- إن ما يلفت النظر فى أعمال ( نيفين سويلم ) الأخيرة هو هذه القوة التعبيرية وهذا الطابع الكونى لتشكيلاتها : عالم متوهج وخارج عن المألوف ، يأخذ منحى جرافيكياً تجريدياً . وتدعم الفنانة هذا الاختيار الجرافيكى المتميز باختيار عناصر طبيعية وأدمية وأشكال جيولوجية دائمة التحول .
- إنما نحن ندرك حينما نتأمل أعمالها أننا أمام فنانة تبحث بشغف ودأب عن سيمياء تشكيلية مقتلعة من الطبيعة وأسرار الكون ، وعن لغة شبيهة بأبجدية الإنسان الأولى .. ففى أعمالها نستطيع أن ندرك إمكانية العلاقة والتواصل ما بين الأنسان والطبيعة حيث فى مجال الفن يكون التحول الناتج عن موضوعات الطبيعة تحولا إنسانياً وفلسفياً .. ولا يكون الفن الاّ فى القبض على هذه العلاقة ومحاولة رسمها وجلائها بحرية وأستقلال .
- إن الفنانة منذ الوهله الاولى تدعونا الى المشاركة فى عالمها .. فى بحثها عن ذلك المجهول الغائب دائماً !! .. عن أسرار تلك الطاقة السحرية الكامنة فى عناصر الطبيعة وفى الأشياء والكائنات من حولنا.. والتى تحولت عند ( نيفين سويلم ) الى ابداعات درامية مستقلة .
- فمن خلال علاقات مركبة وغريبة أحياناً ، تبدو تلك المفردات المجردة فى تداخلاتها الملمسية ، وبتحركات ظلالها برفق خلال الدرجات اللونية وكأنها أنغام حركات موسيقية .. حركة سريعة متدفقة .. حركة بطيئة ناعمة هامسة .. سكون ( متوتر ) ..
- هكذا تظل ( نيفين ) وفية لهذا المنحى الجرافيكى وتقنيات الأداء التصويرى والطباعى ، محافظة فى الوقت ذاته على حميمية البراءة الأولى السابقة على كل نظرية فى الفن ، وعلى رغبتها الداخلية فى العودة باللغة التشكيلية الى مادتها الاولى الهيولية ، طارقة على ذاكرتنا الخلوية حيث اللاشكل والضوء ، اللون والخط ، المادة والنور ..
- حيث يتحول فضاء اللوحة الى فضاء أتصال مفتوح تنمحى فيه الحدود بين الرسم واللون ، حتى لكأنها تذوب معاً فى دفق واحد .
- ومن ثم صار بإمكان اللوحة عند ( نيفين ) أن تحدث وجودها الملموس بذاتها ، بعيدا عما تمثله .

الفنان / محمد رزق