`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
شفيق شاروبيم

- ستظل الحركة الفنية فى مصر مدينة الى جيل الرعيل الاول من الفنانين الذين وضعوا اللبنات الاولى لذلك الصرح الحضارى الذى يرتفع يوما بعد يوم .
- وستذكر دائما تلك الحفنة من الشباب المؤمن الذى غامر بمستقبله وارتاد الحقل المهجور ليضع البذور الاولى لصحوة فنية تحمل هو عبئها الاكبر .. ومن بين هؤلاء الفنان المصور شفيق شاروبيم الذى اسهم بفنه وجهده منذ بدأت الحركة الفنية تحبو فى العشرينات وما بعدها .. وكان يطالعنا دائما برؤيته الرقيقة ونظرته الصافية للطبيعة التى يحبها ويحرص على الحفاظ على خصائصها المرئية ، ايمانا منه بأن الواقع المرئى هو الصفة الخالدة التى لا تتغير بتغير الانسان والزمن .. ولذلك ظل أمينا لواقعيته وفيا لعلاقته بالطبيعة التى بدأت منذ أن أمسك بالفرشاة ليحيى طلعة الشمس وغروبها وراء افق الوادى الأخضر والتربة السمراء .

حسين بيكار


- من جيل الهواة الذين استولى عليهم حب الفن ` شفيق شاروبيم ` .. هو مثال لأبناء الأسر الميسورة الذين كانوا يتعلمون الرسم هواية فى بيوتهم أو فى ظل المعلمين الأجانب بمدارس التعليم الاجنبية وكان أباؤهم ينظرون الى الرسم والموسيقى نظرة الهواية العابرة التى تمارس على هامش المهن التقليدية .
- وكان والد شفيق شاروبيم وهو من كبار رجال القضاء يعده ليكون طبيباً ، غير أن حب الطفل للرسم تجلى منذ أولى مراحل التعليم ، كما ظهر عندما التحق بمدرسة الفرير بالخرنفش حيث كانت مراسم الكثيرين من الفنانين الأجانب الذين قدموا الى القاهرة وجعلوا من حى الخرنفش حياً للفنانين .
- رغم معارضة شاروبيم الاب لإتجاه ابنه فانه أخذ فن التصوير مأخذ الجد فبدأيتردد على مراسم الفنانين الأجانب فى القاهرة ومن بينهم سكارسيلى وسيريجوتيس وتينسون كول مصور الملك جورج الخامس .
- وقد حدثتنا السيدة مارى جريس زوجة الفنان الراحل التى صحبت سنوات نضوجه وإبداعه أن زوجها رحل الى روما مع زوجته الاولى عام 1921 وبدأ دراسة الفن فى اكاديميتها وتتلمذ على كرومالدى أستاذ فناننا الكبير يوسف كامل فأتاح له ذلك الارتباط به وبزميله الفنان الكبير راغب عياد ودرس ثلاثتهم فى روما فن التصوير حين كان الفنان محمد عبد القدوس يدرس المسرح فكانوا من طليعة المصريين الذين درسوا الفن فى الخارج .
- وفى عام 1924 عاد شاروبيم الى مصر ، وكانت جمعية محبى الفنون الجميلة قد تأسست فشارك فى معرضا الاول واقتنى الملك فؤاد الذى أفتتح المعرض لوحة من لوحات شاروبيم .
- كان شفيق شاروبيم يعيش فى حلوان ويوزع أوقاته بين هوايتين، هواية الصيد وهواية الفنون التى وسعت الموسيقى الى جانب التصوير .
- وهام شاروبيم بريف مصر وبسمائها وجبالها وبحارها فهو فنان الرحلات الذى يتصيد المناظر فى روعتها الساحرة كما يتصيد الغزلان والطيور . علمته هواية الصيد تركيز النظر واقتناص الرؤية الماثلة فى عجالاته ولوحاته الصغيرة التى تحمل كل سمات الصدق ورفاهة الحس وصحو الألوان التى تتميز بها .
- فى أعمال شاروبيم تتمثل لنا الحقول المصرية فى امتدادها ورحابتها وتلوح لنا القرية نابضة بالحياة كما تتجلى لنا صور من أحياء القاهرة وضواحيها وجبالها وشواطئها الساحرة .
- وتميز فن شاروبيم بلوحاته عن الحيوانات والطيور التى أحبها وكان يتولى تربيتها فى حديقة بيته بحلوان . وقد أنضم إلى أصحاب الدعوة إلى الفن القومى وتسجيل ملامح مصر فى التماثيل واللوحات وأخذت هذه الدعوة سمتها فى جماعة `الخيال` التى أسسها مختار مع مجموعة من الفنانين المصريين والأجانب الذين أحبوا مصر .. وكان شاروبيم فى مقدمة أعضاء هذه الجماعة . شارك فى معارضها التى كانت تقام فى مرسم المصور روجية بريفال بشارع الانتكخانة فى بيت قديم لعله آخر البيوت الباقية من هذا العصر .
- وفى هذا المنتدى الفنى والثقافى أقيمت المعارض ونظمت المحاضرات والتقى أهل الأدب مع أهل الفن لقاءات تمثلت فيها وحدة كل الفنون ، وانعكس ذلك على كتابات تلك الحقبة .
- وتفرقت جماعة ( الخيال ) بغياب مختار عن مصر فترة منذ أوائل الثلاثينيات وعودة بريفال الى باريس بعد أن تولى تدريس الفن فترة فى مدرسة الفنون الجميلة بالقاهرة . ولكن شاروبيم ظل وفياً لفكر الجماعة الذى كان يتجاوب مع صدقة الخاص فمضت أعماله على نهجها.
- فى تلك الحقبة دهمت الأحزان هذا الفنان الذى كانت حياته صفاءً ومرحاً حين فقد زوجته بعد مرض عضال فصمت واعتزل .. وعاش فى حداد الى أن تزوج زوجته الثانية السيدة مارى جريس عام 1940 وجاءت معرفته بها عن طريق صديقه المؤلف الموسيقى الكبير يوسف جريس .
- أتاحت له حياته معها مناخاً من الصفو والهدوء والاستقرار فعاد يواصل إبداعه الفنى ويعرض أعماله فى مصر والخارج . وفى عام 1962 اقام معرضاً خاصاً لأعماله فى قاعة الفن للجميع التى أسسها الأستاذ يوسف مشاقة . ثم أقام معرضين آخرين فى فرنسا وايطاليا .
- وقبل رحيل شفيق شاروبيم بسنوات قليلة زاد اتصاله بالحياة الفنية وأقام فى عام 1972 معرضه الأخير فى المركز المصرى للتعاون الثقافى الدولى (قاعة الدبلوماسيين الأجانب ) بالزمالك. وكان هذا المعرض هو نشيده الأخير للشمس والنور والقرى والشواطىء والصحارى والجبال المصرية التى وقف عليها فنه .
- وقد أتاحت لنا السيدة مارى جريس فى ذكرياتها الصادقة عنه أن نصحبه فى رحلته من أجل الفن ، وأن نقف معها على بعض كلماته الأثيرة التى تنبض بصدقه الخاص : ` أننى أعيش شبابى من خلال لوحاتى التى أغمسها فى ألوان الطبيعة ` .
- `ان اللوحة الممتازة تتحدث عندما يتوقف الفنان عن الكلام ` .
- ولقد كان شفيق شاروبيم يملأ الحياة صفواً ومرحاً بأحاديثه ولكنه قلما يتحدث عن فنه .. كان يصمت ليترك الحديث لتلك اللوحات التى تمثل ملامح صادقة من مصر والتى تحفظ رؤية فنان أحب بلاده وتغنى بحبه الخاص بتلقائية وصدق لا يعرف الافتعال ولا يستهويه إتجاهات المذاهب الحديثة ولا يحاول أن يفلسف عمله . ولكنه يدع للوحاته الحديث فى بساطة وألفة لتستحوذ على محبة من يتأملها .
- ستبقى أعمال شفيق شاروبيم علامة مضيئة على فنان أعطى التصوير الجانب الأكبر من حبه وخلف لنا فيض نفسه فى ملامحه المصرية التى لها فى تراثنا التشكيلى المعاصر سماتها المميزة ونبضها الخاص .
بدر الدين ابو غازى
من الكتالوج الذى أصدرته جمعية محبى الفنون الجميلة 1987
فنان المنمنمات المصرية فى القرن العشرين
- افتتح منذ مدة قصيرة .. المعرض الاستعادى للفنان شفيق شاروبيم .. ( 1894 – 1975 ) فى مجمع الفنون بالزمالك .. الذى أخذ الفن كهاوية منذ طفولته .. حيث كانت العائلات الأرستقراطية .. الموسرة فى مصر .. تعلم أبنائها من بنات وبنين الفنون الرفيعة .. على الأخص الموسيقى الكلاسيكية والفنون الجميلة .. والشعر والأدب الفرنسى .. والتمثيل .. وكان يقوم بتعليم هذه الفنون أساتذة أجانب فى أغلب الأحوال .. إما فى المدارس الأجنبية الذين يلتحقون بها .. أو فى قصورهم المنيفة .. على أساس أنها مراحل عابرة فى حياتهم .. كهواية لا تمنعهم من مزاولة أعمالهم الرئيسية فى السلك الدبلوماسى والتشريعى .. والقضائى .. والإدارى .. بل كانت ترتفع بمستواهم الفكرى والثقافى والفنى .. تلك كانت أحد المميزات الهامة التى نفتقدها اليوم فى القائمين بشئون الدولة ..
- ولكن هناك من يتملكه شيطان الفن فيترك كل الشئون جانبا ويتفرغ تفرغا كاملا للفن .. مثل الفنان محمد ناجى الذى ترك السلك الدبلوماسى ليزاول فن التصوير باقتناع كامل لنشاهد له أجمل ما أبدعته ريشته تحت أشعة الشمس الحارقة فى بلاد الحبشة ..
- وانغماس المستشار محمود سعيد .. بعد سن التقاعد من السلك القضائى حتى الثمالة فى التصوير .. ليصبح من أهم الفنانين الرواد المصريين فى العصر الحديث .
- غير الامثله العديدة فى فن الموسيقى كيوسف جريس وأبو بكر خيرت الذى طغى حبه للموسيقى على مهنته الأصلية العمارة .. بالإضافة إلى تفضيل يوسف وهبى .. ومحمد عبد القدوس فن التمثيل والمسرح عن أى عمل آخر .. وهناك الكثير .
- أما فناننا شفيق شاروبيم .. فكان يعده والده وهو من كبار رجال القضاء فى مصر .. ليكون طبيبا .. غير أن عشق شفيق للرسم الذى تجلى منذ نعومه أظافرة .. عندما التحق بمدرسة ` الفرير ` الفرنسية .. القائمة فى حى الخرنفش .. حيث كانت هناك الكثير من مراسم الفنانين الأجانب .. الذين قدموا إلى القاهرة .. وكأنهم فى حى مصغّر ` لمونبارناس ` بباريس ..
- وتذكرت أول معرض يقام فى مصر الخاص بالفنون الجميلة .. وكان بصالة الأوبرا عام 1891 بالقاهرة .. وقد حظى برضى الخديوى .. وتشريفه فى حفل الافتتاح .. الأمر الذى دعا الفنانين الأجانب العارضين فى هذا المعرض إلى تحسين شارع الخرنفش .. والذى أطلقوا عليه ` شارع الفن ` ورغم معارضة شاروبيم الأب لاتجاه ابنه للفن .. فإنه الابن أخذ فن التصوير مأخذ الجد .. فبدأ يتردد على مراسم الفنانين الأجانب بالخرنفش كان من بينهم سكارسيلى Scarselli .. وسيريجوتيس Sirigotis .. وتنسيسون كول .. Tensyson Call الذى كان مصور الملك جورج الخامس وأقام فى القاهرة عام 1919 .
- وفى حديث أجراه الناقد بدر الدين أبو غازى .. مع السيدة مارى جريس .. زوجه الفنان شاروبيم .. والتى صحبته سنوات نضوجه وابداعه .. قالت : أن الفنان سافر إلى روما مع زوجته الأولى على نفقته الخاصة ليدرس الفن فى أكاديميتها حيث تتلمذ على يد الفنان الإيطالى هومبرتو كروما لدى Humberto Coromaldi أستاذ الفنان الرائد يوسف كامل ( 1891- 1971 ) ـ والذى كانت له شعبية عظيمة فى ايطاليا بذاك الوقت .. وقد أتاحت له الفرصة الارتباط الوثيق بيوسف كامل وزميله الفنان راغب عياد ( 1892- 1982 ) .. والدراسة معهما فن التصوير .
وبعد عودة الفنان شاروبيم إلى مصر عام 1924 .. شارك فى أول معرض تقيمه جمعية محبى الفنون الجميلة .. المؤسسة حديثا والتى كان يرأسها الأمير يوسف كمال .. منشىء أول مدرسة للفنون الجميلة فى مصر عام 1908 .. وافتتح المعرض الملك فؤاد الأول الذى اقتنى أحد لوحات الفنان .
- كان شفيق يعيش فى ضاحية حلوان .. التى كانت تعتبر مشتى لكبار العائلات المصرية فى ذاك الحين .. وكان يوزع وقته بين هوايتين .. هواية صيد الطيور والغزلان وهواية فن التصوير .. بجانب عزفه وسماع الموسيقى العالمية .. مع قريب زوجته يوسف جريس التى دامت صداقتهم الحميمة طوال حياتهما .. مما جعل شاروبيم يرسم له لوحه شخصية ( بورترية ) تعد من أهم لوحاته .
- لقد استوحى شاروبيم أعماله الغزيرة من أرض مصر الرحبة منها بوادى النيل الأخضر .. وريف مصر .. وسمائها .. وصحرائها وجبالها وبحارها .. لنراه يرسم .. وادى حوف .. فى الصحراء القريبة لحلوان .. والممتدة عبر تلال المقطم .. وعلى مقربة من البحار المصرية فى الشمال والشرق .. رسم أجمل لوحاته التى تضم المراكب .. والصيادين .. وشباكهم .. ومخيماتهم .. ولم ينس المستحمات والبحر والشاطئ فى المنتزة .. والمعمورة .. والعجمى .. ورأس البر.. ومناظر البحر الخلابة والقرى القريبة من الشاطئ .. وصيادى أم الخلول .
- غير حقول الأرز .. والبط .. والبحيرات التى كان يزورها .. للاستمتاع بصيد الطيور المهاجرة عبر البحر الأبيض المتوسط وحقول القمح فى القرى .. وبيوت الفلاحين .. وحيواناتهم وطيورهم الأليفة كالأبقار والماعز .. وخيال المآته .. والجمال ..
- ولم يتغاض الفنان عن رسم الأصدقاء والأقارب المحببين إلى قلبه .. كالشيخ أبو النور .. والدكتور الجرجاوى .. ويوسف جريس .. والأمومة .. والبدوى .. والعامل المصرى .. وبائع اللبن .. وحاملة الماء .. وكان لنهر النيل الكثير من إلهاماته الموحية من بينها لوحة .. على النيل .. نزهة على النيل .. عوامات على النيل .. وادينا الأخضر .. وجزيرة الدهب .. أحد جزر نهر النيل .. وصيد الغزلان .
- كما نراه يجوب أرض مصر من شمالها إلى جنوبها مسجلا لوحات رائعة عن حقول الأرز قرب دمياط شمالا .. إلى حقول القمح فى الصعيد ووادي حلفا .. أقصى جنوب مصر ..
- فهو يعتبر فنان الرحلات الذى يتصيد الغزلان والطيور .. كما قال الناقد بدر الدين أبو غازى .. حيث علمته هواية الصيد تركيز النظر .. واقتناص الرؤية الماثلة أمامه فى رسومه السريعة .. ولوحاته الصغيرة .. التى تحمل كل سمات الصدق ورفاهه الحس .. وصحو الألوان التى تتميز بها ونتيجة تنقل الفنان فى رحلاته بسرعة من مكان إلى آخر كان من الضرورة عمل أقل المستلزمات الخاصة بالرسم والصيد معا .. فكان لديه حاملا صغيرا للصور .. خفيف الوزن .. وحقيبة صغيرة للألوان الزيتية .. ولوحات خشبية .. وكراسات اسكتس صغيره أيضا .. ولذلك نجد أن أغلب أعماله المرسومة من مشاهد فى الهواء الطلق .. صغيرة الحجم .. دقيقة الرسم .. تتمثل فيها الحقول المصرية فى امتدادهما ورحابتها .. كما تلوح لنا القرية النابضة بالحياة .. وتتجلى لنا صور من أحياء القاهرة وضواحيها وشواطئ مصر الساحرة .
- لنشاهده يميل إلى الترتيب والتنظيم الدقيق فى لوحاته .. على سبيل المثال لوحته ` عوامات على النيل ` التى رسمها من ناحية الشاطئ الآخر حتى تظهر العوامات المتراصة فى خطوط مستقيمة منعكسة يشاهدها ثابتة على مياه النيل الجارية والمتحركة .. وهنا رسم شاروبيم كل التفاصيل الدقيقة المتناهية فى الصغر فى لوحته التى لا تتجاوز مساحتها 33 سم ارتفاع × 41 سم عرض .. كما نرى الأشجار المتقاربة من بعضها فى الخلفية .. ورحابه صدره فى رسم كل شجرة على حدة بفروعها وأوراقها وغصونها مجسدا الظل والضوء عليها .. غير السماء المبلدة بالسحب فى أقصى الخلفية .. مما جعلتنا نشعر بأنه رسم هذه اللوحة أثناء أيام الشتاء المشمسة فى القاهرة . أما عن الصيف وشاطئ الإسكندرية نراه يرسم لوحة بمقاس 19سم ارتفاع × 28 سم عرض .. ولك أن تتخيل حجم هذه للوحة الصغيرة جدا .. بتفاصيلها الدقيقة للشماسى مختلفة الألوان .. والمنصوبة على رمال الشاطئ .. حيث يستظل تحتها المصطافين .. كما نشاهد أمواج البحر المتعاقبة بجمالها الرائع .. لنشعر بصدى أصواتها المتناغمة مع شذي رياح البحر الرطبة اللطيفة تموج من حولنا .
- وهنا نلاحظ ان الفنان رسم بعض المراكب الشراعية الصغيرة .. صوب الأفق والموحية بتكوين فنى متماسك .. وكسر الخطوط الأفقية المتدرجة من خطوط الشاطئ الرملى .. والأمواج المتوازية .. والأفق عند انطباق السماء مع البحر على بعد رؤية العين البشرية .
- وعندما كان يرسم الأشخاص ( البورترية ) .. كان يظهر ملامح الشخصية بكل أحاسيسها ومشاعرها .. مع تمكنه من التشريح الفنى .. وألوان البشرة الإنسانية ..ونوعية الملابس وثناياها وكان يميزه .. رسم الأيدى .. التى يتهرب منها اغلب المصورين هذه الأيام ..ولكن الفنان شاروبيم لدراسته المخلصة فى روما للجسد البشرى .. قد جعله يتحكم فى كل عضلة وكل حركة يصوغها .. وهذا يظهر بوضوح فى لوحته ` الأمومة ` التى أنجزها عام 1949 .
- كما كان يختار كادر لوحاته الطولية أو العرضية باقتدار وخصوصا فى موضوعاته ومناظره الطبيعية التى لم يتجاوز ارتفاعها 35 سم × 47 سم بأى حال من الأحوال .. ليصبح الفنان شاروبيم الفنان المصرى الأول للمنمنمات فى القرن العشرين .
- ومر الفنان بثلاث مراحل هامة بعد مرحلة التكوين .. فبعد عودته إلى الوطن فى أوائل عشرينيات القرن العشرين .. انضم إلى أصحاب الدعوة إلى الفن القومى .. وتسجيل ملامح مصر فى الأعمال الفنية .. وأخذت هذه الدعوة سمتها فى جماعة ` الخيال Le Chimere ` التى أسسها محمود مختار ( 1891 – 1934 ) من مجموعة من الفنانين المصريين والأجانب .. العاشقين لمصر .. وكان شاروبيم فى مقدمة هذه الجماعة .. وشارك فى معارضها التى كانت تقام فى مرسم الفنان ` روجيه بريفال Roger Breval ` بشارع الانتكخانه .. أمام المتحف المصرى .
وظل الفنان وفيا لفكرة تلك الجماعة بالرغم من تفرقها بسبب سفر المثال محمود مختار إلى باريس .. وكانت افكارها تتجاوب مع صدقه الخاص .. فمضت أعماله على نهجها .. وبعد تلك الحقبة فى الثلاثينيات .. دهمت الأحزان فناننا الذى كانت حياته صفاء مرحا .. حين فقد زوجته الأولى بعد مرض عضال.. مما جعله يعتزل الفن والناس وعاش فى حداد دائم إلى أن تزوج السيدة مارى جريس عام 1940 حيث أتاحت له حياته معها مناخا هادئا .. صافيا .. مستقرا .. فعاد يواصل إبداعه الفنى ويعرض أعماله فى مصر والخارج . وفى عام 1962 أقام أول معارضه الخاصة فى قاعة ` الفن للجميع ` بوسط القاهرة .. التى أسسها الأستاذ يوسف مشاقة ثم أقام معرضين آخرين فى فرنسا وإيطاليا . وبعد رحيله إلى السماوات العليا بثلاث سنوات أقامت له جمعية محبى الفنون الجميلة معرضا عاما لاعماله عام 1978 ضم 89 لوحة .. وبعد ربع قرن من وفاته استضافت وزارة الثقافة المصرية .. المتمثلة فى قطاع الفنون التشكيلية أعمال الفنان شاروبيم كضيف شرف فى صالون الأعمال الفنية الصغيرة الرابع عام 2000 وأخيرا هذا العام 2003 افتتح السيد الفنان وزير الثقافة فاروق حسنى .. معرض للفنان شاروبيم الاستعادى .. الذى ضم الكثير من أعماله الملهمة للأجيال من بعده .. بحب مصر .. أهلها وارضها .. والتى امتلأت لوحاته الصادقة بهما وتناولهما بكل دقة واخلاص .
الناقد / محمد حمزة

فنان المنمنمات شفيق شلروبيم شديد الواقعية فى وفائه للطبيعة
أقيم عرض بقاعة إبداع للفنون بعنوان` قراءة فى الفن التشكيلى لوحات فنان المنمنمات الأول الفنان شفيق شاروبيم` 1894-1975 ` وشمل أعمال شاروبيم فى تصويره لأشخاص من عائلته وأصدقائه وبدو فى الصحراء ولم تقتصر تلك الأعمال على أن تعكس الملامح لكنها فى أحيان كثيرة بل تكشف عن إحساس أصحاب الوجوه المرسومة ... كما برع الفنان فى الرسوم التشريحية وكان مميزا فى رسم الايدى التى يتجنبها العديد من الفنانين ` .
وشاروبيم هو أول فنان مصرى تخرج من أكاديمية الفنون الجميلة فى روما عام 1923 وعند عودته إلى القاهرة فى العام التالى كرمه الملك فؤاد الأول بتعيينه فى وظيفة تدريس بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة .
وينتمى شاروبيم إلى جيل الرعيل الأول من الفنانين الذين وضعوا البنات الأولى لصحوة فنية وقد اسهم بفنه وجهده منذ بدأت الحركة الفنية فى فترة العشرينات وما بعدها ويقول عنه الفنان الناقد الراحل حسين بيكار أنه كان يطالعنا دائما برؤيته الرقيقة ونظرته الصافية للطبيعة التى يحبها ويحرص على الحفاظ على خصائصها المرئية إيمانا منه بأن الواقع المرئى هو الصفة الخالدة التى لا تتغير بتغير الإنسان والزمن ولذلك ظل امينا لواقعيته وفيا لعلاقته بالطبيعة التى بدات منذ أن أمسك بالفرشاه ليحي طلعة الشمس وعروبها وراء أفق الوادى الأخضر والتربة السمراء .
وصفه الناقد محمد حمزة أنه فنان المنمنمات المصرية فى القرن العشرين ويقول عنه أنه كان يختار كادر لوحاته الطولية أو العرضية باقتدار وخصوصا فى موضوعاته ومناظره الطبيعية التى لم تتجاوز ارتفاعها 35 سم × 47 سم بأى حال من الاحوال ليصبح الفنان شاروبيم الفنان المصرى الأول للمنمنمات فى القرن العشرين مضيفا أنه استوحى أعماله الغزيرة من أرض مصر الرحبة ولم يتغاض عن رسم الأصدقاء والأقارب المحبين إلى قلبه كالشيخ أبو النور والدكتور الجرجاوى ويوسف جريس وكان لنهر النيل الكثير من إلهاماته الموحية، كما يعتبر فنان الرحلات التى يتصيد الغزلان والطيور وعندما كان يرسم الأشخاص ` البورتريه ` كان يظهر ملامح الشخصية بكل أحاسيسها ومشاعرها مع تمكنه من التشريح الفنى وألوان البشرة الإنسانية ونوعية الملابس وثناياها وكان يميزه رسم الأيدى التى يتهرب منها أغلب المصورين هذه الأيام ولكن الفنان شاروبيم لدراسته المخلصة فى روما للجسد البشرى قد جعله يتحكم فى كل عضلة وكل حركة يصوغها وهذا يظهر بوضوح فى لوحته الأمومة التى أنجزها عام 1949 .
وقال عنه الناقد الراحل بدر الدين أبو غازى فى كلمة بالكتالوج الذى أصدرته جمعية محبى الفنون الجميلة عام 1987 : ` من جيل الهواة الذين استولى عليهم حب الفن شفيق شاروبيم وهو مثال لأبناء الأسر الميسورة الذين كانوا يتعلمون الرسم هواية فى بيوتهم أو فى ظل المعلمين الاجانب بمدارس التعليم الاجنبية ولكن أبائهم كانت تنظر إلى الرسم والموسيقى نظرة الهواية العابرة التى تمارس على هامش المهن التقليدية.
وكان والد شفيق شاروبيم وهو من كبار رجال القضاء يعده ليكون طبيبا ، غير أن حب الطفل للرسم تجلى منذ أولى مراحل التعليم ، كما ظهر عندما التحق بمدرسة الفرير بالخرنفش حيث كانت مراسم الكثيرين من الفنانين الاجانب الذين قدموا إلى القاهرة وجعلوا من حى الخرنفش حيا للفنانين .
ورغم معارضة شاروبيم الأب لإتجاه ابنه فإنه أخذ فن التصوير مأخذ الجد فبدأ يتردد على مراسم الفنانين الأجانب فى القاهرة ومن بينهم سكارسيلى وسيريجوتيس وتينسون كول مصور الملك جورج الخامس .
ومن كلماته المأثورة: ` إننى أعيش شبابى من خلال لوحاتى التى أغمسها فى ألوان الطبيعة` و` أن اللوحة الممتازة تتحدث عندما يتوقف الفنان عن الكلام` .
الناقدة نجوى العشرى
جريدة القاهرة 2014
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث