رومانتيكية الجسد وعاطفة .. التحدى
- يولد الفن من المعادلات الرياضية العقلية عبر أجهزة حسابية شديدة التعقيد من حيث مستودعات المعرفة ومخازن الذاكرة الحاوية ملفات مبوبة وغرف معلوماتية ..فهارس .. وصناديق الخبرات والمهارات .. وإدارة عامة مسيطرة على المنطلقات ..والمرتكزات ..الموجب منها ..والمتأنى عليه .. والمؤجل .. المراد تحقيقه .. والذى تم إقصاءه .. المستبعد وغير الضرورى .. والذى لا نرغب فيه لا شعورياً .. هناك أمور غاية فى التفصيل .. وأشياء هى البساطة بعينها .
- أما البوتقة التى تنصهر فيها كل هذه العمليات العويصة المتشابكة الأكتاف ذات التراكيب الكهروفيزيقية فهى المعمل العجائبى والرحم اللغز الذى هو ( النفس الإنسانية ) المحيرة والعسرة التفسير مبعث الوجدان ومركز الغرائز والعواطف.
- يشكل النحات محسن عبد المسيح شخوصه بأحاسيس باطنية غاية فى الرقة والدفء .. أشكاله قريبة إلى قلبه ولا غرابة فهى من قلبه ولدت.
- أطفال .. نساء .. صبايا .. أمهات .. الطفل يسوع .. هناك من يرتقى صخرة .. أو يجلس على حائط ينظر وينتظر مضجعات ..شهداء .. أحياء .. مناجاه .. بورتريهات .. هم شخوص محبوبين لديه يشعر بهم كأنهم أبناؤه بالجسد ..
- أعرفه قرابة الخمسة وعشرين عاماً لا يهدأ حتى يعبر عن مكونات فؤاده له بساطة ( هنرى روسو ) القروبة .. وولع ( رودان ) للجسد الإنسانى مع اختلاف معالجة السطح والملمس ونوع الحركة وسخرية ( لوتريك ) اللاذعة وحظ ( سوتين) البأس ينحت رغم المعوقات والصعاب منذ سنوات سعى وبشراسة للتخلص من وظيفة رتيبة ودخل منتظم وفى ظل وجود أسرة لينعم بالتفرغ الكامل لفنه محققاً نجاحات وطفرة تقدم وشهرة ولكن الأيام ليست كلها وجهاً واحداً مشرقاً فيدخل فى معركة شديدة الوطأة قاسية تكاد تعصف به تضرب الجهاز التنفيذى لإبداعه الفنى أقصد ( الجسد ) و ( الحركة) مشكلة لا يستطيع المرء أن يتخطاها بسهولة إلا المصارعون فقط المؤمنون بموهبتهم الفنية الإبداعية هنا تظهر العاطفة المتحدية للصعب .
- النحات محسن عبد المسيح يقدم نموذجاً لإنسان عصامى واعياً لفنه يسعى فى ظروف محفوفة بالمخاطر نحو هدف يراه هو ينشد السعادة القلبية وهى أثمن الجواهر يذهب يومياً إلى محترفه بمصر القديمة يلتقى مع شخوصه الحبيبة يبدع وينحت لا يعرف الفشل ينحت دائماً النحت عنده حياته.
بقلم : صلاح بطرس
من مطوية معرض رومانتيكية الجسد عاطفة .. وتحدى (يناير 2020)