إبراهيم مصطفى إبراهيم شلبى
(( فن ومعرفة ))
- كان لقائى الأول إبراهيم شلبى فى نوفمبر عام 1994فى قصر الطريق بالرياض عاصمة المملكة العربية السعودية حيث كنت أقدم معرض بعنوان ( الفن الأسبانى المعاصر) حينئذ جاء زوار شباب لحضور حفل الافتتاح وكان بينهم شاب مصرى أبدى اهتمام بالغ بالفن وتعرفت عليه وكان هو إبراهيم شلبى.. وسرعان ما عرفت انه كان يعمل فى إعلانات هائلة الأحجام وكذلك رسوم تصاحب النصوص الأدبية منها كتاب لازلت احتفظ به حتى الآن لمؤلف هام سعودى الجنسية و الآن أن انتقى ابرز صفاته الفنية فإن أولها هى :
- حب المعرفة واستطلاع كل ما يتعلق بالفن وقد تأكدت من ذلك بنفسى فى مرات كثيرة أثناء زيارته إلى مدريد حيث أماكنه المفضلة هى متحف البرادو ومتحف الملكة صوفيا للفن الحديث وكذلك أكثر صالات العرض الأسبانية حداثة فقد قضينا ساعات طويلة نتحاور هناك إمام إعمال...فيلاثكث. جويا .. وماتيث وفى السنوات الأخيرة لجأت وزارة الخارجية الأسبانية إلى إبراهيم شلبى لكى يقوم بتصميم غلاف الكتالوجات التى شاركنا بها فى بينالى القاهرة والإسكندرية. وقد زرت (أستوديو) إبراهيم فى كفر الشيخ لعدة مرات وسرنى أن أرى كيف أن إقامته لفترة طويلة فى بلاد مختلفة مثل بغداد أو مدريد أو الرياض قد أثرت نظرته الفنية وجذبته نحو الفن الحديث حقاً ولا شك أن إبراهيم شلبى ليس رسماً كبيراً فقط وإنما فنان له تكنيك خاص يحدث لغة جديدة بين الفنانين المصريين الشباب ولابد أن ذلك هو ما جعل أعماله تشكل جانباً من المقتنيات الخاصة فى مصر وأسبانيا .
د/ مانويل روميرو
- بالإضافةإلى اعتماده تكنيك خاص واستخدامه لأدوات وخامات ابتكرها بنفسه لتساعده فى تنفيذ أفكاره التى تتسم بالأصالة وعدم التعالى على الواقع الذى يعيشه .. - فإن أهم مايميز الفنان إبراهيم شلبى هو ارتباطه بهموم مجتمعه وقضايا وطنه ، وإجادته التعبير عنها بكل عمق وبساطة فى آن واحد .. ليقدم بذلك نموذج حى للأدوار الوطنية التى يمكن أن يؤديها الفن التشكيلى .
أ.د / محمود عنايت
عميد كلية الفنون الجميلة - جامعة الأسكندرية
لا أسمع .. لا أرى .. لا أتكلم
- لا اسمع .. لا أرى .. لا أتكلم ...
- ولكن الفنان المصور إبراهيم شلبي قرر أن يسمع و أن يرى وان يتكلم
واستعمل أدواته الفنية التي يجيدها وهى الصور الفوتوغرافية المعالجة بالديجيتال في تنفيذ هذه الفكرة الملهمة .
- فصور نفسه ( الوجه ) ثم صور ( الأذن ) التى تسمع و ( العين ) التي ترى و (الفم) الذي يتكلم وقام بعمل ملحمة تركيبية في ثلاثيات متتابعة تعبر عن مفهومه الإنساني لكي يصبح فعالاَ في مجتمعه .
- يرى ويعبر ويسمع ويعلق ويقول ويبدع معرض مفاهيمي جميل بتقنيات رفيعة المستوى لفنان شاب موهوب .
- ننتظر منه الكثير مستقبلا ً.
عصمت داوستاشى
الإسكندرية 4 -9 -2012
ما أبدعة الفنان إبراهيم شلبى
- إن البطل الحقيقي في لوحات الفنان الكبير الأستاذ إبراهيم شلبي هوا المادة الخام التي اخترعها وطوعها لإنتاج لوحاته البديعة العامرة بالمعاني والفنون ....إن ما فعلة إبراهيم هنا هو احد البراهين الناصفة على ان الفنان التشكيلي المصري بوسعه إن يضيف حركة الفنون في العالم ليس بقدرته على الرسم والتشكيل فقط لكن أيضا باستطاعته الإضافة إلى ما يستخدمه الفنانون من مادة في صناعة لوحاتهم .
د/ عمار على حسن
الفنان إبراهيم شلبى
- تتميز أعمال الفنان إبراهيم شلبى بالحس التلقائى الذى ينبعث من داخل النفس الإنسانية البسيطة ، وهى مليئة بالإحساس والأرض والوطن .
ا.د السيد القماش
شلبى.. والتلخيص بعجائنه الملونة
- فنان له تكنيكه الخاص. يجيد استخدام الأدوات والخامات، أفكاره تتسم بالطلاقة والأصالة، مرتبط بمجتمعه وقضايا وطنه, تعبيراته ممزوجة بالبساطة،والعمق،والحداثة فى قالب فنى واحد.. تجده يوصل أحاسيسه ببساطة التعبير كرينوار، وتجد رؤيته عميقة كدالى، ونجده متخطياً الأزمنة والوقت، متطلعاً لابتكار رؤىً فنية جديدة كسيزار، ليقدم بذلك أنموذجاً فنياً يستحق الدراسة، والوقوف على منهجه وأسلوبه واستراتيجياته.
- كما يعد ` شلبى` من الفنانين التشكيلين القلائل الذين رسموا لأنفسهم خطاً فنياً مشوا على غراره منتهجين التفرد والأصالة، ممتزجين معاً بتلخيص للعنصر لم يسبقه غيرة , فتجد فى أعماله الفنية الصراحة والمباشرة وله رؤية فلسفية خاصة، وتخمين جسيم، فترى الخطوط مدروسة، والتكوين موزون، والألوان متجانسة صريحة.
- حقيقة إن ما فعلة `إبراهيم شلبى` فى معرضة الحالى (ع الرمله) يعد أحد النماذج المثلى التى تضيف للفن التشكيلى العربى حداثة وتطور ، وتدلنا على أن الفنان التشكيلي العربى بوسعه إن يخترق الصعاب للوصول للهدف والغاية، وهو ما يذكرنا بقول `واشطن إفلنج ` .` الأذكياء من يضعون هدفاً لا حلماً`.
بقلم : د./ محروس عتاقى (مدرس التصوير، كليه التربية جامعة الأزهر)
20-12-2018
إبراهيم شلبى وعجائنه الملونة
- هو واحد من الفنانين القلائل الذين امتلكوا خطاً مميزاً من التعبير الفنى بسلاسة وبساطة هائلة دون تكلف أو استغراق فى الهم الفنى أو البحث عن أسلوب يميزه ، وقد استطاع من خلال هذه البساطة المزج بين رؤاه العميقة والمتعددة من خلال كاميرته التى وكأنه يسكن داخلها ليحقق أبلغ اللقطات ويحولها إلى فكر وتصوف وفلسفة لتشع مع لقطاته رؤيته الخالصة لهذا الإيجاز الرهيب .
- فهو يعتمد على قدرته الخاصة بالبحث فى الذات وفتح مجال جديد لرؤية بصرية مغايرة .. حيث يقول ما يريد من خلال أعماله معلنا تفاعله مع الأحداث فى حينها بتلقائية وقوة أداء محكم بأسلوب متميز يميل إلى التجسيد فى كل جوانب العمل الفنى .. ولعل رؤيته الموجزة التى استلقاها من خلال خبرته مع الكاميرا تافوتوغرافية جعلته يختار الحدث والتكوين و المفردات داخل العمل الفنى بإيجاز شديد ليرتبط بالمفهوم والمقصود والمعاناه التى يعبر عنها الفنان تجاه ما يحدث حوله من أحداث ..
- ولذا فإننى أرى أن تجربة إبراهيم شلبى متكاملة .. فيما يحققه فى التصوير الجدارى بصدق الحالة والتقنية التى يستخدمها ، وهى العجائن الملونة التى يتميز بها.
المثال أ.د ./ السيد عبده سليم
2012
أسمع وأرى وأصرخ
- قرب انتهاء القرن الماضي عشنا لأول مرة ظاهرة العولمة. أي أننا وللمرة الأولى على مدار التاريخ عرفنا كيف أن الأحداث تؤثر فى نفس الزمن على أمكنة ومجتمعات كنا نعتبرها قبل ذلك مختلفة تماماً، بل وبعيدة أيضاً.
ولعل أهم ما استحدثته التقنيات الحديثة هو أننا غيرنا تماماً من نظرتنا لكل ما يحدث فى كوكبنا، بل وفى الفضاء المحيط بهذا الكوكب أيضاً.. أضف إلى ذلك أن المعرفة التي إكتسبناها من خلال استعمالنا لهذه التقنيات قد أحدثت ثورة حقيقية فى مجتمعات العالم بأكملها.
كل هذه الأفكار تكتسب فى المجال الفنى أبعاداً عظيمة ومتفردة، وهو ما دفع بفنان مثل إبراهيم شلبي أن يبدع أعماله الفنية التي يضعها أمامنا اليوم.. أما عن الفنان ذاته فهو كالفن الحقيقي فى البحث عن الجمال وبلوغه، دون أن ينسى أن كل عمل خلاق هو أيضاً مساحة من التفكير تقترب بنا إلى مجتمع أسمى وأكثر عدالة.
لهذا أعتقد أننا مدينين للفنان إبراهيم شلبي بالشكر لأنه فى هذه المرحلة التي تمر بها مصر يقدم لنا إنتاجه الفني تحت عنوان:`أسمع.. وأرى.. وأصرخ`، علماً بأن إبراهيم شلبي لا يصرخ ولكنه يحدثنا بلغة فنه المتفردة لكي يقول لنا شيئاً هو مقتنع جداً به.. وهو أن عالماً آخر - عالماً أفضل - هو شيء ممكن تماماً.
اغدادى لا بيسا فنانة تشكيلية
مدريد 2012
إبراهيم شلبي ... الرؤية الجديدة
- خلال السنوات الثماني الأخيرة . تعاون الفنان إبراهيم شلبى مع النشاط الثقافي الاسباني في مصر لذا فمن المنطقي أن يكون عمله مرحبا به اليوم في معهد ثيرفانتيس بالإسكندرية .
- إن أزمة القيم التي تؤثر في العالم كله اليوم .وبشكل مؤلم .تؤثر أيضا في مجال الفن تحديدا لذلك نتج هذا التأثير الواضح في مصر كما في أوروبا فالفن الجديد الفن الحقيقي وجب البحث عنه بعيدا عن الدوائر الرسمية . وبعيدا عن دوائر السلطة وفى أطراف المدينة وهذا هوا حال إبراهيم شلبى .
- وبدون انتمائه إلى أي مجموعة بعينها يحقق عمل عالي التجديد في عزلة مرسمه بكفر الشيخ فنان عالمي الدراية بما ينتج فنيا في أنحاء المعمورة . ولكن دون أن يترك أصول ثقافته المصرية يهدى لنا هذا الناتج لرؤية الجديدة للأشياء فنان غير ملوث بالقوالب القديمة ومجددا باستمرار لرؤية مستعملا طرق تكنيكية ولونية جديدة هكذا يظهر في هذا المعرض حيث يمكننا الاستمتاع بمشاهدة هذه الألوان الجميلة من الرصاصي والوردي تجدنا منجذبين لأسلوب تحطيم الأشكال في اغلب المعروضات للرشاقة أيضا نصيب في اللغة التصويرية لإبراهيم شلبى .
-فالفنان لا ينسي بأن الأسلوب في التعبير الفني هوا أيضا منهج للوجود في هذا العالم .
مانويل روميرو دكتوراه في الفن - مفوض معارض لدي وزارة الخارجية الاسبانية مدريد 2003
ثورة فنان
- بعد أن وضعتنا ثورة 25 يناير على أول طريق التخلص من الظلم والفساد الذى ساد ..تمنيت لو أعيش إلى الأبد .
- واليوم نرى بوضوح كيف استطاع الفنان إبراهيم شلبى بمشروعه الحالى (سأسمع ..وأرى ..وأتكلم ) أن يعبر بأسلوبه المميز بحس وعمق ليتغلغل داخل أعماق النفس البشرية وفلسفته التى تكمن فى صلب أعماله ورؤيته الفنية لتعبر عن موقفه تجاه مايدور حولنا من أحداث ، وأن يطل علينا من كثافة الظلال ليساعدنا على حسم موقفنا الرافض للاستسلام للواقع المرير .
الفنانة/ مديحة متولى - مقرر لجنة المعارض بنقابة الفنانين التشكيليين 2012
سأسمع ..وأرى ..وأتكلم
- تمثل مجالات الإبداع البصري أهمية كبيرة ..حيث أنها مرآة لثقافة الصورة ..بداية من العمل الفني التقليدي كالتصوير الزيتي ..والعمل الفني المجسم من النحت إلى العمل الفني الجرافيكى إلى الأعمال الخزفية التي تعكس طبيعة وأصالة الفن المصري على مر العصور ..حتى اليوم .
- إلا أن التطور التكنولوجي اثر ايجابياَ على آليات التعبير .. فاكتشفت مجالات جديدة مثل التصوير الفوتوغرافي والكمبيوتر جرافيك .. وكذلك الأعمال الحداثية وما بعد الحداثية التي أثرت الفن بمفاهيم ..وأفكار عمقت من الرؤية البصرية بأبعاد فلسفية تعكس رؤى الفنان التشكيلي .
- فالفنان إبراهيم شلبي من الفنانين الشباب الذين اهتموا بالتصوير الفوتوغرافي كأحد مجالات التعبير ..بصياغة مخالفة لما هو مألوف فى هذا المجال ..وبأبعاد تعكس رؤى مجتمعية لحياة الإنسان المعاصر ..مغلفا تلك الفلسفة بمعالجة جرافيكية من خلال استخدام الطباعة الرقمية ..ليتحول العمل الفوتوغرافي إلى قيمة تشكيلية تعكس مفاهيم تؤكد أهمية الفنان باعتباره مرآة لواقعه .
- يقدم الفنان معرضه بعنوان (سأسمع ..وأرى ..وأتكلم ) ليبرهن على حالة الصمت التي دامت أكثر من ثلاثين عاماَ ليخرج إلى المجتمع بصرخات تملئ الفم ..والعين ..والأذن بقيم تشكيلية مميزة ..متمنياَ له دوام التوفيق .
أ.د/ حمدي أبو المعاطى نقيب الفنانين التشكيليين
حوار الصورة
- تعتبر الصورة الفوتوغرافية اكتشافاً علمياً وتقنياً يرجع إلى القرن التاسع عشر, وقد بدأت مسيرتها مع ولادة السينما جنبا إلى جنب, فالسينما في حقيقة الأمر وعلى حد توصيف أحد النقاد ماهى إلا صورة فوتوغرافية ولكنها متحركة.
وكان تطور الفوتوغرافيا فى القرن العشرين هو انعكاس لذاكرتنا الجماعية لكل هذه السنوات.. ورغم ذلك فإن الاعتراف بالصورة الفوتوغرافية كأسلوب فنى حقيقى لم يحدث إلا بعد مائة عام من ذلك, ولم نرها في المعارض إلا حتى وقت قريب جدا.
- وكانت مصر من أولى بلدان العلم التي استخدمت فيها الفوتوغرافيا, وكان ذلك لتسجيل الاكتشافات الأثرية الهامة التى اجتذبت بتفردها كثيرا من الفنانين الذين تركوا لنا روائع فوتوغرافية لا للآثار وحدها وإنما أيضا لأفراد (لشخوص) من شعبها. وهكذا وجدنا صورا بالمكتبة الألمانية العتيقة بالقاهرة, ظلت فى متناول أيدينا حتى وقت قريب. هذه الصور التي أطلق عليها النقاد العالميون ` إستشراقية,
- هذه الثروة التاريخية والثقافية كانت موضوع لدراسة الفنان إبراهيم شلبي ,وهو فنان مصري على دراية بكل مجريات الفن وتياراته العالمية, فقد عاش في العراق وفى المملكة العربية السعودية وفى اسبانيا. من كل هذه التجارب جاء مشروعه الحالي الذي يقدمه لنا باسم أرى, وأسمع , وأتكلم```.ولكن الطريقة التي قدم بها إبراهيم شلبي المقولة العالمية ألمعروفه: `أرى وأسمع ولأتكلم` تشكل نظرة متفردة , جذابة وهامه .
- لقد ألتصق الفنان بالتغيرات الجذرية والتطورات الهائلة التي يمر بها عالمنا في هذه الأوقات .من هنا يترك الفنان فرشاته التى طالما وفرت له نجاحا كبيرا, ليتجه نحو الفوتوغرافيا التي وجد فيها طريقة جديدة ليعبر فيها عن قلقه تجاه المصاعب التي يمر بها عالمنا وخاصة ما يتعلق بالإنسان وعلاقته بالآخر
.لقد قرر الفنان إبراهيم شلبي أن يتكلم عبر هذه الصور الفوتوغرافية المتفردة المدهشة لكي يدين بطريقته الخاصة الأنانية التي سادت بين أناس هذا العصر وشعوبه. وهو يكسر بذلك حاجز الصمت والرضا بالواقع, لكى يقول لنا -عبر هذه النوافذ الجذابة- لقد حانت الساعة واللحظة التي نرى وتمحص فيها الأشياء, وأنه لا يجب أن نبقى صامتين أمام الظلم الذي يسود العالم وأن علينا أن نستمع ونصغي إلى بعضنا البعض ,وأن نتشارك, وأن نتحاور مع الجميع لكي نشكل معا العالم الأفضل الذى نصبو إليه .
انطونيو الكازار فنان تشكيلى- مشرف متاحف
مدريد 2010
- لا تعتمد أعمال الفنان إبراهيم شلبى على التفاصيل البصريه الشكليه السطحيه ..ولكن تعتمد على التفاصيل المكنونه فى الاعماق تفاصيل ماوراء العمل من مضمون ...تفاصيل ثريه كثيره تحدث دهشه وتنبيه وإشارة قويه تخاطب وجدان وإحسان المتذوق فتجعله هائما بين هذه التفاصيل المكنونه والتى بالطبع تفسر مقصود ومضمون العمل الفنى ..فنرى الانطباعية فى تصوير الحاله وليس مجرد المنظر .. فالحال فى الصوره هو المايسترو أما المظاهر الأخرى كالاضاءه المشمسة والظلال جميعها مظاهر تساعد الحاله على الظهور والتوهج ...من أصعب ما يصوره الفنان فى عمله الفنى هو تصوير الحاله النفسيه لحال الصوره فأجادها الفنان ببراعة متقنه من خلال تقنياته البسيطه فى التصوير والمعقده فى التناول حيث استخدام الكتل اللونيه والتى ساعدت كثيرا فى إبراز جمال الصوره ودقه الظلال وسرعة استقبال وحس اللون.. وساعدت ايضا على تجسيم عناصره ومفرداته ..تناول مختلف لدراسه حال الظرف فى محيط المكان ..
بقلم : د./ إبراهيم وشاحى
إبراهيم شلبى.بين الزيتى والفوتوغرافى
- ليس الفن إلا محاولة لخلق أشكال ممتعة تشبع الإحساس بالجمال ، نابعة من القدرة على التذوق والتناغم مع مجموعة علاقات شكلية من بين أشياء تدركها الحواس فيتولد الشعور بالمتعة لما فيها من تناسق يتعلق بسطح وشكل وكتلة الأشياء .
والفن هو رافد من روافد الحضارة الإنسانية ، وما يميز العمل الفني الأصيل عن غيره هو الهدف الذي تحدده حاسة الفنان وموهبته .
ولعل مايميز الفنان الشاب إبراهيم شلبي وهو فنان تشكيلي متميز جمع بين التصوير الزيتي والفوتوغرافي ، أنه يجمع بين الأصالة والمعاصرة فى الأخذ بالأصول العلمية والتقنية والانطلاق بها إلى أعماق النفس البشرية ، بما يجعل شخوص لوحاته تكاد تسمع وترى وتتألم وتعانى فتصرخ وتنطق وتبوح بما فى مكنون الفنان نفسه من معاناة وآلام وأحلام تعبر عن قضيته الشخصية وقضية وطنه الكبرى مع الحرية بإحساس فني رفيع .
الفنانة/ مديحة متولى مقرر لجنة المعارض
طريق الحرية
- الفنان إبراهيم شلبى فى عرضه ( سأسمع .. وأرى .. وأتكلم ) يقدم صياغة بصرية تستخدم فيها تقنيات التصوير الضوئى والمعالجات الرقمية ، من خلال رؤية هى فى الأصل ذات محتوى مفاهيمى يخاطب بنفس الدرجة كلا من العين والعقل معا.
- وإبراهيم شلبى منذ بداياته يسير بخطى منطقية صعودا نحو البحث عن ذاته بجوانبها الأسلوبية والمنهجية والفكرية ، تتوالد لديه حتميات تقنية تنحو نحو التقليدية أحيانا ومفاجئة فى أغلب الأحيان ، ومناسبة فى الغالب للمحتوى الموضوعى ، أما تجاربه فى البناء الفنى فتعتمد على رؤية خاصة للأشياء والموضوعات ، ليصل فى عرضه الأخير لدرجة من الوعى مكنته من امتلاك القدرة على وضع المفهوم العقلى فى قالبه البصرى المتسق والمتآلف مع ذاته أولا، والمعبر ثانيا عن رؤية واضحة تعكس واقعا معاشا .
- والصياغات البصرية لديه على ما فيها من صراحة إلا أنها تحتوى على الحد الكافى من التكثيف الفكرى والتعبيرى مع مقدرة فى التحكم والسيطرة على أدواته ومساحاته وعناصره .
- ويأتى ذلك العرض متناسقا فى مجمله بين الأعمال الفنية ذاتها ، وبين شخصية الفنان الحاضرة فى الصور وبين عنوان العرض الذى يتبنى منطق الإرادة الفاعلة بإصرار ، وكأنه يريد أن يؤكد على حريته التى لن يسمح بأن تنتهك وعلى قدرته على فعل التغيير والتعبير بحرية تظهر بوضوح من خلال أعماله ذاتها حين يمزق حواجز الحرية إطلالا أو خروجا أو اختراقا ، أو عندما يتحول الجسد إلى أفواه وعيون وآذان ، إنها الفكرة الأساسية التى عمل جاهدا على صبها فى قالب الشكل بتوافق فى البناء ووعى فى استخدام الأدوات .
أ .د / وليد قانوش - مدير مركز الحرية للإبداع
اليوم السابع - 17/ 8/ / 2012
روح المغامرة فى معرض إبراهيم شلبى
- إن التحديات التى تواجه الأمة العربية باتت تفرض نفسها على كل إنسان أصيل يسعى إلى إعادة الروح إلى الفن حتى يرتبط بهموم الناس وقضايا الوطن باعتباره سلاحاً مهماً وفعالاً للمحافظة على الهوية الوطنية وسط هذا الذوبان الذي يتلاشى فيه كل شئ أمام طوفان العولمة وبوصفه واحداً من هؤلاء الذين يؤمنون بضرورة قيام الفن بحمل هذه الرسالة ، فقد اختار إبراهيم شلبي لنفسه طريقاً يمزج بين الأصالة والمعاصرة في صياغة تشكيلية حديثة أقرب إلى سيمفونية تبنى بالأساس على خصوصية البيئة العربية .
- إبراهيم شلبي في حالة بحث لا ينتهي في شكل العمل ونوع الخامة وطريقة الطرح والتعامل .. ويقدم لبيكاسو فروض الولاء والطاعة في أكثر من عمل كأستاذ يقدم جزء من أعماله داخل نسيج العمل ... ورغم زيارته لاسبانيا إلا انك تلمح كفر الشيخ ورائحة الأرض وريح الناس الطيبة داخل الأعمال الفنية .
أحمد الطنطاوى
جريدة الكرامة مايو 2009
كتالوج المعرض
- إبراهيم شلبي فنان ذو شخصية فنية مُتميزة، إستطاع أن يطوع أعماله الزيتية والفوتوغرافية لرؤى وصياغات لا تقليدية رغم شغفه بالتراث وإعتزازه بهويته .. يحرص دوماً على صبغ أعماله بحسٍ مرهفٍ ومشاعر جياشة تأسر وجدان المُتلقي وتسبح به لُيلامس أفكاره.. تتوازن عنده عناصر العمل الفنى بين الجمال والرؤية والتقنية والإبتكار فيصيب الكمال ...
- وطالما مثلت معارضه فرصة هامة لمشاهدة إبداعاته الفنية سواء في التصوير الزيتي أو الفوتوغرافيا، والتي دائماً ما تمتاز بسلاسة وبساطة الأسلوب وعمق الرؤى وفلسفتها، وهو منهج فني شديد التعقيد والصعوبة على الكثيرين، ولكن مع موهبة إبراهيم شلبي وقدراته المتدفقة دوماً أستطاع تذليله للوصول لهدفه الأسمى إبتغاء الكمال في العمل الفني هذا الهاجس الرهيب لدى المبدع الحقيقي لكن لا يناله إلا القليلين ومنهم إبراهيم شلبي في كثيرٍ من أعماله .. تحية وتقدير لهذا الفنان المتألق الذي ننتظر منه المزيد والمزيد لإشباع حاسة الجمال والتذوق البصرى لدى المُشاهد.
ا.د. صلاح المليجى - رئيس قطاع الفنون التشكيلية
2013
يـرى الفنان إبراهيم شلـبي ، الذي إحتفلت الدوائرالفنية بمعرض صوره ( سأسمع وأرى وأتكلم ) أن الثورة الحقيقية تبدأ بتحرير الحواس .
قد يبدو غامضاً للوهلة الأولى ، فنحن أمام مجموعة من الصور التي تظهر فقط خليطاً من الآذان , والعيون ، والأفواه .
فنرى أذاناً وعيوناً على الأيدي ، أو نرى أذناً تنبعث من الجانب الأيمن أو الأيسر من الخصر .
هناك أعــين أو آذان تسَّاقط مــن خـلــف ستارة ســوداء ، وهنـاك فــم مفتـوح على مصراعيه ، ليطلق صيحة , أو صرخة .
وتلك الأشياء ما هي إلا انطباعات قليلة وسريعة ، يلم بها من يتجول في معرض صور الفنان التشكيلي إبراهيم شلبي (سأسمع وأرى وأتكلم ).
إن ذلك بمثابة شئ معقد من اللقطات المكبرة التي تخلط الملامح البشرية بطريقة تتولد منها إيحاءات , وانطباعات , وتخيلات متشابكة , ومتعددة ، تلاحظها في أثناء تجوالك في صالة العرض تبحث عن معنى .
وثمة ملاحظة أخيره يتركها الفنان في نهاية المعرض ، يمكن أن تمثل مدخلاً لنواياه : (لا أسمع ، لا أرى لا أتكلم ) .
إنـه مـوقــف طالما اتخــذت مــنه نبـراسـاً فمــا الجـدوى مـن السماع , أو الرؤية , أو الكلام طالما لم ينلني أذى ؟
ولكن بعد حين من الزمان ، حين أصبح لهذا التوجه تأثير سلبي في حياتي ، قررت أن أتخلى عن سلبيتي وأواجه ، وأبدأ بنفسي ، ومن الآن سأسمع وأرى وأتكلم .
وقد بدا المعرض يكتسب بعداَ أكثر واقعية باندلاع ثورة 25 يناير : ففي ظل نظام دكتاتوري فاسد ، يتم إرهاب الناس عادة حتى تتوقف حواسهم ، كما يتم قهر أى معارضة أو نقد غير مرغوب فيه من قبل السلطة .
وقد وصل الأمر إلى أن الناس أرغموا حواسهم على البرمجة وأصبحوا كالروبوت الذي يعمل بالريموت كنترول .
كانت تلك حالة المصريين قبل الثورة ، وعلى أية حال فإن إرهاصات التمرد ظهرت في العمل الفني ، كالذي دعا الناس إلى كسر حاجز الخوف ، وكانت الخطوة الأولى تجاه هذا الهدف كما يرى شلبي تكمن في تحرير الحواس .
ومنذ عرض الصور في نهاية عام 2010 ، تم الاحتفال بالصور من قبل الدوائر الفنية في شتى أنحاء الدولة ، ووسائل الإعلام، وعلى صفحات الفن .
ومما يدعو للاهتمام أنه عند عرض الجزء الاول من الصور لأول مرة في متحف رامتان ، وذلك قبل قيام الثورة بشهر ، كانت ردود الفعل تنذر بقيام الثورة - حسب قول شلبي وهو يبتسم :
(( لقد أغلق الناس أعينهم وأذانهم ، وأفواههم أمام ممارسات الفساد التي استمرت حتى تسببت في خراب البلد )) .
وقد بدأت الثورة الحقيقية ضد الفساد والظلم بتحرير الحواس التي ظلت مقولبة ردحاّ طويلاً من الزمان .
وكان المعرض بمثابة دعوة مدوية لكل المصريين حتى يعلنوا الثورة على النظام الفاسد لمبارك - هكذا اخبر الفنان شلبي مجلة Community Times .
لقد كان من الضروري تطوير وظائف الحواس في محاولة لزلزلة الأرض تحت أقدام الديكتاتور .
ورغم أن الإستجابة الأولية ( رد الفعل ) للمعرض كانت مشجعة فإن المغزى المصاحب لــه أصبح أكثر قوة ، حيــــث أن الملايـــين زحفـــوا نحــو التحرير فــي الخامس والعشرين من يناير لإسقاط النظام .
(( يبدو أن مصر كلها تفاعلت مع صور المعرض وقررت أن تزيل حاجز الصمت ، وبدأوا يسمعون ويرون ويتكلمون )) .
إلا أن ذلك لم يكن أول مره يتزامن فيها المعرض مع التمرد ، حيث أقيم الجزء الثانى من المعرض في سبتمبر الماضي في مركز الحرية للإبداع بالاسكندرية ،
وهناك تظاهرت مجموعة من الفنانين بالقرب من المركز للمطالبة بحقوقهم .
وقد جاءت فكرة المعرض حين لاحظ شلبي أن الظلم الذي عانى منه الناس ، كان نتيجة اللامبالاة والسلبية تجاه مايحدث (( وحينئذ قررت أن أبدأ بنفسي )).
هذا هو السبب في أن شلبي اختار أن يكون هو نفسه موضوع الصور ، ومن خلال مساعدة أحد الأصدقاء ، تمكن شلبي من إلتقاط الصور ، التي تم تحريرها وخلطها وتكبيرها بعد ذلك ، حتى تتحقق التأثيرات المطلوبة .
بصفتك رسام ، لِمَ لَمْ تستخدم الفن التشكيلي لنقل رسالتك ؟
شلبي : لقد فكرت في ذلك ، إلا أنني في الواقع وجدت أن التصوير هو الوسط الملائم .
وإذا درست الصور فسترى عناصر الفن التشكيلي ، مثل اتزان المناظر ، واستخدام الأضواء ، وملامح الوجه .
والتحدي الكبير عند شلبي هو تصميم المناظر ، فالمعرض يضم 36 لقطة تنقسم إلى ثلاثة أقسام ، كلها تخص الأذان والأعين والأفواه .
وبعد ثلاث لقطات توضح ملامح وجهي ، جلست في معمل الفوتوشوب ، وبدأت عملية الخلط .
في واقع الأمر لايمكننى إبداء تفاصيل ، حيث ليست هناك قاعدة تبين الكيفية التي توصلت إليها كل لقطة .
وكان كل تصميم نتيجة لإلهام لحظي وجيز، ومن ثم فإنني لم استطع توضيح ذلك .
وفى النهاية توصلت إلى 70 تصميماً ، اخترت منها 36 تصميماً للمعرض .
ونحيت الصور المتكررة جانباً ، كما نحيت الصور التي لا تحدث إنطباعاً .
وسوف يقام المعرض (( سأسمع وأرى وأتكلم )) بجزئية في الأسبوع الأول من ابريل 2013 ، في اتليه القاهرة ، شارع كريم الدولة ، المتفرع من ميدان طلعت حرب .
بقلم : أحمد ماجد - ترجمة الدكتور / عبد السلام الصباغ
Community Times
أسمع وأرى وأتكلم ) .. حواس تواكب التغيير الشعبى)
- عيون محملقة جاحظة،آذان عملاقة، شفاه مفتوحة لا تكف عن الكلام والفعل، كائنات مُصندَقة تشقّ عباب المجهول، تبرق عيون أبطالها في صخب... ترى وتسمع وتتكلم في معرض الفنان إبراهيم شلبي ` سأسمع وأرى وأتكلم ` الذي افتتح في مركز الحـرية للإبداع فى الإسـكندرية قبل أيام ويستمر حتى 27 من الشهر الجاري.
- ويمثل المعرض صرخة احتجاج، انطلقت من وعي الفنان الذاتي، على الرياح العاصفة بمجتمعات بدأت تتحرك وتراقب وتنتفض، متخلية عن مقاعد الاستكانة.
- ويقول شلبي لـ `الحياة` إن فكرة المعرض تراوده منذ عام 2009، `عندما استشعرت الحالة المتردية، والسلبية التي وصلنا إليها في مصر، وكان شعاري كالجميع: لا أسمع، لا أرى، لا أتكلم، ولطالما اتخذت من ذلك الشعار نبراساً، فما دام لم يمسسني أحد بسوء، لماذا أسمع أو أرى أو أتكلم؟ ثم بدأت الثورات، واجتاحني غضب شديد من حجم الفساد الذي نعانيه وتيقّنت أنني لا بد أن أسمع وأرى وأتكلم، وأن أعلن ذلك. من هنا بدأت مراجعتي لأمور وأشخاص، وكوّنت اقتناعات جديدة. أقمت معرضي الأول `لا أسمع، لا أرى، لا أتكلم` قبل الثورة، ثم استكملت المعرض بـ `سأرى، وأسمع، وأتكلم`. ورفض المعرض في الإسكندرية، لكنني عرضته في القاهرة قبل الثورة بشهر واحد. وعلى رغـم أن النـجاح الذي حققه العمل ذاب مع مقدمات الثورة، فقـد شـعرت بأن صوتي شارك في شـكل أو آخر`.
- واليوم يعرض شلبي المراحل : `ففي المرحلة الأولى ( لا أرى لا أسمع لا أتكلم ) سلبية مفرطة، والمرحلة الثانية تحمل بعض الإيجابية،فبعض اللوحات ترى ولا تتكلم، وأخرى تسمع ولا تتكلم، وأخرى ترى وتسمع ولا تتكلم. أمـا فـي المرحلة الأخيرة ( سـأسـمـع وأرى وأتكلـم ) فتتحول الكتلة التشكيلية بكاملها رمزاً إيجابياً متحركاً، فالجميع لا بد أن يبقوا متنبهين لدفع محاولات تنويم هذه اليقظة الوليدة، ولمنع التفرّد بالحكم.
- ويقول مدير مركز الإبداع وليد قانوش إن هذا المعرض `يقدم صياغة بصرية تستخدم فيها تقنيات التصوير الفوتوغرافى والمعالجات الرقمية، من خلال رؤية هى فى الأصل ذات محتوى مفاهيمي يتبنى منطق الإرادة الفاعلة بإصرار، وكأن الفنان يريد أن يؤكد حريته التي لن يسمح بأن تنـتهك، وقـدرتـه عـلى فعل التغيير عندما يتحول الجـسد إلى أفواه وعيون وآذان. هذه هي الـفكرة التي جهد لصبّها في قالب الشكل بتوافق في البـناء ووعـي في استـخدام الأدوات.
- وإبراهيم شلبي فنان تشكيلي شاب، رئيس قسم التصميم في وكالة إعلانات بالسعودية، شارك في العديد من المعارض التشكيلية في مصر وفنزويلا وإسبانيا والدوحة والسعودية والعراق، ونال جوائز.
سامر سليمان
الحياة - الجمعة 14/ 9/ 2012
الحرية الكامنة ... خلف القضبان
- قد يكبل الانسان نفسة بقيود وهمية حارما إياها من الإنطلاق والاستكشاف , هذا ما تؤكدة إبداعات الفنان فى لوحته ` قضبان ` من خلال مجال التصوير الزيتى بجانب عمق علاقتة الدائمة والمستمرة فى السعى عن الحرية, ولعل إختصاراته الإنسانية المكبلة فى جسد إمرأة كرمز صادفة الصواب , انتصار لصورة المرأة على انها أكثر تكبيلا وتقيداً فى كل المجتمعات وعلى مر الازمنة والعصور , فاضاف الفنان مساحة أوسع لإكساب العمل الفنى قدراً من المتعة والاحساس بالجمال رغم صعوبته ، فالجسد المقيد الباحث عن الحرية يهرب من قضبان حقيقية سجنه خلفها المجتمع بل العالم بأثرة إلى قيود وهمية شارك بنفسة فى صنعها جالدا ذاتة ومضيقاً على نفسه الى اكثر مدى وبذلك فأن قضيتة تمثل دعوة حقيقية لتكسير القيود ومغادرة الذات لسجن الاوهام الى واقع مفعم بالاحلام فلا يعتب الفنان .. ان الفن ترفاً بل شئ له قيمة بما يمثله بداخل خيالة وبصيرتة على الواقع وليس انعكاسا له وذلك بتمكنة من اسلوب التعبير المتميز عن احساس جياش وجلاء لتجربتة الذاتية ، فقد مثل مصر فى احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010, بكراكاس - فنزويلا 2009 واقام معارض خاصة بجاليرى هيسبانيسيا - مدريد واتيلية القاهرة والمركز الثقافى الاسبانى بالقاهرة والاسكندرية ومركز الحرية للابداع ونقابة الفنانين التشكيليين بأرض الاوبرا ومركز رامتان الثقافى بالهرم ومركز الحرية للابداع بالاسكندرية , كما اقام معا رض ثنائية بمصر واسبانيا , واشترك فى العديد من المعارض الجماعية منها جاليرى الباطروس بمدريد والمعرض العام بقصر الفنون بالاوبرا وصالون النيل للتصوير الفوتوغرافى ومعرض الاعمال الصغيرة بمجمع الفنون الزمالك كما استضافت أعماله قاعة شبابيك بالمقطم وصالة التحرير بمعهد جوتة وجمعية محبى الفنون الجميلة بجاردن سيتى وله العديد من المقتنيات داخل مصر وخارجها .
الناقد / محمد عبد العلى
جريدة الأهرام المسائى 24 أكتوبر 2014
إبراهيم شلبى .. فنان تشكيلى خارج أسوار قصور ثقافة كفر الشيخ
- تساءلت في مقالة سابقة قبل الثورة بعنوان ( قصور في الثقافة ) عن ماذا جرى لأحوال الثقافة في مصر ..؟ ، التي كانت منارة للمعارف والآداب والفنون للعالم العربي بل وللشرق كله ، كان روادها ومثقفوها وفنانوها ملء السمع والبصر في العقل والقلب والوجدان ، يشار إليهم بالبنان ، فمصر كانت ومازالت رمانة الميزان في كل أحوال الدنيا والدين في المنطقة كلها .
- وكنت أعزى ذلك التراجع الثقافي إلى فساد النظام القديم الذي لم ينزل الناس منازلهم ولم يكن يهتم بالثقافة على اعتبار أنها العدو الأول للفساد والاستبداد ، حتى أن الأديب الكبير د. يوسف إدريس كان يصرخ في أيامه الأخيرة مطالباً بأهمية أن نتثقف يا ناس ! ، ولكنني وبعد ثورة يناير السلمية البيضاء والتي أطاحت بعرش أخر فرعون في العصر الحديث وهزت بعنف أركان نظامه من الطغاة والفاسدين ، توسمت أن تحدث ثورة في الثقافة تزلزل القصور على ساكنيها المرتزقة ومدعى الثقافة ، وتسحب البساط من تحت أقدام المفسدين ليحل محلهم المثقفون والأدباء والفنانون الحقيقيون أصحاب الحق الأصيل في التعبير عن الأدب والفن الجميل .
- الأحوال في قصور ثقافة كفر الشيخ لا تسر ولا تبشر بالخير وتسير من سئ إلى أسوأ ، فالموظفون البيروقراطيون محدودو الفكر ، معدومو المواهب يديرون الثقافة بعقليتهم المتخلفة المعطلة التي تدربت على شتى أنواع الفساد لعقود طويلة وتغولت في ممارساته بعد الثورة في غياب المساءلة وكنوع من الثورة المضادة لعرقلة حركة التغيير التي ستطولهم حتماً ، فالتعيينات بالوساطة والرشوة لمن لا يستحق ، والميزانية الضخمة والتي لم أكن أظنها كذلك توزع بتوقيعات وهمية على المحاسيب من معدومي المواهب ومحتكري الثقافة الذين لا يتغيرون مع تغير الزمن ، والباقي الكثير يدخل جيوب خزانة الموظفين والمدراء من اللصوص الظرفاء .
- أبواب القصور مغلقة ومظلمة ليلاً على الدوام ، وفى النهار تتحول القصور إلى مقاهي للموظفين ومراكز إعداد وتجهيز الطعام وتربية النشء لموظفات القصر الحاضرات ، ولا تسأل عن المكتبة ونادي الطفل ونادي الأدب وبقية مكونات القصر ، فكلها أنشطة مجمدة بلا جمهور على ارض الواقع وبلا محاسبة رغم أنها تصرف الحوافز والمكافئات مقابل لا عمل أو عن أعمال وهمية لم يقوموا بها .
- تعج القصور بأسماء مدعى الفنون والآداب بينما الفنانون والأدباء الحقيقيون والذين يستحقون التواجد الفعلي داخل صحون القصور لا يزالون مطرودين خارج أسوارها ، إن ما يحدث في قصور ثقافة الأقاليم العنصرية هو العجب بعينه ، فهل من المعقول أن يظل الفنان التشكيلي المتميز إبراهيم شلبي خارج الأسوار بينما الذين يملأون المكاتب والقاعات لا علاقة لهم بالفنون والآداب من فاقدي الأهلية الفنية والأدبية ، إن هذا الوضع المقلوب يعبر عن الحقيقة حيث أن أحداً لا ينتظر الرجاء من قصور ثقافة ليس بها فنان أو أديب حقيقي واحد ، وليس أمامنا سوى تلقى ما يقذف في وجوهنا من تخلف وقبح وجهالة .
- إننا أمام ظاهرة فنية متميزة ، فنان تشكيلي من الطراز الفريد ، تقام معارضه الخاصة والثنائية والجماعية خارج مصر بالدوحة وفنزويلا ومدريد،وداخلها بقاعة رامتان بالهرم ومركز الحرية للإبداع بالإسكندرية ونقابة الفنانين التشكيليين بدار الأوبرا المصرية وأتيلييه القاهرة ونقابة الصحفيين بالقاهرة والمركز الثقافى الاسبانى والمركز الثقافى الالمانى ومجمع الفنون بالزمالك وكلية التربية النوعية بكفر الشيخ ، وكلها أعمال موثقة ، وفى المقابل لا يجد الفنان له موضع قدم داخل قصور ثقافة كفر الشيخ موطنه الأصلي .
- إن شباب مدينة قلين محافظة كفر الشيخ يعتبرون معارض الفنان إبراهيم شلبي بمثابة أعياد خاصة ، يتجمعون فرادى وجماعات وعائلات مستقلين أتوبيسات على نفقتهم ليقضوا يوماً كاملاً في رحلة ثقافية اجتماعية وسياحية داخلية للتعرف على الأماكن التاريخية والأثرية في قاهرة المعز وعروس البحر المتوسط وعاصمتهم كفر الشيخ ، مختتمين الرحلة بافتتاح المعرض الفني للفنان الموهوب إبراهيم شلبي ، وغالباً ما يعقبه ندوة شعرية لشباب قلين الصاعد .
- بالإضافة إلى اعتماده تكنيك خاص واستخدامه لأدوات وخامات ابتكرها بنفسه لتساعده فى تنفيذ أفكاره التى تتسم بالأصالة وعدم التعالى على الواقع الذى يعيشه.. فإن أهم ما يميز الفنان إبراهيم شلبي هو ارتباطه بهموم مجتمعه وقضايا وطنه, وإجادته التعبير عنها بكل عمق وبساطة فى آن واحد.. ليقدم بذلك نموذج حى للأدوار الوطنية التى يمكن أن يؤديها الفن التشكيلى. كما تحدث عنه أ.د.محمود عنايت عميد كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية ، بينما يعتبره أ. د . السيد عبده سليم عميد كلية التربية النوعية بكفر الشيخ( واحد من الفنانين القلائل الذين امتلكوا خطاً مميزاً من التعبير الفني بسلاسة وبساطة هائلة دون تكلف أو استغراق في الهمّ الفني أو البحث عن أسلوب يميزه، وقد استطاع من خلال هذه البساطة المزج بين رؤاه العميقة والمتعددة من خلال كاميرته التي وكأنه يسكن داخلها ليحقق أبلغ اللقطات ويحولها إلي فكر وتصوف وفلسفة لتشع مع لقطاته رؤيته الخالصة لهذا الإيجاز الرهيب ) .
- ويصف رؤيته الجديدة د. مانويل روميرو مفوض معارض لدى وزارة الخارجية الاسبانية بأنه .. فنان غير ملوث بالقوالب القديمة ومجدداً باستمرار لرؤيته مستعملاً طرق تكنيكية ولونية جديدة، هكذا يظهر في اعماله حيث يمكننا الاستمتاع بمشاهدة هذه الألوان الجميلة من الرصاصي والوردي تجدنا منجذبين لأسلوب تحطيم الأشكال في أغلب المعروضات، وللرشاقة أيضاً نصيب في اللغة التصويرية لإبراهيم شلبى. ويقول عنة أ.د/ صلاح المليجى رئيس قطاع الفنون التشكيلية ( إبراهيم شلبي فنان ذو شخصية فنية مُتميزة، إستطاع أن يطوع أعماله الزيتية والفوتوغرافية لرؤى وصياغات لا تقليدية رغم شغفه بالتراث وإعتزازه بهويته .. يحرص دوماً على صبغ أعماله بحسٍ مرهفٍ ومشاعر جياشة تأسر وجدان المُتلقي وتسبح به لُيلامس أفكاره.. تتوازن عنده عناصر العمل الفني بين الجمال والرؤية والتقنية والإبتكار فيصيب الكمال ). كما تقول الناقدة والفنانة التشكيلية الاسبانية أغدا دى لابيسا ..( أما عن الفنان ذاته فهو كالفن الحقيقي فى البحث عن الجمال وبلوغه، دون أن ينسى أن كل عمل خلاق هو أيضاً مساحة من التفكير تقترب بنا إلى مجتمع أسمى وأكثر عدالة)
- العالم يبحث عن الموهوب والمبدع الصغير وينفق الملايين في التنمية البشرية للحصول عليه ونحن في مصر نغتال المواهب ونحاربها كما فعلت قصور ثقافة كفر الشيخ مع فناننا المبدع وظلت على موقفها الرافض له عشرات السنين ، بينما الأبواب الخلفية مفتوحة على مصراعيها للأدعياء من أصحاب الحظوة والخطوة ولا فن ولا ثقافة لمن تنادى ! .
- إن ما يصرف على ما يسمى بمهرجانات ثقافة الأقاليم من سفه وتبذير في غير محله ، تستفيد منه قلة من المدعين وتحوله إلى مضيفة وصالون للطعام والشراب والراحة على نفقة الدولة تحت مسمى تكريم الدراويش والمداحين الدائمين ، يكفى لعمل نقلة نوعية على ايدى فنانين وأدباء وشعراء حقيقيين هم الأحق والأجدر والأولى وعلى رأسهم فنان كفر الشيخ و مصر المبدع إبراهيم شلبي .
- إن غاية الفن هي البحث عن الجمال والكمال والخلود والرؤية المستقبلية ، والفنون الجميلة هي الممثل الشرعي للفن وذلك أن فنون الرسم والنحت والموسيقى والشعر تنطوي على استخدام جميل للمواد والخامات فتدخل السعادة والبهجة على المتلقي وتهذب سلوكه وترقى بالذوق العام ، وإذا كنا نسمع أصوتاً تنادى بوأد الفن من جذوره فإن بقايا النظام القديم يقومون بإقصاء الموهوبين والمبدعين .
- فهل لنا أن نحلم بيوم تصل فيه الثقافة الحقيقية إلى مستحقيها على ايدى فنانين وأدباء وشعراء حقيقيين في قصور ثقافة تحترم المتلقي المحروم من ثروات بلاده الثقافية المهدرة بفعل فاعل والتي تملأ الدنيا نوراً وبهاءً وجمالاً .
مهندس/ محمود همام
جريدة الدائرة الحمراء أبريل 2014
فنان - الومضة واقتناص الحالة
- انه واحد من الموقنين أن الجدية والدأب والمثابرة والدراسة والتجريب هى عوامل النجاح , وهو واحد من الفنانين التشكيليين الجسورين , يخوض تجربته دون خوف , يفكر و يجهز ,ثم يدخل فى معركة ابداعية مع الخامات , انه يستخدم المعاجين واللدائن وسلاحه السكين والفرشاة , وألوان قوية , دسمة مملوءة !!
- ابراهيم شلبى صال وجال مع الفوتوغرافيا بعزيمة وجرأة وجسارة الجندى المحارب , عرف يكسب معركته مع اختيار الكادر الفنى واللعب بمصادر الضوء , واختيار اللحظة المناسبة كأنه قناص ماهر , واختيار اللقطة فى الفوتوغرافيا هو نفس اختيارها فى التصوير والرسم وكأنما اللقطتان شقيقتان أو توأم , فهو يختار جزءا من الكادر وليس ما يملأ الكادر , يرسم لحظة شعور أو احساس أو تعبير معين فى عين مفتوحة أو ناعسة أو مغلقة , يتعامل مع هذا الجزء نفس التعامل مع لوحة كاملة وعناصر متشابكة , يصور اصبعين , عينين , أذنين , أنفين , شفتين , وفى جانب آخر يتعامل مع جسد الأنثى تعاملا خاصا وحميميا , .. نصف صدر , نصف ذراع , نصف فخذ , نصف رقبة , نصف وجه , ربع ساق , ينظر المتلقى الى أى نصف منها باحثا عن المعنى , فلا يتعب , يجد حكاية , لحنا موسيقيا , شعرا , احساسا , كل نصف أو ربع أو جزء به احساس وملامح وتعبيرات واشارات , بعدها لا يتساءل المتلقى لأنه استوعب مكنونات العمل .
- ابراهيم شلبى يلعب بالمنظور بطريقته الخاصة ولا يخطىء , مساحاته اللونية ( صولد ) قاسية ليس بها تتشات أو خرابيش أو خشونة الا فى الأعمال المنفذة بالعجائن واللدائن , أما فى التصوير الزيتى فهى ألوان حادة وأضواء حادة , وظلال حادة , وخطوط قاسية بعيدة عن النعومة والليونة , ولكن كل هذا فى النهاية يصنع عملا فنيا راقيا بعيدا عن الغربة الأغتراب , أعمالا مفهومة لا تحتاج الى تعليق !!
- وهنا لابد من الأشارة الى أن التصوير الزيتى عند ابراهيم شلبى هو أقرب كثيرا الى نتائج الطباعة على الخشب أو اللينو وهى للوهلة الأولى تبدو كذلك للمتلقى , ربما لأن اللون الحاد عنده يشبه ما تفعله أدوات الحفر الحادة على سطح الخشب , ما من لون يتداخل مع لون , لكنه يجاوره , يصادقه , يحاوره باللمس الدقيق , ولكنه لا يحتضنه بغية صياغة لون جديد , وهو يختار ألوانا قليلة لا تتزاحم ولا تتشابك لكنها تتناغم لتصنع لحنا خاصا ورؤية مقصودة !!
فنان الأحساس !!
- ابراهيم شلبى يملك أدواته ويعرف كيف يطوعها ويمشى بها الى الأبداع , وهو كثير التجريب والخلط والأبتكار , ودأوب , لا يمل لأنه يعشق الفن الحقيقى القائم على الصدق واليقين والتجربة , يهوى المساحات الكبيرة والبراح , يملأها بلمحة طارئة فهو فنان اللقطة أو اللحظة أو الأحساس الخاطف , لا يشغله تكديس العناصر ولا الجرى وراء ما هو غريب وطلسم , ولأنه فنان ( الومضة ) فهو لا يهدأ الا اذا سجلها قبل أن تتلاشى .
- تذكرنى أعماله بالشعر الفصيح وليس الشعر العامى , وهذا احساسى الخاص فشعر الفصحى رغم ( التفعيلة ) والجرى وراء بحور الشعر المختلفة , الا أنه السهل الممتنع , الممتع تماما كما هى أعمال ابراهيم , كذلك الموسيقى الصادرة من لوحاته , ليست موسيقى شعبية , انما هى سيمفونيات , الهارمونى فيها يكون تحنانا ساعة وصاخبا ساعة أخرى لتتماشى مع صلادة بعض ألوانه الحادة مرة والجامحة مرات , عالم ابداعى له خصوصيته وهويته وملامحه , يجمع بين عدة مدارس فنية مختلفة , فهو كلاسيكى احيانا , وتكعيبى أحيانا وسوريالى أحيانا , وهو قريب جدا من تجريد خاص يتعامل معه بحرفية واتقان !!
- واذا كانت الفنون جنون فما احلى جنون هذا الفنان فهو قد صور العين بالفوتوغرافيا من داخلها وخارجها , حدبها وقعرها , وثلثها وربعها , ودورها , صور الأذن وكأن الصوت يغتالها أو يقتنصها , أعماله حالات وحالات لكل جزء حالة خاصة يبدعها فتثير التساؤلات , والعمل التشكيليى الناجح هو المحرض والمثير للدهشة والتساؤل !!
بقلم : محمود خفاجى
المرئى واللامرئى فى لوحات الفنان إبراهيم شلبى
- سوف تتجلى لنا للوهلة الأولى، ومن النظرة الأولى، إلى أعمال الفنان إبراهيم شلبى، تلك الطاقات الهائلة التى تكشف عن نفسها وتبرز فى كل لوحة من لوحاته بل وفى كل تفصيلة من تفاصيل كل عمل من أعماله.
- وهناك حضور واضح للجسد الإنسانى فى تلك الأعمال، لكنه حضور ينم أيضا عن الغياب، إنه حضور يشي و يومئ إلى ما يوجد هناك، فى أعماق ذلك الجسد، أو حيث توجد تلك المحبة الهائلة للحياة، وتلك الرغبات القوية فى الوجود الحى المتجدد وفى الحرية، والبهجة والفرح والشعور بالسعادة، إنها سعادة تحاول الشخصيات اقتناصها أو الحصول عليها، على الرغم من ضيق الحياة وقلة الفرص، حتى تترك مجالاً للمشاعر بأن تشحن الرسم بالطاقة الحيوية ، وتمنح الألوان قوة التعبير ، فتنقذ العمل الفنى من الإنزلاق إلى مجرد الزخرفة السطحية إن ذلك يتجلى كله فى حركات اليدين والأقدام التى تتسع وتمتد فى الحيز المكانى حتى تكاد أن تحيط بالعالم كله، إن هذه هى حريتها، التى أدركتها خلال انطلاقها الحر فى الماء، وبين أمواج البحر وأثناء السير على الماء، وكذلك خلال الرغبة فى التحليق فى الهواء، هنا، فى هذه الأعمال، فرح حقيقى لا يستطيع شخص أن يمنعه عن تلك الشخصيات، أو يحرمها منه، هنا الحضور الخاص للجسد وهنا أيضا الحضور بالجسد، هنا وجود الشخص بمفرده وهنا وجوده مع الآخرين،وأنه لوجود حقيقى حر يكاد يصل بصاحبه أحيانا إلى عنان السماء، حيث تتحرك الشخصيات وتتحرر من الجاذبية الأرضية ، ومن ضيق الحال، وتنطلق فى آفاق الخيال، وقد لا يظهر وجوه الشخصيات أحيانا ورؤوسها فى اللوحة ، لكن ما تعبر عنه الساقان أو الذراعان أو الجذع يفوق فى بلاغته كل ما قد تقدمه الملامح كلها أو الرؤوس.
- أن تكون حراً فى عالمك الخاص البعيد النائى، أن تكون وحدك في الطبيعة، تمشى فى الماء أو تجرى على اليابسة، أو تحمل طفلا أو ان تسير بجوار صديق أو زميل، او ان تمشى علي الشاطئ متأملا ومتفكراً، أن تستلقى مستريحاً، أو تكون وحدك، أو تكون مع الآخرين، أن تعيش الحياة وأن تكون حراً، وأن تفرح بوجودك الخاص وبعالمك الصغير والكبير خلال الوقت نفسه، وأنت تكون أنت أنت لا أحد غيرك وهذا هو فقط قليل من بحر تلك المعانى والدلالات كلها التى تحاول أن تقولها لنا لوحات الفنان إبراهيم شلبى.
أنها لوحات تومئ أكثر مما قد تشير، ترمز أكثر مما قد تعلن، أو تصرح، تعطى بالجزء أموراً تفوق ما قد يتم التقاطه من خلال الكل ومن خلال نزعة تأثيرية واضحة وكذلك تدرجات للازرقات والبنيات وبعض تدرجات اللون الأخضر وغيرها من الألوان، الفنان يقول لنا هنا أموراً قد تفوق ما قد تقوله ` بالته ` ألوان كاملة ، إنه عالم يقوم على أساس الخفاء والرمز أكثر مما قد يقوم على أساس التجلى أو الوضوح .
- إنه عالم يتكئ على تموجات البحر، وانعكاسات الضوء على سطحه وأمواجه وأفقه وكذلك الحياة الموجودة فوق مياهه، وفى أعماقه، وعلى شاطئه، وفى قلب الإنسان الذى يحيا بداخله أو على شطآنه، إنه عالم جديد وطازج، وكأننا لم نره من قبل، إنه أيضا، عالم صامت ومتكلم، واضح وغامض، معتاد و ملغز، فيه سكون وسكينة لكنه مفعم أيضا بطاقات هائلة من الحركات والتموجات والضجيج المكتوم الذى يكاد أن ينفجر، أو يتفجر، حيوية وحياة وبهجة ومحبة.
- لا يقدم لنا إبراهيم شلبى فى هذا المعرض الجسد الإنسانى فى حركاته وانطلاقاته وحريته وفرحه بالحياة فقط ، بل يقدم لنا أيضا ذلك اللامرئى الموجود خلف هذا المرئى، وذلك الخفى الموجود خلف هذا الجلى أو المشاهد، إن بحر إبراهيم شلبى هو بحر نعرفه، لكنه أيضا يبدو لنا وكأنه بحر نراه لأول مرة، إنه بحر يشع ضوءاً، وشفافية ورقة ورهافة، وحرية، وتجدداً وانطلاقاً، وحركية، ورحابة، وحيوية لونية، وقد انعكس ذلك كله على أعماق الشخصيات التى توجد داخل هذا العالم، فسارت مثله، فوق سطحه، أو بجوار شاطئه، وهكذا امتدت الأيدى فى الحيز المكانى المحيط بالجسد وهكذا تمددت السيقان أيضا وطالت ونعمت بحرية لا تجدها أبداً بعيداً عن ذلك البحر الجميل.
- كان سيزان يقول: `إن الطبيعة فى الداخل` والطبيعة هنا، لدى إبراهيم شلبى، موجودة في الداخل، أى مفردات الطبيعة نفسها، وموجودة فى داخل الشخصيات الموجودة فى هذه الطبيعة ذاتها، وموجودة أيضا فى داخلنا، نحن الذين نشاهد هذه الأعمال الجميلة ونعجب بها ونتوحد معها.
- هكذا تجلت فى لوحات إبراهيم شلبى قوة الإدراك الحسى ومهارة الذكاء الانفعالى، وهكذا ظهرت لديه أيضا تلك الوحدة المزدوجة القوية التى تجمع، فى آن واحد، بين النفس والجسد، بين الطاقات الروحية والغرائز الطبيعية، بين حياة الطبيعة وطبيعة الحياة، بين الآنا المتجسد والعالم الواسع الأزلى الخالد الكبير.
- وهكذا تحققت لديه أيضاً كل المبادلات أو التفاعلات التى أشار إليها الفيلسوف الفرنسى ميرلو بونتى، فى بعض كتاباته، بين الحضور والغياب، بين المرئى واللامرئى، بين الوجود واللاوجود.
- مائة وأربعون لوحة حاولت أن تحتوى عالم البحر فاحتواها، هكذا انسكبت أمواجه وعوالمه وطاقاته الخفية والجلية بداخلها، إنه البحر رمز الحياة والموت، وإنه لرمز مزدوج يتعلق بالماء، الذى هو بدوره رمز مزدوج قد يرتبط بالعذوبة، وقد يرتبط بالملوحة، قد يرتبط بالتدفق، وقد يرتبط بالجفاف والغرق، كما أنه يرتبط أيضا بالانتقال من مكان إلى مكان، وبالأسماك وحيويتها ودلالاتها الرمزية المتعددة، المرتبطة بالخصوبة والتوالد والتجدد وقوة المياه كأصل للحياة. إنه وجود يتجلى ويفيض على كل شئ، فمن الماء يخرج كل شئ حى، ومن الماء والطين شكل خنوم اله الخصوبة وخالق البشر والنباتات والحيوانات فى الميثولوجيا الفرعونية القديمة الحياة وقام بتجديدها. وعلى البحر هناك رمال وبشر، الرمال رمز للتعدد والكثرة، للكل الموجود ضمن شاطئ واحد، كتجسيد للنقاء والطهارة، للرطوبة والجفاف، للشمس المنعكسة بأضواء وظلال على الأرض. أما البشر فموجودون فى حالات انفعالية واجتماعية شتى تكشف عنها زوايا أجسادهم ومنحنياتها وكذلك تفاعلاتهم مع البحر ومع الحياة ومع بعضهم البعض.
- هكذا قدم لنا الفنان إبراهيم شلبى البحر ومكونات الطبيعة والحياة والبشر بألوانها وأشكالها وتصميماتها وزواياها وحركاتها الخاصة، وبكل ما تحتوى عليه من طاقات لونية وتكوينية مشعّة استطاعت، من خلالها، أن توقظ فى عين الفنان وكذلك وعيه ولا وعيه وخياله ووجدانه فجسدت معادلات داخلية كانت بمنزلة الصيغ الجسدية لحضورها، وقد توحد الفنان هنا مع كل ما رسمه ومع كل من رسمه، ومن ثم فقد استطاعت هذه الصيغ والحالات الجسدية أن تثير بدورها مرئيات وماهيات جسدية وخيالية وجمالية لديه، أصبحت موجودة داخله وموجودة فى لوحاته خلال الوقت نفسه.
- هكذا تم الوجود بالجسد ومن خلال الجسد وتم الوجود بالخيال ومن خلال الخيال فأصبح عالم هذا الفنان يجسد، فى كل لوحة ذلك الحضور الخاص للجسد فى العالم، وللعالم كذلك فى الجسد، للعالم من حيث هو حركة ومن حيث صور وتكوينات ومشاهد ثرية ومن حيث هو إدراك أيضاً ومن حيث هو خيال ومن حيث هو جمال، موجود فى الطبيعة وفى البشر وفى الحياة، وقد أدرك الفنان إبراهيم شلبى ما هو لامرئى فى ذلك كله ثم قدمه لنا فى أعماله هذه، أى جعله مرئياً لنا فى كل لوحة وهكذا جمع فى أعماله أيضا بين ما هو مرئى ولا مرئى أيضا، وذلك لان كل لوحة من هذه اللوحات تستثير بدورها بداخلنا رغبات ورؤى وأحلام لا تنتهى وهى أحلام تتوجه نحو كل ما هو جميل وكذلك نحو كل ما هو جليل وممتع ودال فى هذه الحياة.
أ. د/ شاكر عبد الحميد ( وزير الثقافة الأسبق )
ع الرملة
- سوف يعجبك فى معرض الفنان ` إبراهيم شلبى` المقام فى قاعة `الهناجر` بالأوبرا، جمال الطبيعة، حيث زرقة السماء بصفائها وتشبعها بالضوء، وحيث زرقة مياه البحر وحركة أمواجه،وتألق االبريق الذهبى لرمال الشاطئ، وإشراقة شمس النهار، وحيوية ونقاء صورالبشر ونضارة وجوههم ، وهم يمرحون بثقة وإطمئنان. وسوف تلاحظ أن كل لمسة لونية مشرقة على سطح لوحة من لوحات المعرض، مرسومة بتلقائية، وبوسعها أن تدفع البصرللتمعن فى تلك اللقطات المدهشة وغيرالتقليدية، وقد مزجها الفنان بحالة من الفرح والابتهاج بخصوصية الطبيعة الساحلية، التى تسمح بمرح ونشاط، بل وبحالة من الاسترخاء. ويلعب هنا اللون دور البطل الحقيقى. وبأسلوبه أستطاع الفنان أن يصور فكرة ` التألق المدهش` والضوء الكثيف، وذلك برسم تنويعات على صورالبحر والصخور والرمال والناس الحقيقيين، ببشرتهم النضرة يمرحون على الشواطئ وفوق الرمال، ويستمتعون بحب الحياة وبصفاء النفس وراحة البال. وبالطبع هذا الأسلوب فى الرسم يسمح للعاطفة بالتدفق بحرية مع الألوان المشبعة بالتوهج. ومن االمتوقع من المشاهد للوحات المعرض اكتشاف الكيفية التى توصل بها الفنان إلى إذابة الحدود بين الألوان و نغماتها، كما استطاع أن يوحى بالتأثيرالملمسى للسطوح بإستخدام تقنية تعتمد على ضربات الفرشاة السريعة، وعلى الإيقاعات المتراقصة التى تحتفل بالحياة، حتى تترك مجالاً للمشاعربأن تشحن الرسم بالطاقة الحيوية، وتمنح الألوان قوة التعبير، فتنقذ العمل الفنى من الإنزلاق إلى مجرد الزخرفة السطحية.
- وأغلب الموضوعات المعروضة هنا بعنوان `ع الرملة` هى تصوير لمناظر من حياة الشواطئ فى الصيف، فى غاية البساطة والتواضع والوضوح، حيث الشمس الساطعة والناس على سجيتهم بانفعالاتهم المتحمسة وعواطفهم النبيلة، وجمالهم الرقيق. وسوف يشعرالمشاهد وهو يتأمل زوايا الرؤية `غيرالتقليدية` بفرصة لاستنشاق الهواء، والاستمتاع بعمق العاطفة ونبلها، المتمثلة فى الإبتهاج بالبراءة وبالتفاؤل المطمئن، دون الإستغراق فى مبالغات إيهامية أو فى خيالات رومانسية. والتمثيل المباشر للحياة بالرسم، له جذوره التى ترجع إلى فنانين سابقين صوروا الواقع بعيداً عن القوالب المثالية. أما الفنان ` إبراهيم شلبى` فقد جدد `الواقعية` عندما استفاد من إنجازات التكنولوجيا الحديثة. ولهذا السبب بدت الصورالواقعية للبيئة الساحلية هنا أكثر عصرية، رغم بساطة موضوعاتها وطابعها المباشر. وبإلقاء نظرة على حركة الأشخاص المصورين ضمن المناظرعلى الشاطئ، وقد تطايرأمام وجوههم رزاز أمواج البحر وزبده، فى صيف مشمس وصاف، سوف تكتشف الطريقة التى منحت الواقعية الممتزجة بالتعبيرية زخماً جديداً، ونكهة عصرية وتأثيرجمالى نابض بالحياة .
بقلم : أ .د/ محسن عطيه
التدفق الواقعى الانطباعى فى الصياغات البصرية للوحات إبراهيم شلبى
- فى ظل التغير الكبير والتطور الهائل الذى طرأ على كافة مناشط الحياة والذى واكب الثورة الصناعية والقفزات التكنولوجية المتتابعة ، تأثر حقل الفن التشكيلى بهذه التغيرات، خاصة فى نهايات القرن العشرين وحتى وقتنا الحالى، حيث ظهر العديد من المذاهب والاتجاهات والأساليب التى أخذت على عاتقها مبادىء التغيير فيما يتعلق بكافة أشكال الفنون عامة ولغة التعبير البصرى بشكل خاص .حيث امتزجت وتداخلت مجالات ومدارس الفنون بعضها ببعض دون وجود خطوط فاصلة ، هكذا عبر الفنان إبراهيم شلبى فى أعماله التصويرية مؤكداً على المشهد الواقعى المحمل بسمات الانطباعية ، ومؤكدا فى ذات الوقت على الدمج بين حيوية المشهد الإنسانى وتوظيف المعطيات التشكيلية فى فكر مابعد الحداثة ، حيث يتجه نحو تلخيص المشهد إلى مساحات لونية قوامها حيوية ودسامة وتدفق ضربات الفرشاة ، فى إطار الوعى بتحقيق أسس التكوين ؛ من إيقاع وتوازن ووحدة وتناسب وسيادة ، كما ينحو الفنان فى أعماله نحو تبسيط الأشكال الواقعية متخطيا خصائص الرؤية التقليدية ..حيث تتعدد وتتنوع زوايا الرؤية والمنظور لديه بحيث تتبدى للمشاهد غير تقليدية ومعبرة فى ذات الوقت.. تؤكد لوحات الفنان على حميمية العلاقات الإنسانية وارتباط الإنسان بالطبيعة والبيئة المحيطة .. ففى أجواء المصيف .. تتدافع شخوصه فى فراغ اللوحة وسط أمواج البحر المتعددة درجات الزرقة ، والمتلاطمة .. فى مرح وسعاده وتفاؤل .. آخرون فى المشهد اليومى باحثون عن الرزق فى لوحته ` بائع لعب الأطفال ` حيث يسير البائع المتجول بخطوات ثابتة فوق رمال الشاطىء محملا بلعب الأطفال لجذب أنتباههم ..شخوص تشاهدها من منظور عين الطائر فتتبدى للمشاهد من أعلى فى صياغة بصرية غير مألوفة ومبتكرة . كما يعبر الفنان فى بعض الأحيان عن كينونة الإنسان فى تلخيصات جذابة واختصارات معبرة رافضة للتفاصيل المعقدة ، بحيث يحل الجزء محل الكل ، بما يوحى بدلالات رمزية خاصة ، يتدفق خلالها التعبير الرمزى لدى الفنان الذى يجمع فى لوحاته بين متناقضات
عدة ، السكون والحركة ، الجزء والكل ، الوضوح والتماهى ، لقد لجأت الواقعية عند الفنان إبراهيم شلبى لاستخدام الألوان فى صورة مساحات، واعتمد فى ذلك على ماهيات الألوان ودرجاتها. بحيث يضفى على اللوحة وبشكل دائم الهاجس التعبيرى الانطباعى .الذى تتبدل ايقاعاته البصرية في المدى التشكيلي، الذى تراه العين ضمن إطار اللوحة.
بقلم أ.د. عادل عبد الرحمن ( أستاذ ورئيس قسم التصميم بكلية التربية الفنية - جامعة حلوان )
الفنان إبراهيم شلبى يدخل المشاهد فى موود معايشة اللحظة الإبداعية
- تمكن الفنان إبراهيم شلبى من شحن أعمال تجربته الفنية بالعديد من القيم الجمالية والإنسانية التى تم تطويعها لحمل فكره وفلسفته وخبراته للمشاهد وذلك فى صياغات بصرية انطباعية الطابع وتعبيرية المشهد والمضمون حيث تقترب من الواقع المرىء الذى تم تجسيده بصياغات ادهشت المتلقى بعدما تخلصت طواعية من كل الأطر والقواعد التقليدية التى تقف عائقا على طريق حرية التعبير حيث يعمد الفنان غالبا إلى تأمل جوهر مفردات أعماله مع الاهتمام والتعاطى الواعى مع جمالياتها ويعد كل ذلك من دواعى حرية التعبير وفق التوجهات الأسلوبية للفنان الذى يلجاء عادة لحل شفرات العلاقة الأبدية بين الشكل والمضمون حيث تنطلق مفرداته على أسطح أعماله في أجواء ديناميكية مليئة بالطاقة الايجابية لشخوص فى حالة من النشاط الحركى الدال على حالة من السعادة والانطلاق .
- ونظرا لبساطة الشكل وعمق المعانى الانسانية يدرك المتلقى الواعى مدى إهتمام الفنان بالبعد عن أى تعقيدات بصرية والحرص على تحفيز مشاعر المتلقى للتأمل ومتعة المشاهدة نظرا لأهميته كعنصر هام فى مثلث العملية الإبداعية.
- ولعل من أبرز جماليات أعمال تلك التجربة قدرة الفنان على اختيار اللقطة أو المشهد مع تحقيق قوة التعبير إلى جانب العديد من القيم الجمالية والإنسانية التى تجد طريقها بسهولة لعين ووعى المشاهد .
- وجاءت أعمال الفنان تتكىء على مخزون خبراته الفنية ومهاراته التقنية والرغبة الأكيدة فى ابتكار صياغات بصرية تحقق صفة التميز والخصوصية التى توثق البصمة الذاتية للفنان الذى لا يهتم كثيرا لمحاكاة الواقع المرىء والحرص على تجسيد المخفى والمستوى خلف الأشياء.
- ولا يجب أن ننسى أن هناك علاقة تكاملية مدهشة بين جماليات اللون وبساطة الشكل وجودة التقنيات التى ساهمت فى خلق نصوص بصرية تنعم بالتلقاءية وعمق المضمون الذى يخفف من وطأة إشكاليات الواقع المعاش وجذب انتباه المتلقى لعوامل بصرية تساهم فى امتناع الروح والعقل وتعمل على إثراء الذائقة البصرية .
بقلم/ على فوزى
إبراهيم شلبي: التصوير وأشكاله
- عملت على مدار خبرتي الدولية الطويلة كممثل للفن الإسباني المعاصر حول العالم، مبعوثا من قبل وزارة الخارجية الإسبانية، بالعديد من المتاحف والمراكز الثقافية والمؤسسات والقصور، سواء في روما، مكسيكوسيتي، القاهرة أو الأسكندرية. ومع ذلك، كان من الأهمية بمكان بالنسبة لي تقديم الفن في قصور عظيمة لم تكن مشيدة لذلك الغرض. أذكر منها قصر (فيلا بيزاني)، الواقع على مسافة 15 كلم من فينيسيا، والذي وقع بإحدى صالته الرائعة كلا من هتلر وموسوليني اتفاق التعاون الانتحاري بينهما. هناك أيضا، دير (ستراهوف)، في براغ، الذي يحتضن رفات ملوك الاتحاد اليوغسلافي السابق، والذي يوجد به واحدة من أهم مكتبات العالم. وقدمت أيضا في قصر (طويق)، بالعاصمة السعودية الرياض، ويعتبر من أهم أماكن إقامة الندوات والمعارض الفنية والثقافية وحفلات الاستقبال الرسمية في العاصمة، حيث أتيح لي التعرف، بمناسبة تقديم معرض `الفن الإسباني المعاصر` هناك، على إبراهيم شلبي وكان في ريعان شبابه في ذلك الوقت. أتذكر أنه في نهاية تقديمي للمعرض، جاء مجموعة من الفنانين الشبان للحديث معي، وادهشني من بينهم بإسئلته ومقترحاته الذكية، شاب مصري سبق أن عرفني بنفسه بالفعل. في غضون أيام قليلة تمكنت من التعرف على تصميمات الكتب والملصقات الإعلانية الضخمة التي ينفذها لشركات في الرياض. كانت أدواته في ذلك الوقت القلم الرصاص، اللوحات، الزيت، مصابيح الإضاءة الفلورسنت، إلخ. وبعد مرور عام، حينما التقينا مرة أخرى في القاهرة، حيث كنت أقدم جناح إسبانيا في بينالي القاهرة الدولي العريق للفنون، بدأ ينشأ بيننا حينئذن تعاون متبادل، استمر حتى اليوم. كانت البداية قيامه بتصميم أغلفة النسخ العربية من كتالوجاتي، سواء في بينالي الإسكندرية للفنون دول البحر المتوسط، أو بينالي القاهرة. وامتد التعاون بعد ذلك حينما تكرم بدعوتي إلى مرسمه في مدينة كفر الشيخ. هناك أتيحت لي فرصة مشاهدة عدة لوحات تشكيلية ذات أسلوب شيق للغاية. ومن هنا بدأ فضولي للالتقاء والتعرف على ما أطلقت عليه `فن الهامش`، وكيف يرسم الفنانون الذين يعيشون مبتعدين عن السلطة، ولا ينتمون إلى أية جماعة تمثلهم. الفنان بعيدا عن المدينة الكبيرة، الفنان في عزلة مرسمه. وكانت هذه حالة: إبراهيم شلبي.
- ومع ذلك، فإن عزلة الفنان ليست نفسها في هذه الحالة، وفي قرننا الحادي والعشرين، مقارنة بالعصور السابقة. فقد حملت ما نطلق عليها العولمة، المعرفة إلى أبعد القرى. درس إبراهيم شلبي في طنطا، ولكن شغفه المعرفي منحه أساسا يضفي من خلال التقنية واللون والشكل على لوحاته جاذبية مثيرة. كانت في ذلك الوقت لوحات بسيطة للغاية، تعنى بالشخصيات والوجوه فوق خلفية هندسية. وتضفي الألوان الرمادية مع الوردية رونقا خاصا على تلك اللوحات. كانت وماتزال أعمالا شديدة الجاذبية، حظيت بفرصة تقديمها، في ذلك الوقت فيما كان يطلق عليه المركز الثقافي الإسباني، والمعروف اليوم باسم `معهد ثربانتيس` بالإسكندرية.
- عندما نتابع بأنظارنا وتأملاتنا على المراحل المختلفة من تطور لوحات إبراهيم شلبي، سرعان ما ندرك، كيف أن الفنان، الذي هو فوق الزمن، قد بدأ بالفعل حوارا مع تلك اللحظة التاريخية التي تقودنا إلى أعظم مبدعي الفنون، فهو لا يُلم فحسب بأسلافه المصريين، بل وبالمبدعين العالميين الجدد الذين تبادل معهم الحوار ودرسهم في بينالي القاهرة والإسكندرية، ليتعرف هكذا من المصادر المباشرة على ما جري في العالم.
- في الوقت نفسه، أثرت نظرته فترات إقامته خارج البلاد. وفي هذا السياق، أتصور أن الفترة التي قضاها في إسبانيا، تمثل أهمية كبيرة، حيث تعرف بصورة مباشرة على أعمال بيلاثكيث، والجريكو وجويا. ولكن إبراهيم شلبي لم يتأثر بفن التصوير ومتحف البرادو فحسب، بل تنقل بين مختلف بقاع إسبانيا، بدءا من منطقة قشتالة الصارمة، حيث اتذكر مدى انبهاره بمعرض `أعمار الانسان`، حينما تعرف مباشرة على أعمال فنانين قرواسطيين وقوطيين. وتمثل زيارته إلى الأندلس، جنوب إسبانيا، أهمية كبيرة، حيث أتيح له أن يتعرف هناك على الآثار التي مازالت باقية للثقافة العربية، وخاصة في غرناطة، حاضنة قصر الحمراء، بحدائقه الرائعة ذات الطابع الإسلامي. والبحر المتوسط بتألقه العميق في ألميريا، التي مازال سكانها يعكسون من خلال لغتهم جوانب عديدة من الثقافة القديمة لما كان يُدعى الأندلس. هذه هي الخبرات التي أثرت أعمال إبراهيم شلبي بقيم جديدة وحداثية.
- انتهى قرننا العشرين المثير للجدل، ليس في الغرب فحسب، بل وفي ما نتعارف عليه أيضًا بالشرق الأوسط، بإعادة تقييم التصوير الفوتوغرافي. وباتت قصيّة باريس وريادتها الطليعية، مان راي، إلخ. وأود الاعتراف كيف كان إبراهيم شلبي واحدًا من أوائل الفنانين في مصر الذين استخدموا هذه الوسيلة الفنية كقاعدة إبداعية لأعمالهم.
- أتيح لنا مشاهدة العديد من هذه الأعمال التي أعيد تشكيلها بالألوان الزيتية، في معرضه الأخير بمركز الهناجر بدار الأوبرا المصرية بالقاهرة. كان معرضا هاما للغاية نظرا للقيم الجديدة التي أبرزها الفنان، مستقيا معظمها من واقعية التصوير الفوتوغرافي، فقد محت ألوان الزيت تماما أشكال شخوصه، ويصلنا البحر ومصطافوه تلفهم نوع من الشفافية التي تموه الأشكال، ما يضفي على هذه الأشكال لمحة من الرقة والشفافية في منتهى الرشاقة. من ناحية أخرى، ضم هذا المعرض أعمالا تكمل بعضها بعضا، فالشخصية التي لا تظهر بوضح تام في زاوية إحدى اللوحات، يمكن أن تكون البطل الرئيسية للعمل المعلق إلى جوارها، وهو ما يكسب المعرض قيمة مضافة.
- من ناحية أخرى أود توضيح إلى مدى يعد إبراهيم شلبي فنان لديه التزام كبير تجاه المجتمع، فهو ملم بالمشاكل التي نجمت عن العولمة وتبعاتها. ومما لا شك فيه أنها كانت مثيرة أعمال التصوير الفوتوغرافي تلك، بدءاً من شعار `أرى، أسمع وأصمت`، والتي حوّلها إلى `أرى وأسمع وأصرخ` فكانت بمثابة دعوة للتضامن والسخاء. أعمال شديدة الجاذبية، حيث يمكننا أن نرى أيدي-أعين، أيدي-فم، لوحات جريئة وأيادي تثير مشاعر الشرف والصمت. كانت وستظل رفرفة أجنحة فنان ملتزم تجاه المجتمع. كما أنها من ناحية أخرى أعمال تحمل قيمة طليعية شاعرية.
- أعود للحديث عنما وصفته بفن الهامشيين، فقد انبثق إذن من فضاء البحث والقلق هذا، حين تعرفت على حياة وأعمال إبراهيم شلبي بخطابه الذي أكد من خلال تطوره المستمر إلى اليوم، مدى شغفه، وأنه على مدار العشرين عاما التي تابعته فيها شيد لغة جديدة وخاصة، لا تنحصر رؤيتها في الواقع المحيط بنا فحسب بل في كل على ما يتعداه. بمعنى، أنه يمكننا اليوم التأكيد على أننا بصدد فنان متمكن تماما من الإبداع، والشكل واللون والصورة والفكر.
بقلم : مانويل روميرو
مدريد - فبراير 2019
بحر وسما .. ابراهيم شلبى
الفن وحــده يمكنه أن ينقــــذ العــــالم ..!!
ديستوفيسكى
- تلك العبارة التى قالها ديستوفيسكى توضح بجلاء دور الفن وأهميته فى هذه الحياة ، فمن يريد أن ينقذ هذا العالم عليه أن ينشر ثقافة الفن .. التى هى بالأساس ثقافة الحياة . فالفن يجعل الحياة أكثر جمالا وأكثر إحتمالا حيث يرقى الذوق ويهذب المشاعر ، ومن يمارس الفن لن يكون يوما إنسانا حادا أو متطرفا .. بل سيبشر الناس بثقافة الحياة والبحث عن الجمال الكامن ما بين البحر والسماء .
- فالفن بالأساس هو نوعا من اللعب الجميل مثلما يفعل الفنان ابراهيم شلبى الذى يمارس نوعا من اللهو الممتع مع الموج والضوء من خلال القيم التأثيرية للون التى تعتمد بشكل أساسى على تأثير الضوء على اللون والعناصر والشخوص .. حيث يدخل الشخص فى صراع مع ظله وكأنها حالة من الصراع مع الذات .. أو اللهو من النفس حيث تلهو الأطفال على شاطىء البحر وتبنى قصورا من الرمال ، ويمر بجانبهم بائع العومات والبالونات والفريسكا ، وتتسابق الامواج مع صرخات الأطفال التى تكاد تسمعها وهى تمارس فعل الحياة فى لوحاته .. فى إيقاع متنامى يتسم بالحركة والحيوية وصنع حالة من الفرح .. وشغف الحياة ..!!
دكتور / خالد البغدادى
2021
شط اسكندرية
- يواصل إبراهيم شلبى إبحاره فى سبيل تأكيد حضوره كفنان يسعى نحو شخصية فنية مميزة ،تؤكد ما سبق وقدمة فى تجاربه السابقة التى اتسمت بتنوع الموضوعات والاساليب والتقنيات ،وهذه المرة يبحر شلبى منطلقاً من `شط اسكندرية ` مقدما وجبة دسمة مشبعة بضوء الشمس ويود البحر وبراءة الاطفال, ومرح الكبار.
- يقدم شلبى 140 عملاً مصوراً استخدم فيها الالوان الزيتية، بشغف لافت وحرية مطلقة توافقت تماما مع مشاهد اعماله ،فاللمسات الحرة ،والالوان المشبعة ، والعجائن السميكة تخلق حساً مضافا بالضوء ،وحيوية تضافرت مع الحركات اللاهية ،والتعبيرات الفرحة ،والامواج الحية المتحركة .
- ولعل ما يميز تلك التجربة فى محتواها العام هو ذلك التظافر بين عناصر الصورة ، من حيث توافق أساليب الأداء مع معطيات الخامة وحيوية الموضوع ، فى وحدة عضوية جعلت قبول المشاهد لتلك الأعمال يتم فى بساطة لافتة دون تعقيدات أو افتعال.
- ويؤكد شلبى من خلال هذا العرض على قدراته فى مجال الرسم والتلوين كواحد من القادرين على نقل الحركة والزمن مضافا إليهما التعبير الرقيق الى سطح أعماله ، وهو بذلك يواصل رحلته التى بدأها متحدياً نفسة مثبتاً لها وللأخرين قدراته الفنية المتميزة .
د/ وليد قانوش
لغة الشكل
- الطبيعة دائماً مصدر شديد الثراء لا ينضب معينه ، سواء بالرؤية أو بالاستلهام أو بالتعبير .. أو بالاقتباس أو بالتأمل ، وتتنوع التقنيات ويضيف العلم والتقدم الصناعي المزيد من الرؤى والتجريب من أجل المبدعين ، فالتقنيات ليست لها قواعد ثابتة في عالم الفن الرحيب .. ولن يكون لها حدود .
- الفنان ابراهيم شلبي يقتبس من الطبيعة قيماً من (المكان والزمان والحركة) ويضيف لها بجرأة وحرية من مثيرات المكان والزمان والحركة .. ما يجعله يمتلك القدرة على انتقاء جملة تشكيلية تتسيد فيها طزاجة اللمسة على واقعية الطبيعة وسماتها البصرية ، ويستطرد في أعماله بنفس القيمة وكأنه يحرص على تجسيد المفهوم الحقيقي للمسة الإنسانية في لغة الشكل .. انتصاراً للتلقائية على واقع التقليد والمحاكاة .
ا.د/ محمد شاكر
فى تجربة `ع الرملة` للفنان `إبراهيم شلبى`.. حيوية البحر تعانق ملامح البسطاء
- على الرغم من حداثة عهدى بالتعرف على إبداعات الفنان `إبراهيم شلبى` إلا أنها تركت انطباعا لدىّ بكونه `مغامرا` من نوع خاص ، يعشق التجريب ، والخوض فى مناطق غير مأهولة بالمبدعين ، وبحيث لا يمكن للمتلقى أن يتوقع المنتج فى كل مرة ، غامر فى التقنية حتى تحرر من محدودية الخامات المتداولة بكل ما تجلب من أعباء التكاليف وسيطرة السوق التجارية ، ثم غامر فى التناول التشكيلى فنقل عن اللون دلالاته الرمزية ، واختصر الخطوط فى جمل مكثفة لطرح أفكاره ورؤاه بحرفية `المصرى الواعى` ، كما غامر فى `الإبحار` من مدرسة إلى مدرسة ، ومن أسلوب إلى أسلوب ، دون أن يخشى فقدان شخصيته ، ولا جمهوره ، وقد كانت أغلب تجاربه السابقة هى حالات مستمرة من `التجريب` و`البحث` ، حتى أطل فى عام بمعرضه `ع الرملة` ليأخذ جمهوره من زخم الأفكار المركبة والفلسفات العميقة إلى لحظة تتسم بالبساطة والبهجة واستعادة المفقود من الجمال والحياة.
- كى يبلغ `إبراهيم شلبى` مبتغاه فى نقل هذه الحالة لم يكتف بمحاورة سطح العمل حوارا مباشرا ، بل لقد استغرق فى التجربة على مدار أشهر ، أثرى فيها دفاتره وأوراقه بعشرات الدراسات والنماذج والتصورات حول الموضوع ، يلح عليه سؤال واحد : ماذا سيُخرج من البحر بعد كل هذا الإرث العريض من الأعمال التى نقلت كل ملامحه وأسهبت فى تجسيد أعماقه..؟!
- كانت إجابة السؤال صعبة ، بل كانت بمثابة تحدٍ ، حفز فى داخله روح `المغامر` الذى لا يفتر ، وإذا به يتخذ منحىً جديدا فى تصور البحر ، يأتى من خلال الوجود البشرى (الحى) ، ليصبح البحر هنا بطلا رغم كونه يقبع فى خلفية المشهد ، حاضرا حتى مع غياب ألوانه وزبده ، تراقص الخطوط المستخدمة فى الرسوم وعفويتها استدعت روح البحر بكل عنفوانه وحركته التى لا تتوقف ، هنا نكاد نسمع صوته يمتزج بالحوار الدائر بين أفراد الأسرة ، نوشك أن نتذوق ملحه فوق السيقان المتشابكة ، نستشعر نسائمه الرقيقة تحرك المناشف حول الأجساد وفوق الأكتاف ، هديره ينادى `العوامات` حول الخصور وفوق الأذرع ، ثم ينبت داخلنا تعاطف خفى حيال تلك البيوت التى شيدها الصغير من الرمال ونحن نتأمل فى انتظار أن تهدمها موجة مشاغبة..!!
- أما فى لوحات `ع الرملة` فقد أطلق `إبراهيم شلبى` فرشاته وعجائنه لينقل لنا سخونة الرمال وأنفاس البحر واتساع المدى ، الأجساد هنا هى لشخوص نعرفها جيدا ، قريبة منّا ، إنها أنت وأنا وباقى أبناء الطبقة التى لازالت تجد فى بضع لحظات مسروقة قرب البحر جل متعتها وانطلاقها ، أجساد أنهكها الواقع لكنها تظل مفعمة بحيوية اللحظة ، ينقل لنا الفنان من خلالها حالة مستمرة من الحركة حتى فى أوقات التعب والاسترخاء ، كأنها- تلك الشخوص- تجارى البحر فى تغيره وتجدده وإصراره وسعيه ، ترفض أن تمر ثوانٍ دون أن تتفاعل مع كل ما يحيط بها من مفردات ، كل لمسة خشنة يتركها `شلبى` فى جنبات اللوحة هى بصمة متفردة من بصمات أدائه المتمرد ، علاوة على تلك الألوان المترعة بدفء المشاعر وسطوع الصيف ، ألوان لا تقل عن صاحبها وعيا بينما هى تعكس سمرة المصريين المكتسبة من طمى الكفاح وخصوبة البذل والعطاء.
- لقد نجح `إبراهيم شلبى` هنا أن يجسد لنا علاقة شديدة الخصوصية بين البسطاء والبحر ، علاقة متعددة الصور ، تتبدى فى الصور المتلألئة على صفحة المياه ، وتماهى الخطوط والمساحات والألوان بين الأجساد والأمواج ورمال الشاطىء ، فى تلك الظلال الممتدة كإيقاعات موسيقية صاخبة تنبىء عن وهج الظهيرة ، إنها تلك العلاقة التى كنا نحسبها ، لفرط ما تبدو تقليدية أو مالوفة ، مجردة من أية قيم إبداعية خاصة ، وليس لها أن تكون مصدر إلهام متجدد ، فإذا بـ`شلبى` يخلق من المألوف `طفرة` ، تكمن عبقريتها فى بساطتها وعفويتها المباشرة.
- بينما أطالع هذه الأعمال يروادنى حنين لتلك اللحظة التى نكافىء فيها أنفسنا بعد عناء الأيام والشهور ، ملتمسين حضن البحر ، آملين فى تلبية نداء المدى والاغتسال بدفء اللحظة وتوسد نعومة الرمال ، حالة يتوقف عندها الزمن ، إذا بدأت فلا تسل متى تنتهى ، لقد جاءت شخوص `شلبى` لتستوطن اللوحات ، مؤتنسين بالبحر إلى مالا نهاية ، داعين كل من يتطلع إلى هذه الإبداعات إلى مشاركتهم اللحظات الممتعة ، و أن يتجاذبوا معهم أطراف الحديث ، أن ينضتوا معهم لصوت `محمود درويش` وهو يقول :
من شظايا فكرةٍ جئنا إلى هذا الزبدْ..
لا تسألونا كم سنمكث بينكم..
لا تسألونا أى شىءٍ عن زيارتنا..
دعونا نفرغ السفن البطيئة من بقية روحنا
ومن الجسدْ..
نُزلٌ على بحرٍ
زيارتنا قصيرة..
والأرض أصغر من زيارتنا..
.. .. .. .. ..
- أدعوكم وأدعو نفسى لزيارة رمال الفنان `إبراهيم شلبى` بكل ما تحوى من صدق ومعايشة وألفة ، وأوصيكم أن تطيلوا الزيارة ، إذ كلما تعمقتم بأنظاركم ومشاعركم فى لوحاته ستدركون كم تكون الأرض- بالفعل- صغيرة أمام عالم المبدع ، وأمام عطاء البحر ،
أ.د / محمد عبد السلام عبد الصادق
أستاذ تاريخ الفن والتصوير- كلية الفنون الجميلة- جامعة الإسكندرية
عازف اللون
- يمثل العمل الاخير للفنان ابراهيم شلبى رحلة الحراك اللونى التى دمغت رسومه بالرمز ، وانه يحاكى رسومات عبر موج البحر بلونين الازرق والاصفر ، من اهم صفاته الفنية انه دائما يكون حاضر داخل عمله الفنى لا بعيد عنه ، الفنان يختار اعماله كعلامة مرجعية لموضوعية العمل ، لذلك جاءت اعماله الفنية قريبة من الواقعية بعيدة عن النقل الحرفى ولها رونق ذو أبعاد خاصة بالفنان فى علاقته بالبحر ، تشعر فى هذا العمل ان الفنان ابراهيم شلبى أعاد صياغة الخطوط الأفقية لتحقيق حوارا ونوعا من الربط بين الشاطيء والبحر وعناصره ، مرتبط مع العمل ببعد روحى ومع المكان لا يجاد خصوصية تشكيلية مرتبطة بحالته النفسية تجاه هذا المكان ، الألوان صيغت بتدفقات تلقائية لكن تحت سيطرة الفنان الذى استخلص جماليات الواقع ليعيد تكوين الخطوط والمساحات وابرار قيمة العنصر ، ليأكد على العلاقة الكلية للعناصر الفنية من خلال اسلوبه الذى لا يعتمد على المبالغة بل البساطة ، ويلعب بالضوء والظل بمهارة ليؤكد على عمق العمل الفنى بأسلوبه الخاص ، وهذا ما أكد عليه الفنان ابراهيم شلبى من خلال تطوير القيمة الرمزية فى براءة الأطفال ، وتحريك عناصره برؤية وفكر ناضج ، هذا العمل يعتبر تعبير عن الظواهر الخاصة بالفنان التى يجيد فيها قيمة المكان والزمان والتعامل معهم أثناء رسم اللوحة ، كل هذا من خلال رؤيته الخاصة التى تجذب الاحساس الانتباه البصرى لذا هو دائما ما يحول الرمز الى صورة ذهنية ربما لا نراها نحن بشكل واضح انما موجودة داخلنا ، لان باختصار شديد اللوحة حضورا مرئيا نشعر بها وأن وجودها امر كاف حتى تحدث تأثير فينا .
ا .د/ اسماعيل صيام
- الفنان ابراهيم شلبي نقطه أشعاع ضؤى للون فى تمكن وحيوية ودينمائيه مدهشه نرى لمسات الضوء الآتي من عنفوان الجسد فى علاقات متماسكه مدهشه وغنى لونى مدهش وجراءة فى التناول مع مفردات العمل الفنى يعشق هموم الانسان ويدخل الى عالم من التعبيرية اللونية المدهشة واحساس حركى دينيمائي فوار تؤثرنى لوحات يا فنان بعمق وغنى وتناغم وقوة وحدة وتضاد وتألف الاضاد فى سميفونيه تمتلىء بالدهشة المفرطة فى التمكن والتمرس والعفوية انت فنان راق ومتميز وكبير ارجوك استمر لا تشغل بالك باى شىء اخر سوى الفن انت مكسب ضخم وكبير وزخم للفن المصري والعربي حب فنك اكتر واهتم به لان الحياة قصيرة والفن باق يا صديقى النبيل الراق صاحب التجربة الفنية الراقية والمتميزة تحياتى ومودتى ومحبتي
بقلم / وحيد البلقاسي
2017
التدفق الواقعى الانطباعى فى الصياغات البصرية للوحات إبراهيم شلبى
- في ظل التغير الكبير والتطور الهائل الذي طرأ على كافة مناشط الحياة والذي واكب الثورة الصناعية والقفزات التكنولوجية المتتابعة ، تأثر حقل الفن التشكيليّ بهذه التغيرات، خاصة في نهايات القرن العشرين وحتى وقتنا الحالي، حيث ظهر العديد من المذاهب والاتجاهات والأساليب التي أخذت على عاتقها مبادئ التغيير فيما يتعلق بكافة أشكال الفنون عامة ولغة التعبير البصرى بشكل خاص .حيث امتزجت وتداخلت مجالات ومدارس الفنون بعضها ببعض دون وجود خطوط فاصلة ، هكذا عبر الفنان إبراهيم شلبى فى أعماله التصويرية مؤكداً على المشهد الواقعى المحمل بسمات الانطباعية ، ومؤكدا فى ذات الوقت على الدمج بين حيوية المشهد الإنسانى وتوظيف المعطيات التشكيلية فى فكر ما بعد الحداثة ، حيث يتجه نحو تلخيص المشهد إلى مساحات لونية قوامها حيوية ودسامة وتدفق ضربات الفرشاة ، فى إطار الوعى بتحقيق أسس التكوين ؛ من إيقاع وتوازن ووحدة وتناسب وسيادة ، كما ينحو الفنان فى أعماله نحو تبسيط الأشكال الواقعية متخطيا خصائص الرؤية التقليدية ..حيث تتعدد وتتنوع زوايا الرؤية والمنظور لديه بحيث تتبدى للمشاهد غير تقليدية ومعبرة فى ذات الوقت.. تؤكد لوحات الفنان على حميمية العلاقات الإنسانية وارتباط الإنسان بالطبيعة والبيئة المحيطة .. ففى أجواء المصيف .. تتدافع شخوصه فى فراغ اللوحة وسط أمواج البحر المتعددة درجات الزرقة ، والمتلاطمة .. فى مرح وسعادة وتفاؤل .. آخرون فى المشهد اليومى باحثون عن الرزق فى لوحته ` بائع لعب الأطفال ` حيث يسير البائع المتجول بخطوات ثابتة فوق رمال الشاطئ محملا بلعب الأطفال لجذب أنتباههم ..شخوص تشاهدها من منظور عين الطائر فتتبدى للمشاهد من أعلى فى صياغة بصرية غير مألوفة ومبتكرة .كما يعبر الفنان فى بعض الأحيان عن كينونة الإنسان فى تلخيصات جذابة واختصارات معبرة رافضة للتفاصيل المعقدة ، بحيث يحل الجزء محل الكل ، بما يوحى بدلالات رمزية خاصة ، يتدفق خلالها التعبير الرمزى لدى الفنان الذى يجمع فى لوحاته بين متناقضات عدة ، السكون والحركة ، الجزء والكل ، الوضوح والتماهي ، لقد لجأت الواقعية عند الفنان ابراهيم شلبى لاستخدام الألوان في صورة مساحات، واعتمد في ذلك على ماهيات الألوان ودرجاتها. بحيث يضفي على اللوحة وبشكل دائم الهاجس التعبيري الانطباعى .الذى تتبدل ايقاعاته البصرية في المدى التشكيلي، الذي تراه العين ضمن إطار اللوحة.
أ.د. عادل عبد الرحمن
الفنان المبدع / ابراهيم شلبى
- على مر العصور تنوعت الأساليب والتقنيات المستخدمة فى تشكيل العمل الفنى على إختلاف أنواعه ، وقد كان لذلك عظيم الأثر فى ابراز الجماليات الفنية فى أعمال الفنان ابراهيم شلبى ، حيث تميزإنتاجه الأبداعى بتعدد المجالات الفنية والتشكيلية منها مجال التصوير الفتوغرافى والتصوير والرسم والوسائط المتعدد ، كما نجد أعمالة تهتم بالعناية بالتفاصيل وتداخل الخطوط الأنسيابية العضوية والمساحات اللونية ، ومدى خروجه عن التقليد والمألوف والتعبير عن روح العصر وتغيراته من خلال إختزال المساحات اللونية والخطوط حيث نجد دقة التشكيلات أو العلاقات التنظيمية والتقنية أو المعالجات التشكيلية التى تؤثر فى هيئة العمل الفنى وتحدد بصماته فى تحقيق الصفات المرئية للعمل الفنى بأسلوب ابداعى متميز.
- ولقد جاء هذا المعرض ليعرفنا على جوانب هامة فى تجربته الإبداعية وخصوصيتها ،ليطرح لحظات التجلى والألهام وعمق نواتج الإبداع عند الفنان لتظهر المواقف والظروف الحياتية بمعطياتها الأجتماعية والثقافية والأقتصادية والبئية والنفسية وتوجهاتها الفكرية والفلسفية التى تتشكل نتيجة لإبداع الفنان وخصوصيته الجمالية المتفردة لإنتاجة الفنى ، مما يعطى أثر وأحساس بمنهجيته ومحاور ارتكازه وفلسفته التحليلية للعلاقات التجريبية والتشكيلية ، حيث تتبلور تلك التجربة وتكتمل قراءة مكونات العمل الفنى وابداعه .ولقد مر الفنان خلال إنتاجة بمراحل حياتية وعمرية وفنبة شكلت المحتوى الفكرى والجمالى لأعمالة الفنية إلى أن استقرت فى تكونيه للمنتج بتقنية مغايرة تحمل بعدا رمزيا ودلاليا وبنائيا .
- ويعتبر المعرض ذات نزعة تعبيرية عن البئية الساحلية للمناطق البحرية فجاء الأنتاج ثريا وذو رؤية تتغير وتتطور لتلائم متطلبات ومتغيرات المجتمع بما تحملة من معانى ومضامين فنية وتشكيلية وابداعية ، وجاء هذا المعرض ليتوج أعمالا بالغة الأهمية لفنان متالق فى الحركة التشكيلية بأفكار وزوايا جديدة للتكوين ، كما يقدم رؤية بانورامية لأحوال ومستويات الإبداع الخاصة بالبحر والتى تميز بها الفنان لتوضح مفاهيمته الفكرية لهذه الرؤية التشكيلية .
- وجاءت الرسالة الخاصة بالمعرض بها تفرد وتنوع تشكيلى ليعكس لنا القيم الجمالية والتشكيلية فى تكويناته الفنية واللونية لتخاطب الوجدان وترتقى بالوعى الجمالى ، ان هذا المعرض تتعدد فيه التجليات والإتجاهات والفلسفات الجمالية والتقنيات ، حيث توحى الأعمال بالوعى التأملى للواقع بأيقاعاته البصرية وتراكيبة التشكيلية ، وذلك بهدف منح العمل الفنى بعدا ذو خصوصية بصرية ابتكارية ، حيث الخيال والرقى الجمالى يصل إلى أعلى مستوياته الفكرية كفن معاصر ليظهر الروح الإنطباعية لحركة الإنسان فى علاقات شتى تحدث تعددية وثراء فى التكوينات المختلفة ،حتى يبقى الفن عملية إبداعية معبرة عن الشعور البشرى حاملا للمعانى والدلالات محققا التوازن بين الإنسان والعالم ولهذا يعد المعرض ظاهرة لها أهميتها الفنية والإبداعية .
ا. د/ علا يوسف
الفنان ابراهيم شلبى
- يفرض واقع التمثيل المباشر للحدث الحياتي اليومي حضوره في المنجز التشكيلي وخاصةً في فن الرسم ، فيكون ذلك التمثيل مبني على اساس المنطلق الفكري والاتجاه الفني الذي يمكن عن طريقه تصوير ذلك المشهد الحياتي بقيمة فنية تحقق له التأثير في المتلقي وتقبله القرائي لذلك العمل الفني.
- وفضلاً عن ذلك فأن الفنان في الجانب التصويري لهذه المشاهد الحياتية يأخذ على عاتقه التقريب الصوري الذي من الممكن ان يمنحه الحضور المتميز والخروج به بإتجاه يعمق صلة الترابط والتواصل فيما بين الفنان والمتلقي/ الجمهور بفعل تلك الرسالة الفنية التي يبثها من خلال عمله الفني.
- فلغة الرسالة المبثوثة هنا يكون لها وقعها بفعل الموضوع اولاً ، وبفعل ماتولده حركة فرشاة اللالوان التي لاتجد لها سبيلاً الا الخضوع لسطوة التمثيل المبني وفق سياقات التغاير السريع لحركة شخصيات المشهد ومتغيرات الضوء وتأثيراته في القيم اللونية التي تشكلها لحظة التمثيل تلك. الامر الذي يتطلب من الفنان اخذه بعين الاعتبار زمان ومكان المشهد التصويري للحدث المراد رسمه.
- وهذا ما نجده متجسداً في معظم الاعمال التي قدمها الفنان ابراهيم شلبي ، والتي يعود بها الى ان المنجز الفني التشكيلي منطلقه منطلق بيئي حياتي اجتماعي ، تلك الرؤية الفكرية التي أكد على حضورها الفعل الصوري لتمثيل مشاهد لوحات الفنان.
- لذا جاءت في اغلبها تمتاز بحركة فرشاة اللالوان التي تقيدت في نقل القيم اللونية المتباينة الى جانب الاضاءة الطبيعية التي تجسدها سقوط اشعة الشمس على مناطق الجسد المرسوم. لوحات نجدها تعتمد منطق التوثيق الصوري لمشهد الحدث الحياتي الطبيعي، تستعيض عن اداة التصوير(الكاميرا) بفرشاة ولوحة رسم ممتليئة بالالوان التي تبرهن سرعة التمثيل للمشهد زماناً ومكاناً.
- وهو تجسيد لدور الفن التشكيلي كوسيلة توثيقية تسجل الحدث وفق صياغاتها البنائية التي تعمل على الاخذ بتحقيق هدف الفن ورسالته الراسخة في الارتقاء بالذوق الفني العام للمجتمع متخذاً من الموضوع الاثرب عنواناً لذلك البيان الفني التصويري.
أ.د/ محسن علي حسين - عميد كليه الفنون الجميله جامعه البصرة
العراق 2021
قراءة تشكيلية في اعمال معرض بحر وسما للفنان ابراهيم شلبي
- الفن التشكيلي هو عنصر اتّصال مهم جدا وجزء لا يتجزأ من البيئة التي نعيش فيها، وإن رؤية الطبيعة لدي الفنان لها وقع مختلف عن الانسان العادي فهي مدعاة للتأمل والتدبر لمواطن الجمال مصدرا من مصادر الإلهام ويدرب الفنان نفسة علي رؤية الطبيعة كأبداع من صنع الخالق وعمل فني غير مسبوق فنجد الفنان بابلو بيكاسو الذي وجد في الطبيعة ملهما، ويمكننا القول أنه اعتبر الفن جزء لا يتجزأ من ثقافة الناس وممارساتهم اليومية، انَّه ترجمة لمجموعة العلاقات العميقة التي تُطرح في شكل إشكاليّات استنطاقية تربط الذات بمجتمع ، فمن خلال تأملات الفنان للطبيعة التي تعد المثل الأعلى في الجمال الذي يجب اتباعه ومحاولة محاكاته في الأعمال الفنية، مع المحافظة على قيم التوازن والتناسق والجمال والاعتدال، والانتباه إلى عدم المُغالاة في التعبير عن العواطف والمشاعر الذاتية للفنان ويمكن أن نري للبحر والسماء نصيب كبير في الظهور في أعمال عديد للفنانين كما في العمل الفني `امرأتان تعدوان على الساحل` (1922) و التي تعبر عن نوع من البهجة والمرح، حيث نرى شكلي لامرأتين تسليان نفسيهما بلعبة في شكل قارب وايضا لوحة الفنان ` لكلود مونيه 1870 (علي الساحل ) رسمت هذه اللوحة أثناء وجود الرياح الشديدة حاملة معها ذرات رمال سرعان ما التصقت بالألوان لتصبح جزءا طبيعيا منها، وهذه اللوحة هي واحدة من خمس رسم فيها مونيه المياه والسواحل في صيف 1870و نجح في رصد مختلف عناصر المشهد بما في ذلك المرأة الجالسة التي لا يمكن رؤية وجهها بوضوح .
- وكان دائما للبحر وللسماء اثر كبير علي الفنان التشكيلي، الذي وجّه الانتباه إلي ان البحر مصدرا من مصادر الحياة بما يحتوي عليه من طاقة وما يتحه من الراحة الانشراح وايضا قد يكون مصدر للقلق والخوف فالبحر له حالاته المتناقضة، التي يرها المبدعون من الفنانون فهو يمثل لهم اكتشاف بما يحتويه من مكنونات وأسرار ، ويعد مصدر للحركة وللسكون، ومصدر التحول والثبات والفنان قادر على نقل التناقض أو تآلف ويحوله إلي الإشكال ترسم وينقل الامتداد والتكامل الكائن بينه وبين السماء.
- يدرك الفنان التشكيلي أنه من خلال تلك الرؤية يعيد الحياة إلى بعض أرجاء الذاتية الداخلية التي قد تهدر من خلال ضغوط الحياة والصعوبات التي تواجه ، فينقذ أجزاءها من التشتت والتبعثر، ليُكَوِّن من خلال لوحاته منظومة تعبيرية تحاول أن تدل الرائي بالجمال على مرمى البصر، تشده إليها شرايين الابداع الرباني التي تمتد بنوع من الصحوة الادراكية لمواطن الابداع من خلال ببعدين رئيسيين : الأول تشكيلي، والثاني تعبيري. وبتداخل البعدين تتحقق صياغة المشهد فتتم المزاوجة بين الفكرة والحالة الوجدانية .
** ونحن بصدد قراءة لمعرض ….. (بحر وسما) للفنان ابراهيم شلبي …. بمتحف المنصورة القومى السبت 20/11/2021
- ويمكن أن ننظر لفكرة المعرض من خلال مضمون أعمال الفنان ابراهيم شلبي اعتمد علي رؤية فكرية للبحر وللسماء أنه يتخذها منطلقا وموضوعا، ليؤسس من خلال خصوصياته الضوئية والانعكاسية وتحولاته اللونية، أسلوبه الإبداعي، الذي يتراوح بين اتجاهات عدة منها التشخيصية والتعبيرية والانطباعية معتمد علي أسلوب السهل الممتنع في تداخل وتمازج يجعل من خصائص كل منها رافدا لتجربته، بهدف تكوين سياق إبداعي تعبيري بالأساس، حيث يتم صهر كل ما سيق في بوتقة فكره لينتج لنا ملامح تلك التجربة، في تعدد وتنوع أسلوبه، وكأنه يبحث عن حالة بعينها يريد اصطيادها، من بين تفاعلات الواقع والحلم. وتمضي بهما لينتج تلك الوحدات اللونية المؤكدة يقين الوعي وارتقاء الأحاسيس.
- فمن خلال الصمت يتغلغل في الأشياء ضجيجا حيا وإيقاعات لا تسمع إلا وبالعيون، ولا توري الا من خلال صخب البحر في الاذان ربما تقول البقع اللونية أكثر مما يقوله اللسان، لان تعبير الفرشاة لا تحد بوهم محدد، بل هي إنها أبعد من المنظور الحسِّي الملموس للأشياء لذلك حاول الفنان ابراهيم شلبي أن يرسل خطابا من هذه الأعمال ، في لوحاته تعمد الألوان إلى إيهامنا بان انفعالات الفنان تتمرد عليه، ولكن يتمكن الفنان من السيطرة عليها إلجامها بداخل عمل فني.
- يعتبر الفنان ابراهيم شلبي `البحر` هو الكائن الرهيب، المتقلب الأعماق حينا، والهادئ سطحا أحيانا ، والحامل لأمارات الرهبة وعلامات الاطمئنان، كيان مثيرة للتأمل فهو له رموزه ومردودات ، تمثلت في نقطة جذب ومغامرة خاصة ان الفنان لا يكتفي بالصورة كشكل وكهيئة، بل يحملوها مضامين اجتماعية يحب أن يشير إليها، تفتح أبواب كل مطلق امام المشاهد، فيربطها بالحركة والحيوية التي في امواج البحر ، أو يربطها ببهجة الاطفال ومرحهم والتعبير عن البراءة والنقاء ، أو دلالة البحر ارتبطت بالخير والعطاء، وقد يكون تلازم البحر بالقوة والفتوة والشباب، التي تظهر على سطح البحر، يتجاذب الداخل والخارج، وصولاً إلى الإهاب الوهمي للأمواج باتجاه السماء، وهي تغمره بنورها، وقدرتها على الإلمام بهيئته، وعنفوان حركته، وحالاته المتنوعة إنه يقدم لنا نافذة نطل بها علي مشاعرنا
- ونجد الفنان ابراهيم بدأ في رسم رؤية فنية واقعية نابعة من وجودة في بيئة البحرية فنلاحظ أنه يختزل ويختصر ويلغي الحدود لبعض التفاصيل ويضع مساحات لونية ، بحثاً عن نور الرقراق الذي تعكسه الموجات الصغير ، حتى يحطم الظلال، ويضرب قاع البحر الأرض لتظهر بعض الرمال باللونين الأحمر والأصفر، ويلون البحر بالأزرق الأخضر أو البرتقالي، برى الفنان ابراهيم شلبي أنّ اللون له رمز ودلالات موضوعية التي يتم تشكيل الصورة أو الرسم أو اللوحة فيها، و له رمزية تدل على الواقع الذي تُعاد صياغته في هذه اللوحة، وعلى مَن يقوم بتذوّق الأعمال الفنية أن يكتشف هذه الدلالات الرمزية الغامضة.
- وايضا يحاول الفنان ان يلغي حدود الشكل والخطوط التفصيلية، حتى ينتصر على العتمة، ويبالغ في رسم النور وانعكاسات السماء ونور الشمس وهذا نوع من أنواع التفاعل بين جماليات السماء والبحر ، ونشاهد تعدد الألوان وتغيراتها، وفق تدرّج الضوء وتغيراته، وتعدد ألوان الطيف علي صفحة الماء في حالاته السكون والهدوء، والالوان الشديدة والتداخلات الابيض في حالة هياج البجر كما تنعكس السماء لونها النقي و بسحبها على البحر فتصبح الأعماق المظلمة وتلوح على سطحه البحر وتظهر بقع لونية كأنما هي مواقع على خارطة تحمل دلالات بعينها وعندما تظهر الشمس أو اختفاءها على صفحة الماء
- وفي العمل الفني نجد أن فنان ابراهيم شلبي يحاول معايشة البحر بكل تقلباته ونزواته هدوئه وثورته، في ألوانه وأفقه، في مراكبه وبواخره، في شواطئه يخصّص الجزء الكبير من اللوحة إلى البحر، عليه تتدرج الممواج إلى أبعد نقطة، وصخب الأمواج والمد والجزر عبر به عن الدراما بين السماء والبحر ، خلال رمال الشاطئ والسماء المشمسة فهما بطلان مهمان في معرض الفنان حيث تتدفق الأمواج، لتظهر حساسية وانتباها الفنانة لجماليات البحر التي سيتبناها ويقوم بصياغتها بشكل يساهم في اظهار الانطباعية أضيفت لهذا النوع التعبير أعطى بعض اللوحات بعدا آخر، فإعادة الفنان إنتاج الضوء الطبيعي بأمانة لقد حاول تثبيت الطبيعة وفق نسق يتَّبع انعكاس الضوء وحالات التغير في الطبيعة مما ادي إلي أنشاء نظاما يتسم بالجذب النفسي وهذا ما يفسر سعي الفنان وراء الخروج عن المسار التقليدي الذي تدور فيه اللوحة حيث يرتكز أكثر ما يرتكز على الاستكشاف ،وكشف ما استعصى على النظر العادي اختراقه في لجة البحر .
- اتجه الفنان في لوحاته إلي قراءة الاشكال بأسلوبه الخاص حتي ينقلها من الواقع، في محاكاة مختلفة للطبيعة، و اعتمد في ذلك علي قدرته علي تحليل الأشكال التي يريد نقلها من الواقع، وأن يقوم بإعادة بنائها شكلها معتمدا علي قوة ضربات الفرشاة
- ولتسليط الأضواء على جوانب هامة يريد الفنان إيصالها للجمهور بأسلوب يسجل الواقع بدقائقه دون غرابة أو نفور يركز على الاتجاه الموضوعي، لأنه يري أهمية كبيرة للموضوع نقلة كما ينبغي أن يكون ،لكن من خلال اسلوبه الانطباعي حتي ينقل للمشاهد رؤيته من خلال ربط الداخل بالخارج ، لينتج حلول تشكيلية واقعية الموضوع، ولكن تعد العمل الفني إحساس الفنان الذاتي وطريقته الخاصة في نقل مشاعره للآخرين من حيث ذاتية الرسام، ما جلع من أعمال فريدة ومميزة ومتباينة كلٌ حسب أفكاره ولا شعوره ومكنوناته الداخلية والواقعية لا تطغى على ذاتية الفنان أن `الإنسان وقضاياه المختلفة عادةً ما تكون مادة لأعماله ، والتي يراها برؤية فلسفية إن ` الموهبة في أوج قوتها صقلها الفنان بالدراية والممارسة والتجريب، وتمت تغذيتها بالقراءة والمعرفة والاطلاع كان معرضه الذي أقامه محمل بدلالات خواطره أتاحت له مساحة لتشكيل بحرية في التعبير الإحساس بالبحر وبالسماء `.
ونحن نتمني للفنان دوام الابداع و المزيد من التوجهات الابداعية
أ.د/ لمياء كرم صافي
|