- نحات ولد فى 6 يناير 1928 أحب النحت وشارك فى مسابقة مختار عام 1937، والتحق بالقسم الحر بالمدرسة العليا للفنون الجميلة عام 1942، ومرسم الأقصر عام 1952 لمدة ثلاث سنوات ، ثم حصل على منحة التفرغ للإبداع النحتى.
- تدرب محيى الدين طاهر على يد والده مهارة صب القوالب المعقدة لإستنساخ التماثيل وأكتسب من تلك المهارة سيطرة على تشكيل الكتل النحتية ، والتجرؤ على تشكيل منحوتات ممشوقة ناعمة الانتقالات والإنحناءات فى هارمونية رومانسية، وعلى الإعتماد على الفراغات البينية والتفاصيل الرفيعة الناتئة، مع الحفاظ على وحدة الكتلة وإيقاعها، مع قدر من المبالغة اللطيفة فى النسب، نحت موضوعات طفولية، فتيات يلعبن (الحجله) ويتأملن شيئاً فى كفيهن بينما يلوحن بكفوفهن المفتوحة فى تعجب، وام تحمل طفلها بين كفيها، وأختان يتبادلان الأسرار فى شغف.
- كان للأستاذ حامد سعيد دوراً كبيراً فى توجيه محى الدين طاهر أثناء فترة تفرغه التى إمتدت خمسة عشر عاماً، فتبناه ثقافيا ووجهة جمالياً وشجعه وقدمه للمجتمع الفنى موهبة بالغة التميز.
- وفى مرحلة متقدمه من حياته الفنية توصل إلى صيغة أكثر حركية فى نحت تماثيل صغيرة الحجم والتى تتكون من أكثر من شخص تلتف أجسادهم وأطرافهم لتغلف فراغات بينية محكمة ، أعماله الأخيرة تلك تميزت بإحساس موسيقى ديناميكى فى حوار الكتل بالفرغات.
- أثناء منحة التفرغ للإبداع النحتى التى امتدت لخمسة عشر عاماً، تعرف محيى الدين طاهر بالأستاذ حامد سعيد، الذى كان مشرفاً عاماً على مشروع التفرغ فتتلمذ على يديه ` ثقافيا` ، ليصبح أحد العلامات البارزة فى فن النحت المصرى الحديث، خطى محيى الدين طاهر مشواره الفنى فى النحت هو والفنان أنور عبد المولى، متبعان مسيرة محمود مختار من حيث الوعى بالكتلة والانتساب للفرعونية، وموضوعات التعبير، إلا أن محيى الدين طاهر قد توصل إلى نوع من المزاج الإيقاعى الخاص فى موسيقى حركة وفراغات الكتل النحتية.
- وهو نحات ملهم بشغف الكتل بالفراغات الغنائية المحسوبة بسجية عبقرية وتتجلى منحوتاته من جميع زوايا الرؤية فى تكامل واحكام، وتستقطب الاضواء بصورة مسالمة لا تعرف الصدمات ، غير أن العديد من الأعمال الرائعة لهذا الفنان قد فقد لأنه كان يستخدم خامة المصيص الهشة فى صبها.
بقلم : د. مصطفى الرزاز
من كتاب الفن المصرى الحديث