكمى ( Stack Sculpture )
بعد سنوات من العيش فى فيينا يقول حازم المستكاوى إن تجربته كمدير سابق لمتحف الفن الحديث فى مصر ` قصيرة لم تتعد التسعة أشهر، وفيها من المشاكل والبيروقراطية والصراعات ما يفوق فرص دراسة محتويات المتحف من أعمال فنية ` لذلك لا يعول عليها خصوصاً فى مدى تأثيرها على رؤيته لتاريخ الفن المصرى الحديث .
ويقول : ` ما يمكن أن يكون له مقدار كبير من الأهمية هنا ، إدراكى المباشر والواضح أن تاريخ الفن المصرى الحديث لم تتم رعايته أو دراسته أو تحليله بشكل كاف أو بالأساليب العلمية الصحيحة ، وبالتالى لم نستفد منه لا فنياً ولا تاريخياً ولا علمياً ` .
ويشير إلى أن أهم مافى تجربته المصرية أن هذا المتحف كان نتيجة العدد الكبير للأعمال الفنية المتراكمة فى داخله سواء فى العرض أو فى المخازن، خصوصاً أنه لا بد من التوقف عن الأعمال التى لا ترتقى إلى مستوى الاعمال المتحفية .
ويدعو المستكاوى المسؤولين فى مصر إلى إنشاء متحف منفصل للفنون المعاصرة حيث لا مكان ولا مجال للمعاصرة فى متحف الفن المصرى الحديث ، ولن يتم الاعتراف الثقافى والمجتمعى بالفنون المعاصرة من دون مؤسسات تقتنى وتؤرخ وتدعم ذلك النوع من الفنون .
فى المقابل ، يرى المستكاوى أن ثمة ازدهاراً فى أسواق الفنون العربية على الصعيد التجارى، لكن وفقاً لتعبيراته ` يجب ألا نبالغ فى قيمتها الثقافية حيث أنها تجارية فى المقام الأول ، وتعتمد على المزايدات وعلى الموضات الفنية وقيمتها الفنية تأتى بعد ذلك ، خصوصا مع غياب المتاحف عن عمليات الاقتناء ، واعتمادها على المقتنيات الفردية ` ويضيف : ` المؤسسات المتحفية العربية والعالمية تغيب عن مثل هذه المزايدات وبالتالى تظل عملية البيع والشراء ذات قيمة وفائدة مادية مباشرة للفنان والمقتنى الشخصى ( المستثمر ) وبالطبع للسمسار المستفيد من الطرفين `
عرض الفنان المصرى أعماله فى عديد من الغاليريات العالمية ، ومنهاAB السويسرى ، وقدمت أعماله فى سوق دبى للفن و ` آرت أبو ظبى ` .
والمستكاوى من مواليد 1965 ، ويحسب على جيل أبدى انحيازاً واضحاً للفن المعاصر ، وكان من بين أبرز الاسماء التى حققت حضوراً مبكراً فى المجال بفضل هذا الانحياز ، نال جائزة تشجيعية فى صالون الشباب فى مصر عام 1994 كما نال الجائزة الكبرى لبينالى دكا فى بنغلاديش عام 2008.
سيد محمود
الحياة - 2014
` حازم المستكاوي الرهان على هوية عابرة للهويات `
- المتابع لمعارض الفنان حازم المستكاوي التي سبقت مشاركته في أحدث دورات بينالي القاهرة الثالث عشر لا يمكن له أن يتفادى فيها مجموعة من العلامات الرئيسية ، سواء المرتبطة بتعامله مع الخامة الرئيسية وهى الكارتون
أو على صعيد الأسئلة التى تشغله ، وتؤسس نواة لعمله الفنى شأنه فى ذلك شأن كل الفنانين القادمين من حقل الفن المعاصر.
- وفى عمله المعروض داخل بينالي القاهرة يبدو انشغاله واضحا بقضية الهوية التي تكاد تكون القضية الرئيسية على جدول أعمال مفكرى العالم و فنانينه ممن خاضوا تجربة العيش بين ثقافتين.
- العمل مكون بحسب الوصف المرفق داخل الكتالوج (من عدة عناصر متباينة ومركبة داخل غرفة واحدة: شطرنج نصف قطعه من تصميم الباوهاوس (ممثلاً للغرب الشمالى) ونصف قطعه الآخر من تصميم الفنان لشطرنج مصري (ممثلاً للشرق الجنوبى)/ منضدة محايدة للعبة الشطرنج الذهنية/ مقعدان للاعبي الشطرنج متشابهان وغير متطابقين / 16 صولجانا مذهبا لرموز بعض القوى المتحكمة والسلطة المتنافسة والأيديولوجيات المتناحرة وقوى الاستعمار والإمبراطوريات منذ بداية تأسيس الدول وحتى الآن / مع جهاز صوت يذيع أصواتا لمشجعي مباريات كرة قدم جماهيرية شعبية- جميع القطع منفذة بثلاثة ألوان فقط وهي الأسود والأحمر والذهبي والعمل الفني بتفاصيله منفذ من الكرتون والورق المقوى والأوراق والغراء وقليل من القطع الخشبية (فى حالة من حالات تدوير الخامات كما أن هناك تدويرًا للأفكار والأيديولوجيات).
- والمستكاوي خاض تجربة العيش بين ` ضفتين ` ، حيث قضى سنوات في النمسا عايش فيها تجارب فنية وإنسانية عديدة انعكست في أعماله التي عبرت عن ايمانه بما يسميه إدوارد سعيد ` هوية الهجنة الثقافية ` وماقصده سعيد فى كتابه (الثقافة والامبريالية) ان فكرة التعددية الثقافية او الهجنة ـ التي تشكل الاساس الحقيقي للهوية اليوم ـ لا تؤدي بالضرورة دائما الى السيطرة والعداوة. بل تؤدى إالى المشاركة, وتجاوز الحدود, والى التواريخ المشتركة والمتقاطعة .
- و في النص الذي كتبه الفنان أكثر من فكرة تشير الى إيمانه بهذه ` الهجنة الثقافية ` القائمة على ايمان لا محدود بقيمة التعددية الثقافية .
- وكما يقول الفنان : ` تتغير أبعاد الحياة في المجتمعات الإنسانية وتتطور وتنتقل من مرحلة إلى أخرى ومن مكان إلى آخر، فجميع العصور التاريخية ما هي إلا مراحل انتقالية في حياة الإنسانية ومن المؤكد أنها لا تسير فى خط مستقيم unlinear ولا حتى دائرى فالمدارات لا تعود لنقطة البداية، ربما تتزامن أو تتقاطع أو تختلف في الكم والكيف وفى التأثير والتأثر في الحياة الاجتماعية والثقافية بل ربما السياسية والاقتصادية للمجتمعات.`
- ومنذ نهاية تسعينات القرن العشرين انعكس هذا الاعتقاد في غالبية أعمال الفنان التي تناولت فكرة الهوية حيث السؤال حول الشرق والغرب، وعبر لغة فنية بصرية ، استبدل فيها الوحدات الرقمية والمعايير المساحية باللغة والكلمات ،كـ` الشرق والغرب ` وتكرارها لتبدو ظاهرياً كالوحدات الرقمية ولكنها فى الحقيقة سبيكة لغوية وثقافية وفكرية تعامل معها كمعيار وكوحدة للقياس .
- وتحركت أعمال المستكاوى كما أشرت في مقال سابق بين الفن والتصميم والعمارة ، وهذا التقاطع يلعب دوراً أساسياً فى صياغة وبناء ما يمكن أن نطلق علية Specific Object وهو الشكل الذى يقوم على الحد الأدنى ، ويختزل الشكل الفنى إلى أقل عدد ممكن من العناصر .
وفي عمله داخل البينالي انطلق من استثمار تجاربه السابقة مع النظر في تراث مدرسة التصميم (الباوهاس) التي تقوم على مبدأ أن كل شيء يمكن أن يكون مادةً للتصميم.
ومنذ إنشائها عام 1919 كانت الباوهاوس المدرسة الأهم من حيث مدى تأثيرها على الحداثة في الفن والتصميم والعمارة منذ ظهورها وحتى الآن، بينما تأثرت هي بالبنائية الروسية Russian Constractivism وأرت أند كرافت البريطانية Arts and Crafts والأرت نوفو الفرنسية Art Nouveau واليوجند ستيل Jugendstil والفينرسيكسيون Wiener Secession النمساوية الألمانية.
- فى سياق تأمل عمل المستكاوي يبقى أن الأهم كون (الباوهاوس ) تبنت أو أعتمدت على فلسفة فنون الحضارات الشرقية القديمة وعلى رأسها فلسفة الفن المصري القديم، والفنون الشرقية من حيث ادراك أهمية الربط بين الفن والمجتمع، الفنون التشكيلية بالفنون التطبيقية، الفن والتصميم والعمارة واعتبارهم جميعاً فن أو عمل فنى واحد ولذلك قدمت نفسها للمجتمع ولحركة الفن العالمية وكأنها مؤسسة الحرفيين .
ولذلك يتجلى فى عمله طابع التمكن التقني من الحرفة بحكم الخبرة ووضوح الرؤية من جانب ومن جانب آخر الانطلاق من أسئلة وليس من قناعات نهائية ، ففي النص الذي أرفقه الفنان مع العمل نصا تحدث فيه عن اختياره للعبة الشطرنج ولمدرسة الباهاوس، وكيف ربط بينهما فنياً وفكرياً وفلسفياً. فقد اتخذ من اللعبة الشهيرة أداة لتأكيد فكرته على عبور الثقافات والحضارات المختلفة ، أو ما يمكن اعتباره ` عولمة مبكرة ` فقد بدأت اللعبة من أشكال تقليدية للحيوانات (الملك والفيل والاشكال ) لتصبح الان فى صور مختلفة ، وبفضل تصميمات الباو هاوس لها تم استبدال الرموز الدينية والملكية بأشكال ورموز أكثر تجريدية لتتخلص من رواسبها القديمة وفى نفس الوقت تسترد انتمائها البكر المتحرر من الاستعمال .
- وربما نذكر هنا ما يشير اليه نقاد السيمائية من وجود (علامات ) لها دلالات متفق عليها ولا تحتاج لعلامات شارحة , فقد اختلف المؤرخون على أصل اللعبة مابين الهند وبلاد فارس في حدود القرن السادس بعد الميلاد، لكن لم يختلف أحد على أصل الألعاب المشابهة أو ما يسمى بألعاب الألواح في تاريخ الحضارات ومنها لعبة `سنيت `senet التى ظهرت منذ أكثر من 5000 عام فى مصر القديمة.
- و لا أحد يجادل في أن تطور الشطرنج وقوانينه تم على يد الحضارة الفارسية القديمة والتي نقلته بدورها للحضارة الإسلامية وانتشر بها انتشاراً كبيراً، وكان من الطبيعي أن ينتقل الشطرنج مع الحضارة العربية الإسلامية إلى أوربا في القرون الوسطى مع دخول العرب إلى الأندلس وبدأ انتشار الشطرنج في أوربا منذ القرن الثامن بعد الميلاد متأخذا في تصميميهً الطابع الملكي متأثراً بالثقافة الفارسية العربية الإسلامية التي اعتمدت `الشاه` كعنصر أساسي للعبة كما تشير ورقة المستكاوي وكانت أقوى وأهم قطعة على رقعة الشطرنج والذي ينتهي الصراع بقتله
وعندما ظهر شطرنج `الباو هاوس` Bauhaus مع المصممم `يوزف هارتفيج` Josef Hartwig عام 1923 كان ذو خطوط صريحة وتشكيلات تعتمد الأشكال الهندسية الأساسية (المربع والمثلث والدائرة) وبالتالي اختلف اختلافاً كلياً عن الشطرنج الأوربى الملكي أو العربي أو الفارسي اللذين أعتمدوا شخصية `الشاه` أو `الملك` وبالتالي كانت كل وحدات الشطرنج تشخيصية، عكس شطرنج الباوهاوس الذي يحاكي بل يقترب أكثر من فلسفة لعبة `سينت`senet المصرية القديمة من حيث التلخيص والبساطة والتجريد .
- وعلينا الا ننسى أن بول كلي أحد أعلام هذه المدرسة أبدى اهتماما فائقا بالتجريد في الفن الاسلامي باعتماده على التوقيع الجبري والتنويط اللوني وفق نظام رقعة الشطرنج،
وفي عمله واصل المستكاوي ايمانه بالدور الذي تلعبه الهندسية الصارمة( Rigid Geometry) على إستخدام أبسط المفاهيم والوحدات الهندسية كالمربع والمكعب كوحدة متكررة سواء بالحذف أو الإضافة ، ولكن بالقدر ذاته ، ويتم تطويعها تشكيلياً حتى تحيل العمل إلى وحدة متكاملة أو ما يمكن أن نطلق علية النحت التراكمى ( Stack Sculpture وواصل الفنان تعامله مع خامات الكرتون والورق والغراء وساهم هذا التعامل فى تأكيد خروجه من قوالب النحت الثابته بأساليبه التقليدية إلى عالم أكثر مرونة ، يتسم بالانفتاح فالإنشاء والتركيب والتكوينات البنائية - كما أشرت ذات مرة - هى الأساس فى تشكيل أعماله ، وهذا معاكس تماماً لفكرة النحت التقليدى الذى يعتمد على الحذف من الكتله .
- ومع ذلك ظلت مقومات البناء النحتى المتماسك المتوازن ثابته وأساسية فى أعماله المثيرة للتفكير .
- و لعل الفنان حازم المستكاوي حين أراد التذكير بتقنيات ` الباوهاوس او العمل بها كان يذكر كذلك بفكرة منظرها الرئيسي فاسيلى كاندينسكي Wassily Kandinsky، الذى كان يفكر في جماليات كونية عابرة للحدود اللغوية والثقافية .
بقلم : سيد محمود
2019
`حازم المستكاوى أقام تركيباته بالفكر `المفاهيمى` لتأكيد البُعد `الروحى`
فى معرضه بقاعة `بيكاسو إيست `
استبدل الحذف من الكتله بالتركيب البنائى
عجائن الورق أخرجته من قوالب النحت الثابته إلى عالم والتركيبات
- مقام حالياً فى جاليرى `بيكاسو إيست` وحتى السابع من نوفمبر القادم معرض الفنان حازم المستكاوى ولإدراك ما لهذا العرض من حصيلة إبداع تراكمى نعود إلى بداية الألفية وبداية تجربته الفنيه القائمه على الوحدة البسيطة المنفردة لتمثل `الموديول` الأساسى الذى يتكرر لبناء تصميمات وتشكيلات هندسيه تتنامى من المسطح ثنائى الأبعاد الى المجسم ثلاثى الابعاد.. كإنشاءات نحتية تحتل الفراغ المحيط بتركيباتها ما بين التجميع والتفريق والتركيب والتفكيك محققه فراغين سالب وموجب ومولده قوه لتركيبات بلا نهايه بمادتها من ورق الكرتون المُصنع..
- وفى تلك الفترة كان يقدم مشهد لوحداته متراصة رأسياً إلى الجدران أو فى تراص إفقى أرضاً..وربما عمله الأرضى- كما رأيته - يتقابل بدرجة ما بفن الأرض كفكره حلول أرضيه داخل بيئه عرض مصطنعه بمجسماته التى بدت كتضاريس أخدوديه من الغائر والبارز المتصل فيما يشبه متاهه أرضيه فى وحدات مركبه ثلاثية ألأبعاد مفترشة أرضيات قاعة العرض وفضائها .. ليتحول العمل إلى موضوع معاش يتشاركه المشاهد .. بهذه الطريقه بدأ `المستكاوى` طرح لغه بصرية جديدة للشكل ثلاثى الأبعاد..
- وإستمر`المستكاوى` بجهد متماسك ومتواصل مثيراً أسئلة عن عمل الماديه والذاتية بطريقة متسلسله بإلغاء الطابع الذاتى للأشكال بتطابقها وتعددها بينما كانت مضاعفاتها وتبديلها والتغيير وسيله لتعزيز أهميتها لصنع أشياء قائمة بذاتها متخليه بنقاء عن زوائد وجودها المادي ونتيجة لذلك ربما تتماس أعماله وفن الحد الأدنى (المينيمال).
- ومع السنوات متفاعلاً وقلب الحركة الفنيه الأوربيه بإقامته فى النمسا بين العمل والعروض الفنيه..لم تفقد أى من عروضه المسأله الروحيه التى دعمت عمله وحافظ عليها وجعلت له فرادته وتميزه من خلال الأرقام والحروف وتكرارها موحياً بالنقاء والتجريديه لتثير كثير من التأمل الروحى ليصل بالمفاهيمى للحفاظ على الروحى ..
** خامات العرض
- فى معرضه الحالى بدت مجسماته تعتمد على الفرديه أكثر من التكرارى إلا فى عدد قليل من الأعمال مثل `مجسماته الحروفيه المسقله`..`ومجسمه الحروفى المكرر الجامع بين التسطيح والتفريغ المعلق إلى الجدار`.. إلى جانب`مجسمه المكعب المعلق رأسيا`..`وعمله المركب فى الفراغ`..`ومجسماته التصويريه الملونة `.. حيث فى عرضه تعددت المفاهيم بثراء وخبرة بتراكيبه الهندسيه لمكعباته وبمجسماته شبه العضوية لحروفه.. لنشعر بأن هناك تجديد وتغيرات فى عالم حازم الذى يمر بتحول دائم ..وهذا التحول والتقدم كانت وسيلته التعبيريه الرئيسية خامة الورق الكرتونى الثرى الذى عمل به بلا إنقطاع منذ 1997 بعدما كان يتعامل بخامات البرونز والجرانيت والخشب لتُخرجه تلك الخامه الورقية من قوالب النحت الثابته إلى عالم قائم على الإنشاء والتركيبات البنائية أسست لمرحله هامه أبعدته عن النحت التقليدى القائم على الحذف والإلغاء من الكتلة.. ومع تدويره للخامة حدث تدوير للأفكار والمفاهيم البنائيه للخامه نفسها ..وساعدته تقنيته الورقية `فاجيل `- إن صح لفظى لها - منذ ذلك الوقت وحتى معرضه الحالى على تنفيذ كتل مصمته صلبه خفيفة الوزن تحمل تضاد بين الصلابه والخفه..والمادى والذهنى.. والبنائى والحركى.
** أفكار `موندريان
- من أعمال المعرض : عرض`المستكاوى` عدة لوحات تناقش بصرياً رؤية `موندريان` فى بنائياته المسطحه اللونيه بعنوان`أفكار موندريان` نفذها وعرضها معلقه إلى الجدران تحدها فواصل داخليه بارزه كأرفف متقاطعه طولاً وعرضاً تحيط المساحات المختلفه الملونه والبيضاء .. وربما منح هذا التجاور البصرى لتجربة `المستكاوى` عن منهج أفكار `موندريان` إنتباه المشاهد لتجربتين مختلفتين تمامًا وإلى فاعلية تجسيم وتحديد فراغ لوحه داخلي من نماذج لصورة عمل تصويرى الأصل كما هو مستنسخ ولكنه مجسد في الواقع.. وكأنه يجب أن يستمر اللون فى الفضاء مقابل وحدات تصويرية لامست الفضاء وبالتالى لامست الوجود المادي للمشاهد .. هنا دخل`المستكاوى` منطقة صعبه بإعادة تقديم مسطحات موندريانيه تحدها حدود حاده لها إنعكاساتها المختلفه ضوءأ ولوناً بتأثير الحواف البارزه بين المساحات وتلوين الداخل كما فى مساحته الحمراء عالية التشبع والتى بدت مهتزه في شدتها بوجد الفضاء الداخلى المُصطنع ليتناقض مع الطبيعة الثابتة للشكل المسطح..وأيضاً كونها لوحه رأسيه ندرك فى لونها الأبيض كأنها مساحه فارغه تحيطها زوائد مجسمه تفصلها عن باقى العمل التصويرى.. وأجد أن إختيار `المستكاوى` لأشكال موندريان الهندسيه مختلفة المساحات متعامده ومتجاوره خاليه من التعبيريه أوالرمزيه ربما لتجربة نسبية اللون وتغيره بالتجاور والفصل المادى المتعمد بما قد يولد جاذبيه ومقاومه داخل كل مقطعين هيكليين متجاورين يشاركهما الفضاء التجربه ..
** الحروفية المُجسمة
- ومن معرضه: تشير الهياكل الحروفيه المجسمه المفتوحة والملتفه لحروف منها `الواو` `الخاء` `الياء` وتقريبا `الهاء` المفتوحه باللون الحيادى ككتل مجسمه قائمه بذاتها ربما لإحياء المتسلسلة الحروفيه بصرياً كقيم جماليه مجرده لها وجودها المادى مثلما لها صوتيات النطق ..وبها نجح `المستكاوى` بإعطاء الوهم بحركة الحرف الواحد لأكثر من مستوى وتخلخل الفضاء بين ثنياته.. ليتحول الحرف من المسطح الى الكتله مع إلتفافاته على نفسه حتى بدا الإستشعار بالمجسم ككائن أقرب للعضوى من الهندسى ليُغلق ويحتضن ويمتد ويلتف ويتنفس معتبراً الفضاء نفسه ماده تفاعليه تدعمه لا تقل أهميه عن كتلته الحروفيه بديناميكيتها ورشاقتها ونقاءها..ولا ننسى أن الإيقاعات الرقمية البسيطة منذ بدايه`المستكاوى`هى التى ساعدته الآن فى مجسماته الحروفيه المفرده رغم إختلاف الرؤيه..
- هذا إضافه لحروفيات `الواو` المتكرره لثمانيه كتل`واو` متجاوره ملتصقه بجدار معلق وتاسعها `واو` مفرغه غادرت مكانها المسطح تاركه وراءها فراغاً لتلتصق بجدار قاعة العرض.. هذه التسعة `واو` داخل عمل مسطح مطوى فى نهايته كإستعداد لمغادرة الجدار ترك وراءه `واواً` التصقت بالجدار.. لتتأكد به عدة نقاط معاكسة من الإكتمال والنقصان للكتله..والفراغ والإحتواء.. والخلفية المصمته والمفرغه..والحضور والغياب والإيجابي والسلبي..عمل رائع جدير بالتأمل شاركه فيه حائط قاعة العرض بشكل مباشر ليكون جزء من العمل ..
** أنا هو الآخر
- أيضاً عرض`المستكاوى`مجسم أرضى مربع الأضلاع مفرغ من الداخل دون نقطه محوريه .. ومعروض للرؤية الأفقية فوق أرض الجاليرى.. أعلى سطح الأضلاع الأربعه المجسمه بدت محفوره غائراً كأخدود هندسى كلمات`أنا هو الآخر`..وهذا التركيب المعتمد مفاهيمياً على الكلمه المتعدد السطوح والأضواء والظلال يتبع فنى الكونسبشوال والآرت كونستركشن.. والذى يُقام تجميعه أو بناؤه فعلياً فى مكان عرضه..ويتم تفكيكه بعد إنتهاء العرض.. تركيز الفنان على العرض الأفقى أدى لتكرار طاقة جسدية المشاهد فى مروره حول الأربعة أضلاع ومع قراءة الكلمات المكتوبه تتولد علاقة قوية بين وجودين ماديين مختلفين إحدهما قائم متحرك فى الفضاء والآخر ثابت كمقطع بارز من الأرض مُحمل بجينات فن المفهوم والنحت والتصميم والعماره معاً..
- ومن أكثر من عشرين عام إبتكر `المستكاوى` أعمال مكرره وحداتها تفترش أيضاً أرضيات العرض أو معلقه إلى الجدران تصل لأكثر من عشرين وحده وأكثر متماثله ومتنوعة فى تراكيبها الداخلية.. وفى أعمال أخرى كان يُقدم أشكال هندسيه مفرده متكرره بمنهج قاده لهذ العمل التركيبى `أنا هو الآخر` بتلك البساطه الظاهرة رغم تعقيد الإنشاء..وهذه البساطة تدعو إلى التساؤل عن طبيعة الفن المنتهج لمتواليات هندسيه لتكوين هياكل إخدوديه تعمل بين السالب والموجب ..
أرى هذا العمل`أنا هو الآخر` مولد للأفكار المتخطيه الفن إلى قيم إنسانيه عميقه صرح بها البناء الفنى بصرياً ومفاهيمياً ليُضيف بعدًا جديدًا لدور الفنان ..وأرى أن `المستكاوى` قاد الفكرة نفسها لإمكانية أن تكون عملًا فنيًا
** الشطرنج
- ظهر العمل التركيبى فى الفراغ `الشطرنج وفى هذا العرض ظهر العمل التركيبى الذى الذى شاهدناه فى بينالى القاهرة الثالث عشر 2019 ..وفيه إهتم`المستكاوى`بالجمالية الذهنية لمشهد منضدة لعبة الشطرنج دون حضور متنافسيها ليمتد غيابهم إلى بُعد ذهنى آخر لأعمده رأسيه معلقه إلى الجدران تعبر عن الدوجماتية تعلوها عدد من أيقوناتها ورموزها البصرية المتعددة التى قادت البشرية وقيدتها كأنها مصلوبة رأساً..وفى `الشطرنج` هدف الفنان بوضوح لطرح مفهوم الهوية الذى يشغله دون شعارات أو ضجيج فقد عرض نصف قطع `الشطرنج` من تصميم مدرسة الباوهاوس ممثلاً للغرب ونصفه الآخر من تصميم الفنان ممثلاً للشرق.. لتنعكس فكرة الهوية حيث السؤال الدائم حول الشرق والغرب راقداً فوق فوق مسطح أذكى ألعاب الذهن عالمياً وأكثرها شعبية ..
بقلم : فاطمة على
جريدة القاهرة 2 نوفمبر 2021
|