حول رؤية الفنان - السيرة الذاتية - قطاع الفنون التشكيلية

- تأخذنا رسوم الفنان ممدوح القصيفى الى عالـم آخاذ متـميز ملئ بالأحلام عبر عنها فى صورة رموز متراصة احياناً .. ومتشابكة متقاطعة احيانٍ أخرى.. و متفرقة تعانى الإغتراب والوحشة فى بعض الوقت ... تنطوى هذه الرسوم على مجموعة من الرمـوز التى تحمل آمـال وأحوال شاب منجيل الوسط بأفراحه وهمومه تجاه نفسه و وطنه .. و تجاه جيله و ما يتعرضـون له من ضغـوط فى هذه الحـياه .. فأنصـهرت بداخـله كل هذه الأشياء ليحولها إحسـاسه الى رسـوم و رموزٍ محـمله بزخم هائل من الآلام والآمال .. جاءت قوية فى تعبيرها .. جادة فى تناولها .. شحيحة فى ألوانها .. ليعبر بعناصره عن هذه الحالة الوجدانية العامة بخصوصية .. لكنه لم يتركنـا فريسـة لهذه الهمـوم بل ركز فى الكثير من هذه الأعمــال على تشـبثه بالأمل فى غد أفضـل .. فدائماً يتطلع عصفوره الحبيس خلف السياج الحديدية إلىعصفور طليق فى الفضاء ينعم بالحرية... أو زوجاً من العشاق يحتضنان بعضهما البعض متشبثٌ كل منهما بالآخر
بقوة .. وكأن كلاً منهما كل ما تبقى للآخر فى هذه الحـياه .. أو أسماك متحجرة من عهــود مضـت رغم كونها رمزاً للخـصب والنمـاء و نرى فى لوحات أخرى أفواه مكممة مخاطة بخيوط كأنها رقاع من الجلد حرمتـها حتى من حـرية الصـراخ والتعـبير عن نفسـها تحاول جاهدة فك هذه الخيـوط لعلـنا نســمع أنينــها يومـاً ما فى فضاء هذا الكون .. كما نرى المركـب فى كثير ٍمن أعماله دلاله على تشـبثه بالأمل الغائب . . رغـم كل هذه المـوضـوعات الجـادة التى تشـكل عالم القصـيفى إلا أنه قد عالجـها بحـس راق وخطـوط تنم عن رشــاقة فى التعــبير و رصـانه فى التكوين توجـهم باختياره للأبيض والأسود ليضع أيدينا على همومنا دون تزويق أو تنميق فدعوته دعوة صادقة تعبر عن الحال فى دفتر الأحوال ..