- وجه مصر الجميل :
- لوحات خواكينا ترنيمات وأهازيج تتغنى بوجة مصر الجميل قصائد مرئية تستمد صورها من اعماق حياتنا صياغتها ومعانيها وأبعادها الجمالية فريدة فى مسيرتنا الفنية ، لا تخفى على ذى قلب محب للحياة ،رأت خواكينا الجمال الساحر والسلام والقناعة بين النساء الشعبيات، يغسلن المواعين على شط الترع أو يسمرن على حافة البرارى ، مع خلفية من العمارة البسيطة ، والرمال الممتدة الى ما بعد الافق حيث تسمق أعواد النخيل حراسة الصحارى .
بالخطوط والألوان أبدعت خواكينا لوحات أقرب الى المقطوعات الموسيقية ذات الإيقاع والأنغام : السمة التى كانت هدف الرسامين منذ فجر القرن العشرين . فخواكينا تلمس باليتة الألوان بفرشاتها كما يلمس الموسيقار أصابع البيانو . لذلك تصدر عن لوحاتها ذبذبات تتداعى لها مشاعرنا بالحلم والنشوة . وهو ضرب من المتعة والاثارة الروحية الصوفية .
لديها أبجدية للألوان تشكل بها عبارات موسيقية مرئية ، ذات مفردات مقروءة مفعمة بالحيوية والحركة الكامنة . تخاطب فينا الروح والعقل معا كلما تأملناها امتلكتنا المنظومات اللونية الهادئة التى وضعتها الفنانة بحس مرهف واداء المعزوفة اللونية التى ننصت إليها بعيوننا ، بينما تعلل علينا الوجوه كأنها قادمة من السماء . أتقنت الفنانة تصويرها بقدرة عالية ، سداها بالموهبة الفذة ، ولحمها والثقافة الأوربية العريضة والدراسة المتعمقة فى مدارس أسبانيا الفنية وأكاديمياتها .
وخواكينا شهدى من الندرة المهتمة بالمناظر الطبيعية فى بلادنا . بين لوحاتها رائعة بعنوان ` البرانس` تصور سلسلة من الجبال الهائلة الراسمية فى اسبانيا منذ الازل ، لم تصور الصخور والاحجار والناس والبيوت والأشجار ، بل الهيبة والرهبة والخلود ، والعظمة والعزة والخلود ، وقدرة الخالق سبحانه على الابداع . تلك المعانى الروحية التى هبت على ربوعها من الشرق الإسلامى طوال ثمانمائة عام ، حتى نهاية القرن الخامس عشر
تبدو لوحات خواكينا كأساس شهدى تقليدية لأول وهلة . إلا أن أسرار جمالها ونضارتها تكمن فى حائتها المفرطة .. وتراثها الهجين .