` فنان يجد ذاته بعد معاناة `
- الجدران تقول له شئ … تبوح بسرها الخاص وحياة البشر من ورائها ووراء نوافذها وأبوابها .. تبوح بتاريخها الشعبى والتراثى ، وتنشئ أو ينشئ معها هذا الفنان العاشق لوطنه وترابه علاقة ذاتية إبداعية حميمة تطفو فوق سطوح لوحاته فى تشكيلات صرحية ملتحمة متماسكة .. وتتحاور ظلالها وأضواؤها فى تناغم ملموس تنفرد به لمسات فرشاته فى نسيج خاص متميز .
ـ هذا هو الفنان التشكيلى / سيد محمد سيد الذى عشق الفن واستهواه والتقت به ذاته فانطلق يمارسه بشغف من يكتسب الخبرة والتطور من خلال الممارسة المتحمسة والتجربة والتأمل المستمر لمراحله المتعددة حتى اقتحم تيار الحركة التشكيلية منذ ربع قرن من الزمان ولفت الأنظار مع أول معرض عام يشارك فيه بلوحاته…
ـ وهو كفنان حر مارس التجربة الإبداعية فى مراحل مختلفة منذ ذلك الحين فى عدة اتجاهات.. فعندما طفت التكعيبية على سطح الحركة التشكيلية بين الخمسينيات والستينيات اتجه إلى التجريد فى إطارها، ثم عاد سريعا إلى فطرته وحسه الجمالى الخاص عندما استحوذت على حواسه ومشاعره العمارة الشعبية فى الريف والمدينة حتى تبلور كل هذا فى أبنية الواحات القديمة ذات الطابع الخاص .
ـ سيد محمد سيد فنان استطاع أن يشق طريقه الصعب بإصرار وإيمان وأن يجتاز فى تصاعد مراحل متعددة وهو يقدم فى هذا المعرض .
ـ بعد أن شارك فى عشرات المعارض العامة بجانب معارضه الخاصة ، نماذج منها تؤكد مسيرته ومذاق المحلية المصرية فى أعماله ، كما تؤكد أن ما يقدمه اليوم من بانوراما شاملة بإبداعاته لم تتكون سلسلته من فراغ ، وأن أحدث مراحله هو ثمرة ناضجة .. وإضافة حقيقية لهذا السياق .
ـ وبعد هذا نستطيع القول بأن مرحلته الجديدة والمستمرة ـ هى واحة ترتاح عندها عيون مشاهدى لوحاته ، بعد ما عمقت عمارة الواحات وغير الواحات رؤيته الذاتية ووجد نفسه فيها ..
الناقد/ كمال الجويلى