رؤية عصرية لمثيولوجيا الحب والوفاء
- داخل قاعة متواضعة ملحقة بقصر ثقافة بنى سويف يرجع بنا التاريخ إلى عام 1200 - 1085 قبل الميلاد ، أبان الأسرة العشرين الفرعونية وانت تعيد - مثلى - قراءة أسطورة الحب والوفاء المشهورة فى قلب التاريخ بين إله ( إيزيس ) وأوزير ( اوزيريس ) عندما يأتى أحد كبار موظفى الخزانه فى عصر الأسرة الثانية عشرة ( ايخر نفره ) لتؤكد نصوصه ان هذه الأسطورة الخالدة كانت تمثل فى المعبد الأكبر للآله أوزير بمعبد أبيدوس وقبل أن أغلب رموزها ما هى إلا أحداث قومية سبق أن مهد لها فهل هى كذلك !
الأسطورة ..!
- فإذا كان وزير وغيه اخين وزوجين من مجموعة رباعية يكملها ست واخته ( بنت - حت ) فقد اعتبرت الأسطورة ( اوزير ملكاً على البشر ) يحكم بينهم إلا أن أخيه ( ست ) نقم عليه هذه المنزلة فدبر له مكيدة لقتله والتخلص منه بالقائه فى اليم واغتصب العرش ، واصبغ الرواه صفه ( الواقعية ) على هذا القتل فروى بعضهم أنه ناضله القاه على حتبه وقتله عند مياه نديه ( فى الصعيد ) وروى إخرون من انه فتك به فى أرض الغزال ( فى الصعيد أو شرق الدلتا ) وقيل أن ( ست ) قد دبر له مكيده من خلال حفل اقامة فى داره حيث اعد صندوقاً فاخراً ووعد أن يهبه لمن يطابق جسمه فتهافت المدعوون يتمددون فيه ، ولما جاء دور ( اوزير ) نزله مطابقة ، وهنا اطبق اخوه الصندوق عليه واحكم غطاءه والقاه فى النيل ، وجعلت مياة النيل الصندوق حتى مصصيه ثم اسلعه للبحر ( الاخضر ) حتى القاه امنا على شاطىء جبيل ( فى لبنان ) فأظلت هناك شجرة مباركة واحتوته فى جوفها وساحت ( ايه ) ( إيزيس بلغة أهل اليونان ) بعد ان انجيت ابنها حور ( حورس ) الوفيه المخلصة لزوجها فى الأرض باحثة عنه إلى آخر سطور هذه الأسطورة التى مازالت خالدة ( بلغة القرن العشرين إلى فبهذه الملحمة الأسطورية التى تؤكد هلاك البشر امتزجت فيها ريشة الفنان سعيد صالح لان يعطى ( ملحماً عصرياً ) ورؤية معاصرة ( لاستقراء ) هذه الميثالوجية .. التى ظلت فى جعبة التاريخ لتستقى منها حضارات العالم الكثير من احداثها ورموزها وشخوصها ( لتحبك ) بها أروية للتاريخ التى تصنع حضاراتهم!
مزيج ..!!
- وقد استخدم الفنان مزيجاً من المذهب السيريالى والتجريدى مع الميتا فيزيقيا فى تطويع الرموز الفرعونية ، وتوظيفها بحرية لتخدم ( بناء ) اللوحة وتكوينها واعادة ( تشكيل ) احداث الأسطورة برؤية فنان القرن العشرين .
- حرص - سعيد صلاح - على استخدام الألوان المصرية القديمة ( اللون الأزرق بدرجاته ، والبنى والأوكر ) مع توزيع جيد وذكى للون الذهبى والفضى يتناسب والمساحة الزمنية للأحداث التاريخية ليكون علاقة متوازية بينهما وتكتشف وانت تشاهد اللوحات وخاصة لوحة الآله أوزير والتى حرص فيها على استخدام اللونى الأخضر والأسود يتضح أكثر فى اللوحة الخاصة بالإله ( انوبيس ) مما حقق التوازن اللونى فى اللوحات .. مما أكد مهارة الفنان سعيد صلاح ) فى استخدام وخلط الألوان (فهو خريج كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية قسم تصوير زيتى) مما اضفى ضلاً ذات ` نكهة تاريخية ) حقق فى هذا البناء ما يسمى بموسيقى اللون أو الشكل ( الهارمونى ) للوحاته ...
مجدى صادق 1987