فيسيلا فريد (مدام بشتلى) سابقاً
هناك سمة مشتركة نجدها فى أعمال الفنانات المصريات
- إن لوحاتهن تدل على إنهن لا يقبلن التعبير السهل ولا النقل المجانى لتفاصيل الواقع .. هكذا ينبغى أن ننتبه للحدة التعبيرية فى أعمال مرجريت نخله والانضباط والأصالة فى أعمال فيسيلا فريد ولحساسية تحية حليم العميقة ومزاج خديجة رياض الحقيقى ، غير المفتعل . ويكتمل المشهد التشكيلى بتجارب عفت ناجى وإنجى أفلاطون .
- هنالك مزيج من الرزانة والذوق فى لوحات فيسيلا فريد .
- إن حرفيتها صافية لا ريب فيها .
- لا يزحم لوحاتها أى زيفٍ ولا أى عنصر الغرض منه مجرد الصدمة الفارغة .
- إنها تتناول موضوعها دائماً بتواضع ساحر وتفهم نافذ وفعال .
- ذلك لأن الموضوع - ذلك العنصر الذى تحررت منه كثير من الاتجاهات الفنية الحديثة - لا يزال مهما بالنسبة لهذه الفنانة التى تعيش وحدها فى مذاهب حداثة حكيمة تخوض فى مسالكها النائية المنعزلة .
- إن الحيوية الفياضة المتدفقة التى تسم أعمال الوحشيين ( أندريه ديران - موريس دى فلامنك وهنرى ماتيس ) تسرى فى أعمالها ولكن وكأنها مرت أولاً عبر بلورة صافية شذبتها وروضتها كى تغمر اللوحات بحساب وتعقل : إن شطحات الحلم الغاضبة والخيالات المتطرفة تطرح كبرياءها جنباً وتتخلى عن جموحها كى تعيش بين موائد البسطاء فى لوحاتها أليفة ومسالمة وودودة .
- هنالك حياء مصدره الإيمان وسلامة النية يحول بين فيسيلا وبين الرغبة فى إحداث صدمات فنية شائنة بإدخال عناصر أصبحت من مفردات الموضة الدارجة :إن هذا ما ترتأيه الفنانة ويؤطر عملها فهى تسعى لأن تحتفظ بسذاجة الومضات الأولى للسحر التشكيلى كما هى دون أن تمس .
- ولكن هل يعنى ذلك أن الانطلاقة الحرة تغيب عن رؤيتها الفنية ؟ سنجحد صدق الفنانة وصراحتها لو قلنا هذا وسنجحد أيضاً حبها الرزين المحسوب والموزع بذكاء على العناصر التى تكون الطبيعة الثانية للوحاتها .
- كنا نود فقط أن تكون أكثر حرية
- إن هذه الملاحظة الصحيحة وجهت إليها بصدد أعمالها السابقة على سنة 1953 وهو التاريخ الذى عرضت فيه فيسيلا مجموعة مهمة من اللوحات بجاليرى جاليون للفنون ( كان من بين لوحات هذا المعرض عارية ذات تكوين قوى وبفضل جمال الألوان المحببة اللحمية وبفضل التوزيع الدقيق للإضاءة على نتؤات اللحم ومسطحاته بدت هذه اللوحة وكأنها جديرة بأن توضع فى متحف خارج الزمان حسب تعبير إتيان ميريل ) .
- منذ هذا التاريخ طيبت فلسفة جريئة ومحبة للحياة فى آن واحد حزنها الشجى الذى كان يدل على حياة صعبة كانت تعيشها .فبدون أن تلوذ بصمت يقظ وخالص الانتباه والحرص كصمت شيرون معلم أخيل - السنتور الأسطورى الحكيم - اخترقت فيسيلا اللغز وحاورت الحياة وحطمت دون ضجيج ولكن بمثابرة أليمة آخر قيودها المدرسية .
- إن عملا روحيا بهذا الحجم أظهر كل نباله نفسها وأظهر ثقتها فى الحياة ..لقد رست فى تلك اللحظة على ضفاف حياة جديدة .
- ولكى نعبر عن كل أصالة المعجزة نقول أننا فعلا نشعر بالحيرة والارتباك أمام روعة الفعل السرى الذى تحى به وتبارك أصغر تفصيله من تفاصيل عملها الذى أحاطت به روحها وحفظته فى طواياها على نحو شاعرى وصادق .
- إن فيسيلا تتخطى المدرسية ولكن ترى إلى أى مدى تحقق الفنانة هذا التجاوز ووفقاً لأية معايير تمارسه ؟
- إن حالتها ليست غريبة : إنها على الأحرى تجربة طبيعية فبعد أن تلقت تعليماً أكاديمياً بالغ الصرامة كان على فيسيلا التى من طبيعتها الصدق مع نفسها أن تأخذ الوقت الضرورى كى يتحول فنها ويتماهى مع طبعها وشخصيتها ومع بحثها عن أصالتها الخاصة .وعند بعض الفنانين تكون طرق التحول أوضح أمامهم من آخرين غير أن كل محاولة تقوم بها روح صادقة تكون أثقل عبئاً وأكثر فاعلية ونجاحاً فى المستقبل مهماً بعد . لقد أدرك النقاد الأبعد حكمة مبكراً قيمة الرسالة التى أتت بها فيسيلا .إن رسمها الحى اليقظ السريع العنيد يبرز الطبيعة العميقة للشيء . لقد بشر فنها الأول بالغنائية التى تسم أعمالها فى المرحلة الحالية : درجات الألوان وتدرجها والحساب الدقيق لها ،إبراز بعض درجات اللون الأحمر البديعة التى ترد على درجات الأخضر المكملة وتتحاور معها والتوازن التشكيلى المنبثق من تكوين مضموم . كل تلك العناصر متضافرة ومجتمعة كانت موجودة من البداية وبلغت أوجها الآن .
- غير أن هناك سؤال صعب رافق التحول فى إبداع الفنانة وتبلور فيه :أينبغى لمجهودها الذهنى أن يتوافق مع رؤيتها الجديدة وفقاً لآلية إبداعها القديمة أم أن عليه أن ينحسر ويترك للتلقائية - وللهذيان حتى - أن تلعب دوراً أكبر؟
- إن المحاولات تتابع وتفضى الواحدة إلى أخرى وبين مناظر طرة الجبل وبين الموضوعات البحرية التى تبدعها الآن : شبرا أو رأس البر اشتقت الفنانة طريقاً لحريتها .هنالك مسحة تجريد فى الرسوم ، وتلقائية فى درجات الأحمر والبنفسجى التى ترد على البنيات القوية أو على توهجات الأصفر الزاهية ( التى تخففها الفنانة فى كثير من الأحيان بالأبيض أو بالرماديات) هناك تكوين أكثر رحابه له أصداء متعددة يقرب أعمال فيسيلا من أعمال التعبيريين الفرنسيين.
- إننا أمام هذه المرحلة الأخيرة نعبر عن احترامنا لموهبة تحاول أن تضاهى حاجتها القوية للحقيقة وتواكبها ونأمل لها أن تحقق محاولات جديدة أصيلة تنسجم فيها الفانتازيا الشاعرية مع الأصداء القوية لطاقة تشكيلية يقظة دوماً.
بقلم :إيميه عازار
نساء الطبقة الشعبية بلمسة الحزن والأمل
- رحلت ` فيسيلا فريد ` فى الثالث من أغسطس عام 2007 بعد صراع طويل مع المرض والشيخوخة ، تاركة وراءها ذكرى عطرة محملة بإخلاصها لفنها ، كما اشتهرت الفنانة بعاطفتها الجياشة ورقتها ومحبتها الكبيرة للمحيطين بها.
- خلال الأعوام الأولى منذ مجيئها إلى مصر ، وحتى فترة الستينيات ، كانت ترسم المناظر الطبيعية بالألوان الزيتية . كما أنها فى الوقت نفسه أنجزت لوحات أخرى لموديلات ، ودراسات لوجوههن فى لحظات مختلفة من حياتهن. غير أنها اضطرت لهجر الألوان الزيتية فى فترة الستينيات نظراً لصعوبة الحصول عليها آنذاك ، حيث كان عليها أن تنتظر مجىء أحد الأصدقاء من الخارج حاملاً معه بعض تلك الألوان، وتركت ألوانها لزوجها الفنان ` موريس فريد ` الذى واصل الرسم بالألوان الزيتية ، بينما اتجهت هى إلى استخدام الجواش ثم الأكريليك الذى ساعدها على التحرر من قيود الألوان الزيتية ، وأجبرها بسبب قابليته للجفاف السريع على العمل بسرعة وتلقائية.
- وتتجلى عبقرية أسلوبها الفنى فى إضافة اللون الذهبى والفضى أحياناً مع استخدام الحبر الشينى للتحديد ، وعندئذ طويت صفحة المناظر الطبيعية بالألوان الزيتية واستقبلت تجربتها الفنية مرحلة أخرى اهتمت خلالها بدراسة المرأة ، غير أنها لم تتجاهل الرجل .
- واصلت مشوارها الفنى عبر رحلاتها المتعددة إلى الخارج وكانت تعود حاملة معها لوحات لمشاهد طبيعية صادفتها فى مدن وبلدان كثيرة مثل أمريكا وبلغاريا ولندن ومدريد وباريس ، ولكن مصر ظلت دائماً هى الحقيقة الأبدية لها ، حيث اكتشفت نفسها وتجربتها الفنية الذاتية فيها .
وفى هذا يؤكد الناقد الفنان ` مكرم حنين` قائلاً : لوحات ` فيسيلا فريد ` أكثر مصرية من كثير من فنانى مصر المعروفين .
- ويذكر أن أول معرض أقامته ` فيسيلا ` فى مصر كان عام 1942 فى قاعة ` لوتسيا` ثم قاعة ` هانو ` وهو المعرض الذى كشفت فيه عن بورتريه شخصى لها أدهش النقاد آنذاك.
- حياتها
- ولدت ` فيسيلا فريد ` فى مدينة ` صوفيا ` ببلغاريا عام 1915 لأسرة تنتمى للطبقة المتوسطة، والتحقت بالأكاديمية الملكية للفنون فى المدينة نفسها، وفى عام 1938 ، جاءت إلى القاهرة لزيارة أختها التى كانت ضمن أعضاء البعثة البلغارية فى مصر، وخلال زيارتها هذه جاء لقاؤها مع عالم الآثار الدكتور ` شارل باشتلى ` ، وقررت البقاء فى مصر معه بعد أن تزوجته عام 1939 .
- وبعد وفاته عام 1956 ، تزوجت الفنان ` موريس فريد ` الذى كان يعمل رساماً فى هيئة الآثار المصرية فى ذلك الوقت ، والذى يعد أحد تلاميذ الفنان الكبير ` راغب عياد` .
-وكان ` موريس ` ضمن مجموعة الفنانين والمفكرين الذين كانوا يحرصون على اللقاء فى مرسم الفنانة ` فيسيلا ` فى جاردن سيتى ، كما كان من ضمن هذه الكوكبة المصور والنحات ` بونيللو ` ، والناقد الشهير ` إيميه آزار` ، وعالم الأثار ` سامى جبرا` .
-وبعد زواجها من ` موريس ` اتخذ الاثنان من شقتهما بحى الزمالك مرسماً لهما ، حيث عاشا حياة سعيدة هادئة انتهت بوفاة ` موريس ` المفاجئة عام 1994، وفى مرسمهما هذا كانا دائماً فى استقبال الأصدقاء ومحبى الفنون خاصة أيام الأحد.
- وخلال حياتهما كرس الزوجان كل وقتهما لإبداعاتهما الفنية ، حيث كان ` موريس ` يحرص على الذهاب كل يوم جمعة إلى الطبيعة العميقة للشىء. لقد بشر فنها الأول بالغنائية التى تتسم بها أعمالها فى المرحلة الحالية : درجات الألوان وتدرجها والحساب الدقيق لها، وإبراز بعض درجات اللون التى ترد على درجات لون آخر وتتحاور معه ، والتوازن التشكيلى المنبثق من تكوين مضموم ، كل تلك العناصر متضافرة ومجتمعه كانت موجودة من البداية وبلغت أوجها .
-هناك مسحة تجريد فى الرسوم وتلقائية فى درجات الألوان التى تخفها الفنانة فى كثير من الأحيان بالأبيض أو بالرماديات ، وهناك تكوين أكثر رحابة له أصداء متعددة يقرب أعمال ` فيسيلا فريد` من أعمال التعبيريين الفرنسيين .
-كانت أعمالها الأخيرة مجموعة لوحات لفتى صغير ، وعدد الفسطاط ليعود آخر اليوم حاملاً اللوحات التى أنجزها فى ذلك النهار ، وعرفه السكان والحرفيون هناك بقبعته الشهيرة وحامل اللوحات الذى كان يحمله معه.
-أما ` فيسيلا ` فقد كانت كل أسبوع تدعو بائعات الخضروات اللاتى يفترشن الأرصفة على قارعة الطريق للوقوف أمامها داخل المرسم لرسمهن ، بينما كان ` موريس ` يرسم المناظر الطبيعية بالألوان الزيتية ، فقد كرست ` فيسيلا ` تجربتها الإبداعية لرسم أولئك النسوة مستخدمة ألوان الأكريليك فى لوحاتها . وهكذا سارت الحياة بهذين الزوجين المبدعين وكأنهما يتبتلان فى محراب فنهما حيث لم يرزقا بأولاد .
-البسطاء المقهورون
- وخلال مسيرتها الفنية حرصت الفنانة على عدم حصر تجربتها الإبداعية فى الإطار الأكاديمى الذى مارسته أثناء فترة دراستها ، كما حرصت فى الوقت نفسه على عدم الوقوع فى أسر الحداثة .
-( عالم من البسطاء المقهورين ) تلك هى أعمال ` فيسيلا فريد ` التى تتسم بالرهافة والذوق السليم وإتقان ومهارة وثقة .
-ما من شىء زائف أو صارم يثقل لوحاتها .. إنها دائماً تتناول موضوعاتها بتناول ساحر وفهم فعال ، لأن الموضوع مهم جداً عندها، تغلب عليه الحكمة والرصانة، تتخلى عن مكانتها لكى تحيا بشكل مألوف وعادى على مائدة بسطاء الناس، ثم حياء من معدن طيب يصون ` فيسيلا فريد ` من الصدمات العارمة للعناصر غير المألوفة فى الموضة حسب قولها،إنها تبقى على سذاجة الأضواء الأولية للسحر التشكيلى دون مساس.
-بعد دراسة أكاديمية شديدة الصرامة ، استطاعت ، وهى دائماً صادقة إزاء نفسها ، أن تأخذ الوقت الضرورى لكى تقوم من خلال لوحاتها بالتحول الضرورى لمزاج يسعى إلى مثل أعلى للأصالة .إن رسمها النابض بالحياة يشهد على الحقيقة العميقة لموضوعها.
-تنويعات الألوان وحساب الأنغام حساباً دقيقاً وتوازن أكبر فى التكوين ، كل هذه الخصائص ، مضافة إلى التوازن التشكيلى، تنبثق من تكوين وثيق يؤكد ثراء أعمالها .
-منذ ذلك التاريخ، بدأت فلسفة ، جريئة ومحبة للحياة فى آن واحد . لقد رست فى تلك اللحظة على ضفاف حياة جديدة .
-ولكى تعبر عن أصالة المعجزة ، نقول إننا فعلاً نشعر بالحيرة والارتباك أمام روعة الفعل السرى الذى تحيا به وتبارك أصغر تفصيلة من تفاصيل عملها الذى أحاطت به روحها وحفظته فى طياتها على نحو شاعرى وصادق.
-إن ` فيسيلا ` تتخطى المدرسية ، ولكن ترى إلى أى مدى تحقق الفنانة هذا التجاوز ، ووفقاً لأية معايير تمارسه ؟ إن حالتها ليست غريبة : إنها على الأحرى تجربة طبيعية ، فبعد أن تلقت تعليماً أكاديمياً بالغ الصرامة كان على ` فيسيلا `، التى من طبيعتها الصدق مع نفسها، أن تأخذ الوقت الضرورى كى يتحول فنها ويتماشى مع طبعها وشخصيتها ومع بحثها عن أصالتها الخاصة.
-إن رسمها الحى اليقظ السريع يبرز من اللوحات بالألوان المائية لمشاهد وقعت عليها عيناها من نافذة حجرتها فى مدينة ` سليفن` فى بلغاريا حينما أصبحت لا تقوى على الحركة.
-وعن آخر معارضها الذى أقيم بمركز الجزيرة للفنون بمصر، كتب الفنان ` محسن شعلان` بعنوان ` فيسيلا فريد ..إبداع طازج مفعم بالدفء ` :
-` عاشت ` فيسيلا فريد` حياة صامتة رغم ذوبانها فى كل وأدق تفاصيل الحياة المصرية البسيطة التى طالما لخصتها فى ملامح نساء مصريات من هؤلاء اللاتى يتدفق منهن فيضان من البساطة فى جلسات الطرقات يتحاورن متجاورات ، أو يجلس أمام أقفاص مشغولة يعرضن عليها بعضاً مما نتلقفه ونشتريه فى الأسواق المزدحمة بالخضروات والخبز والسلع اليومية . يضاف إلى ذلك أن نساء ` فيسيلا ` خلون من أى افتعال أو تحميل ما فوق طاقتهن الجمالية.. فهن دائماً يفصحن عن طزاجة وديناميكية وثراء فى التعبير`.
- وكتب عنها الفنان ` محمد رزق ` تحت عنوان ` عالم فيسيلا فريد `:
-` هذا العالم الذى يتشكل من البسطاء المقهورين من الناس فى تكوينات بشرية تتموضع وسط فضاءات خاوية ، انسحب منها العالم الخارجى كلياً، ومع ذلك فإنها جميعاً مأزومة لدرجة أن أجسادها ، لا سيما وجوهها ، تتشكل وكأنها تحت ضغط هائل، تبدو كأنها أسيرات الصمت ، ومع ذلك ليس ثمة ما يحكى البشر فهم يصرون على صرختهم الخرساء .. إن شخوصها هى صياغات فنية تعتمد على البساطة والاختزال والتلقائية وقوة التعبير فى آن واحد .. مشحونة بدلالات تصل إلى مستوى السحرية والباطنية ، فتناولها للمعانى والموضوعات هو تناول شمولى له دلالات فلسفية وأبعاد اجتماعية ، فالإنسان فى أعمالها محاصر يبغى الخلاص ويتوق إلى الثورة ، وتكاد أشكالها تستغيث من الواقع استغاثات وظلال غامضة وأخرى لها مغزى`.
- وتحت عنوان ` نساء جالسات ` كتب الناقد ` مكرم حنين`.
- ` لقد تميزت لوحاتها بميزات أساسية تنفرد بها وهى التمكن الفنى والإحساس بالفورم وقوة الخطوط المرسومة التى تحدد الشكل وهى قوة جعلت من لوحاتها أشبه بالكروكى الملىء بالانفعالات ، وهى بذلك تحقق درجة عظيمة من التعبيرية المشحونة والإحساس الأول فى مواجهة الشكل ، ثم يأتى التلوين بعد ذلك مكملاً لحرية يد الفنانة فنجد لوحاتها على درجة كبيرة من الحيوية والحركة وهى فى ذلك لا تهتم بتنمية الألوان أو تحسين التكوين فهذه سمة التعبيريين الأساسية ، فهى بريشتها التعبيرية من أقدر من صور نساء الطبقات الشعبية فى تاريخنا الفنى ، ولوحاتها غاية فى الأهمية فنياً وإنسانياً، فهى متعاطفة ومتفهمة لهؤلاء النساء البسيطات التى لا تخلو تعبيرات وجوهن من ذلك الأسى والألم الباطن.
بقلم : د: إيناس حسنى
مجلة الخيال العدد ( 38 ) مايو 2013
|