أعماله تعرض فى سويسرا لمدة 6 شهور فنان فطرى يعالج تشوهات الواقع
- الفن فى مصر ليس كما تراه ، وتسمعه، تشاهدة على صفحات الصحف ، وفى المحطات الفضائية . من خلال أعمال فنية درامية، غنائية يجمع أصحابها الملايين ، ويحصد مشاهدوها (الملل ) الفن المصرى، ليس كما يقال دخل إلى غياب التدنى والضعف والهوان ، غياب المعنى ، والقيمة فيه . الفن الحقيقى يعيش فى قرى مصر ، بين هوائها النقى ، وتربتها الصالحة للإبداع ، بين قلوب مواهب حقيقية مازالت غير مطلية بنفاق الاعلام ( الشهرة ، الأموال التى تجمع من جيوب (الناس الغلابة ) من خلال أفلام سينمائية - معظمها لايؤدى إلى قيمة وأجساد مطربات لايعرفن من المغنى إلا الأسم فقط .
الفن المصرى إذا أردت أن تعرفه جيداً ، فلا ترهق نفسك كثيراً فهو كما نعرف نحن - وليس المهرجون - مازال باقياً فى صوت أم كلثوم وعبد الحليم حافظ . وفى موسيقى سيد درويش والشيخ سلامه حجازى. وفى أفلام صلاح أبو سيف ويوسف شاهين. وفى أعمال محمود مختار وسعد الخادم وفى إبداع نجيب محفوظ ويوسف ادريس . الفن الحقيقى ان كانت سحابة الاعلام المدهون بالنفاق تحاول تغييبه ، ونزعه من قلوب عشاقه فى قلب العاصمة فانه مازال موجوداً فى ريف الوطن وحواريه. فقط تتبقى العين التى تراها واليد التى تمسك به وتقدمه للناس .
- كانت هذه مقدمة لابد منها لأننا ندخل معاً إلى حالة فنية من نوع خاص. فلا هى أغنية، لافيلم ، لا مسرحية هزلية ضعيفة البناء والمستوى فالفن الذى نحن بصدده هو حالة خاصة مع (الفن التشكيلى) يطرحها ( أصدقاء الفن الفطرى ) من خلال معارض لمجموعة من الفنانين الفطريين ذوى ابداع حقيقيى بعيد عن ( فبركة ) الأضواء .
- المعرض يقام فى قاعة الفنان الراحل ( منصور البدوى ) بجمعية الحكمة للفنون والتكنولوجيا، مركز الفن الفطرى الذى يستمر حتى نهاية أبريل .
- يحتوى المعرض على انتاج عشرين فناناً وفنانة من كافة محافظات مصر .
- يضم هذا المعرض أعمال ( شيخ الفطريين ) الفنان محمد على حيث يقدم أعمالاً تصويرية تتسم بالتلقائية والبساطة وكثرة التفاصيل .
- وفى نفس الاتجاه نشاهد أعمال الفنان العالمى (صلاح حسونة ) الذى ولد فى قرية شبرامنت عام 1935 ، وتعرض أعماله فى المتحف الاسنوغرافي بجامعة زيورخ بسويسرا، ورغم ذلك لا يسمع عنه أحد .
- كما يضم المعرض أعمال الفنانين (عبده الدهشان) نصر عبد الجابر، (فائقة عبد القادر)، محمود عبد المنعم ، محمد جمال، محمد محمد السيد.. وعادل حنفى، مدحت حلمى ورومانى سمير، نزيه صموئيل وكلها أعمال متنوعه فى الرسم ومتعدده فى الاتجاهات تعبر عن البيئة فى بساطة وتلقائية . يتبقى أن نعرف أن أصدقاء الفن الفطرى الذين تجوب أعمالهم بلدان العالم، يحتفى بهم الجميع فى الوقت الذى يتجاهلهم أعلامنا المحتفى بـ ( تذكرتين سينما ) و ( بورصة النجوم ) و ( الانترنت يغنى ) ..
- ربما لأن بينهم من يعمل فراناً ، نجاراً ، وصاحب مهنة حرة. لذا أصبح الاهتمام بهم ، وبأبداعهم عبارة عن حلم يصعب تداركه. لكن إذا كنا نبحث عن الفن الحقيقى ، فعلينا الالتفات إلى ما هو حقيقى بعيداً عن زيف ما نراه، نسمعه، ونشاهده على الفضائيات .
خيرى حسن
جريدة الوفد أبريل 2005