واقع جمالى جديد
- من أجل خلق وقائع جمالية جديدة بأبعادها التعبيرية والوجدانية، أرتبط الخيال بالأداء عند الفنان/ فارس أحمد فارس فى معرضه المقام حالياً فى المركز المصرى للتعاون الدولى أستطاع أن يبتدع أنغاماً جديدة بأحداث تأثيرات غير تقليدية فى ألوان موحيه وعناصر تصويرية وزخرفية أحدثت صدمة بصرية عند المشاهد، ناشئة عن اختلاف مصادر التشكيل والتى تألفت من وحدات مختلفة جمعت بين الرسم الملون المسطح والمجسم مما ساعد على اكتساب الاعمال معانيها من صياغة الفنان/ فارس لها مستهدفاً تجسيد دلالات تنقل للمشاهد مدى استجابة حواسه إلى التراث المصرى وخاصة القبطى.
- أدرك فارس القيم الفنية الكامنة فى التراث القبطى، كما أنه لم يستطع التخلى عن أسلوبه التأثيرى فى لوحات تمثل العنصر الأساسى فى أعماله، وجمع بينها بطريقة سهلة تشبه إلى حد كبير فى تجميعها الافاريز القبطية والإسلامية التى تشبه أشغال ( البرودرى ) .
- فى معظم أعماله يحيل الأطار ( البرواز ) الخارجى دوراً أساسياً فى تكوين اللوحة، ولكنه بوعى كامل يجمع بعض وحدات التراث من عصور متعاقبة ليجسدها فى الجوانب الأربع للوحة موحياً للمشاهد برموز الحضارات المصرية، ورغم اختلاف مصادرها التراثية إلا أنه نجح فى تحقيق تناغم تتوحد فيه المعانى والرموز.
- وعلى جانب آخر سيطرت فكرة الموزاييك فى أعماله الكبيرة، فكل وحدة فى مربع أو مستطيل او حتى شكل غير منتظم جمعها ورتبها بحيث يحقق وحدة بين العناصر عن طريق التنظيم الجيد لأجزاء التصميم مما يوحى أيضاً للمشاهد بإمكانية استمرار هذا التجميع إلى أبعد الحدود وهذا ما يربط المشاهد بكنوز الحضارات المصرية ، التكرار ، الافاريز تشكيلات الارابيسك والحديد الزخرفى ، ايقاعات متعددة مع الاحتفاظ لكل عنصر بمكانه فى التكوين الكلى حتى يساهم فى خلق التكامل فى العمل .
- إن كل وحدة سواء كانت رسم ملون أو تصوير مجسم هو قطعة موزابيك لها لونها ودلالتها وملمسها جمعت من أجل خلق وقائق جمالية جديدة تربط بين العاطفة والتفكير .
الناقد الفنان / حسن عثمان