حول رؤية الفنان - السيرة الذاتية - قطاع الفنون التشكيلية

- فادى فوكيه هو الشقيق الأكبر للقاص المصرى فيكتور فوكيه اسم صار معروفا لدى النخب المسرحية فى مصر وبعض البلاد العربية.. حيث أخرج وصمم العديد من `سينوغرافيا` الأعمال المسرحية الكبرى . كذلك نظم وأشرف على عدد من المهرجانات المسرحية المصرية.. وشارك فى عروض عدة فى تونس، لبنان، وسوريا.. لكن قبل ذلك كان ` فادى` فنانا تشكيلياً تخرج من كلية التربية الفنية وهى الكلية التى يتخرج معظم طلابها للعمل فى سلك التدريس الثانوى لمادة الرسم .. لكن `فادى فوكيه` اخذ طريقا آخر . حيث حمل أحلامه وسافر بها إلى أروقة المسرح القومى المصرى على أمل أن يستطيع إضافة أبعاد اخرى إلى حقله التشكيلى، نابعا تتجاوز اللوحة فى منظومتها الثلاثية وتتجاوز حدود التمثال الرابض على قاعدة ثابتة .
- ولم يكن ` فادى` أول من حلم بتحقيق هذه المنظومة فى المحترف المصرى فلقد سبقه من قبل عمر النجدى الذى قدم العديد من سينوغرافيا الأعمال المسرحية مثل ثورة الزنج مع معين بسيسو .. والفريد فرج .
- يطل فادى فوكيه علينا فى كل فترة بمعرض نحتى مميز .. والان يقدم لنا لوحات عديدة .. هى آخر ما قدمه استعدادا لاقامة معرض ضخم فى باريس العام المقبل وبالطبع غلب الجو المسرحى على أعماله حيث قسم التكوينات إلى مستويات عدة تنسجم مع الإطار البشرى كعلاقة تنظيمية للمحافظة على البعد الثالث فيما لم تغب القصة.. او الحكاية ولا حتى الإنسان عن عناصر اللوحات بل هى حيز تشكيل العمل التشكيلى لديه، كذلك لم تغب الدراما اللونية وهى تتوازى مع معدلات ومناطق الظل والنور على سطح اللوحة. فهو يقدم لوحة محكمة التكوين.. سريالية الخيال. مسرحية الشكل . محكمة التكوين على غرار الفنان العالمى ` فرنسيس بيكون` الذى أقيم له معرض ضخم العام قبل الماضى . كما تقترب أعمال فوكيه من سريالية الفنان `مارجريت` لكن بمنطق افريقى ومحلى بحت وهذه نظرية اتبعها معظم السرياليين المصريين الذين تشبعوا من ثرى هذه الحركة العالمية فقدموا من خلالها أشكالا مصرية بحتة .
- منهم الجزار وحامد ندا، وسعيد العدوى .. ففادى فوكيه يكمل المشوار السريالى المصرى اليوم، لكن ليس من خلال حركة عالمية إنما من خلال حركة مسرحية مؤكدة فى أبعاد الدراما التشكيلية. لذلك تؤكد اللوحة من خلال أشكالها على كونها حكاية مسرحية نابضة وهو الركن الثالث لأعماله ففى إحدى اللوحات ذات البناء المحكم نجد عناصر التكوين فى شكل `يد بشرية` تنطلق من داخله. نحو جدار وهى مزروعة داخله .
- وأيضا تحاول الخروج منه وكسر ذلك الحاجز الرمزى كى تلتحف مع باقى عناصر اللوحة قيد التكوين وتنطلق اليد أيضا فى اتجاه تكوين يشبه `الطائر الأسود` الذى يغلف البعد الثانى ليغطى العناصر الأخرى والتى ربما هى تكوين لطيور أيضا. حين نتأمل لوحة فادى فوكيه جيدا سنجد أن الفنان حاول رسم قصة ماء أو لوحة شعرية على الرغم من قلة العناصر المحددة فى ثلاثة أشكال.. لكنها مملوءة بهذه المجموعة الصغيرة. مما يخرجها من حيز الحداثة أو التجريد او حتى الرمزية ويغرقها فى أسلوب الرسم الصحفى الملون.. بالطبع هذا عائد لعمل الفنان المستمر فى المسرح حيث تعود وضع أفكاره بعد قراءة القصة التى كتبها مؤلف آخر.. أى أن اللوحة تقوم لدى فادى على ذاكرة حدثوية واستنتاج فكرى خارج المنظومة الوجدانية التشكيلية، إذ يعتمد على العقل فى تقسيم العناصر وهذا ما تؤكده أيضا لوحة أفريقيا. حيث يتوسط اللوحة سنبلة قمح وجانب اللوحة يد وفى الجانب الآخر وجه افريقى .
- المدهش هنا أن فادى لم يطرح عناصره من خلال أبعاد بل وضع كل العناصر على أرضية وبعد واحد وترك اللون يحدد مساحة تكوين البعد الثانى على أن يكون اللون الأحمر الذى يقاطع اسود البعد الثانى هو البعد الثالث فيما اكتفى بوجودها على سطح اللوحة فى تنازل عن التداول السريالى لباقى أعماله ويقدم الفنان هذا العمل تحديدا فى إطار رمزى .
- أما فى لوحة المسرح فيغلب عليها الفنتازيا لنجد أن العقل ينتصر مرة اخرى لمحترف فادى فوكيه المسرحى.. بالطبع انه يعمل أيضا على إيجاد علاقة منتظمة بين المفهوم العقلى لحسابات اللوحة وبين المنظور الوجدانى لعلاقات الرسم .