زينب محمد منهى عطية
* قالوا عن زينب منهى ..
- لقد ملأتنى بالأمل ..فى كل لوحاتك وأرجو أن يكون حسك أملا لنا نعيش عليه .
الفنان/ نور الشريف
- لأنى واكبت ميلاد إرهاصات تحركت بداخلك تجاه عالم ( التصوير الزيتى )فأرى أنك قطعتى خطوات تحسب لحماسك .. أعمالك تضع قدميك على مشوار حقيقى يصبح أداة فعالة باللون وعناصر العمل الفنى .
الفنان/ محسن شعلان
-أعجبتنى خطواتك السريعة على طريق الفن - الطريق الصعب - فأنت إذن تتطورين بسرعة وتزداد إقدامك رسوخا وتكتسبين تلك الخبرة التصويرية التى لا يمكن أن يحصل عليها الفنان إلا بعد عناء .أعمالك تحمل نقلة وانطلاقة مدهشة كثمرة للإصرار والعناد والإرادة وهى العناصر الثلاث التى كان أستاذنا جمال السجينى يقول لنا دائما ،أنه بدونها لن نكون فنانين . - لوحاتك تشىء بالمشاعر الحارة والألوان الكثيفة والتعبير الباطنى فتحية إليك ومرحبا بخطواتك نحو فن التصوير .
الناقد/ مكرم حنين
-أعمالك الفنية شاملة بالفعل فيها الرمزية والقضية والموضوع والتعبيرية والرومانسية وفوق هذا وذاك فيه الهارمونى (موسيقية الألوان والعلاقات اللونية)
الناقد/ كمال الجويلى
- لقد وجدتى لنفسك موضوعات جديدة تستطيعين من خلال بحثك وتعمقك فيها أن تصلى إلى إبداع خاص ومميز من منظر طبيعى وزهور وخاصة أنك تعالجين العناصر والموضوع بتقنية جديدة وخاصة جدا .أتمنى لكى دوام التفوق والإبداع .
الناقدة/ نجوى العشرى
- سعدت كثيرا أن أرى أحلام جديدة وتقنيات مختلفة فى أعمالك الفنية التى تموج فيها البهجة أكثر والتركيبات اللونية المتعددة، الثراء فى الموضوع والأفكار لها حس دافئ ورقيق وهذا الاتجاه يدفعنا نحو تأكيد ذاتك وشخصيتك القريبة من هذه المعانى ومزيد من الإبداع .
د/محمود شكرى
` فى معرض زينب منهى ` أشجار تشعر بالوحدة
* الفن هو الطبيعة مضافا إليها الإنسان ..
- هذا هو أحد تعريفات الفن الذى يشير بوضوح إلى الطبيعة كمصدر أساسى ورئيسى لعملية الإبداع الفنى، فى جميع مجالات الفن : شعر .. موسيقى .. رسم .. إلخ ، حيث كانت وستظل الطبيعة هى مصدر الإلهام الأول للمبدعين فى جميع المجالات ، فهى التى علمتنا الإيقاع والاتزان ، وعلمتنا قيم الحق والخير والجمال ، لذلك عادة ما يطلق عليها لقب ( الطبيعة الأم ) ، فهى التى منحتنا الحياة ، وفى قلبها تكون النهاية ..!!
- وهذا ما تحاول أن تفعله الفنانة زينب منهى فى معرضها الأخير الذى أقيم فى قاعة رامتان ، حيث حاولت أن تتفاعل مع مفردات الطبيعة المحيطة - كما فعلت من قبل مع الزهور والورود - حاولت أيضا فى هذا المعرض أن تقيم حوارا مع الأشجار ، لعلها تبوح لها أسرارها ، الأشجار تموت واقفة .
- قد يندهش المتذوق لأول وهلة لماذا ترسم زينب منهى الأشجار فقط دون باقى عناصر الطبيعة - من جبال ووديان وأنهار - رغم أن الشجرة كشكل جمالى قد عولج تشكيليا ملايين المرات على مر التاريخ ، مما يضعها فى موقف صعب ، ماذا عساها أن تفعل ، وماذا يمكن أن تقدم ؟
- لكنها تعاملت مع الموضوع بشكل أكثر عفوية وتلقائية من ذلك ، فهى لا ترسم أشجارا كما توجد فى الطبيعة ، ولا ترسم الأشجار التى رسمها معظم الفنانين - التأثيريين وغيرهم - بل ترسم ببساطة أشجارها الخاصة كما تراها وتشعر بها ، دون حذلقة لغوية أو تشكيلية ، لذلك فقد اتخذت لمعرضها عنوانا دالا هو : ( أشجار زينب .. ولكن ) .
- فأشجارها ليست كالأشجار التى اعتدنا عليها ، إنها أشجار حزينة تشعر بالعزلة ، تقف وحيدة وسط فضاء كونى ممتد . إلى نهاية المدى ، فلا توجد أرض ولا سماء ، ولكن فضاء سرمدى ليس له بداية ولا نهاية ، ولا يقطعه إلا صوت الصمت القادم من شفق الأفق الأحمر ، إنها حالة ذهنية وفنية أكثر من كونها مجرد حالة تفاعل تلقائى مع عنصر طبيعى ، فنجد الشجرة وقد تحولت إلى رمز محمل بإحلات سيريالية ، فلحظة ميلاد الشجرة من باطن الأرض تشبه إلى حد كبيرا لحظة ميلاد الطفل من رحم أمه ، ولها دورة حياة تشبه دورة حياة الإنسان ، فلها ميلاد وطفولة وشباب وشيخوخة وموت ، حيث تبدو فروع الشجرة وكأنها طفل يرفع يديه إلى السماء ، وفكرة الاتجاه من الأرض إلى السماء ، هذه هى التى استوحى منها الفراعنة فكرة المسلة ، واستوحت منها المسيحية فكرة برج الكنيسة ، واستوحى المسلمون فكرة المئذنة ، إنها فكرة أن تبقى أقدامنا على الأرض بينما تتجه أرواحنا إلى الله ، إنه حوار صوفى مع الموجودات ، لعلنا نتعلم منها معنى الصمود ، كما تقف الأشجار فى عزة وشموخ ضد الريح والزوابع والمطر ، فالأشجار لا تعيش إلا بكبرياء ، ولا تموت إلا واقفة ، ليتنا نتعلم ؟!..
د. خالد البغدادى
روزاليوسف - 2009
زينب منهى : ألخص الطبيعة ... فى ألوان
تتوه الأشجار فى المدن ، وتختفى النباتات والنوار والعشب فى سحب الدخان ودوامات الغبار والأتربة ، ويشعر أنسان الأسمنت والحديد بأنه قد ابتعد كثيراً عن الطبيعة ، وأن هدير الآلات وضجيجها والأدوات وكثافتها قد عزلته تماماً عن شدو الطيور على خضرة الغصون ورائحة الحشائش ، ويدفعه الحنين الى جذوره البعيدة الى التعبير عما يجيش فى داخله ، وما يتوق اليه ، ويزيل ما علق بكيانه من تشوش فى الرؤية وجوهد فى الوجدان .
والفنانة التشكيلية ` زينب منهى ` تتحفنا بمجموعة من لوحاتها الفنية الجديدة تحت عنوان ` الطبيعة رؤية مجردة `
- فلماذا هذا العنوان ؟
تقول الفنانة التى درست الديكور بكلية الفنون الجميلة سنة 1979 ، وتعمل حالياً مديرة ` متحف طه حسين ` بالهرم ، والتى كتبت بحثاً عن علاقة عميد الأدب العربى مبدع ` الايام ` بالفن التشكيلى ، من خلال قراءة فى تصويره الفنى بعدد من كتبه ورواياته الجميلة .
` ان موضوع معرضى كان نتاج بحثى عن جوهر الأشياء والرغبة فى التعبير عنها ، وبخاصة فى الأشجار والنخيل والنباتات والزهور ، وقد أنجزت ذلك على خلفيات متعددة المساحات والألوان ، يتخللها فراغات مليئة بالهواء والسكون ، ومغمورة فى ضوء الشمس وكثافة اللون الزيتى وحدته ، والذى يعطى ملمساً بارزاً على سطح اللوحة ، ويشى بحالة درامية هى مزيج من حركة العناصر وجيشانها العاطفى والفنى ` .
واستطعت عمل تلخيص موجز للطبيعة ، متعتمدة على تراكم خبراتى التشكيلية ، سنوات طويلة فى العمل الفنى والرؤية البصرية ، والتى تعمقت وتكثفت بمرور الزمن حتى وصلت الى التبسيط والتجريد ، فالتجريد متعدد الجوانب ، ويقدم تنويعات لونية وشعورية لا نهائية ، تخلق حواراً متشعباً ودرامياً بيننا وبين الطبيعة ، يثرى داخلنا ` .
عاشقة الطبيعة
لماذا الطبيعة الآن .. هل كانت بداية فصل الربيع محفزاً ومثيراً لهذا المعرض ؟
اننى عاشقة للطبيعة ، وعاشقة للفترة الانتقالية ما بين فصلى الشتاء والصيف ، وعاشقة للنباتات والأزهار والعشب ، والخضرة عموماً ، وبخاصة ايثل.
أشجار لأنها شامخة وفيها صرامة وشموخ ، وتتحدى الزمن فى فترة الخريف ، هى رغم تساقط اوراقها فى هذا الفصل ، الا أنها تستمر واقفة ، لا تبالى ، دائما ممشوقة ، تواجه كل الظروف مرور الزمن وأهواء الطبيعة . وتقيت المعرض جاء فى بدايات الربيع بالصدفة البحتة . ومن حظى أن يكون المعرض فى هذا الأوان ، فصل النماء والتجدد ، التوريق والإزهار والنضارة .
هل هناك علاقة بين رؤيتك للطبيعة واحساسك بها وتكنيك التلوين ؟
بالطبع ، هناك علاقة بين رؤيتى للطبيعة وفنية التلوين فى تشكيلى ، العلاقة هنا وثيقة ، قوية ومعجونة ببعضها ، وقد تكونت كنتاج محاولاتى المستمرة سواء بالحذف أو التأكيد ـــ حذف العناصر غير الرئيسية وتأكيد الكيان الرئيسى تدريجياً ، الى أن وصلت الى خلاصة فى التكوين والشكل يوحى بالطبيعة ولا يطابقها .
وأشير هنا الى تجارب الفنان المبتكر بيت موندريان ( 1872 ـــ 1944 ) فى تطوير وتجديد رؤيته الفنية حيث رسم الشجرة ثلاث مرات . فى اللوحة الأولى عالجها بأسلوب تأثرى ، وفى الثانية كان أكثر ايجازاً فى تلخيصه لشكل الفروع ، أما فى اللوحة الثالثة فان الشجرة تلاشت وتحولت الى أقواس ايقاعية منتظمة تغمر كيان الصورة بأسرها ، وهكذا فان الطبيعة ( من خلال التأمل والتجريب ) أوحت بالنظام المكتشف ، وهذا النظام هو مجمل الايقاعات والتوافقات التى تتسم بها سائر الأشجار .
طريقتك فى استخدام الألوان الزيتية تستدعى إلى الذهن أسلوب المصور الاسبانى المعاصر ` خايمى سوينكو ` الذى شاهدته فى ` ملتقى الأقصر الدولى للتصوير ` ينجز لوحاته بكمية هائلة من أوان الزيت وبمهارة فنية عالية ؟
أعبر عن تعدد المشاعر والومضات الحسية اللونية التى تعترينى حال مشاهدتى لجمال الطبيعة وحركة عناصرها الكثيرة . لذلك فان فرشاتى وسكينى تمتلىء بكتل الألوان المتعددة الدرجات بين الساخنة والباردة والمضيئة والمعتمة ، التى من خلالها اسعى للامساك بتلك العناصر وكأنها حية على سطح لوحتى .
صور كثير من الفنانين المنظر الطبيعى ، من يعجبك على المستوى المحلى والعالمى ؟
يبهرنى ويدهشنى من الفنانين الذين صوروا المنظر الطبيعى على المستوى المحلى ، من المصورين الرواد ، أحمد صبرى ، محمد صبرى ، صبرى راغب ، ومن الأجيال التالية لهؤلاء . الفنان محمد الطراوى والفنانة هدى مراد وأما على المستوى العالمى فاننى استمتع بأعمال الفنانين . بول كلى ، ووليم تيرنر ، وغيرهما من المصورين الأوروبيين .
خامات
ما الخامات التى تفضلينها فى الرسم والتصوير ؟
أفضل الرسم بالألوان الزيتية لأنها طوع الفنان ، فهو بسهولة يستطيع أن يحركها وتتجاوب معه ، لتنشأ بينهما علاقة جميلة تخرج فى النهاية أبهى الأعمال بألوان ساحرة تبهج المبدع ، وجمهوره الملتقى .
هل تقومين بعمل استكشات لموضوع اللوحة او مضمونها ؟
لا أقوم بالتخطيط لموضوع اللوحة أو شكلها وتكوينها ، فأنا حينما أجهز المسطح الأبيض أمامى ، أبدا بوضع اللون مباشرة ، ومن هنا تكون بداية المضمون ، وأول لون يلمس السطح الخالى أعتبره هو البطل ، لأنه البذرة الأولى التى توجهنى وتقود عملى ، ثم تبدأ العلاقة بين الألوان والأشكال التى أستوحيها من النظر اليها بعمق ، الى أن تخرج الى النور وأكون راضية عنها .
تكنيك التلوين الذى تتبعينه يستهلك الواناً زيتية كثيرة ، الا يكلفك ذلك مادياً ؟
بالطبع ، كثافة الألوان فى أعمالى ترهقنى مادياً ، ــ وأنا كثيراً ــ ما ألغى ما أنجزته لأعيد بناءه من جديد ، فأضع عليه طبقة ثانية وثالثة حتى تظهر اللوحة التى أرضى عنها من وجهة نظرى وذائقتى الفنية ، وأحياناً أخرى يظهر عمل لا يحتاج الى استهلاك للألوان ، وذلك نادراً ما يحدث ، هذا من ناحية ، أما بالنسبة للقيمة المادية للخامات ، فان أسعارها ترتفع سنوياً بشكل غير عادى ، وبالتالى فالاستهلاك الكثير للألوان ومشتقاتها والأدوات والخامات المساعدة يستنزف مبالغ طائلة ، لذا فأنا دائما أخصص جزءاً من المال شهرياً لشراء مجموعة من الألوان الزيتية ، كى لا أحتاج إلى لون معين وقت بداية تجهيز التوال أو المسطحات البيضاء والاستعداد للعمل عليها ، فلا أجده وتتعرقل لحظة الابداع .
الى جانب أنبوبة الزيت ، ما الادوات الأخرى التى تستخدمينها فى انجاز أعمالك الفنية ؟
استعمل أدوات مثل الفرشاة بجميع أحجامها وأنواعها ، وكذلك سكين المعجون ، وزيت الرسم ، وزيت التنظيف ، وذلك بخلاف بالتة الألوان والحامل ، وأدوات أخرى مساعدة مثل الفوط التى استهلكت الكثير منها ، وأيضاً السيلوتكس الذى أرسم مناظرى عليه ، وهناك البراويز التى دائما ترتفع أسعارها ، لكنى مع ذلك أتحمل هذه النفقات حتى يخرج العمل الفنى وأنا راضية عنه ، ويرضى المشاهد الحريص على متابعة ؟ أنتاجى التشكيلى الذى أقوم بعرضه سنوياً .
على حامد
السياسية : 22-6-2011
افتتاح معرض الفنانة زينب منهى بأوبرا القاهرة
افتتحت الفنانة فايزة عبد المنعم مدير عام المتاحف والمعارض بدار الاوبرا المصرية والشاعر احمد عبد المعطى حجازى معرض الفنانة زينب منهى ( نسمات من الطبيعة ) بقاعة المكتبة الموسيقية بدار الابرا المصرية . ويحتوى المعرض على 40 لوحة تشكيلية ما بين زهورواشجار لنسمات من الطبيعة فقد استهوت الفنانة مناظر الطبيعية من اشجار ونباتات فى فترات الخريف فعبرت عنها بالفرشاة واللون ، وتعاملت معها بلغة التشكيل مستخدمة السكين والفرشاة والالوان الزيتية بألوان تتسم بالوضوح .
وتميل الفنانة للون البنى بدرجاته واستخدمت السميكة والمكثفة ، فالزهور والورود تعطى إحساسا بالبهجة والتفاؤل والامل فى الحياة فعبرت عنها من خلال عمل حوار مع السكينة والفرشاة واستخدمت الخيال فى عمل يتناغم مع الالوان بشكل ملفت . الفنانة زينب منهى لها عدة مشاركات فى كتابة بعض المقالات الصحفية والخاصة بالفن التشكيلى بالصحف الرسمية المصرية والعربية وتشارك فى اعداد برامج باذاعة الشرق الاوسط خاصة بالفنون التشكيلية . وحصلت على العديد من الجوائز ولها مشاركات ومعارض عديدة .
وعن آراء الفنانين والنقاد عن المعرض يقول الفنان محسن شعلان : لانى واكبت ميلاد ارهاصات تحركت بداخل الفنانة تجاه عالم التصويرالزيتى فأرى انها قطعت خطوات تحسب لصالحها ، مشيراً إلى أن أعمال منهى تضع قدميها على مشوار حقيقى يصبح اداة فعالة باللون وعناصر العمل الفنى .
الناقد حسن عثمان سعيد قال إن اخلاص الفنانة لمواهبها فى اللون والإداء والرغبة الطموحة لمزيد من الابداع . وقال سعدت أكثر بحيوية لمساتها فى كل الاعمال .
الناقد مكرم حنين أبدى إعجابه باللوحات وقال : الفنانة تتطور بسرعة وتزداد اقدامها رسوخا وتكتسب تلك الخبرة التصويرية التى لا يمكن ان يحصل عليها الفنان الا بعد عناء .. مؤكداً إن أعمال الفنانة زينب منهى تحمل نقلة وانطلاقة نوعية ، وفيما يبدو أن لديها إصرار للوصول إلى نهاية الطريق .
أما الناقدة نجوى العشرى فترى أن الفنانة منهى وجدت موضوعات جديدة تستطيع من خلال البحث والتعمق ان تصل الى إبداع خاص ومميز من منظر طبيعى وزهور خاصة ، وهى بذلك تعالج العناصر والموضوع بتقنية جديدة وخاصة جداً .
شادية أحمد
اليوم : 26-7-2005
نسمات من الطبيعة فى معرض فنى
بعيدا عن الصراعات وتيارات الحياة الجارفة ، اختارت ان تتوقف لحظات سحرية من عالم الزهور والنباتات .
لقد نبع عشق الفنانة زينب منهى للطبيعة من نشأتها فى بيئة ساحلية تمتاز بالهدوء والجمال ، ويختلط بها جو البحر الساحر بجو الريف والأحياء الشعبية فى السويس واستمرت فى الإعلان عن هذا العشق والتعبير عنه عبر أعمالها المختلفة التى تنوعت موضوعاتها بين زهور وطبيعة وريف وبحار ، لوحاتها تتسم بإحساس عال ومصداقية فريدة وألوانها يغلب عليها الأحمر والأزرق بتنغيمات لونية ذات درجات تنتقل من الفاتح إلى القاتم فى رقة وعذوبة شديدة لا ترهق العين .
الزهور أسرار
لماذا اختارت الفنانة الزهور موضوعاً لكثير من أعمالها ، كان هذا هو السؤال الأول الذى يقفز إلى ذهن كل من يتفقد معرض ` نسمات من الطبيعة ` الذى تعبر كل لوحاته عن أشكال كثيرة من النباتات والزهور .
وقدمت الفنانة الفنانة زينب منهى إجابتها قائلة ، النباتات تعبر عن حياة نقية لا مكان فيها للظلم أو النفاق أو الضغينة أو السلطة ، بل أنها تضرب مثالاً رائعاً فى المصداقية والتلقائية وتفرز معانى جميلة وسامية ، فزهرة عباد الشمس بحجمها الكبير تبدو وكأنها تحتوى العالم حولها ، بينما تعبر زهور القرنفل عن الرقة والعذوبة ، أما نبات الأوركيد فيحمل ونقة الخاص شيئا من الشموخ والعظمة بل يبدو منفصلاً عن جميع الزهور ، فى حين يعبر الورد البلدى عن معان مختلفة ، فالأبيض يحمل الصدق والأصفر يعبر عن الغيرة الرقيقة العذبة ، والأحمر يعبر عن العشق فى أعلى درجاته ربما جاز التعبير عنه بالولع .
ألوان لها دلالات
وتضيف : إن الزهور ليست إلا عالما كبيرا ، وقد اخترت مجموعة من هذه الكائنات الرقيقة لكونها مصدراً لإلهامى أستمد منها معنى الإرادة والتحدى ، وقد حاولت التعبير عن ذلك فى أعمالى ، واخترت لهذه المهمة بعض الألوان التى تحمل بدورها معانى ودلالات تحقق هدفى ، مثل الأخضر الذى يعبر عن الصدق والعطاء ، والموف الذى يعبر عن الرومانسية ، والأصفر والأحمر بكل درجاتهما لما تحمله هذه الألوان من حيوية وبهجة ، فى حين أننى تركت اللون الأسود تماما لأنه لا يناسب موضوعى ، ولا يتفق مع الأمل الذى أريد أن أبثه عبر أعمالى التى اؤكد من خلالها عشقى للحياة .
ومن جانب آخر حاولت المزج بين بعض الألوان ذات المعانى المختلفة بهدف بث رسالة معينة ، فمزجت بين النارى والرومانسى ، وأقصد بذلك التعبير عن الإنسان فى داخله وفى صورة المختلفة بين ألم ، فرح ، حزن ، غضب ، هدوء ، لأن الإنسان يعيش كل هذه المشاعر فى حياة واحدة ، كذلك استخدمت بعض أشكال النباتات للتعبيرعن الحياة الانسانية ، فالشجرة الكبير التعرجة على سبيل المثال من أكثر المشاهد التى تعكس الحزن واستجداء الماضى والذكريات .
اما الأساليب المستخدمة فى الرسم ، فقد تنوعت بين الأسلوب التجريدى والتلقائية فى التعبير والسكينة ، وأحيانا أسلوب التنقيط بالفربشاة لما يعطيه من تعبير مختلف ، وكذلك الرمزية والتعبيرية والرومانسية مع مراعاه موسيقى الألوان والعلاقات اللونية .
وتنوعت أشكال الزهور أيضاً بين زهور متفتحة جريئة وزهور خجولة وزهورصاحبة إرادة وأخرى تدعو إلى التأمل ، وفى مسيرة التعبير عن الطبيعة ، توكد الفنانة أنها تعتزم جعل الاشجارموضوعاً لعرضها المقبل ، لأنها تحمل العظمة والشموخ والإرادة والتحدى ، فالشجرة مهما كان حجمها صغيرا ، تقف رغم ذلك صارمة وتطرح ثمارها وتواصل مسرتها فى الحياة .
الهدف : 15-11-2006
|