محمد على حسن زينهم
فيينا فى استقبال الجمال المصرى والنمساوى
- مبارزة فنية مثيرة بطلاها فنان مصرى وآخر نمساوى يمثل كل منهما فنون بلاده فى هذا اللقاء الاول من نوعه الذى تستضيفه `فيينا` يوم الأثنين القادم بقاعة العملاء الرئيسية ببنك `أوستريا` تحت عنوان `لوحات فنية من البيئة المصرية والنمساوية`. فارسا هذا العرض الفنان النمساوى / رودولف جالوب (72 سنة) وابن النيل د/ محمد زينهم (48 سنة) .. يتبارى الاثنان لتقديم بلاده فى أجمل وأبهى صورة ممكنة .. خلال الريشة والألوان فقط برؤيته الذاتية وبصمته الخاصة .. مجسدة فى لوحات تصويرية قادرة على تأكيد وجهتى نظرهما التشكيلية فى المجتمعات الشرقية والغربية .
-قبل ساعات من سفره التقيت بسفير الفن المصرى وقد ارتسمت علامات السعادة والاعتزاز عليه.. لاختياره من بين اكثر من 25 فنانا مصريا تقدموا للاشتراك فى المسابقة التى اعلنت عنها الجمعية المصرية النمساوية للثقافة والفنون والرياضة تحت إشراف المكتب الثقافى المصرى بفيينا برئاسة `م. مصطفى التلبى`. رغم ان المسابقة تشترط التعبير عن البيئة المصرية من خلال التصوير الزيتى فقط إلا ان غيرة الفنان ورغبته الملحة فى تقديم صوره مشرقة ومتنوعة للحركة الفنية المصرية الحديثة .. دفعته ـ كما يقول ـ لإعداد عشرين عملا آخرمن الزجاج والمجسمات الزجاجية على مسئوليته الخاصة لإضافتها للعرض المصرى ـ النمساوى، خاصة انه يجيد التعامل بتلك الخامة شديدة الحساسية والرقة وتوسع فى استخدامها باقتدار خلال السنوات الاخيرة من مشواره الفنى. فى هذا المعرض يعود د . زينهم لبداياته الاولى للريشة والألوان .. وأجمل أيام شبابه وطفولته.. يسترجع فيها ذكرياته وعشقه للمدرسة الواقعية ، التأثيرية والتنقيطية التى اعتاد شباب الفنانين ان يستهلوا بها مشوارهم الفنى، ` فليس فى الإمكان أفضل من تلك المدارس قدرة على التعبير عن عظمة وجمال مصر، وثرواتها وكنوزها، عاداتها ، تقاليدها عمارتها.. فنونها وغيرها من ملامح الحياة المصرية الجميلة ` كما يقول الفنان. كل مشاعر الحب والانتماء لأرض الوطن.. تفوح بين كل خط او بقعة لونية فى لوحاته التصويرية الثلاثين التى يشارك بها فى هذا اللقاء… والتى اودع فيها خلاصة تجاربه وخبرته الطويلة خلال ربع قرن من الزمان. انتقى الفنان اعماله المصرية من وحى الطبيعة والبيئة الجميلة المنتشرة فى الفيوم، الغورية، مصر القديمة، النيل، دفء المشاعر والأحاسيس الإنسانية .. وقد صناعها بصدق وحيوية فى إطار من الحداثة والتلقائية وهو ما يبرز بوضوح فى لوحة `مدرستى `، `الأسرة ` `قبل الحرث`، `الهرم`، `السواقى`، `القلاع `، `بيتى`، `الحسين`، `أختى`، `بوابة المتولى` `قهوة الفيشاوى`، `الدرب الأحمر` وغيرها من الاعمال. عبر عنها بأساليب ومعالجات حديثة.. احسن خلالها توظيف اللون لخدمة الموضوع واستغلال قدرته على تحليل الضوء وتأثيراته التشكيلية على المكان خاصة لحظات الغروب والليل أو النهار . والفنان (د. محمد زينهم) 48 سنة أستاذ بكلية الفنون التطبيقية.. اقام 25 معرضا خاصا داخل وخارج البلاد..شارك فى معظم المحافل الجماعية.. جمع خلال رحلته الفنية على خمس جوائز دولية من مصر، طشقند وموسكو.. كما اقتنيت اعماله بمعظم انحاء العالم. يفتح معرض ` لوحات فنية من البيئة المصرية والنمساوية ` يوم الأثنين القادم بالعاصمة النمساوية `فيينا ` بحضور عمدتها ميخائيل هوبيل والمستشار الثقافى المصرى د. حلمى عمران واعضاء الجاليات المصرية والعربية المقيمة هناك.. والتى ستستمتع بهذه المبارزة الفنية الراقية حتى 14 سبتمبر الحالى موعد انتهاء العرض النمساوى المصرى .. الذى نأمل نقله للعرض بالقاهرة أيضا .
ثريا درويش
جريدة الأخبار
الفن الإسلامى أحد روافد الفن الحديث
-فى ظل العولمة والسماوات المفتوحة، ما أحوجنا إلى تأصيل حضارتنا للوقوف على ما أنتجته هذه الحضارة . - ومع إيماننا العميق بقيمة هذه الحضارة التى تعاقبت على أمتنا إلا أن ما نعرفه عنها ، قليل! -وعندما نراجع ما صدر من دراسات وكتب عن الحضارة الإسلامية، وهى أحد الروافد الأساسية فى حياتنا المعاصرة. نلمس اهتمام الغرب بهذه الدراسات. فكم من كتب جادة ظهرت بلغات أجنبية ثم ترجمت إلى العربية .والقليل الذى صدر بالعربية ثم نقل إلى اللغات الأجنبية. من بين هذه الكتب القيمة كتاب ` التواصل الحضارى للفن الإسلامى، وتأثيره على فنانى العصر الحديث ` لمؤلفه د. محمد زينهم الأستاذ بكلية الفنون التطبيقية، والفنان التشكيلى ، وأحد خبراء الترميم فى الآثار الإسلامية. صدر هذا الكتاب فى 300 صفحة وطباعة فاخرة عن العلاقات الخارجية بوزارة الثقافة ، ضمن مطبوعات بريزم . وضع المؤلف منهجاً علمياً واضحاً لهذا الكتاب بدأ بالتعريف بالحضارة الإسلامية ونشأتها ، شارحاً العناصر المكونة للحركة والزمن فى الفنون الإسلامية. ثم انتقل إلى الفكر الجمالى ، وملامح الواقعية فى الفنون الإسلامية كما أوضح قصور النقاد الأجانب فى تقديم نماذج لفن التصوير الإسلامى . ثم انتقل بنا المؤلف إلى حركة الاستشراق والعلاقات الثقافية والتجارية التى نقلت الفنون الإسلامية إلى أوروبا .ثم اختتم د.زينهم رحلة الكتاب المصور الشيق بشرح نماذج للتأثر الغربى المباشر بالفنون الإسلامية فى مدارس الفن الحديث. كما استعرض لوحات ماتيس، وبيكاسو، وكاتدينسكى وفازاريللى وغيرهم ، ونقل عن أقوالهم الكثير الذى جاء فى كتاباتهم ومراسلاتهم ، ما يؤكد تأثرهم البالغ بفنون الشرق . وأفراد الكتاب باباً مصوراً للفنانين العرب والمصريين الذين استلهموا الفنون الإسلامية وهم كثيرون من بينهم صلاح طاهر، عمر النجدى ، عبد المنعم معوض ، سامى رافع ، طه حسين ، رمزى مصطفى ، ضياء العزاوى، تركى محمود ، علوان أبو راسين ، والعشراوى . وعى القائمين على العلاقات الثقافية بالوقوف إلى جانب الدراسات الجادة والكتب العلمية يفتح أمام الجميع أبواب المعرفة السليمة بجذورهم العلمية والفنية ، ويصبح الانتماء عن علم ومعرفة بعيداً عن الانسياق وراء ما ذكره الغرب من سلبيات عن الفنون الإسلامية .
حسن عثمان
جريدة القاهرة 2002
حنين وذكريات الوادى.. بعيون عاشقة الجمال بعيون زجاجية براقة
- العزف على الزجاج واللعب بالضوء واللون..هو سر تميز الفنان د. محمد زينهم .. صاحب الخبرة الطويلة فى عالم الفن والإبداع وهو ما يتأكد فى أحدث معارضه الخاصة المقامة بالمركز المصرى للتعاون الثقافى الدولى ..الذى تشاركه فيه ابنته ` رشا ` بخمسة أعمال بانورامية تؤكد أن ابن الوز عوام . - الزجاج هو الخامة المفضلة للأب والابنة التى تسير على نفس خطاه وتتمسك بالأصالة واستخدام الزجاج المعشق والملون والاتجاه للمجسمات . - ولكن تبقى زجاجيات د. ` محمد زينهم ` لها مذاقها الخاص .. تعكس خبرة سنوات طويلة ودراسات عديدة وهو ما انعكس على أعماله الـ 35 التى يعرضها لنا بعنوان ` الضوء واللون فى الزجاج ` .. أحسن الفنان استغلال رقة وشفافية الزجاج - خامته المفضلة - لتحقيق قيم جمالية وتوليد أبعاد لونية مبهرة ..هى نتاج استعانته بأحدث تكنولوجيات العصر من أشعة ضوئية أوترسيبات كهر ومغناطيسية واعتماده على تقنيات رفيعة المستوى. - كم كان د. زينهم ` بارعاً فى تكوين فكر ابداعى جديد .. جعل من المتلقى جزءاً من العمل ..كلما يتحرك من مكان أو غير المشاهد مساره أو اتجاه رؤيته للعمل تتبدل معها الأبعاد اللونية والإحساس الجمالى . تأتى المعروضات بمثابة ثورة على الشكل والمعالجة التقليدية التى تمسك بها من قبل ..لكن هذه المرة اعتمد على التجريد التشريحى والهندسى والاشعاعات الضوئية المنعكسة من المنحنيات والبؤر اللونية ..والتباين بين قوة اللون والمجسم الزجاجى . - تعانقت كل هذه المقومات لتعكس إحساساً عميقاً برقة ورومانسية معالجات د.محمد زينهم أستاذ ورئيس قسم الزجاج فى كلية الفنون التطبيقية وثراء وتفرد أعماله الزجاجية الجديدة . - الفنان أقام 35 معرضاً خاصها بين أنحاء العالم ..جمع العديد من الجوائز وشارك فى 55 معرضا جماعيا أعماله الزجاجية والجدارية تزين الأنفاق وواجهات المكتبات واسقف ونوافذ الجوامع والمطارات .
ثريا درويش
الأخبار 2006
التراث الإسلامى والشعبى فى معرض بأسبانيا
- بدعوة من المركز الثقافى المصرى وجامعة أوتونوما بمدريد بأسبانيا يقيم الفنان الدكتور محمد زينهم الأستاذ بقسم الزجاج بكلية الفنون التطبيقية معرضا بقاعة العرض الكبرى بالجامعة يفتتحه سفير مصر هانى المعداوى والمستشار الثقافى ورئيس الجامعة وذلك فى الفترة من 4 حتى 14 أبريل المقبل . - يضم المعرض 30 عملا فنيا فى مجال التصوير المصرى المعاصر بأسلوب تكنولوجى منفذ من الزجاج والتصوير والسجاد والموزاييك، والحقيقة ان مجموعة الاعمال التى يعرضها الفنان تعتمد فى الأساس على التراث الاسلامى والشعبى وهى فى مجملها صورة مشرفة سواء فى التقنية أو الأداء اليدوى أو فى الخامات المستخدمة للفن المصرى المعاصر .وقد أجاد الفنان استخدام أدواته وسيطرته عليها وخصوصاً تلك الأعمال التى رسمت على السيراميك الحرارى أو القيشانى فهو يقدم من خلال مجموعة أعماله رحلة الفن فى مصر من القديم إلى الحديث دون أن يدخل المتلقى فى دوامة التاريخ وإنما هو يستخدم ما يشير إليه من خلال الموثيقات والتركيبات اللونية والوحدات الهندسية والتى تتسم بدقة وحسابات متوازنة وقدرة على تركيب الأشكال حتى تجمع الرموز التاريخية معا.ويقول الفنان محمد زينهم فى مقدمه ..كتالوج المعرض انه فى وقت زادت فيه الصراعات فى أرجاء العالم وعجزت اللغات الناطقة عن التوصل إلى تقارب وصداقة ومحبة وسلام الشعوب نجد أنه ما زالت هناك لغة تعبر عن مفاهيم الصداقة والسلام هى لغة الفن وبالتعاون مع جامعة أوتونوما والمركز الثقافى .بمدريد نحاول تقديم صورة واضحة المعالم عن الفنون المصرية القديمة برؤية مستحدثة من خلال تقنيات متعددة لعلنا بتلك الرؤية الفنية التى نحاول تقديمها أن تزيد من الترابط الفكرى والثقافى بين بلدين لهما ماض وحاضر ثقافى عريق.وفى الحقيقة ان المشوار الفنى على ارض مصر قد تأثر بكل المؤثرات التاريخية ففى العصر الفرعونى مثلا كانت له بصماته على الحضارات التى جاءت بعده والفتح الاسلامى كان له أيضا آثره على الحياة والفن وقد ذهبت العديد من البعثات لدراسة الفن فى الخارج فتأثر بعضها بالمدارس الأجنبية بينما رفض البعض الاخر التنازل عن هويتهم ومع بداية فترة السبعينات حتى أواخر القرن العشرين ظهرت المدرسة المصرية والحديثة للفن والتى تعتمد على التراث الشعبى والحضارات المصرية المتتابعة.
نجوى العشرى
الأهرام 2005
الضوء واللون فى أعمال محمد زينهم
- افتتح فاروق حسنى وزير الثقافة معرض `الضوء واللون فى الزجاج ` المقام بالمركز المصرى للتعاون بالزمالك ، المعرض يضم أربعين عملا فنيا خمسة وثلاثون منها للفنان الدكتور محمد زينهم أستاذ ورئيس قسم الزجاج بكلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان وخمسة أعمال من الحجم الكبير للفنانة الشابة رشا محمد على .. -اعتمد الفنان محمد زينهم فى أعماله على حداثة التعبير الفنى من خلال القيم اللونية فى الزجاج ، والدمج بين المجسمات والمسطحات الزجاجية فى العمل الواحد .كما استفاد الفنان من التكنولوجيا التى أتاحت له تلوين وتشكيل المجسمات بواسطة الأشعة الضوئية إضافة إلى إمكانية استخدام الترسيب الكهرومغناطيسى، وكلها أساليب تقنية مكنت الفنان من الربط بين العلم والإبداع الفنى لدرجه أصبحت التقنية لديه وسيلة لإظهار القيم التشكيلية فى العمل، كما تظهر براعة الفنان فى دمج العمل الفنى المجسم مع التصوير المسطح لتكوين فكر إبداعى جديد مبتكر تتغير أوضاعه اللونية بتغير اتجاه الرؤية لدى المتلقى للعمل.ويعد هذا النوع من الإبداع الذى يجمع بين الحركة اللونية والتصوير والنحت المجسم وحركة الضوء، واعتمد د.محمد زينهم فى هذا المعرض بالذات على رؤية جديدة تتعلق بالعلاقة التشكيلية المحكمة بين الجزء والكل آو بين التفاصيل والصيغة، بحيث ينصهر المجسم مع المسطح والمعتم مع الشفاف فى بوتقة العملية الإبداعية . - وقد اعتمد الفنان فى أعماله المعروضة حاليا بالزمالك على التجريدية التشريحية والتجريدية الهندسية والمنحنيات والثقوب الضوئية اللونية بحيث خرجت أعماله مختلفة عما كان يتحمله من عبء الأصالة والتراث فى أعماله السابقة، بعد أن اعتمد على الجانب البرى والايحائى التجريدى المعتمد على العضوية التوافقية بين الزجاج والتصوير المسطح المجرد.
أمنية فهمى
جريدة التجمع 2006
كتاب جديد يؤكد فلسفة وفكر الفن الإسلامى فن عمارة المساجد
- تأكيد على عظمة الفنون الإسلامية وعالميتها وتوضيح فلسفتها وهويتها وملامحها العامة التى تميزها عن الفنون المعمارية الأخرى هو نهج الفنان د.محمد زينهم الأستاذ بكلية الفنون التطبيقية فى مؤلفاته `الأزهر متحف للفنون الإسلامية ` و `التواصل الحضارى للفن الإسلامى وتأثيره على الفنانين العالميين` الذى صدر بعدة لغات ليأتى كتابه الجديد `فن عمارة المساجد ` ليؤكد هوية هذا الفن من خلال التشريح الكلى للأجزاء التى تميزها فى العمق والأسلوب، وكذلك قدرتها على أحداث التناغم الحميم الذى يعطى لها حيوية وفكرا محملاً بثقافة وفلسفة عقلانية أساسها الدين والدنيا، وقد وجهت العقيدة الإسلامية نظر الإنسان إلى ناحيتى الجمال، والزينة فى المخلوقات وتأكيد أن معظم ما يحيط به فى هذا الكون إنما ينطوى على جانبين : جانب المنفعة وجانب الزينة . - ومن أجل الكشف عن ثوابت عمارة المساجد والمتغيرات المستحدثة فى التطوير والترميم وجد الفنان زينهم نفسه يبحث فى ماهية المسجد ونشأته وتطوره وأهم مكوناته المعمارية والفنية ، الهيئة الداخلية والخارجية له والمعايير التصميمية والعناصر المعمارية الأساسية النفعية والجمالية ثم المعايير التخطيطية لبناء المساجد وأنواعها والبيئة المحيطة بها ثم الأساليب المتبعة فى صيانة وترميم وتوسعات المساجد الأثرية وكذلك الاعتبارات التنفيذية الواجب مراعاتها فى هذه العمليات `علمية وفنية وتاريخية وهندسية ` منذ بداية نشأة هذا المسجد والتوثيق الأثرى من حيث التصوير العينى الفوتوغرافى والفيديو مرورا بالتحاليل العلمية والطبيعية والأثرية والتوثيق الزخرفى الفنى ثم الفكر المعمارى، وما يناسب التوسعات المقترحة ثم مشكلات خطوات التنفيذ، وذلك من خلال التجربة الذاتية فى عمليات الترميم والتطوير التى شارك فيها وكذلك من خلال المؤتمرات العالمية التى خصصت لهذا المجال حرصاً على تحقيق هدف غال علينا من حيث السرد والتوثيق والتعريف ببعض عناصر عمارة المساجد حتى نلغى فكرة أن الفن الإسلامى فن بدائى نفعى فقط ليس له عمق وفكر الفن الحديث، ليؤكد الفنان بهذا الكتاب أن الفن الإسلامى فن محمل بفلسفة وفكر قد استفاد منهما أعظم الفنانين والمعماريين المعاصرين ، وهو ما يجعل الكتاب إضافة للمكتبة الفنية والمعمارية والإسلامية والعربية .
محمد الناصر
جريدة الأهرام 2006
- عازفات الموسيقى .. تيجان الجلال ..عناق النخيل..رقرقة ماء النيل..عقود ومقرنصات دندنة.. وثريات..نغم لونى يردد لحنا جماليا.. وما بين اللون والآخر حوار للإسعاد.. وحين يمسك الفنان بأنامل قلبه مفردات تراثه فما أغناه.. لأن كنوز المعانى لا يكتشفها إلا عاشق وأجمل الكلمات لا يستوعبها إلا قارئ تدعم بصره.. بصيرته.. وفناننا ` محمد زينهم `أحد القلائل فى تخصص خشينا من اندثاره.. ليس من حيث المؤدين .. وإنما من زاوية مصمميه.. وهو رغم مشغولياته كمعلم إلا أنه يمنح موهبته الابتكارية فى التقنية الكثير، وبالتالى منحته سرها البديع ... - وإذا كان الزجاج المعشق يندر عدد مبدعيه مثله مثل فن الموزاييك..فإن إنتاج `محمد زينهم ` المتوالى يطمئن أحباء الفنون .. ولعل للفنان ميزة أخرى مهمة وهى القدرة على ترميم التراث المهم لهذه الفنون مما حدا بجهات رسمية للثقة فى قدرات هذا الفنان .. وهنا أذكر أعماله فى ترميم وإعادة تجديد مساجد سيدى زين العابدين والسيدة فاطمة النبوية والسيدة زينب.. وهذا دور رائع نحيى عليه فناننا الصادق .. وللحق فإن أعمال الفنان بالمنشآت الخاصة والعامة فى الزجاج المعشق والجداريات النحتية والموزاييك تتسم بالبهجة وبأن فى ألوانها فاتح شهية للجمال والأشعار . - وقد شاهدت له عملاً رائعا وهو واجهة مطار أسوان، ذلك التصميم المتطور لمفردات فرعونية تدعنا نطمئن على ارتباط فنانينا بتراثهم وقدراتهم على تزاوج جمالى بين المعاصر والموروث .. ثم أذكر له لوحته الباهرة على واجهه ` مبنى المحكمة الدستورية ` ذات التصميم الجمالى الساحر على نيل المعادى ..ولوحة محمد زينهم عن ` الحكمة والعدل ` تظهر التزام هذا الفنان بالقيم الجمالية المصرية والتى تبلغ سبعة آلاف عام من القيمة .. أما أجمل معزوفات محمد زينهم فهى تلك التصميمات المتطورة للوحدات الزخرفية التى تذكرنا بفن ` الأرنوفو ` خاصة فى تلك المتواليات النباتية التى تملأ عيوننا بالزهور وتشبعنا راحة بألوانها الفياضة .. وفى قاعة المركز الثقافى الدولى بالزمالك بعض من معزوفات الفنان التى تملأ الدنيا جمالا وحباً.
إبراهيم عبد الملاك
صباح الخير 2006
فن الزجاج بين الإبداع والتنفيذ
-فن التشكيل بالزجاج من الفنون التطبيقية التى تلعب فيها التكنولوجيا الحديثة دورا كبيرا مثلها فى ذلك مثل الخزف. وان كان أكثر منه صعوبة بالنسبة للمدة المتاحة للتشكيل والتى يجب إلا تتجاوز خمس دقائق وإلا تجف العجينة قبل إتمام عملية التشكيل مما يتطلب المهارة والسرعة الفائقتين بالإضافة إلى الدقة فى مكونات التركيبة العضوية والكيميائية لمادة الزجاج . كما أن استخدام الطرق الحديثة قد أتاح فرصة أكبر لانتاج الأعمال الزجاجية التى يمكن فيها السيطرة على اللون لخدمة التشكيل . - وفنان الزجاج د. محمد زينهم يقدم تجربته فى محاولة للوصول إلى إيجاد علاقات تكنولوجية حديثة ومتنوعة بهدف الوصول إلى السيطرة الكاملة على تقنيات صناعة الزجاج لخدمة تنفيذ التصميم بدقة، والتقليل إلى حد كبير من العفوية التى قد تجئ على غير رغبة من الفنان . وهو يقدم تجربة علمية شاقة، وفنية جادة أتت بنتائج جيدة يؤكدها إمكانية الحصول على ألوان جديدة باستخدام `الأكاسيد المعدنية ` والتحكم فى مساحة اللون أثناء التشكيل فنراه يقدم فى معرضه المقام بقاعة كلية الفنون التطبيقية نماذج من أعماله المتنوعة فى الزجاج المصهور `المنفوخ `، واللوحات الزجاجية، والزجاج المعشق وتطبيقاته على القواطع فى التصميم الداخلى، بالإضافة إلى لوحات الفسيفساء الزجاجى. والفنان يقدم أعماله فى محاولة للسيطرة على العناصر الأساسية لفن الزجاج والمتمثلة فى استخدام التقنيات الحديثة من جهة والاهتمام بالشكل واللون وارتباطهما بالضوء من جهة أخرى حيث يمثل الضوء أهمية خاصة فى أعمال الزجاج الملون وما نجح الفنان فى استغلاله بطريقة جيدة . - وتأخذ الآنية عند الفنان أشكالا مختلفة لعل أجملها تلك التى تستطيل فيها فوهة الإناء وتنشق أثناء الاستطالة لتكون بهذا الشق قطعا جماليا يعود فيتدلى فوق الإناء مكتسبا لوناً أكبر قتامة ويتحكم الفنان فى التأثيرات اللونية للإناء بدرجة كبيرة فقد لا يحوى قاع الإناء أية ألوان ويكون التشكيل باللون من القمة إلى القاعدة حيث يتلاشى اللون المكون من الأكاسيد المعدنية التى تحمل نفس مواصفات الزجاج المصنوع منه الآنية من حيث الخصائص العامة تلافيا لحدوث كسر أو تشققات غير مرغوب فيها. وقد استعار الفنان طريقة الفسيفساء ليخلق من قطع الزجاج الملون الصغيرة تكويناً جديداً باستخدام وحدات نباتية وزخرفية إسلامية تارة، أو باستخدام عناصر آدمية وحيوانية تتداخل ضمن زخرفة عامة، فى لوحات أخرى ذات برواز غير منتظم من الصباح المؤكسد، ورغم أن البرواز غير تقليدى ويحوى فى تشكيله رأس حيوان إلا أنه جاء فظا متناقضا مع دقة ورقة طريقة الفسيفساء الشفافة فلم يخدم التصميم ويقدم الفنان الزجاج المعشق بالرصاص من خلال التنفيذ على القواطع `البارفان ` ويعتمد التصميم فى العملين المقدمين فى هذا المعرض على الشكل الدائرى والأقواس الناتجة فنجده فى أحدهما متماثل من الجانبين وفى الأخر غير متماثل ويرتكز كل منهما على تشكيل مفرغ يتكون من الدوائر والأقواس أيضا بما يخدم التصميم الأساسى ويؤكده .
شادية القشيرى
الأهرام المسائى 1993
فن تشكيل الزجاج وسيمفونية الألوان
- إن إبداع الفنان الدكتور محمد زينهم يبدأ بعد أن تصل درجة حرارة الخامة التى يبدع منها إلى أكثر من 700 درجة مئوية.. هل تصدق أن هذا الفنان الذى أثر أن يترك كل الخامات الطبيعية السهلة وتحول إلى فن صناعة الزجاج ..فهو يجيد العزف على الزجاج عندما ينصهر فهو يجد فى لحظة الانصهار أن الزجاج أصبح عجينة لينة مثل الصلصال يشكلها وهى تطاوعه وتصبح طيعة بين أصابعه على الرغم من النار الموقدة المنبعثة منها .. وقد أقام الفنان محمد زينهم معرضا كتب عنه كثير من النقاد واظهرته إحدى المجلات الأسبوعية فى مقال جيد وعميق وقد قدم محمد زينهم فى معرضه مجموعة من الفازات تعتمد على تجربة جديدة اشترك فيها مع ثلاثة من الفنانين المساعدين فى وقت واحد حيث يتم إعداد التصميم ويتفق عليه بينهم ويقوم كل فنان بمفرده بإحضار `صفارة ` التشكيل وهى التى تنفخ فيها ليشكل الزجاج المنصهر المعد مسبقاً وكل واحد يحمل لونه الخاص لتتجمع الألوان كلها فى وقت واحد. لتخرج فى النهاية ` فازة ` بتشكيل جديد لم يسبق إنتاجه، فهذه الفازة نتجت عن حوار من 4 ألوان لأربعة أشخاص فى وقت واحد بأسلوب تكنولوجى جديد فى إنتاج الزجاج الملون .. - والفنان محمد زينهم عشق الزجاج منذ شبابه المبكر عندما زار المتحف المصرى وشاهد زجاجات العطور وأدوات الزينة الخاصة بملكات الفراعنة ثم درس فن الزجاج الإسلامى حيث كان الفراعنة يحضرون خامات الزجاج من سيناء ويزخرفون به الحلى وشاهد من الزجاج العشق فى نوافذ المساجد وهى تعكس ضوء الشمس ألواناً فيشعر المصلون بالهدوء والسكينة.. وبعدها سافر الفنان إلى موسكو للحصول على درجة الدكتوراه فى فن الزجاج .
عادل حسن
الأخبار 1993
عالم من زجاج جماليات الزجاج .. واستخداماته فى رسالة دكتوراه
-أمر عادى أن يختار أحد طلاب العلم جزئية معينة لتكون محور تخصصه، لكن الدكتور محمد على زينهم اختار جزئية واضحة وشفافة ليحصل على دكتوراه فى إنتاج الزجاج الملون وعلاقته بأعمال الديكور ، ومع رحلته مع الزجاج كان لـ `المدينة الأسبوعية ` معه هذا اللقاء.
- فى البداية يروى الدكتور محمد زينهم قصته مع الأبحاث الزجاجية قائلاً :
- بعد العودة من البعثة التعليمية عام 1989 ناقشت ما يقرب من أثنى عشر بحثا علميا فى صناعة الزجاج وفن الزجاج بين مصر وأنحاء العالم ومن بين هذه الأبحاث : إنتاج نوعيات من الزجاج الملون من الخامات الطبيعية واستخدامه فى العمارة الداخلية والديكور، واستغلال فاقد الزجاج من المصانع ومعالجته لعمل وحدات إضاءة شعبية، وتلوين زجاج السليكات واستخدامه لتقليل فاقد الضوء فى العمارة الخارجية، كذا تجربة جديدة لانتاج الزجاج الملون من نفايات الحظائر
- وعن اغرب الصناعات التى يستخدم فيها الزجاج الآن يقول :
-لاشك ان الزجاج يدخل الآن فى عديد من الصناعات، مثل إنتاج الصوف الزجاجى المستخدم فى صناعة الملابس غير القابلة للاحتراق والمستخدمة فى عمل ملابس رجال الإطفاء، وأيضا رجال الفضاء وكذلك رجال المعامل الذرية، كما استخدم الزجاج أيضا فى صنع بعض النوعيات الزجاجية المتبلورة كالاسفنج، والتى بها مسامات تستطيع امتصاص الغازات السامة الناتجة من معامل الذرة، وبإعادة صهرها بعد امتصاص الغازات تكون أعمالا فنية غاية فى الرقة والجمال تستخدم فى أعمال الديكور ووحدات الإضاءة، وتعتبر هذه الصناعة احدث واغرب الأبحاث فى صناعة الزجاج فى العصر الحديث، وأهمها على الإطلاق .
- كذلك لا نستطيع آن نتخيل عالم فضاء بدون استخدام المناظير الزجاجية التى تساعد على الكشف وظهور عالم المخلوقات وكائنات الكواكب الأخرى، وأيضا لا نتخيل وجود قمرا صناعيا أو سفينة فضائية بدون استخدام الزجاج الواقى الذى يتحمل قوة الضغط العالى فى الطبقات الهوائية، ولا تستطيع إيه مادة أخرى أن تكون بديلا لهذه النوعية من الزجاج خاصة بما لها من صفة الشفافية، وما لها من قوة نفاذ للضوء داخل السفينة الفضائية، وقوة تحمل تفوق الكثير من المعادن والفلزات الأخرى .
-هذا بالإضافة إلى استخدام نوعيات من الزجاج الواقى المقوى فى حفظ الأطعمة والسوائل المستخدمة فى سفن الفضاء .
- وعن احدث الاستخدامات العلمية والطبية للزجاج.. يقول :
- يستخدم الزجاج فى كثير من الأدوات الطبية، وهناك نوعية خاصة من الزجاج لحفظ بعض الأنواع من الأدوية والعقاقير الطبية التى لا يمكن حفظها إلا فى أوعية زجاجية، لما للزجاج من خاصية عدم التأثر بالعوامل الجوية والتفاعل مع المواد المعملية والكيميائية الحمضية منها والقلوية، هذا بالإضافة إلى استخدام الزجاج فى الميكروسكوبات والعدسات، كذلك استخدامه فى صناعة المناظير الجراحية التى تعد أهم ثورة طبية الآن، واستخدام الشعيرات الدقيقة من الزجاج المائى فى عمل الخيوط التى تستخدم فى العمليات الجراحية بدلا من الخيوط المركبة صناعيا أو الخيوط المعدنية لأنها تتلاشى بعد 5 - 6 أيام فقط من إجراء العملية مما يضمن نظافة الجرح وسلامة المريض، كذلك استخدام الزجاج فى عمل المسامير العظمية بدلا من الأنواع البلاستيك، وهذه الاكتشافات تعد من أهم اكتشافات العلم الحديث فى صناعة الطب والزجاج .
- الدكتور محمد على زينهم من مواليد 23/ 3 / 1952 حصل على بكالوريوس الفنون التطبيقية زخرفة تطبيقية عام 1976أقام المعرض الأول بقاعة إخناتون 1978، ثم معرضا بالمركز الثقافى 1983، ثم آخر بالمركز الثقافى الفرنسى 1984.
آمال رتيب
جريدة المدينة الأسبوعية - القاهرة
محمد زينهم : الفن الإسلامى عالمى .. بروح واحدة وأجساد كثيرة
-عشق الفنان التشكيلى الدكتور محمد زينهم عمارة القاهرة الفاطمية، وضواحيها فى الغورية والحسين والجمالية، والتى كان يتعامل معها من خلال النقل بالرسم منذ المرحلة الثانوية، ويصفها بأنها أهم أعمال الفنون الإسلامية، وبعد أن التحق بكلية الفنون التطبيقية، قسم الزخرفة التطبيقية، بدأيهتم بالنواحى الفنية التى تحقق عنصر الأصالة والمعاصرة فى الفن الإسلامى، ولذلك كان بحثه لنيل درجة الماجستير فى الموضوعات التى تهتم بالعمارة الدينية سواء المسيحية أو الإسلامية، ثم نال درجة دكتوراه الفلسفة من روسيا فى الخامات المستخدمة فى الأعمال الفنية، وكيفية تنفيذها فى العمارة الفنية.
- بدأالفنان محمد زينهم عقب عودته إلى مصر الاهتمام بالتراث الفنى الإسلامى، وظهر ذلك فى أوائل المعارض التى أقامها ضمن الـ 42 معرضاً شخصياً، وتتعلق بفكر وفلسفة الفن الإسلامى، والعمارة الإسلامية والزجاج فى العمارة الإسلامية، كما نشر أغلب أبحاثه العلمية التى تصل إلى 65 بحثاً، فى إسبانيا وتركيا وإيطاليا، حول العمارة الإسلامية وموقعها فى العالم وفلسفتها الروحانية.
* الثوابت والمتغيرات :
- وكان أول كتاب نشره بعنوان `فن عمارة المساجد - الثوابت والمتغيرات فى التطوير والترميم`، أتبعه بكتاب `التواصل الحضارى للفن الإسلامى وتأثيره على فنانى العصر الحديث `، وقال إنه تعلم من خلال رؤيته لبيئة القاهرة الفاطمية فى القلعة والغورية والحسين وحارة الروم وتحت الربع، فلسفة البناء وفلسفة الزخرفة، واستشعر روحانياتها، حيث اهتم الفنان المسلم بفكرة الترابط فى العنصر، فجاءت العناصر الزخرفية متماسكة، هو ما يتصل بالعقيدة ذاتها، ففى الصلاة يقول الإمام ` ساووا الصفوف وسدوا الفرج، إن تسوية الصفوف من تمام الصلاة `، حيث التوازى والتناسق، وهو نفس ما فعله الفنان المسلم بان ربط عناصر الزخرفة لتعطى مسطحاً واحداً ليبعد عنه الشر والشيطان، ويعطى الإحساس بالاستمرارية، وأن الموت قادم إلا أن هناك قيامة وبعثاً .
-وأضاف أن نقطة التحدى بدأت حينما كان يشارك فى أحد المؤتمرات بإسبانيا، وإذا بباحث فرنسى يقول إنه لا يوجد ما يسمى الفن الإسلامى، وإنما هو مجرد حرفة، تخرج منتجاً غير فنى، فلما عاد إلى مصر مكث بضع سنين فى الاشتغال على تطور الفن الإسلامى، كى يؤكد للعالم الغربى أن الفن الإسلامى عالمى، وأن فنانيهم العظام أمثال ماتيس وبيكاسو وموندريان وفازاريلى، ومارك شاجال وبول كليه، جميعهم أخذوا عن الفن الإسلامى وأقاموا فنهم عليه، وأشار إلى ذلك فى كتابه `التواصل الحضارى `، وأظهر لهم نماذج التأثر بالفن الإسلامى، وكيفية توظيفه فى أعمال فنانى الغرب، لخلق عناصر جديدة.
* تنمية المهارات :
- وبدأ زينهم مرحلة لا حقة أساسها التفكير فى تنمية المهارات التى تؤكد الأصالة والتجديد فى الفن الجمالى، وأيضاً على مستوى الإنتاج النفعى، لذلك شرع فى دراسة فلسفة ذلك الفن والخامات المستخدمة فيه، والمشاكل التى تعوق المرممين الأجانب، لدى ترميمهم الأعمال الإسلامية القديمة فى مصر، وطرقهم غير الصحيحة فى الترميم، خاصة فى عمليات ترميم الجامع الأزهر، حيث اكتشف أن هناك أكثر من 20 نوعاً من المواد المستخدمة فى الزخرفة الإسلامية انقرضت.
- وأكد زينهم أن الفن الإسلامى فن عالمى، وليس فناً أرضياً، فهو روح واحدة ذات أجساد كثيرة، حيث أن فلسفة الفن الإسلامى عدم مضاهاة الروح، والتقليل من تشبيه خلق الله، وتجديد المضمون، فمثلاً فى مصر حينما شرع الفاطميون فى تنفيذ الأعمال الفنية الإسلامية اعتمدوا على أسلوب المصرى القديم فى الأفريسك للرسم على الجدران، وبدأوا تنفيذ الزخرفة التى تتناسب مع مصر وبنوعية الأحجار الموجودة فيها، وحينما انتقل الإسلام إلى إيران وأفغانستان وأذربيجان ذات الحضارات السابقة، أخذ الفن الإسلامى مضمون تلك الحضارات ونفذه بما يتفق مع روح وفلسفة العقيدة الإسلامية، حيث راعى الفنان المسلم حقوق البيئة،فحينما بنى القبة فى مصر، نفذها بطريقة صناعية تتفق مع الفن المصرى بتدعيمها بالخشب والبناء فوقه بقوالب الطين وعمل فيها فتحات من أسفل لتجديد الهواء فى الجو المصرى الحار، ولكنه عند البناء فى أوزبكستان أو أذربيجان الباردة المناخ، بنى القبة على النظام الأوروبى الذى شيد عليه دير أيا صوفيا، وقلد تلك القباب، مع تغيير عناصر الزخرفة، وعدم وجود الفتحات، وكذلك الخامات المستخدمة، حيث تجد أنه فى المغرب استخدموا الطينات المحروقة المزججة أكثر من مصر، وفى مصر اشتغلوا بالخشب ونقره أكثر، وفى إيران اشتغلوا بالفسيفساء، مما يدل على أن العامل البيئى أثر على طريقة البناء والتصميم المعمارى، بما يتناسب مع الفن الإسلامى.
* الفن الوحدوى :
- وقال إن هذا الفن الوحدوى كانت له عدة قوانين وحينما خرج على كل هذه الحضارات، استفاد منها، وهذا يوضح ظهور الصفة التى يتسم بها كل عصر إسلامى، وأنه فن يتوافق مع معطيات كل فترة زمنية .
- وعن كتاب `ستائر الضوء` الزجاج والمشربية، قال إنه ألفه من خلال بحث عن الزجاج المعشق قدمه إلى مؤتمر أقامته وزارة الثقافة مع مركز الدراسات التاريخية والعلوم الإسلامية بأسطنبول فى تركيا، ثم كان كتابه `التواصل الحضارى للفن الإسلامى وتأثيره على فنانى العصر الحديث ` والذى ترجم إلى الإنجليزية والإسبانية، وطبعت منه ثلاث طبعات، وتأسس على بحثه عن تأثير فن الزخرفة الإسلامية على الفنون الأوروبية فى عصر النهضة والاستشراق فى المدارس الفنية الحديثة، ويصفه بأنه من الأبحاث التى أكد فيها التعريف بالفن الإسلامى وتأثيره على فنون الغرب، واهتمام مصر بإعادة تأهيل العمارة التراثية الإسلامية باعتبارها جزءا من حضارة الشعوب من خلال استنباط حلول تكنولوجية مستحدثة علمياً وفنياً للحفاظ على التراث وصيانته وترميمه وتطويره ومن خلال بحثه فى الاستفادة من تكنولوجيا فن الزجاج فى تصميم قباب المساجد الحديثة فى مصر، وطلب من حسين بكرى مصمم مسجدى الفتح والنور تنفيذ قباب من الزجاج المعشق، فصمم ونفذ أكبر 4 قباب فى العالم العربى ووسط آسيا فى مسجد النور، وكان قطر كل قبة 14 متراً، إضافة إلى الاستفادة من الأساليب العلمية فى ترميم الأعمال الفنية فى العمارة الإسلامية تطبيقاً على مكتب على باشا مبارك بوزارة التربية والتعليم، قصر الأميرة فائقة سابقاً، حيث أعاد ترميمه استرشاداً بأجزاء قليلة جداً متبقية.
* وظيفة العمل الفنى .
- يعتبر زينهم أن العمل الفنى يجب أن تكون له وظيفة، إلى جانب قيمته الجمالية، باستغلال كل إمكانات الفن الحديث المتأصل بالعلاقات المصرية سواء إسلامى أو مصرى قديم .
- واستخدام المواد الصالحة لعمليات الترميم، التى تتوافق مع المواد القديمة حتى يكون هناك تجانس وترابط، و لا يحدث إحلال لبعض المواد، ثم استخدام التكنولوجيا المتطورة التى تصلح لعملية الترميم، والبحث عن كيفية عمل فكر مدرسى للحرف اليدوية التقليدية التى تساعد فى توفير الحرفى العاشق لهذا التراث.
مجدى عثمان
دنيا الاتحاد - 19/ 8/ 2011
|