- تتلمذ الفنان الخزاف قدرى نخلة على مجموعة من الأساتذة الفنانين بكلية الفنون التطبيقية منذ عام ( 1951 ) وتخرج ( 1956 ) ويعتبر الفنان قدرى من رواد فن الخزف فى مصر حيث تتلمذ عليه مجموعة من الخزافين وشارك فى العديد من الأنشطة الفنية والمعارض الداخلية والخارجية . وله شخصية متميزة بين الخزافين المصريين .. والأشكال وهو يهتم بالآنية الخزفية فى شكلها الحديث لديه القدرة بما لديه من إمكانيات وخبرة واسعة فى المجال العلمى لفن الخزف أن يضيف إضافات لونية وعناصر زخرفية مستمدة من مخزونه الذى تم تحصيله له خلال دراساته الأكاديمية بمصر وإيطاليا ، مترجمها فى تقنيات خزفية وطلاءات زجاجية تفرد بها وتشهد بتفوق وتميز فى هذا المجال .
- وهنا أسرد بعض موافقة الشخصية المتنوعة حين قال :
- تقابلت مع مدير معهد فاينسا للخزف بإيطاليا عام 1960 لاستكمال دراساتى وأبحاثى طالباً التسجيل بالمعهد ، معتمداً على مؤهلاتى وتفوقى فى الدراسة وتعيينى معيداً بكلية الفنون التطبيقية عام 1956 .. ولكنة أصر بضرورة القيام بامتحانات عامة . مع أن تخصصى فى مجالات الخزف قبل تسجيلى للدراسة .. وأخبرنى أن هذه المؤهلات لا تشفع لى بالالتحاق .. وعندما أخبرته بأن جميع المعاهد الفنية فى البلاد الإيطالية والعواصم الأخرى مثل روما ، وفلورنسا .. وغيرها قامت بتسجيل زملائى الدارسين والمبعوثين دون إجراء امتحانات .. مكتفين بالمؤهلات والشهادات السابقة ..
- فأجاب بأن أذهب هناك والتحق بهذه المعاهد .. وعرفنى أن هنا فى فاينسا إذا أردت الالتحاق والتسجيل .. لابد من إجراء الامتحانات المطلوبة والذى يحددها المعهد .
- ونظرا للأهمية القصوى للاستفادة من هذا المعهد فى فاينسا صاحب الشهرة العالمية فكان لابد لى أن أوافق على مطالبهم ، لأثبت شخصية مصر القومية ، مع الأخذ فى الاعتبار أحقيتى ورغبتى ، وتأدية الامتحانات ، والتى تمت قبل تسجيلى بهذه الدراسات ، وحصولى على الدبلوم العالى لمعهد الخزف بفاينسا .. والذى أعطانى الحق فى تسجيل الدراسات التى أرغبها .
فى السنوات الأولى من البعثة .. التحقت أيضا بأكاديمية الفنون الجميلة .. بمدينة بولونيا المجاورة لفاينسا محل إقامتى .. وكان ذلك أيضا بعد تأدية وتقديم أعمال فنية تؤهلنى لتحديد المستوى العالى ، وحصولى على دبلوم الأكاديمية بعد عامين من البحث والدراسة حيث عانيت الكثير لإثبات تفوقى على جميع الدارسين الإيطاليين وتقديرا من الأكاديمية .. وقد كان لى موقف خاص قد حددته أثناء تقديمى لبحث أوضح فيه ( أثر الفنون المصرية القديمة على الفنون الأوروبية الحديثة مسترشدا بالمقارنة فى التشكيلات النحتية الحديثة وتأثرها بفنون مصر القديمة ) .. وكان هذا أمام لجنة المناقشة هناك .
- أثناء تواجدى فى مدينة فاينسا .. قمت بالاشتراك فى المعرض الدولى للخزف ورفع علم الجمهورية المصرية بين دول العالم ثلاثة أعوام متتالية 1962 ، 1963 ، 1964 حيث كنت الوحيد المصرى فى ذاك الوقت .. وقد دعوت على صفحات المجلات والصحف الوطنية من هناك مطالبا ضرورة الاشتراك والتمثيل المصرى لهذه اللقاء الدولى .. حيث لدينا مستوى عالى والمنافسة فى هذا التخصص .
- قمت بإنتاج أعمال خزفية كثيرة .. تؤهلنى للاشتراك بأسمى ممثلا لجمهورية مصر.. وتؤهلنى أيضا للاشتراك بأعمال أخرى باسم أحد الدارسين لمعهد فاينسا .. وأيضا تقديم مجهودات فنية أخرى للاشتراك فى المسابقات المحلية فى عواصم إيطاليا حيث حصلت على التقدير والجوائز .. وجائزة شباب الخزافين من ميلانو عام 1963 .
أ.د / طه حسين