- كنا نتشارك فى مبنى واحد من سجن الواحات الخارجة عشرون عنبراً حيث يتسع كل واحد منها لأكثر من خمسة عشر فرداً، حيث تغلق أبوابها فى الساعة السادسة من مساء كل يوم حتى الصباح.
- وجاء يوم رجع فيه المعتقلون من مزرعة السجن ودار الحرس على العنابر لاحصاء الأفراد تمهيداً لاغلاق الأبواب وعندما غلق باب عنبرنا ونظرنا اليه ، واستولى علينا الانبهار جميعاً كانت المساحة الخشبية للباب من الداخل قد اختفى منها ما يدل على انه مغلق، وكانت عليه رسوم لمنظر ريفى جميل يمثل شاطئاً فيه أشجار وبيوت وفلاحين يمشى فوقه طابور من صبايا الفلاحات حاملات الجرار بتنسيق واقعى جميل وتنعكس ظلال الشاطئ بيوته وأشجاره وطابور حاملات الجرار على صفحة الترعة التى تنبسط كالمرآة الصافية لا تنفرج فيها الا تموجات خفيفة وراء سرب من الأوز الأبيض وفوق كل هذا تعلو سماء صافية تضفى لرقتها على المشاهد هدوءاً وسكينة واطمئنانا لا مفر منه.
وبلغ هذا العمل غايته وحقق الغرض منه على الفور ، وفى الصباح اصبحت هذه اللوحة مزار الجميع من زملاء الى حراس.

زهدى