أحلام يحيى فكرى عيسى
- تفاجئنا الفنانة التشكيلية `احلام فكرى` فى كل معرض تشارك فيه أو تقيمه وحدها لمجموعة جديدة من لوحاتها .. تفاجئنا الى حد يقارب المباغتة بأعمال تثير الدهشة وتدعونا الى تأملها واستعراض ما تحمله من طاقة تعبيرية ابداعية متجددة لحركة الفكر والمخيلة معاً فى حيوية نفتقدها كثيراً فى كثير من معارضنا العديدة والمتزايدة والمتزاحمة .
- ` احلام ` موهبة تأسست اكاديمياً فهى خريجة الفنون منذ اكثر من عشر سنوات وقبل هذا وبعده نراها تشارك بالجديد فى معارض مصر فى الخارج وفى وطنها مصر بدأت شديدة .. لا تكرر ما تعرضه بل كما لاحظنا ، تضيف دائما ومضات فى شحنة الابداع القلقة والهادرة .
- هذا القلق الفنى والانسانى المصحوب بالطموح يطلق مخيلتها المنطلقة دون ان تنفصل عن الواقع المعاش لكنها تترجم بحسها وحرارة غضبها كل ما يجيش ويعتمل فى مشاعرها وبجرأة تغبط عليها، هى جرأة تمثل طلاقة فى التعبير وامتداداً فى الخيال التعبيرى.. وتستخدم من الكيان الانسانى البشرى لحواء اداة رئيسية فى التعبير وبخاصة فى قسمات وملامح الوجوه تقول من خلالها الكثير .. عن الحزن والاحباط ثم مقاومة كل ذلك.. قسمات الوجوه تتغير وتتعدد وتتناقض وتختلف، لكنها جميعاً لا تفقد الامل، بل توحى به للمتلقى قبل ان تغادر عيناه كل عمل من تلك الاعمال .
- الالوان الحية الساخنة تسهم فى التعبيرية التى تبدعها الفنانة، الى جانب اللمسة الحادة من الفرشاة، والى جانب الاستطالة أو الاختزال فى شكل الشكل، أى عدم تقيد بالنسب الطبيعية فى الشكل فى الطبيعة.. لتصل `الحالة الخيالية ` المرتبطة بالجيشان النفسى والانفعال الداخلى الحاد الذى `تعبر` عنه الفنانة وكأنما هى فى `مبارزة ` مع الواقع .
- تتعامل مع الجسد الانسانى لحواء أو الرجل كما تتعامل أو ` تصور ` الزهرة أو الطبيعة الصامتة .. تتناول الاشكال كوسائل تعبيرية ببساطة وبغير محاذير أو حساسية .. فكلها ` اشكال فى الطبيعة ` يمكن التعبير عن الحالة المعنوية من خلالها غير مهملة للحس الجمالى والقيم التشكيلية . وهى لغة التشكيل ، حتى يحدث ` التواصل` مع المتلقى المتذوق تبعاً لمدى وعيه بالفن وثقافته بوجه عام
- يؤكد مع هذا أن التذوق درجات، كما أن الابداع درجات .. يرتبط كل ذلك بعمق النظرة والرؤى والخبرة والمعرفة بالتاريخ وتراكماته الابداعية والفكرية .
- يسعد الناقد حين يلتقى بأعمال فنان أو فنانة لديه أو لديها شىء حقيقى ـ وذو وزن ـ يقدمه أو تقدمه .
- ولهذ استوقفتنى بالفعل أعمال الفنانة ` احلام ` المشحونة بالطاقة التعبيرية والملامسة للوجدان .. حتى الوجوه الغاضبة أو الحادة الملامح والتعبير فى لوحاتها تثير التعاطف والتأمل المنصف، وتجعل المشاهد ـ وهو يتأمل ـ وقد تحول الى قاض يريد ان يستمع الى قضية صاحبة هذا الوجه `البورترية ` أو ذاك .. وجوه كثيرة عديدة لكل منها ` قضيتها ` كما يوحى التعبير .. الى جانب تلك السمات المشتركة التى تطل من العيون وتكاد تتحدث عن الحزن الدفين الوجوه كلها فى لوحات الفنانة فى معرضها الاخير بأتيليه القاهرة تقول فى صمت تقول بلغة التشكيل ما تقوله قصة قصيرة معبرة ومرهفة، وتخاطب المتلقى صاحب الثقافة البصرية بأى درجة من درجات بحيث تصبح بينهما لغة مشتركة، تضيف للخبرة الانسانية الكثير وتعمق الاحساس بالاخر فى اطار وجدانى عام وشامل .. لقد نجحت الفنانة فى ان توصل معاناة الفنان من خلال ابداعاته الى الاخرين ..
- لوحاتها الجديدة تدهشنا وتستوقفنا .. كاشارة المرور الحمراء ..!
الناقد / كمال الجويلى
مجلة إبداع - أكتوبر 2002
- بجراة الجراح الناجح .. وقوة مشرطة الحاد .. استطاعت تشخيص الداء وتجسيده فى لوحات فنية تعرى مشاعر المرأة المقهورة .. وتكشف عن أدق انفعالاتها الداخلية التى تحاول دوما اخفاءها حتى عن نفسها قبل ان تواريها عن الاخرين . - ولانها تفتقد الكثير من مشاعر الدفء العائلى والاحساس بالامومة والحب .. نجحت فى تحطيم كل القيود والتحرر من عبوديتها.. رأت تسخير ريشتها للدعوة للتمرد على المشاكل والصعاب التى تحاصر المرأة وتحد من حريتها .. فخصصت سلسلة من معارضها الخاصة للدفاع عن كل امرأة تعانى من القهر والحزن والالم التى تستشعرها خلال مراحل حياتها المختلفة .
ثريا درويش
جريدة الاخبار 24/ 10/ 2002
- فى أتيلييه القاهرة كان معرض الفنانة احلام فكرى، حيث قدمت تجربة خاصة وانسانية بالرسم بالحبر الاسود وحده ، لمجموعة من الوجوه لامرأة وحيدة تقف فى النافذة ويدها على خدها ، ومن أراد أن يرى فيها مجرد شكل جمالى لعلاقات الاسود والابيض والظل والنور وانسيابية الحركة عبر خطوط سميكة ولمسات حرة طليقة مشحونة بالانفعال المكتوم ، فسوف يجد ما يشبعه ، ومن أراد أن يتجاوز الشكل الى المضمون ، وأن يكون منظوره هو الانسان رمزاً ومضموناً وتعبيراً مطلقاً فسوف يجد فيها ما يرضيه ، لكنه فى كل الحالات عزف منفرد على وتر وحيد كالأنين الصامت أو صخب الصمت ، فى وحدة الانتظار المثقلة بالذكريات ، وبرغم أن هذا ليس معرضها الخاص الاول فإنه يثبت ولادتها الحقيقية كفنانة ذات صوت خاص ، يستحق فعلاً منحة التفرغ للفن التى حصلت عليها من وزارة الثقافة مؤخراً .
عز الدين نجيب
( مجلة شموع )
اعمال احلام بين الدراما والنور
- فى معرضها الأخير فى اتيليه القاهرة قدمت احلام عدة وجوه لم تنل القدر الكافى من النقد الفنى. المهم انها فى هذا المعرض ابرزت الفنانة موهبة فى صنع صيغ جديدة لمناطق النور الزاحف على تراكم الظلال الكثيفة، وهذه الظلال تربط الابعاد بعضها ببعض.. فالبعد الاول على قرابة من البعد الثالث .. اما البعد الثانى فهو حائر بحثا عن تواجد هرمونى وقد ينيب البعد هذا لولا التخطيط اللونى العفوى والفطرى فى رسم الملامح. فالعين دائما مفتوحة وكبيرة لكنها حالمة أو قلقة او منتظرة عيون تحمل الاسئلة ، الحيرة ، الدهشة. والغريب هو شجاعة الفنانة ايضاً فى اضافة اللون الاحمر الثائر لكنه يتحول عندها الى لون آخر لون يجاهد من اجل ازاحة الظلال وكشفها لكنه عاجز عن حل المعادلة. فحالات الدراما عالية ومساحات الظل مكثفة وتحوير الملامح بشكل ينزع الى الاحزان والصمت. وفجأة بعد تجول فى معرض لوحات احلام سوف نكتشف اننا امامها.. امامها هى.. انها ترسم احلام الساكنه بداخلها ترسم نفسها العطشى والحالمة والمنتظرة، لوحاتها ليست حالة فردية فى المحترف المصرى. لكن ما يميزها عن غيرها هو ربط الخط البيانى للدراما اللونية مع عفوية الملامح هذا الربط يخلق لها حالة من التوازن فى اللوحة، خاصة فى لوحات الوجوه . اما فى لوحاتها الاخرى المليئة بالاشكال المرتبكة من بشر- حيوان- وطبيعة صامته ثم تشكيل زخرفى فى شكل ماتيسى شرقى حيث يكون النور قليلاً. والسريالية كثيرة فى هذه الاعمال ، والسريالية هنا من وجهة نظر احلام وليست تتطابق مع السريالية بالمفهوم المتعارف عليه.. لان السريالية فى خيال الفنانة هى لحظة الفرح يوم العرس يوم الانطلاق ومحو مساحة الظلال السريالية التى غطى مساحة النور المجاور .
اللون عند احلام
- النور عند احلام `بكر فطرى وعفوى` فى عديد من الاماكن تضعه بشكل مباشر فالابيض والرمادى فى تجانس مع درجة من درجات الاسود او القاتم حتى مساحة النور عندها ليست تدريجا لونيا انما خيار ايديولوجى وعنصر مباشر حين تجعل الاصفر هو رمز النور فى عفوية الاطفال لكن الطفولة لها طعم ووعى والنور فى العادة عند الفنانين هو ناتج هرمونى وتجانس الالوان مع بعضها، لكن عند احلام تضع الاسود رمزاً للظل والاصفر والابيض رمزاً مباشراً للضوء. كما انها تجعل الوجه فى حالة مشطورة او مقسم الى قسمين، الظل والنور، الخير والشر، الحلم فى المستقبل والاجهاض فى الماضى تقسيم الوجه ايضاً حالة من حالات رسوم الاطفال. وهنا نكتشف درجات الصدق داخل احلام الملتصقة بنفسها، بأحزانها. وفى إحدى اللوحات تضع الاحمر الحاد والقانى والقوى ولكنها تضع فى المقابل له الازرق البارد فى اقصى درجات البرودة. تضاد لونى لم يتشجع فنان واعٍ لديه خبرة على التقرب منه أما الذى يتقرب من هذه التركيبة هم الاطفال فقط واحلام من الفنانين اصحاب الحظ فى هذه النقطة من اصحاب الحظ لانها تملك القدرة على استدعاء طفولتها فى وضع تراكيب لونية فى الغالب مباشرة .
- وفى احيان عديدة تضع خطوطاً حادة سوداء تحدد بها اشكالها او تحدد بها الملامح. هذا اللون قاس وناعم فى الوقت ذاته.. كما انه مخيف، لذلك يوظفه الفنانون فى اعمالهم دائماً.. فى حين تتركه احلام فهى ليست خائفة طالما عبرت عن داخلها المفعم بالدراما والاحداث داخلها والمفعم بالاسفار وقصص الحب والغزل الخيالى والذى يظهر احياناً من لوحات ما هى الا ارهاصات فنانة متعبة وطفلة صادقة .
- احياناً ترسم احلام شخصين، رجلاً وامرأة على فراش احمر لكن الرجل طفل جنين والطفلة ناعمة وطويلة علاقة جدلية من لحظة الميلاد الى لحظة التزاوج والخلط.. اهم ما يميز احلام الطفولة لكن ايضاً يعيب احلام عدم رسمها لوحات كبيرة كما فعلت فى تونس عام 1997 حيث قدمت لوحة بطول مترين بالاسود والابيض، اللوحة هى بمثابة اعادة اكتشاف احلام امام نفسها اعادة اكتشاف شفافية الفنانة الداخلية امام نفسها .
عبد الرازق عكاشة
(( الفنانة أحلام فكرى ترسم لوحاتها فى عالم متحرر من قيود الواقع ))
- بدت لى الفنانة أحلام كدارسة للفن وكأنها قد لملمت فى مخيلتها ما تعلمته من مدارس وأساليب فنية .. فذوبتها فى مكامن اللاوعى لديها فانصهرت واندفع ذلك المزج المتراكب متدفقاً لتحتوية قوالبها الخاصة فتعيد صياغته على هوى مشاعرها وحراك حياتها .. - ترسم أحلام لوحتها فى بساطة وسلاسة على ترانيم لونية تسبح فى عالم يتحرر كثيراً من قيود الواقع .. ولكنه شديد التناغم برؤى وجدانية. - لقد تابعت أعمال هذه الفنانة المتألقة من خلال معارضها معبراً لها عن إعجابى بأسلوبها وألوانها .. وكنت كثيراً أمازجها قائلاً لقد أطل علينا ` ماتيس ` من جديد .. لقد اعتقدت أنها ربما أخذت عنه ضربات فرشاته العريضة وألوانه الساطعة .. ولكنى حين زرتها فى مرسمها الخاص وشاهدت ذلك الكم الكبير من لوحتها التى كادت تختفى وراءها حوائط المرسم .. أدركت ساعتها أن أعمالها ما هى إلا ضنى روحها الشفافة.. وعذابات حياتها الزاهدة .. وما اقترابها من أسلوب ` ماتيس ` إلا محض مصادفة .. وأن ذلك الفن الرصين فى بساطة .. والمتدفق فى نعومة هو أمر لا يخص سواها .. ومن واقع هذا النسيج المتفرد سوف أتناول أعمالها بالتحليل من نواح أراها الأكثر تألقاً وهى زاوية المرأة فى أعمالها ، وتركيب اللون عندها . - المرأة عند أحلام هى موضوعها الأثير فحين ترقد المرأة فى لوحاتها فى استرخاء.. فهى الفتنة والحشمة مجتمعتين .. فلا يقلل دلالها من حشمتها ولا تحجب حشمتها انثناءات دلالها .. فهى لا تثير شهوة ولا تقصد فتنة .. انما هو ذلك الإحساس الراقى بالأنوثة والحياء فى آن واحد. - وحين ترسم الفنانة بريشتها وجوه النساء .. فهى دائماً وحيدة ولا تتعدد الشخوص فى لوحاتها وإن امتلأ بها فراغ اللوحة .. فهى تضج بالوحدة والعزلة.. وجوه النساء لدى أحلام ليست رؤى بصرية أو جماليات لونية .. ولكنها خلجات نفس حائرة تنشد الأمان .. هى مشاعر مختلطة من أنس وخواء .. ويأس ورجاء .. فيها تهزم أحزانها .. وتهزمها الاحزان ذاتها . - وإذا انتقلنا للحديث عن اللون عند أحلام فكرى فإننا يمكن أن نقول إن لوحاتها تتزاخم فيها الرماديات والألوان الفاترة فتور الحياة .. ويأتى اللون الأحمر يمثل أملا فى حياة ستشرق يوما .. إن الألوان عند أحلام هى الراحة والألم .. السعادة والشقاء.. الألوان لديها ليست متعة جمالية ولكنها أداء وظيفى … كأنها تقول للناظر انظر لما ورائى وليس الىً .. لقد تشربت ملكة التعبير اللونى .. وطوعت الألوان لتعبر عن محتواها النفسى .. ومن ثم تحرر اللون من قيد الواقع وترتجل الفنانة أعمالها ..فهى لا تبدأ بدراسات ولا تقوم بعمل اسكتشات .. انما تغمس فرشاتها فى الألوان وتسكبها على اللوحة .. وتبدأ هذه اللمسات الأولى فى النمو والإتساع وكأنها رحم يضج بجنين يستعجل الخروج إلى الحياة .. ثم إذا به يملأ الدنيا بكاء وأملا وفرحاً.
الناقد / مجدى السداوى
جريدة العربى الناصرى 3 /6 /2007
-عالم الفنانة إنسانى من الدرجة الأولى أسلوبها تعبيرى وتشخيصى فى بنائها التشكيلى لجسد المرأة الذى يتحرك بطاقة متوهجة ومشحونة بالمشاعر والأحاسيس المرسومة والملونة بجينات تشبع منها الطاقة دافئة ليس هذا فحسب ، بل إنها وميض وسيل من الضوء الذى يسرى فى الجسد يتلاحم ويمتزج مع كيان الإنسان فى وحدة تعبيرية ومالية بليغة فالمكنون الضوئى لموجات اللون التى تسرى فى الجسد بفعل لمسات الأحمر فى تضاد مع الألوان الزرقاء أو انتشار الجين الأحمر فى الرأس والنصف الأعلى من الجسد ثم تحول إلى جين ضوئى ابيض فى سائر الجسد فى حالة من التنامى والحركة والفعل المرئى المتحد والمتواتر فى نفس الوقت ، حالة تأمل وفيضان تعبيرى يتأكد من خلال لمسات الفرشاة السريعة والقوية والتى نكمن فيها سمات مميزة لحالة الأداء التلقائية المنظمة ، تتحول المرأة عن عالم الواقع إلى عالم غامض فى كثير من الأعمال الفنية ويأتى ذلك من كون المرأة هى المركز الفاعل جماليا فى قلب اللوحة ولا تستطيع تجاهل مفردات لها دلالاتها التعبيرية والنفسية لدى الفنانة أحلام والتى تفاجئنا دائما بالمرأة التى تملأ كوينات لوحاتها بصياغات وأداء بارع فالأبيض الناصع والقاطع فى بعض الأعمال الفنية يعادل الأحمر القاطع والحاد فى نفس الوقت فى وحدة تكاملية تبنى جسدا مشبعا لطاقة ضوئية آتيه من سريان موجات الضوء فى الجسد المملوء بالجمال الإنسانى .
د. / أحمد نوار
جريدة الحياة
المرأة المقهورة فى لوحات أحلام فكرى
- الموضوع عند أحلام فكرى هو سيد الأدلة على الحالة التى تتلبسها عند إنجاز كل عمل ، والموضوع هو الذى يفرض شروطه اللونية ، ويحدد التفاصيل بقدر ، والموضوع - للمرة - الثالثة هو الحياة البديلة التى تحققها أحلام وتتحقق فيها. فأعمالها تكريس وتعميق للوحشة والوحدة والاغتراب والبحث عن آخر مجهول تنتظره فى الغالب لا يأتى - لأنها فى الغالب أيضا لا تجمعها الحياة إلا بأناس يفكرون بعقلية شرقية حيث النظرة الفحولية للأنثى ، إذن فموضوعات أحلام لابد وأن تجسد بالضرورة ، حالات ، وأوضاعا ، وأشواقا أنثوية فى مجتمع منغلق على أفكاره القديمة ، ونظراته الدونية للمرأة . - وهى أعمال تعبر أيضا عن الافتقاد، بمعنى افتقاد الأخرين وافتقاد القيم التنويرية ، والمفاهيم الناضجة وأيضا افتقاد لليقين والتحقق الإنسانى ، ولأن اليقين مفتقد فلن يبقى سوى يقين واحد للأنثى وهو يقين الجسد ، ومن ثم فإننا نقف على قيمة التحصن بالجسد ، مصدر الزهو الوحيد ومصدر التحقق الوحيد ، حتى وهو فى انكساراته وكبواته . - أعمال أحلام تقدم مراجعه ونقدا وفرزا لمجموعة من القيم البالية والعلاقات الشائهه بين الرجل والمرأة فى سباق يعرى مشاعر المرأة المقهورة ، غير أنه يمكن اعتبار أعمال هذا المعرض امتداد للمرحلة السابقة التى عبرت عنها أعمال المعرض السابق للفنانة ، خصوصا أنها مازالت تعيش فى سياقها ، وأن استلزم الأمر ، التعرية الروحية والجسدية والذهنية، ولذلك أيضا فلقد جسدت أحلام.. أحلامها المشروعة ولسكوت عنها لدى الآلاف من نساء أخريات .
ماهر حسن
المصرى اليوم
انتظار أحلام فكرى بين الجسد والروح
-فى أحدث معارضها والذى تقيمه بقاعة المركز المصرى للتعاون الثقافى الدولى بالزمالك تقدم الفنانة أحلام فكرى رؤاها الصادقة والمعبرة عن دواخلها لتأتى أعمالها مرآة تعكس حالة متجددة عايشتها وتعيشها ، فهى فنانة من طراز خاص لا تستطيع - مع حالة الصدق العالية - إلا أن تستسلم لتلك الحالة وتتفاعل معها ، فهى تعبر بتلقائية مشهودة عن أسرارها التى تبوح بها على مسطح العمل وتستطيع أيضاً - وبجرأة - أن تنبهك إليها .
-فى إبداعها تمتلك ناصية الحلم والواقع ، هو مساحة تهرب إليها إلى نفسها لتعيش لحظة الانتظار ! انتظار المجهول ، انتظار الحلم ،انتظار اللحظة والحالة التى فقدت عبر الزمن .
- تقول الفنانة : عندما أختلى بنفسى أتأملها جيداً .. أراها من قريب ومن بعيد ..أرى شيئاً ناقصاً ، وكلما اقترب من هذا الشىء أجده سراباَ ، ثم أعاود لحظة الانتظار لأجد ما يشبهنى ، أحارب جسدى وانتصر عليه ، أشعر بعبء هذا الجسد وأشعر بكهولته لم أظلمه ولكن حالة الروح أعلى من حالة الجسد وترفض إهانته والجسد يختار آخر ترفضه الروح فتسكن داخل ذلك الجسد وتحركه لتسيطر عليه وتصل به إلى أعلى درجات السمو والقيمة .
-أحلام فكرى فنانة تعلن رفضها كل الأشياء المبعثرة وترضى بعالمها، عندما ترسم تشعر وكأنها كائن آخر ، ترسم لحظة الانفعال، حالة الجسد المعطلة وحالة الروح المحرومة .
د. محمد الناصر
نصف الدنيا
` أحلام ` بين وحشية الألوان وصدق التعبير
- يفتتح الدكتور ` أنور إبراهيم ` وكيل أول وزارة الثقافة للعلاقات الثقافية الخارجية معرض الفنانة أحلام فكرى فى الثامنة مساء الأحد القادم 4 يونيو بقاعة المعارض بالمركز المصرى للتعاون الثقافى الدولى بشارع شجرة الدر بالزمالك . - لقد أطلقت الفنانة على معرضها اسم `مشاعر لونية ` وتتميز لوحاتها بوحشية الألوان القوية مثل الفنانين الذين رسموا فى مطلع القرن العشرين الخيول بلون أزرق مرة وأحمر مرة أخرى . - فمنذ قرن مضى أو أقل قليلا نادى بعض الفنانين الأوروبين بإعلاء قيمة الشكل على المعنى وطالبوا بحقهم فى استخدام لغة الألوان وحدها ، وطلبوا السماح لهم بعدم الاستعانة بالحكايات أو الأساطير أو الموضوعات الدينية ولا حتى المشاهد الحياتية فى رسومهم .. وإذا استخدموها فلتحقيق امتاع ذاتى باللعب بالألوان وتحطيم كل القواعد السابقة `الدرسية ` التى توجه الفنان عند تعامله مع الألوان . - قالوا هيا نتكلم بلغة الشكل وحدها .. وأدت هذه الدعوة إلى ظهور المذهب `الوحشى ` وقد شبهوا أصحابه فى البداية بقبائل `الفوف ` الأفريقية ` التى أشيع عنها إنها من آكله لحوم البشر وخاصة لحوم الأوروبيين البيض !! . - لكن الحصان الأزرق والحصان الأحمر ( بلون الطرابيش ) ظهر أيضا فى رسوم جماعة ` الفارس الأزرق ` فى ألمانيا وكانا عنواناً لحرية التعبير بالألوان وحدها مهما كان الموضوع المرسوم ملفتا للانتباه أو غير جذاب للمشاهد. - وعند الفنانة أحلام فكرى تعلو شهوة الألوان الصريحة الصادمة والوحشية على قيود الموضوع .. فهى تستغرق فى الرسم وتعيش حالة من الاستسلام لشهوة التلوين فترسم وفى منقادة وهى تتلذذ بما تفعل وتنسى كل ما حولها إلى الحد الذى توقظها اللوحة الناقصة قبل طلوع الفجر .. فتنهض إلى أدوات الرسم لتعيش مع ما هو أمتع من النوم وتنسى كل ما حولها . - أحلام فكرى هى فنانة كل الوقت لا تطالب بحقها فى التخلى عن الموضوع ، فهذا الحق حصل عليه الفنانون منذ أكثر من مائة عام وهى لا تسعى إلى الدخول فى زمرة الوحشيين أو التعبيريين فهذا الأمر لم يخطر على بالها .. إنما كل ما تهدف إليه هو أن تمارس حياتها بحرية داخل الحدود التى وضعتها لنفسها لتستمتع بوقتا بعد أن تؤدى دورها تجاه أسرتها .. - فالفن هو مهنتها وهى تنغمس فى رسم الوجوه المعبرة فترة حتى ` تشبع ` ثم تنتقل إلى رسم المرأة فى مخدعها .. وهذه المرحلة لا تكشف عن أسرار حياة المرأة فى غرفة النوم فهو أمر غير وارد لأن العناصر هنا مجرد ذريعة للتلوين فتاة نصفها الأيمن أزرق ونصفها الأيسر أحمر ولا يتبين المشاهد أى النصفين مضاء وأيهما مظلم . - فى متحف محمد محمود خليل لوحة للفنان `جوجان ` أطلق عليها اسم ` الحياة والموت ` وأطلق عليها محمود خليل اسم المستحمات ` بهذه الصورة سيدتان عاريتان إحداهما رمز للحياة بلونها الوردى النابض بالحياة والأخرى يسودها اللون الأزرق رمزا للموت .. لكن محمود خليل لم يقتنع بهذا الموضوع ونظرا إلى اللوحة نظرة ساذجة لا تدعو إلى الفكر أو التأمل وجعلهما مستحمات ` . - ونحن نستطيع أن نرى لوحات الفنانة بإحدى النظرتين الأولى تشير إلى الرموز النفسية والحياة التى تعبر عنها الألوان القوية الصريحة المأخوذة من الأنبوبة مباشرة والأخرى لطريقة رسم الفتاة المستلقية على السرير أو المقعد بقميص النوم. - لكن الفنانة قطعت الطريق على الرؤية الثانية بلمساتها المتعجلة والخطوط التى تعمدت أن تكون غير متقنة إنها لا تستعين بنماذج أو عناصر أو موديلات من الطبيعة وإنما تستعين بذاكرتها وخيالها وهمومها الحياتية لترسم ببراءة معتمدة على الخبرة التى اكتسبتها خلال الدراسة فى كلية الفنون الجميلة بالقاهرة .. وهى لا تسترجع خبراتها المدرسية وإنما تثور عليها وأوضح دليل على ذلك هو ألوانها الصاخبة وأشكالها المسطحة .. إنها تحترم سطح اللوحة فلا تخترقه أو تفسد حقيقته بالمنظور أو التجسيم . - لقد كان الوحشيون فى أوروبا متأثرين بالفن الصينى واليابانى بينما أحلام فكرى متأثرة بالفن المصرى القديم الفرعونى والشعبى كلاهما لايهتم بالتجسيم أو الأعماق وإنما بالصدق نعم الصدق.. هل تعرف الصدق فى الرسم ؟ نعم أعرفه ولكننى نادراً ما أجده وقلما أتحقق من وجوده لهذا عندما رأيته فى لوحات أحلام شعرت بسعادة وتأكدت أن المشاهدين يستطيعون أن يغفروا لها كل لوحاتها الصادمة بجرأتها بسبب ما بها من صدق وما بها من تعبير صريح عن الأشياء والأشخاص.. قد نادى أخناتون بالصدق منذ ثلاثة ألاف وخمسمائة عام ثم خلعوه من مدينته اخيتاتون ولوثوا سيرته وسيرة زوجته الوفية نفرتيتى ..لقد أعلنت عليه وعلى أفكاره حربا ضاربة لأنه نادى بالصدق وليس لأى سبب أخر .. واليوم تواجه أحلام فكرى متاعب كثيرة بسبب الصدق الذى يضع إبداعها فى مكانه بارزة .
د. صبحى الشارونى
جريدة المساء - مايو 2006
مشاعر لونية .. وأحاسيس امرأة عصرية
- أعمالها - دوما - مثيرة للجدل .. فهى تصر على اختراق كل الجدران والأبواب المغلقة .. وتحطيم كل الحواجز والمحظورات التى تعتبرها المرأة الشرقية خطوطاً حمراء ممنوعاً تخطيها أو الأقتراب منها! - لكن ريشة `أحلام فكرى ` تحدث كل المحاذير والأعراف وراحت تفتح بجرأة كل الملفات المغلقة داخل معرضها المقام - حالياً - بالمركز المصرى للتعاون الثقافى الدولى بعنوان ` مشاعر لونية `.. وإن كنت أفضل لو استكسلت جرعة شجاعتها واستبدلته بعنوان `رغبات ومشاعر مكبوتة ` .. فهو الأكثر صدقاً وتناسباً مع المضمون ..فلوحاتها الجديدة ( 20 عملاً ) تدور داخل غرفة نومها وفوق سريرها الخاص لكنها دوما وحيدة كأنها فى انتظار المجهول . - أحلام `أحلام` ليست وردية لكل البنات فهى تقترب من الدراما التعبيرية .. والرؤية الوحشية للحياة والفن والجمال .. وهو سر حدة خطوطها وقوة وصراحة تشكلاتها وألوانها التى تشكل ركنا أساسياً فى إبداعاتها فالأبيض عندها أبيض ، والأسود أسود والأحمر أحمر دون مواريه أو محاولة لتغيير طبيعتها أو تجميل الواقع الذى تعيشه الفنانة والحالة الشعورية التى تسيطر على كيانها والتى تولدت من تجربة زواجيه قاسية ..حفرت بحساتها فى أعماقها وعلى لوحاتها وألوانها . - لم تستطع الأيام مداواة جراحها ..بل زادتها قوة وإصرارا على رفض الآخر وهو سر توحدها مع اللوحة حتى بدت - للملتقى حياتها وغرفة نومها ومشاعرها ` كياناً واحداً يصعب تفريقه ` . - ودون أن تدرى أو تتعبد جعلت من نفسها بطلة متفردة .. ملامحها تتأكد مع كل بقعة ولون .. لكنها فى كل مرة تبدو فى حالة شعورية مغايرة تماماً.. وضع مختلف عن الآخر . وان حافظت على الوضع الافقى للمرأة وتلازمها لسريرها وفراشها وفى حالة استرخاء واستقرار عاطفى وحركى بعد رحلة طويلة من المعاناة . - لكنها ظلت حريصة على تواصل بطلتها مع المجتمع والثقافة من خلال القراءة والنظرة العميقة للمستقبل ..فالحياة لن تتوقف على أعتاب غرف النوم .. وان حرصت دوما على وجود السرير ذلك الشيء الذى نولد عليه وننام ونمرض ونموت فوقه وكخير شاهد على دموعنا واسعد واتعس لحظات حياتنا .فالمكان والجماد يلعبان فى لوحاتها دورا أساسيا وكثيراً ما استعانت بتلقائية تحسد عليها بالكراسى ، القطط أو انيه الزهور ، صور الزفاف أو الطائر الحزين كرموز ومفاتيح مكملة للجو الدرامى للعمل الفنى . - أما الرداء الأبيض الذى ترتديه البطلة فيمثل الصفاء،النقاء، والبكورة.. عنه تقول أحلام ` تزوجت لكنى لم ارتدى فستان الزفاف ولا القميص الأبيض الذى ترتديه كل عروس ليلة زفافها ..ولا أعرف هل هذا له علاقة بما هو واضح فى لوحاتى ولا لماذا هو الان تحديدا ؟! .. - أنها ترسم للرسم نفسه.. كأسلوب وجزء لا يتجزأ من حياتها وشخصيتها تستغرق فيه دون أن تعرف الهدف أو أين ستذهب بها خطوطها وألوانها .. فالمشاعر هى محركها الاول .. لذا يتميز أسلوبها بالتلقائية والعفوية ..فهى تنطلق كالحصان الجامح محطمة امامها كل القواعد والقوانين التشكيلية التى تعلمتها أو الأعراف والتقاليد الاجتماعية التى تمثل عائقاً لأى مبدع صادق مع نفسه . - ومع ذلك فمعرض `أحلام فكرى ` يفيض بجرعة جمالية وتعبيرية مكثفة .. تتأكد فى لوحات قط وامرأة، المقيدة ، خوف ، استغراق ، القميص الأبيض ، وذكريات الماضى .
ثريا درويش
الأخبار - يوليو 2006
الوحدة والحنين فى معرض أحلام فكرى
- بعد انقطاع، وجملة من التجارب المريرة ، والتخبط بين قناعات الزيف، التى يتداولها البشر ، وبعد عزلة طويلة خرجت الفنانة أحلام فكرى بهذا العدد الكبير من الأعمال الفنية بدفئها وطزاجتها، وكذلك فداحتها التى انعكست على ذلك الحس الدرامى فى سائر أعمالها، الفقيرة إلى تعدد الشخصيات، فى مقابل ثراء الرؤى وتعددها ، وتنوع زوايا الطرح ، حتى وهى فى مقابل الفكرة الواحدة، والحالة الواحدة . وأول ما يلفت نظرنا فى أعمال هذا المعرض هو حضور ألوان بعينها ، هى أقرب ما يدل على كل حالة على حدة ، مثل الأسود والأحمر والأزرق ، والأصفر وثانى ما يلفت نظرنا ، هو الأنثى بحضورها الطاغى والمتألق،أما ثالث ما يلفت النظر ، اعتماد غير عمل من أعمالها على أكثر من مستوى درامى أو دلالى أو بصرى ، وفى الأغلب مستويان ، ففى أكثر من كادر شعرى تشكيلى مطبق الهم ، نجد جدلا بين الموضوع الرئيسى للعمل `الجملة الرئيسية ` وبين الجملة الفرعية، التى تمثلها تابلوهات أخرى داخل العمل الفنى ذاته فى شكل تابلوهات على أحد الجدران ، وفى الغالب للجدار الماثل فى العمق حيث كل عمل منهم يعمق الحالة ، من خلال إثراء الحوار مع الحالة الرئيسية، وبالأخص فى عمل `السيدة الممددة على الشيزلونج ومن خلفها ثلاثة أعمال على الجدار فى العمق فيتحقق بذلك مستويان بصريان ، غير المستويين الدلاليين كاستطراد للمعنى الأساسى . - إن المعرض يفيض بحالات متعددة، على رأسها الإحساس بالفقد والوحدة، والاغتراب ، والأنوثة المعطلة ، والأنثى كهدف للجميع، وحيث الزيف،لم يعد هناك يقين سوى يقين الجسد،غير أن هذا الجسدا لخصب، والمعطل خيار معطل لأنه لا يقبل بالمقايضة، المشروطة بالشهوة ، الرافضة للتحقق فى مقابل القبول بالوحدة للتمترس بها من غوائل البشر والقدر. - إن اختيار ما ذكرنا من ألوان يثير الجدل والحوار ويعمق الحالة ويحددها بوضوح ، إن هذه الأعمال تقتنص روح وعذابات، ذات مماثلة، مما تنطوى عليه من توهج لونى وروحى وإنسانى رغم انغلاق الذات فى هذه الأعمال على نفسها إن هناك عملين دالين على هذا الانكفاء على الذات ، تلك المرأة التى تقف فى النافذة وتقف ثلاث نساء عاريات تحت النافذة موليات ظهرهن إليها ، فيما يولى الرجال ظهورهم إلينا فى عمل آخر ، فالأول يعمق الوحدة، والآخر يعكس قاموساً إنسانياً فقيراً يقوم على المنفعة الرخيصة بين بنى البشر . - بقى أن نشير لتلك المهارات الاستثنائية فى استثمار ما هو تأثيرى ، وصلت لحد الخروج عليه ، ووجود أكثر من معالجة بعيدة عن البهرجة، لعلاقات الضوء بالظلال، وصلت فى بعض الأعمال لعدم الإشارة لمصدر الضوء . -هذا هو المعرض الخامس الفردى لأحلام والذى احتضنته قاعة اخناتون بالزمالك، فضلا عن مشاركتها فى أربعة عشر معرضا جماعيا، ولها مقتنيات فى متحف الفن الحديث ، وجمعية الفنون بتونس ولدى أفراد بالبحرين والكويت وفرنسا وإيطاليا وجدة وأسبانيا . - وقد حصلت على العديد من الجوائز المتقدمة وشهادات التقدير من مصر ودول عربية أخرى .
ماهر حسن
جريدة العربى
هل أحلام ترسم نفسها أم ترسم ماتيس ؟
- الرحلة فى عالم أحلام فكرى رحلة ليست سهلة على المتلقى والمشاهد لأسباب أولها أن المتابع سوف يرى بسرعة شديدة تأثر الفنانة بماتيس وزخرفته الشرقية وربما يتعرف المشاهد أيضاً على بعض المشاهد الانطباعية ويقف ويمر دون أن يفكر فى طرح السؤال على الفنانة نفسها ..دون الغوص فى حالتها الخاصة عن ميلاد اللوحة ..دون أن يطرح فكرة لإيجاد البحث عن قراءة فى وجدان الفنانة وعقلها الخاص . - أن الفنانة لا تمت بصلة لماتيس أو غيره ، إنها هى فقط ، حالة البحث عن رجل فى وداعة اليوم وربما المرحلة القادمة سوف تفصح الفنانة فى لوحاتها عن أسئلة أخرى خاصة بهذا الغائب وأنا على ثقة من أن الفنانة سوف تقدمه لنا فى شجاعة خاصة .. وليست شجاعة المحاربة فى معركة ولا شجاعة فارس من ألف ليلة وليلة لكن شجاعة طفل يطرح علينا أسئلة نتهرب منها بالإجابة أن هناك شبهاً مع ماتيس ونتهرب من جوهر اللوحة إلى شكلها الخارجى والسطح الماتيسى .. دون البحث عن ايدولوجية الفنانة نفسها .. شجاعة طفل . - إنها هى أحلام عبارة عن طفل لم يعرف طعم التفاح ولا الذهاب للحج إلى مكة لكن طلب منه رسم طاولة عليها تفاح سيزان أو رسم رسومات الحج على جدران المنزل أطفال كثيرون وربما كبار لم يساعدهم الخيال الذهنى على الدخول فى تجربة كهذه لكن الطفل الساكن فى هذا الفنان أمسك بالقلم ورسم تفاح سيزان ورسم جدران المنزل بأشكالها المكية دون أن يعرفها ، أنه خيال طفل غنى بحث عنه بيكاسو كثيراً فى رحلته التشكيلية هذه هى الفنانة باختصار .
عبد الرازق عكاشة
جريدة الجالية المصرية بباريس
الفنانة أحلام فكرى استعارات تشكيلية مشاكسة
- أحلام فكرى فنانة تشكيلية مصرية تحدرت من صلب الفن وروائعه فوالدها معلم الفن الذى خسرناه بصمته يحيى فكرى عيسى ، واهتمامها منصرف إلى روائع الفن المصرى .
- فى معرضها الأخير باتيليه القاهرة قدمت نفسها بجرأة وثقة للجمهور فلوحاتها تكفلت التعبير عن موهبتها المشوية بالقلق ، وكانت قبل هذا قد شاركت فى معرض جماعى للفن المصرى بالمركز الثقافى المصرى 1998 وقبله شاركت فى معرض فرانكو اجيسيان فى البيت المصرى 1996 وشاركت فى صالون البورتريه التابع لشركة الألوان ( فرده بروجوه - 1996 ) وشاركت فى مهرجان المحرس الدولى بتونس 1997 ، وفى هذا الاخير رسخت احلام فكرى اسمها فى الصفوف المتقدسة من الفنانين التشكيليين الذين أتقنوا استخدام اللون بموهبه لافته للنظر.
- لقد نجحت أحلام فكرى فى لعبة الزحام على الصدارة بفتحها سرداباً من سراديب الأسرار التعبيرية . وقال رئيس الرابطة الدولية للفنون التشكيلية التابعة لليونسكو جان كلود دسلنس والذى لم يخف إعجابه بأعمالها وابدى دهشته من أن لهذه الفنانة شجاعة فى الكشف عن المستور وقدرة على الافصاح عن مكنون الأنوثة ففى أعمالها ، كما يقول ثيمات الخصوصية المندفعة نحو العفوية وتحطيم الشكل التقليدى انطلاقاً من أعمق نقطة فى وجدان الفنانة المتاججة والقلقة .
عبد الرازق عكاشة
جريدة الزمان - لندن
الضوء الجين ..
- نقترب من نوع آخر من الضوء ليس آتياً من الكون وليس آتياً من مصادر صناعية ، ولكنه ضوء يسرى فى الجسد كالدم وحركته المتدفقة المتوالية والمتتابعة لا تتوقف إلاَّ بفعل الموت ، ونحن نعرض لعالم الفنانة الشابة أحلام فكرى المولودة فى شهر أكتوبر العام 1965 بالجزائر ، والحاصلة على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة - قسم التصوير بالقاهرة العام 1988 ، ودبلوم دراسات عليا العام 1999 ، كما عملت بتدريس مادة التصوير بمدارس المقررات الثانوية بدولة الكويت لمدة ستة أعوام من 1993 حتى 1999، عملت رسامة ومحررة بالصحافة المصرية (جريدة الملتقى - مجلة القاهرة) بالإضافة إلى أعمال أخرى ، مثل قيامها بتصميم مناظر لمسرحية (أولاد الشوارع ) ، وقامت بزيارة كل من الكويت والجزائر وفرنسا وبلجيكا وهولندا وتونس ، كما أقامت معرضاً خاصاً بقاعة المعهد المصرى للدراسات الإسلامية بمدريد العام 2003 ، بالإضافة إلى خمسة معارض خاصة بالقاهرة وطرابلس ، ولها مشاركات فى العديد من المعارض الجماعية والدولية ، وحصلت الفنانة على شهادتين تقديريتين فى معرض الطلائع 1986 والمعرض القومى 2001 ، كما حصلت على العديد من شهادات التقدير من مصر وتونس وليبيا. عالم الفنانة إنسانى من الدرجة الأولى، أسلوبها تعبيرى وتشخيصى فى بنائها التشكيلى لجسد المرأة الذى يتحرك بطاقة متوهجة ومشحونه بالمشاعر والأحاسيس المرسومة والملونة بجينات تشع منها طاقة دافئة ليس هذا فحسب، بل إنها وميض وسيل من الضوء الذى يسرى فى الجسد يتلاحم ويمتزج مع كيان الإنسان فى وحدة تعبيرية وجمالية بليغة ، فالمكنون الضوئى لموجات اللون التى تسرى فى الجسد بفعل لمسات الأحمر فى تضاد مع الألوان الزرقاء أو انتشار الجين الأحمر فى الرأس والنصف الأعلى من الجسد ثم تحول إلى جين ضوئى أبيض فى سائر الجسد فى حالة من التنامى والحركة والفعل المرئى المتحد والمتواتر فى نفس الوقت ، حالة تأمل وفيضان تعبيرى يتأكد من خلال لمسات الفرشاة السريعة والقوية والتى تكمن فيها سمات مميزة لحالة الأداء التلقائية المنظمة ، تتحول المرأة من عالم الواقع إلى عالم غامض فى كثير من الأعمال الفنية ويأتى ذلك من كون المرأة هى المركز الفاعل جمالياً فى قلب اللوحة، ولا نستطيع تجاهل مفردات لها دلالاتها التعبيرية والنفسية لدى الفنانة أحلام والتى تفاجئنا دائماً بالمرأة التى تملأ كونيات لوحاتها بصياغات وأداء بارع، فالأبيض الناصع والقاطع فى بعض الأعمال الفنية يعادل الأحمر القاطع والحاد فى نفس الوقت فى وحدة تكاملية تبنى جسداً مشعاً لطاقة ضوئية آتية من سريان موجات الضوء فى الجسد المملوء بالجمال الإنسانى .
ا.د. احمد نوار
جريدة الحياة - 2004
- أعمال الفنانة أحلام فكرى تمثل عمق المدرسة التعبيرية من حيث أنها تجسيم لعاطفة وانعكاس لحالة ذاتية وهى تمتد بأبعاد اجتماعية ذات طابع رمزى تجسد العلاقة بين الرجل والمرأة فى تلخيص شديد بين التجاذب والتنافر .. والبطل فى أعمالها عموماً تلك الجرأة اللونية التى يهيمن فيها الأحمر النارى والأزرق الليلى بمساحات متسعة .. وفى معظم أعمالها تعمد الى الإيهام من خلال التزاوج بين الطبيعة المفتوحة والأماكن المغلقة مع تلك اللوحة التى تتكرر بمعنى مختلف تمثل إيقاعاً آخراً داخل اللوحة .
أ / صلاح بيصار
|