التشكيلى صبرى فكرى يرفض ناس ` الخمس نجوم `
أرسم المطحونين .. والمرأة فى لوحاتى محتشمة دائماً
- الفنان التشكيلى صبرى فكرى اتخذ من فن ` البورتريه ` وسيلته للتعبير عن بيئته وعن قضايا المطحونين من أبناء شعبه ، رافضا أن يعبر عن الناس فئة الخمس نجوم ، فهو وإن كان يراهم عبر وسائل الإعلام المرئية إلا أنه لا يحس بهم .
- فى معرضه الأخير الذى تسيطر عليه العفوية المحسوبة التى يتخذها منهاجاً له فى الفن كان لـ ` السياسة ` معه هذا الحوار ، الذى قال فى بدايته : إن البورتريه بالنسبة لى حالة خاصة أعبر من خلاله بكل ما أريد ،فإذا أردت أن أعبر عن بيئتى رسمت البورتريه ، وإذا تناولت قضية ما أجسدها من خلال البورتريه ، فمن خلاله أعبر بكل الصدق والحب وأشق جدار الصمت لأصرخ بحرية .
- لماذا يسيطر البسطاء والمطحونون على بورتريهات ؟
- لا أعبر عن الشخصيات فئة الخمس نجوم ، ولكنى أعبر عن الفئة المطحونة التى أعيش بينها ، وتصور لى رؤية واقعية لا تحمل النفاق أو المجاملة ، أجسدها بفرشاتى وألوانى عبر لوحاتى ، فالفن مرآة للواقع ، وإذا عبرت عنه بصدق ومعايشة يصل إلى قلب المتلقى دون وساطة ، بل وتجعله يشعر بالحميمية مع ما يراه من أعمال فنية .
- كيف تنتقى شخوص بورتريهاتك ؟
- كل شخصية أرسمها لابد أن ادرسها جيداً وأتعايش معها حتى يحدث بيننا نوع من الألفة ، لأن ذلك هو الذى يؤدى إلى نجاح العمل الذى أقدمه نظراً لما فيه من صدق شديد ولأننى لا أعبر إلا عن بيئتى وخاصة الريف الذى أعيش فيه وأعرف كل أشخاصه ، كما أعرف نفسى تجدنى إذا ما أردت أن ارسم احمل أدواتى واذهب إلى السوق ، ففيه نتعرف على الحالة الاقتصادية والاجتماعية والنماذج المختلفة من البشر ، فالسوق ما هو إلا مسرح مفتوح بالنسبة لى ومنه قدمت الكثير من أعمالى .
- لماذا تطغى على أعمالك الألوان المائية ؟
أنا أمارس الرسم بالألوان المائية منذ 30 سنة ، ولدى خبرة طويلة فيها ، وأصبح لى شخصية يعرفها الجميع فى أعمالى بالألوان المائية ، علاوة على أنها تتسم بالواقعية والتأثيرية والسرعة فى تسجيل البورتريه ، فأنا فى عملى أعتمد على سرعة اللقطة حيث استقبل الفكرة وأعيد صياغتها ثم أرسلها بسرعة للتجسد على الورق أمامى لوحة كاملة فى وقت قليل لا يتجاوز مع البورتريه ثلث الساعة ، فأنا ارسم بعفوية وتلقائية يصعب أن تجرحها الدراسة الأكاديمية لان هذه التلقائية تعطى أحاسيس وانفعالات قوية وصادقة ، وهذا لا يعنى الإقلال من شأن الدراسة الأكاديمية ، فأنا خريج كلية التربية الفنية بتقدير جيد جداً وأقوم بتدريس الفن لتلاميذى .
- هل تنتمى لمدرسة فنية معينة ؟
- لقد درست جميع المدارس الفنية بشكل أكاديمى ، ولكننى رغم ذلك لا أحب أن أنتمى لمدرسة بعينها ، فما أريده أن أرسم بصدق بغض النظر عن أى مدرسة ، فما يهمنى أن أعيش الحالة واصل بالرسالة إلى كافة طبقات المجتمع .
- ماذا عن المرأة فى إبداعاتك ؟
- أنا أعيش فى الريف بكل عاداته وتقاليده ، ومن الصعب أن تجد امرأة توافق على أن ارسمها ، حتى زوجتى ترفض أن أرسمها ، لذلك تجد المرأة فى أعمالى دائما محتشمة واظهر عفتها وقيمتها الكامنة بداخلها كأم وأخت ،أما النساء التى أراها عبر التليفزيون فهى لا تجسد عالمى لذلك لا أحس بها ولا أعبر عنها ولا يشدنى عريها .
- لماذا لا تحيط لوحاتك ببراويز ؟
- البرواز عادة يضيف للوحة وللمعرض إذا أحسن اختياره ، ولكن إذا أسئ استخدامه يهدر قيمة العمل ، وقد عمدت عدم استخدامه حتى يكون متماشيا مع هؤلاء المطحونين الذين أعبر عنهم ولا يملكون شيئا خاصة وان البرواز عادة يرمز إلى الفخامة والرفاهية .
الصحفى / أحمد أمين عرفات
جريدة السياسة 2004