حسام حسن دياب
- استطعت خلال خمسة أعوام ان اراقب حسام دياب والكاميرا امام عينيه وليست يده زاملته فى رحلة صحفية لمدة عشرة ايام فى اليمن . كان كلما رأى طفلا انصرف اليه بكامل نشاطه واعتقدت ان هذا الشوق لابنه جمال الذى كان يفارقه لأول مرة .. ولكن بعد ان طافت عينى بمجموعة حسام دياب عن الطفولة تأكدت انه يسجل رسائل وليست رسائل عادية ولكنها تؤكد موقفه من الطفل مدافعا عنه فى المحن ودافعا له الى غد افضل .. تأملوا رسائله جيدا وسوف تتأكدون من وصولها الى قلوبكم .. وعقولكم ايضا .. - الكاميرا فى يد حسام صبر ولحظة صدق مفعمة بالضوء والاحساس النابع من البشر . - الكاميرا فى يد حسام دياب مسئولية ورسالة وموقف . . لهذا جاءت مجموعته عن الاطفال توصل بدقة موقفه من الطفولة بصرف النظر عن البيئة والحالة الاقتصادية للطفل . - وهو شديد الاصرار على اظهار ذكاء الاطفال ووعيهم وتعلقهم بالحياة ونبض الاستطلاع الدائم فى النظرة والحركة .
نعم الباز
عـدسـة حسـام
- ما بين القاهرة وبازل بسويسرا وجدة بالسعودية وفى ملامح الوجوه والعيون وارتباك الرموش وخلال الضعف الإنسانى الممعن فى نور الشمس وعلى ندوب الجروح ووسط مسام الجلد المحترق صبرا وأملآ تحركت عدسة ` حسام دياب ` بعنفوان الفنان وشفافية الشجن وضغط المشاعر لتملا العواصم بلوحاته المفعمة باللون والظل والثبات والحركة ، بريق الأمنيات على حافة عدسته اللماحة لتتسربل بين ثنايا الصورة وتمتزج بفحيح الخوف من الحاضر متعلقة بأمانى المستقبل الغامض وما بين الوجه الفطرى والتناسق مع خطوط الفخار المستديرة والكفاف القابع فى ظلال الأنزواء الاجتماعى . - وعدسة حسام تكاد تتحول إلى مركبات معقدة من كثرة بساطتها اذ تهرع فتأخذ بيدك كى تعبر اعتاب الواقع لتنصهر فى حرارة تشكيل الصورة حيث تستشرف هذه العدسة الشاعرة عوالم الحب الكامن فى المقدمة وفى الأركان وفى العمق بضغط الحب على مكامن الأمنيات العذبة المعذبة لتشيع فى اللوحة القا ونورا وانفعالا وتفاعلا ورقة وألفة وأنسجاما ووخزا مؤلما حتى تكاد تحس باوردة حسام دياب ، وقد تناثرت دفئا وسخونة فى لوحاته التى لا تبتعد كثيرا عن عالم الشعر بدفقه القاسى المتوازن الهامس الجميل . - إن اللوحات قد تتناول لحظة أو برهة من الزمن ولكنها توسع من ابعاده ومراميه لتصبح أكثر شمولا وعمقا وإنسانية واتساعا .
محمد مستجاب
الشرق الأوسط 1990
المثل يقول .. هذا الشبل من ذاك الاسد
- والفنان الشاب ` حسام دياب ` شبل من أشبال التصوير الضوئى، وفارس من فرسان الصورة الفوتوغرافية، نجل المصور الصحفى القدير `حسن دياب` رئيس قسم التصوير بمؤسسة أخبار اليوم ..
- عايش الكاميرا منذ طفولته، ودخل الغرفة السوداء ، وعرف خصائص العدسات والافلام والاحماض ، وأجهزة التكبير ، وعرف قيمة اللحظة فى عمر الزمن، وعرف ايضا كيف ترقى الصورة الفوتوغرافية الى مستوى الفن الرفيع ..
- فنان جوال، وكشاف مغامر ، يرى بعينيه المثقفين ما لا تراه عيون العامة .. ويقال ان عين الكاميرا الصماء تعكس الظاهر ، وعين المصور الحرفى تلتقط الواقع ، اما عين المصور الفنان فانها ترى ما وراء الظاهر والواقع معا ..
- والفنان ` حسام دياب ` قناص للحظة ، وغواص فى أعماق الاشياء ، هدفه سبر الاغوار واستخراج الكوامن من اعمق أعماق النفس ، ولذا لم يكف عن ملاحقة الانسان فى كل مكان وزمان ، وتقليب صفحات حياته لعله يلتقط لمحة يلخص فيها عمرا بأكمله .. والحياة ` فيلم ` طويل ملىء بالمشاهد والمشاعر ، وعمر مديد بلا نهاية ، وصور بلا عدد وفى المعرض الثانى الذى يقيمه الفنان ` حسام ` بالمركز الثقافى الايطالى يقلب أول صفحة من سجل الحياة ، .. ` الطفولة ` .. ويجعلها محور ابداعه المتنوع اللماح .. والطفولة فى رأية عين تتفتح على الحياة ، وصفحة بيضاء فى سفر الوجود ، وأول حرف فيها دهشة وعلامة استفهام .. ترتسم فوق الوجوه البريئة ..
- وقد يكتسى البياض الطفولى من الخارج بجلود سمراء وبيضاء وسوداء وصفراء ، وغير ذلك من الالوان العنصرية والطبقية التى تفرق البشر ، ويظل البياض الطفولى محتفظا بنصاعته ونقائه وصفائه ..
- وهناك الوان اخرى تعكر صفاء البياض الطفولى مثل الفقر والحرمان والمرض والتخلف .. الوان تفرضها قسوة الظروف على اطفال ابرياء لا يعرفون لماذا حرموا من المأوى ورشفة الماء وكسرة الخبز ..
- وكلمة لماذا ليست من مفردات قاموس الطفل .. ولكنها تعبير صامت يطل من عينيه المحملقتين أبدا .. ومن شفتيه اللتين لم تعرفا الكلام بعد ..
- وفى لوحات ` حسام دياب ` أطفال من مختلف الاجناس والطبقات والاعمار ، اطفال شقر يبدون فى افخر الثياب ، ويأكلون الآيس كريم ويلعبون بأجمل اللعب ، واطفال سمر عراه حفاه يستجدون قطرة اللبن ويبحثون عن بقايا طعام فى صناديق القمامة ..
- وبين هذين القطبين السحيقين ، وفى ظل هذا التناقض البشع تتحرك عدسة الفنان الشاب صعودا وهبوطا ، مثيرة أخطر قضية تقلق ضمير الانسانية على مشارف القرن الواحد والعشرين .. وهى مستقبل الطفولة فى عصر تهدده المجاعات والحروب والاوبئة والتقلبات المناخية .
حسين بيكار
كاميرا الفنان وعالم الطفولة
- تحولت الكاميرا بين أنامله إلى ريشه فنان صادق عالجت أكثر من قضية اجتماعية .. تشغل القارة الأفريقية .. والمجتمع المصرى والعربى فى أكثر من مكان فانتقل بين اليمن والسودان والصومال وعمان وفلسطين بالإضافة إلى العديد من المدن المختلفة والقرى والحياة البدوية .
- نجح الفنان حسام دياب كعادته فى تسجيل مشكلة الجفاف ـ التعليم ـ اللعب وأطفال الحجارة ـ والطفولة والأمومة من خلايا الكاميرا ..فقدم لنا 65 صورة فوتوغرافية بالألوان والأبيض والأسود .. تعرض حاليا بالمركز الثقافى الإيطالى .. لاقى المعرض نجاحا كبيرا بالقاهرة مما دعى المسئولين إلى نقله للعرض على جمهور الإسكندرية عروس البحر المتوسط .
- وحسام دياب يعتبر من أقدر الفنانين المصورين فى مصر على استخدام الكبير فى التعبير عن العديد من المواقف الإنسانية والتغلغل إلى أعماق النفس البشرية بصدق اللقطة عنده والتى قد لا تستغرق لحظة واحدة ينتظرها لفترات طويلة ويعد لها دون كلل أو ملل .
- اعتاد الفنان التجول والترحال بحثا عن اللقطة المتميزة والموقف الإنسانى المؤثر .. وفى هذه المرة كان هدفه واضحا واختار وجوه الطفولة عنوانا لمعرضه الأخير وجعلها محورا لإبداعاته المتنوعة .
- والفنان حسام دياب عشق التصوير منذ نعومة اظفاره لأنه ابن المصور الكبير الصحفى حسن دياب رئيس قسم التصوير بمؤسسة أخبار اليوم .. ومن هنا كان عشقه الدائم للكاميرا والتصوير كونت لديه خبرة فى هذا المجال ودربت عيناه على الالتقاط الفنى والصحفى .. بالإضافة إلى ذكاء فطرى لم تصقله الدراسة فهو خريج كلية التجارة عام 1977 .. احترف التصوير الصحفى بجريدة الأهرام لمدة ثلاث سنوات انتقل بعدها للعمل بين العديد من المؤسسات الصحفية والإعلامية .. اشترك فى الكثير من المعارض ويعتبر هذا المعرض هو رقم 9 فى حياته الفنية .
- وبرغم سنه الصغير إلا أنه حائز حتى الأن على خمس جوائز محلية وعربية أخرها عن من معرض النيل الأول للتصوير الفوتوغرافى هذا العام .. وجائزة مصطفى أمين لأحسن مصور صحفى فى العالم العربى وغيرها من الجوائز التى يعتز بها الفنان .
- من أفضل ما ضمه المعرض ركن خاص عن التعليم فى العديد من البلدان من الصومال اختار عشر صور .. لعب فيها الضوء والظل دورا أساسيا كما كانت مجموعة لوحاته من ملجأ جمعية أولاد بلدى أكثرها تأثيرا فى اعماق المشاهدين .. عبرت بتعبير صادق عن الأمل فى مستقبل أكثر اشراقا .
ثريا درويش
الأخبار ـ 1990
حسام دياب يوثق التاريخ فى 27 حكاية مصورة
`في سنة 1979 هاجمت الفئران المحاصيل الزراعية بضراوة وأعلنت الدولة خملة قومية لمكافحة الفئران وفي إحدى قرى الشرقية وتشجيعا للمقاومة، اعلن عمدة إحدى القرى عن مكافاءة مالية قدرها قرش صاغ لكل فار يتم اصطياده`، تلك هي أقدم رسالة مصورة عرضها الفنان المصور الفوتوغرافى الكبير حسام دياب ضمن 27 صورة تاريخية معظمها من الثمانينات، بمعرضه الأول منذ 26 عاماً في `بيت الصورة` والذي أفتتحه أمس الأول، بحضور مجموعة كبيرة من المصورين والمثقفين.
تحمل كل صورة في المعرض حكاية تاريخية لحدث كبير سجلها `دياب` بعدسته، فبمجرد أن تطأ قدماك المعرض، تتخيل أنك تعاصر أحداث من الثمانينات والتسعينات، وتجذبك كل صورة وحكايتها الملصقة بجانبها والتي تنقلك إلى تاريخ الحدث وكأنك تعيشه ومنها، حرب لبنان وحرب الخليج الثانية وفيضانات السودان والكهوف التي سكنها الفلسطينيون بعد هدم منازلهم، وقصة تصوير البابا شنودة الثالث وهو يمارس رياضته المفضلة أثناء اعتكافه بالدير، و قصة تصوير الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وقصة تصوير فيروز في الأهرامات ونجيب محفوظ بجوار سيارته وغيرهم من الشخصيات التاريخية الكبيرة.
وقال حسام دياب : `المعرض يضم 27 صورة منتقية من صوري خلال 40 سنة تصوير عن أحداث والشخصيات وأماكن خارج وداخل مصر`، لافتا إلى أن أخر معرض كان سنة 1990.
وأشار `دياب` إلى إن السبب في توقفه عن إقامة معارض هو إنه وجد الذين يذهبون إلى المعارض قليلون فضلا عن إن المعرض محدد المدة وقال: `فكرت أعمل كتب مصورة واعمل سلسلة عن مصر مصورة وأفلام وثائقية إلا إن الظروف وقتها كانت لا تسمح أما الآن انشالله كل حاجة تخرج للنور`.
أما عن سبب إقامة المعرض ، قال : `سبب إقامتي هذا المعرض رغم توقفي الكبير هو صديقي وأبني أحمد هيمن هو الذي طلب أشاركه في افتتاح مكانه الجديد بيت الصورة ولهذا شاركت بمعرض`.
ومن حكاوي الصور كتب `دياب` عن صورة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات : `في عام 1983 وبعد مؤتمر القمة في مدينة فاس بالمغرب حدث الانشقاق والخلاف بين ياسر عرفات وبعض من فصائل حركة فتح الفلسطينية مما أسفر عن وقوع اشتباكات مسلحة بينهما في مدينة طرابلس بشمال لبنان بالإضافة لذلك وجود حصار إسرائيلي للمدينة وعندما قررت الذهاب لتغطية الأحداث صحفيا ومقابلة أبو عمار، سافرت جوا إلى قبرص ومنها أبحرت على متن مركب بضاعة تحمل مؤن للمدينة المحاصرة وكانت رحلة مليئة بالمخاطر تحملها معي وقتها مرافقي دكتور فتحي عرفات شقيق أبو عمار والذي ساعدني كثيرا للقاءه`.
أما عن حكاية صورة `فيروز`، قال: `عندما جاءت فيروز إلى القاهرة سنة 1989 لإقامة عدة حفلات تحت سفح الهرم، رشحني لها أحد الأصدقاء لمرافقتها وتصويرها ولأنها لا تحب الوقوف أمام الكاميرا كان من شروطها أن تقابلني أولا لنتحدث ثم تعلن بعدها عما إذا كانت موافقة أم لا، وتم اللقاء وطلبت مني أن أقدم لها نفسى ثم سألتني ..انت لية بتحب التصوير؟، فقلت لها علشان بحب الناس وأخب اشوف الحاجة الحلوة فيهم، وقالت لي يعني انت شايف في حاجة حلوة؟ وهنا تجرأت وقلت لها أية رأيك لو أوريكي أنا شايفك ازاي وأخرجت الكاميرا من الشنطة وطلبت منها الخروج من التراس وبدأت التصوير بسرعة حتى لم تعد قادرة على النظر إلى واعطتني ظهرها وأنا مستمر في التصوير وفجأة التفتت إلي مبتسمة وقالت : ربنا يعطيك الصحة ومن لحظتها اقمت في نفس الفندق ولم افارقها`.
وعن حكاية صورة سعاد حسني، قال `رغم تعدد لقاءاتنا في بيت صلاح جاهين إلا أنها المرة الوحيدة التي تقف أمامي سعاد حسني لللتصوير وسبب ذلك أنها لم تكن تحب الوقوف كثيرا أمام كاميرا الفوتوغرافية وإن حدث فلها قناعات بأنها رغم جمالها الطبيعي لها زاوية واحدة للتصوير يجب أن يلتزم المصور بها وكان ذلك سنة 1984`.
يذكر أن المصور حسام دياب، مؤسس قسم التصوير في `المصري اليوم` ورئيس قسم التصوير بمجلة الأهرام الرياضى، والرئيس الأسبق لشعبة المصورين، وهو صاحب أشهر لقطات الميادين في ثورة 30 يونيو من خلال طائرة تابعة للقوات المسلحة.
ميلاد حنا ذكى
المصرى اليوم 2016/10/23
|