وداعاً .. للمثال وديع ينى
- فقدت مصر أحد الفنانين المخلصين لها .. وهو العزيز الراحل المثال وديع ينى توفاه الله على سريرالمرض بعد أن هاجمه المرض اللعين .
- وفقدت أسرة الفنانين التشكيليين فناناً وزميلاً عزيزا.. وجهداً صادقاً فى الإبداع بتواضع وصمت .. وكفاءة وإخلاص .. وودعنا الفنان وديع ينى الذى لم يتوقف أبداً عن العمل الفنى والعطاء لمصر إلا عندما خذله قلبه.
- والفنان المثال الراحل وديع يني يعد أحد رواد تماثيل الميدان فى مصر بعد مثال مصر الأول محمود مختار . وفناننا الراحل ولد عام 1914، وعاش طفولته وصباه بجزيرة بدران فى شبرا وحصل على دبلوم كلية الفنون التطبيقية الملكية عام 1936، بامتياز ، وكان الأول على قسم النحت بالكلية .. وعين معيداً بها حتى عام 1941.. حيث اكتشف أن مستقبله مرتبط بأصابعه التى كانت أقوى فى جذبه إلى مرسمه لكى يصبح نحاتاً محترفاً .. وفى عام 1947 حصل فى بداية حياته الفنية على الجائزة الأولى لمسابقة دار الهلال وقدرها 150 جنيهاً ، ونال جائزة ثانية لمسابقة مختار .
- والفنان وديع ينى كان خفيف الظل قوى اللمسات فى فن النحت .. وأحد المطورين لمناهج كلية الفنون التطبيقية.. وكان يدافع عن التجديد فى الفن والنحت والمعاصرة .. وكان الإنسان هو محور موضوعاته التي قدمها برشاقة وبخامات مختلفة مثل البرونز والحجر والجبس .. وكانت معظم تماثيله غاية فى الرقة والبساطة فى خطوطها وعمق فى مضمونها .
- وقد عمل بهيئة الآثار وبالمتحف الملحق بها، وهو أحد مؤسسى دار النماذج الأثرية ، وأصبح خبيراً فى هذا الفن التخصصى حيث قام بتسجيل وترميم كثير من الآثار الفرعونية فى الأقصر، وأسوان ، وساهم فى عمل معظم ديورامات المتحف الحربى بالقاهرة والمتحف البحرى بالإسكندرية، ومتحف الحضارة المصرية . كما قام بعمل لوحة من النحت البارز- الريليف ـ تمثل ثورة 23 يوليو بحجم تسعة أمتار وضعت على باب المتحف الحربى التى قام بتصميمها وتنفيذها تمثال العقاد الذى أزيح عنه الستار في يوليو عام 1978 بأسوان ، وأصبح هذا التمثال من أهم المعالم الفنية لمدينة الساد العالي، ونحت أيضاً تمثالاً لرفاعة الطهطاوى ، وتمثال الميدان بمحافظة سوهاج عام 1977 وتماثيل نصفية عديدة لشخصيات فنية واجتماعية وسياسية .. وقد أسند إليه تجميل مدخل مديرية أمن القاهرة بثلاثة تماثيل وبعض مداخل الهيئات الحكومية بمصر.
- والفنان الراحل كان يشغل منصب مدير إدارة الإنشاءات بالهيئة العامة للفنون بوزارة الثقافة حتى عام1974 ثم عمل خبيراً بقسم النحت بكلية الفنون الجميلة ، وشارك بأعماله النحتية فى جميع المعارض المحلية والدولية ، وفاز عام 1953 .. ومن أهم تماثيل الميادين بعدة جوائز مالية وشرفية . وكانت أحلام الفنان وديع ينى هى الاتجاه نحو المصرية فى العمل الفنى ، وأصالة التراث ، والبيئة الشعبية . وكان يرى القيم التشكيلية فى إحياء هذا الواقع الفولكلورى ، من خلال الشكل العالمي المعاصر .
وجدى حبشى
جريدة وطنى 21/ 7 / 1985
أوراق من كراستى .. يوم أكلت عرائسى !
- أوراق كراستى التى سأفتحها لكم مطبوعة كلها بطابع الحب وحب الخير للناس والإنسانية جمعاء .. ومن هنا جاءت التماثيل التى أصنعها تعبر عن الخير والسلام .. وعلى الغلاف تجدون اسمى وديع ينى منقوشاً على الكراسة .
- الورقة الأولى : 1914هو العام الذى ولدت فيه فى جزيرة بدران بشبرا .. أما والدى فهو من الوجه القبلى مركز المغاغة محافظة سوهاج . ابتدائيتى وثانويتى من مدرسة التوفيق القبطية الثانوية بالفجالة ..
- الورقة الثانية : مولع منذ صغرى بالفن .. فإذا اشتريت بطاطه أعملها ذات شكل عين .. أو إذا اشتريت خيارة فإننى أعمل لها بطن وأثداء أى أجعلها على شكل عروسة ثم آكلها .. وبذلك فإنى كنت آكل عرائسى وأنا صغير .
- كرة القدم لها مشوار طويل، حيث كنت كابتن فريق الفنون التطبيقية وقد علمنى اللعبة المرحوم حسين الفار واذكر أننى كنت الطالب الوحيد أنا وزميلى المثال فتحى محمود والتى اشترت منا الملكة السابقة فريدة تماثيلنا طبعاً لإجادتنا هذا الفن .
- ثم تخرجت من الفنون التطبيقية عام 37 لأكون الأول على دفعتى وأعين معيداً حتى عام 41 حيث التحقت بمصلحة الآثار للعمل بالإدارة العامة للفنون الجميلة مع كبير مثالى مصر .. المرحوم الفنان عبد القادر رزق ـ خليفة ـ مختار حتى إحالتى للمعاش عام 74 ، حيث التحقت كخبير فى صناعة القوالب والنماذج بكلية الفنون الجميلة .. بالإضافة إلى عملى كخبير بوكالة الغورى للأعمال الفنية.
- من اللوحات التى أعتز بها لوحة تمثل ثورة 23 يوليو بحجم 9 أمتار مربعة وضعت على باب المتحف الحربى عام 53 وكان يشرف على المتحف الحربى أيامها المرحوم يوسف السباعى .
- ورقة أذكر فيها بالخير كمال خير الله محافظ أسوان - السابق - أول مدير أمن يحول مديريته إلى متحف فنى وقد كلفنى بعمل باب مديرية أمن القاهرة كما أننى قمت هذا العام بعمل تمثال للمرحوم عباس العقاد كما أننى قمت بعمل تماثيل كمال الأجسام وكرة السلة وحمل الأثقال والعدو وكرة القدم ورمى الرمح والقوص لتوضع فى الإستاد الرياضى الجديد بأسوان .
وديع ينى مدير الانشاءات بالفنون الجميلة
المساء أغسطس 1978