أحمد عثمان
- ينتمى الفنان أحمد عثمان الى الجيل الثانى الذى تألق فى الثلاثينات وما بعدها وكان من قادة الحركة الفنية الذين تثق فيهم السلطة مما أتاح له أن يشرف على عدة مشروعات، وفى أعمال أحمد عثمان مذاق إيطالى فى حين كان بعض أبناء جيله يتميزون فى فنهم بالمذاق الفرنسى وكلا الفريقين كان متاثراً بالفن الفرعونى الذى وضع فى بؤرة الاهتمام بعد ثورة 1919 وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية .
- إن من يؤرخ لفن النحت المصرى الحديث لا بد أن يذكر المثال أحمد عثمان فقد كان له حضور قوى متعدد الجوانب فى الحركة الفنية الحديثة خلال الثلاثينات والأربعينات والخمسينات والستينات ـ كما كان أستاذاً لعدد كبير من النحاتين المصريين .
- استطاع أحمد عثمان أن يحقق المواءمة بين دراساته الأكاديمية لفن النحت وأسلوب النحت فى التراث المصرى والتراث الشعبى فكان الكثير من أعماله على مستوى أستاذيته وأغلب أعماله النحتيه تعالج قضايا قومية أو اجتماعية أو تذكارية وكان أحمد عثمان يتمتع بروح طموحة وإيمان بأن ممارسة الفن التشكيلى وبخاصة النحت يمكن أن تكون وسيلة علاجية لكثير من أنواع الانحرافات.
المثال أحمد عثمان .. مؤسس الفنون الجميلة بالإسكندرية وصاحب نقل معبد أبو سمبل
- ليس أوضح من تحديد موقف الفنان ودوره فى مجتمعه من التعرف على مسيرته الفنية من خلال إبداعاته وأفكاره. وأحاول هنا أن أتتبع مسيرة الفنان الراحل المثال أحمد عثمان ( 1907- 1970)، للتعرف على موقفه الإنسانى من الحياة والواقع والمجتمع الفنى الذى اعتبر المثال أحمد عثمان أحد رواد النحت العربى الحديث وأستاذاً خرج أجيالاً فى فن النحت فى مصر والأقطار العربية .ولم لا؟ وقد أصبحت فى شخصه أهم الخبرات الميدانية فى مجالات التربية والتعليم وتطوير آفاقها فى ميادين الحياة العملية.
- اختارت هيئة اليونسكو العالمية الفنان أحمد عثمان لتولى تنفيذ نقل معبد أبو سمبل الذى يعد أكبر عمل حضارى فى التاريخ الحديث .يتلخص المشروع فى استخدام المنشار السلكى لتقطيع أحجار المعبد ونقلها إلى هضبة مرتفعة مجاورة للمعبد، ويبلغ ارتفاعها 200 متر حتى لا يتأثر المعبد بعد نقله بمياه السد العالى، كما تجلت عظمة المشروع فى المحافظة على الإعجاز الفلكى المتمثل فى سقوط أشعة الشمس على وجه الفرعون داخل المعبد يومين فقط طوال العام ( يوم مولده ويوم تتويجه ) .
- لم يصل أحمد عثمان إلى هذه الفكرة إلا بعد أن درس كيف كان المصرى القديم يصنع المسلات وينقلها بواسطة آلية طوعت الأحجار الثقيلة ونقلتها من مكان إلى آخر بأمان تام .
- ويذكر الجميع الدور الذى قام به المثال `أحمد عثمان` فى ترميم تمثال رمسيس الثانى الذى أقيم فى ميدان باب الحديد بالقاهرة ، وقد عرف الميدان بميدان رمسيس .
- شغل `أحمد عثمان` إلى جانب إبداعاته فى جداريات النحت البارز فى دار الأوبرا وبرج القاهرة وواجهه حديقة الحيوان بالجيزة التى شاركه فيها المثال الراحل `منصور فرج ` بالدعوة إلى إنشاء كلية للفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1957 وصاغ رسالتها بحيث تجمع بين الدراسات الفنية الخالصة والتعليم الحرفى المهنى على غرار مدرسة الباوهات ( الجميل النافع ) كما هو الحال فى مدارس ومعاهد الفنون فى ألمانيا وإيطاليا وأمريكا، وعين عميداً للكلية .
- لم ينقل أحمد عثمان برامج كلية الفنون بالقاهرة ولكنه عدل عليها الكثير الذى يحقق ارتباط طالب الفنون بمجتمعه وقدراته على تعميم فنون النحت فى المرافق العامة وفى الأماكن والحدائق والمؤسسات كافة، هكذا أصبحت كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية رمزاً وعنواناً للفن والثقافة بالإسكندرية وفى عام 1962، أضيف إلى أقسام الفنون (الزخرفة والنحت والتصوير والحفر ) قسم للعمارة .
ويذكر دوره فى الاستفادة من خبرة الفنانين الأحرار بضمهم إلى كلية الفنون للتدريس، ومن بينهم الفنانون سيف وانلى وأدهم وانلى ومحمود موسى ومحمد حسين هجرس وبهذا دخلت هيئة التدريس عناصر جديدة لها شهرتها فى الحقل الفنى . وفى عام 1960، افتتح عميد الكلية أحمد عثمان متحفاً دائماً يضم نماذج نادرة من أعمال الفنانين المصريين وخاصة السكندريين .
- وفى نطاق المعارض الدولية، قامت الكلية بتمثيل مصر فى المعارض الخارجية على سبيل المثال فى روسيا وإسبانيا وفرنسا ،كما ساهمت مكتبة الكلية والتى أضيف إليها مكتبة موسيقية فى نشر الوعى الفنى والثقافى وخاصة بعد إنشاء قسم حر ليلى لهواة الفن التشكيلى .
- وعلى المستوى الإنسانى، اهتم الفنان الراحل بتعليم نزلاء ليمان طرة فن النحت فى الأحجار، وتولى بنفسه رئاسة هذا القسم بالليمان، وتدريب النزلاء على تحويل الأحجار إلى قطع فنية. وخلال رئاسته لقسم النحت بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، أدخل على البرنامج الدراسى بقسم النحت تشكيل التماثيل فى الأحجار الصلبة، وكان يقوم بالتدريس أحد نزلاء سجن طره ممن عرف عنهم الأخلاق والموهبة الفنية واستطاع طلبة قسم النحت الإبداع فى خامة الخشب والحجر الجرانيتى والجيرى، وكانت الدراسة من قبل قاصرة على التشكيل بالطين وصب التماثيل بخامة الجبس .
- وقد أقامت مصلحة السجون معرضاً ضخماً لتماثيل من الحجر قام بنحتها النزلاء تحت توجيهات الفنان وإرشاداته. وكانت المعارض الخاصة بنزلاء السجون قاصرة على الأثاث وبعض المشغولات اليدوية. وأخيراً كان مشروع فن النحت فى الليمان بداية لحركة تغيير للنظم الاجتماعية للنزلاء فى الليمان.
- وأخيراً، تميزت أعمال الفنان الراحل بطابع خاص تعبيراً عن الحياة الشعبية فى الريف المصرى، حيث تميزت بتعبيرات الوجوه البسيطة والعضوية التى تستوحى الفن المصرى القديم، ولكن فى واقعية ودون تكلف .كما تتميز أعماله بتماسك الكتلة والبعد عن الفراغات، فالكتل متماسكة والخطوط انسيابية.
* وضع برنامج لنزلاء ليمان طره لنحت الأحجار الصلبة وتخرجوا فنانين :
-والحركة تخدم المضمون الذى يحمل فكرة العمل وجاءت مجسماته يغطيها وشاح رقيق شفاف ينقل للمشاهد نبض الحياة الذى ينبعث من داخل الكتلة المتماسكة .
- إن المسيرة الفنية للفنان المثال أحمد عثمان متماسكة ومعبرة وهى بهذا تستدعى انتباهاً خاصاً من شباب الفنانين الذين لم يعايشوا النماذج الصادقة من الأجيال التى سبقتهم مسيرة أحمد عثمان تؤكد قدرته على المشاركة فى الواقع الذى عاشه
- الفنان المثال أحمد عثمان ( 1907- 1970) ولد فى القاهرة ويعود أصله إلى منطقة بلاد النوبة .
- تخرج فى مدرسة الفنون والزخارف المصرية بالحمزاوى عام 1926والتحق ببعثة متحف بنسلفانيا الأمريكية رساماً يسجل الآثار المكتشفة فى فلسطين .
أوفد فى بعثة إلى روما عام 1927 لدراسة فن النحت وعاد منها عام 1933 واشتغل بالتدريس فى المعهد العالى للفنون التطبيقية عام 1936واشترك مع زملائه فى إنشاء جمعية فنية مصرية تحت اسم ( رابطة الفنانين المصريين ) ثم عين رئيساً لقسم النحت بكلية الفنون الجميلة عام 1937 ثم عميداً لكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1957.
- بعد إحالته للتقاعد عين أول عميد لمعهد ليوناردو دافنشى فى القاهرة .
فى عام 1970فارق الحياة بعد تعرضه لحادث أليم فى قطار السكة الحديد بمحطة الإسكندرية حدث منذ 55 عاماً دق جرس التليفون فى مكتبى بجريدة المساء وكان المتحدث عميد كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية الفنان أحمد عثمان.
قلت : ` مبروك التليفون` جاءنى الرد : `التليفون سيتم تركيبه بعد أيام، وأنا أطلبك من تليفون (المنجد) محل بجوار مبنى الكلية ` !
- وكان فى هذا تأكيد على حرص الفنان عثمان على إدارة الكلية والتواصل مع الفنانين والنقاد من أجل مصلحة الكلية.
بقلم : حسن عثمان
مجلة الخيال - العدد الثالث والثلاثون - ديسمبر 2012
لمسة وفاء فى ذكرى فنان مصر
- لمسة وفاء قدمها زملاء وتلاميذ فنان كبير رحل وكاد اسمه يدخل فى دائرة النسيان.. انه الفنان الراحل أحمد عثمان الذى استطاع تلاميذه من الفنانين الذين درسوا على يديه من جمع ما بقى من اعماله وتم عرضها فى قاعدة عايدة أيوب بطريق سقارة بمناسبة مرور 18 سنة على وفاته.. المعرض أقيم بغرض التعريف بفنه ودوره فى اثراء الحركة الفنية المعاصرة فهو من عمالقة النحت فى تاريخ الفن المصرى الحديث وقد تجاوزت شهرته حدود وطنه حتى عرف باسم فنان القارة السمراء كما كتبت عنه موسوعة الضوء الالمانية واعماله تعتبر مدرسة تقوم على استلهام التراث من الفن المصرى القديم من حيث مفهوم الكتلة والبناء والشكل والاصالة والعمق الانسانى فى اعماقه واهم ما يستوقفنا فى رحلة أحمد عثمان الفنية التأكيد على الدور الذى قام به فى تجسيد الشعارات القومية والوطنية التى انطبعت بمشاعره وانفعالاته نحو الانتصارات التى حققها الشعب المصرى.
- والمثال أحمد عثمان شارك فى ترميم تمثال رمسيس كذلك صمم تمثال أحمد شوقى والذى فاز بالجائزة الأولى للنحت فى بينالى الاسكندرية واشترك فى عمل اللوحات البرونزية التى تحكى قصة المواقع الحربية على قاعدة تمثال ابراهيم بميدان الاوبرا وواجهة مبنى الكونسرفتوار والنحت البارز على مدخل نادى ضباط الجيش بالزمالك ومدخل حدائق الحيوانات بالاشتراك مع الفنان منصور فرج واقام النصب التذكارى لثورة يوليو بميدان محطة مصر بالاسكندرية كما ساهم بفكرة فى قطع ومعبد ابو سمبل أما آخر اعماله فهو مشروع اقامة تمثال للشهيد الفريق عبد المنعم رياض.
- وأعمال الفنان الراحل تستوقفك بعظمتها ومصريتها الخالصة التى تكاد تنبض فى عدد من التماثيل مثل بنت البلد والنزهة.. فقد اخذ من صميم البيئة المصرية شخصياته الشعبية وعناصره فى أعماقها ثم اعادها لنا فى صورة منحوتات ذات قيمة فنية عالية.
- والمثال الراحل سيبقى اسمه بجانب انه من دعائم جيل الرواد الذى اعطى لبلاده اكثير فهو الذى انشا كلية الفنون الجميلة بالاسكندرية وكان اول عميد لها سنة 1957 بعد ان شغل رياسة قسم النحت بكلية الفنون الجميلة بالزمالك.
- وليكرم هذا الفنان الذى سيظل عطاؤه باقيا وما ابدعته أنامله، أمام الاجيال فلا اقل من ان تقتنى وزارة الثقافة بعض اعمال الفنان الباقية لفنان أحب بلده وظل وفيا لها حتى وفاته.
بقلم : ليلى القبانى
جريدة الأهرام 16-12-1988
أحمد عثمان مؤسس فنون الاسكندرية ومعرض فى ذكراه الثامنة عشر
- كانت شخصية الفنان الفقيد احمد عثمان ببساطتها وشعبيتها ووفائها مثالا نادرا طوال الثلاثة والاربعين عاما التى امضاها فى التعليم الفنى (1927-1970) وعلى يديه تخرج المئات من الفنانين الذين تفخر بهم مصر فى العصر الحديث ومثالا نادرا أيضا كعميد مسئول عن ادارة الكلية فاضفى بأخلاصه وتفانيه فى العمل روح المحبة والاخوة والزمالك بين جميع الاساتذة والموظفين والطلاب.
- وعندما بلغ سن الاحالة إلى المعاش استعانت به وزارة التربية والتعليم مديرا منتدبا بالمعهد العالى ليونارد دافينشى للفنون الجميلة وانتدبته كليتا الفنون الجميلة بالقاهرة والاسكندرية وكلية الفنون التطبيقية لتدريس فن النحت فيها .. كما كرمته الدولة بمنحه وسام الاستحقاق من الدرجة الثانية فاعتذر لوزير التعليم العالى عن قبوله باعتباره حقا لكل من تعاونوا معه فى العمل لتدعيم وجود كلية الفنون الجميلة بالاسكندرية .. وهكذا ذهب شهيد فنه الذى عاش طوال حياته الى ان لقى حتفه فى حادث قطار الديزل المشئوم الذى غادر القاهرة فى الرابعة من بعد ظهر يوم الجمعة 13 نوفمبر 1970 الموافق 14 رمضان 1390 ولم يكن يبلغ محطة سيدى جابر حتى اصطدم فجأة بجرار اعترض طريقة فسقط شهيدا للواجب مثلما استشهد ابنه الضابط سعيد فى غزة بعد ان افرغ حمولة طائرته على تل ابيب فى الخامس من يونيو عام 1967 وكانت المفاجأة مذهلة وقاسية بفقد صديق ربطتنى به صداقة اربعين عاما لم تشبها شائبه.
بقلم : محمد صدقى الجباخنجى
جريدة الجمهورية 7-12-1988
أحمد عثمان.. من قرى أسوان إلى فضاء الرومان
- منذ قرون وشعلة الفن المصرى لا تخبو حيث كانت أنامل الصناع والنحاتين من أجدادنا الفراعنة لا تكف عن النقش فى الحجر. تاركين لنا تراثاً نفخر به على مر العصور. وقد كان مثال مصر الأول محمود مختار ` 1891 - 1934 ` أول من طرح الفن كضرورة قومية باعتباره أحد المكونات الأساسية للثقافة المصرية فى عشرينيات القرن الماضى.
- والفنان أحمد عثمان أحد الثلاثة الذين أرسوا حجر الأساس للفن المصرى المعاصر. فقد كان وزميلاه محمود مختار و المصور محمود سعيد أصحاب مدرسة أصلية يفخر بها الفن المصرى. فقد كان امتداداً لأجداده الذين نحتوا المعابد والمسلات فى وادى النيل.
- ولد المثال أحمد عثمان عام 1907 فى قرية `عنيبة` أقصى جنوب مصر بمحافظة أسوان. وكان مولده بمثابة مولد جديد لفن النحت المصرى. ولعل أصالة نشأته ومولده فى أحضان النوبة كان له الأثر الفعال فى تكوين شخصيته وطابع فنه. ولم يكن فنه مجرد تعبير عن ذاته الفنية بقدر ما كان يمثل ذات مجتمع ووجدان أمة.
- وقد حقق نوعاً من الامتزاج والتفاعل بين جنوب مصر والدلتا فى أعماله النحتية. ويتضح ذلك جلياً فى تمثال ` العلم والصحة والرفاهية ` بمدخل بلدة `سرس الليان`.
-التحق الراحل أحمد عثمان بمدرسة الفنون والزخارف المصرية فى عام 1923م، إذ كانت هذه المدرسة فى ذلك الوقت متخصصة فى بعض جوانب الفن التطبيقى. فكانت فنون الزخرفة والأثاث وحفر الخشب والنسيج والمعادن تدرس على المستوى العام ثم التخصصى. وكان طابع الدراسة بصفة عامة الطابع العربى والإسلامى. ومن المعروف أن هذا الطابع يفرض دقة مميزة لممارسة العمل فيه. فى أى من الاختصاصات. ومما لاشك فيه أن ممارسة الفنان أحمد عثمان دراسته على هذا الطراز كان لها الأثر الفعال فى فنه الذى اختاره لنفسه فيما بعد.
-عاش أحمد عثمان أربع سنوات بمدرسة الفنون والزخارف المصرية مكتسباً العديد من التعاليم الفنية التى ساندتها موهبته وخصاله الطيبة. وامتدت دراسته للفنون والزخارف إلى مواد فنية أخرى غير الزخرفة الإسلامية. فكانت دراسته لفن الأثاث دراسة فنية وعلمية وتاريخية.
-وبقدر ما كان أحمد عثمان مديناً بتفوقه وامتلاك أدواته الفنية وعالمه التعبيرى لموهبته المتميزة ووعيه المبكر وتجربته الحياتية فقد كان بالقدر نفسه مديناً بذلك للأستاذ رجب عزت أحد المعاصرين للرعيل الأول من الفنانين. وكان هذا الأستاذ إلى جانب تخصصه فى فن الأثاث رساماً ومصوراً بالألوان المائية. ومن بين من أسهموا فى تنشئة أحمد عثمان وتنشيط أحاسيسه الفنية الأستاذ `جان بونتيلا ` الرومانى الجنسية الذى كان مدرساً لمواد الطبيعة الصامتة والحية وللدراسات الأثرية بالمتحف الإسلامى. وكان عطوفاً ومحباً لتلاميذه. فقد كان ذلك بمثابة الرباط الوثيق بين الفنون الزخرفية والأثاث وبين الفنون الجميلة.
-وكما يقول رفيق مشواره الفنى. الأستاذ سعيد حامد الصدر: حصل أحمد عثمان على دبلوم الفنون والزخارف المصرية عام 1927. وعين مسجلاً للحفريات الأثرية فى فلسطين. فكان هذا مجالاً جديداً طرق أحمد عثمان أبوابه. ولكنه أصيب خلال تلك الفترة بالملاريا التى لازمته طوال حياته وكانت سبباً فى متاعب صحية له. ولم تطل مدة عمله فى فلسطين فكان سفره فى بعثة إلى إيطاليا عام 1927.
-تخصص أحمد عثمان بعد التحاقه بأكاديمية الفنون الجميلة بروما فى فن النحت على يد الأستاذ النحات ` لوبى` فأثبت تفوقاً على أقرانه الإيطاليين. وكان ما تعلمه فى مصر بداية طيبة مهدت له استيعابه لما أوفد لدراسته بروما. وقد حصل على الدكتوراه فى فن النحت من نفس الأكاديمية بعد ثلاث سنوات دراسية ثم سافر إلى فلورنسا لمدة عام بعد ذلك.
- كان يتعامل المثال أحمد عثمان مع الأحجار الصلبة والقوية فى قوة أجداده الفراعنة. وكان يحاورها ليستخلص ما بها من أسرار. ولقد كانت النوبة مهد صباه هى المرفأ الأمين الذى يرتكن إليه بحنين الابن إلى أمه. فمنذ أن ساعدته قدماه على السير اتجه بنظراته إلى بعض الجبال الصغيرة التى كانت تحيط بقريته فتولد عنده عشق الطبيعة. ومن هذا العشق الحميم كانت الدروس الأولى فى تربية البصر والبصيرة. وكان أحمد عثمان يعيش فى إيطاليا جسداً وفى وادى النيل روحاً، وتعلقت آماله كلها بتحقيق فن مصرى أصيل وقد تحدث أحمد عثمان قائلاً: ` عندما أوفدت فى بعثة لدراسة فن النحت بإيطاليا استيقظت روحى وتفتحت بصيرتى فازددت إيماناً بعظمة وطنى الذى أملى تعاليم حضارته على الشعوب القديمة والمعاصرة. ولا شك أن إيمانى بالفن المصرى القديم وليد إحساس كامل بما فى المنحوتات المصرية من جمال وعظمة. وبما يتضمنه من قيم فنية أدركها فى العصور الحديثة معظم فنانى العالم`.
-عاد أحمد عثمان إلى مصر فى منتصف عام 1933 بعد انتهاء دراسته فى إيطاليا. وبدأت حياته مرحلة جديدة تجمعت فيها مسئوليات عديدة وكان عليه أن يخوض المعارك المتنوعة بين مسئولية الوظيفة فى مدرسة الفنون التطبيقية. وأن يتخلص من المؤثرات الأجنبية التى كانت متغلغلة فى الحركة الفنية فى ذلك الوقت. إذ كان يهدف دائماً أن يكون لتعاليمه الفنية إشعاعها على التعليم، وكما ذكر صديق عمره الأستاذ سعيد حامد الصدر فى الكتاب الذى أعده بعنوان `المثال أحمد عثمان وحياته وأعماله` إذ يقول ` وهنا كان اللقاء مع زملائه العائدين من بعثاتهم أيضاً أمثال: المرحومين حسين محمد يوسف وعزت مصطفى وإبراهيم جابر وعبد العزيز فهيم وواضع هذا الكتيب، وقاموا بإنشاء جمعية فنية مصرية تحت اسم `رابطة الفنانين المصريين`. وقامت هذه الجمعية بمهام واسعة النطاق بالتحرير فى الصحافة وإقامة المعارض وفتح المراسم الخاصة وتعليم الفن للراغبين وتعزيز وتعضيد شغل المصريين للمراكز الحكومية الفنية `.
- وكان لقيامه بمهمة التدريس فى ` كلية الفنون التطبيقية ` الأثر البالغ فى حركة فن النحت وخروجه من تعليم المنحوتات الزخرفية لعصر النهضة إلى تعليم التصميم ذى الطابع المصرى القومى. كما اهتم أحمد عثمان بتعليم نزلاء ليمان طره فن النحت فى الأحجار وتولى بنفسه رئاسة هذا القسم بالليمان. وتم بذلك تدريبهم على الارتزاق المهنى فى ظل حياة شريفة. واستمر فى حمل هذه المسئولية حتى عام 1957. حتى سافر إلى الإسكندرية لإنشاء كلية الفنون الجميلة بها. بعد شغله لرئاسة قسم النحت بكلية الفنون الجميلة بالزمالك فى عام 1937. وكان ذلك تمصيراً لرئاسة القسم بعد أن كان يشغل رئاسته النحات `كلوزيل` الفرنسى الجنسية.
- ولا شك أن رئاسته لهذا القسم لمدة عشرين عاماً كان لها الأثر البالغ فى توجيه الدراسة فيه. وتخرج على يديه العديد من النحاتين الذين قاموا بالمسئوليات الفنية فى الكثير من القطاعات.
-وقد كان أحمد عثمان صادقاً مع نفسه ويحمل الولاء لبيئته الشعبية. وكان يعبر عنها فى أعماله الإبداعية فتمثاله ` فتاة بنت البلد` وهو من مقتنيات متحف الفن الحديث يجسد فيه وجهاً لملامح امرأة من جنوب مصر.
بفضل جهوده أصبحت كلية الفنون الجميلة رمزاً للفن والثقافة بالإسكندرية.
-لم يكن عثمان مبدعاً تقنياً فحسب، ولم يكن أيضاً مجرد فنان ينتج من ذاته وعمق وجدانه، بل كان يكرس فنه لأهداف قومية مباشرة. وكان متمسكاً بهويته المصرية ذات الجذور الضاربة فى أعماق التاريخ. ولم ينسق إلى نهر الثقافة الأوروبية لأن المخزون الثقافى فى أعماق الشخصية المصرية أعمق جذوراً.
-تولى أحمد عثمان مسئولية إنشاء كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية بتكليف من الحكومة حيث بدأت الدراسة فيها عام 1957، وستظل هذه الكلية هى النموذج المثالى للكليات الفنية لما بذل فيها أحمد عثمان من جهد رمزاً وعنواناً للثقافة بالإسكندرية ، ٍوكما قال عنه الأستاذ سعيد الصدر: لم يكن يقتصر اهتمامه على الكلية ومتحفها، بل أعطى اهتماماته أيضاً للنشاط الذى يقوم به متحف الفنون الجميلة بمحرم بك.
-وجملة القول إن عثمان أينما كان موقعه كانت سمات جهوده وإنتاجه نابعة من الطبيعة والتراث القومى، وكان يمثل المجتمع.
-وسأذكر بعضاً من منحوتاته كما جاءت فى كتاب `المثال أحمد عثمان` للكاتب سعيد الصدر:
النحت البارز للمدخل الرئيسى لحدائق الحيوان بالجيزة عام 1936
النحت البارز فى حوائط محطة سراى القبة عام 1937
النحت البارز على قاعدة تمثال إبراهيم باشا، ويمثل الجيش المصرى سنة 1949
النحت البارز بنادى ضباط الجيش بالزمالك وهليوبوليس
واجهة مبنى الكونسرفتوار سنة 1967
تمثال الشاعر أحمد شوقى بالقاهرة 1960
ترميم وإقامة تمثال رمسيس الثانى سنة 1953
- وأخيراً المشروع الخاص بانقاذ معبدى أبوسمبل بطريقة النشر والقطع إلى أجزاء ثم إعادتها كما كانت بأعلى هضبة الجبل.
بقلم : فيصل الموصلى
القاهرة 6-8-2002
أحمد عثمان وجيل النحت الثانى
-كان ` المثال ` بشارة عودة الروح إلى فنون عصرنا الحديث .. تفتح وجدان جيل النهضة على نحته ، ورفع الزهو القومى تماثيله منذ ` نهضة مصر` حتى ` سعد زغلول `. وحين مضى ` المثال` كانت مصر تتطلع إلى أبعاد أخرى فى مسارها التاريخى العريق .. رحلة النحت التى صاحبتها منذ عصورها السحيقة حين لاحت على أفق ما قبل التاريخ، وارتقت ذروتها فى عصورها الفرعونية المجيدة..
-أرسلت الدولة القديمة من خلال عهود الاسرات الناهضة دعائم الخط المصرى فى النحت وقدمت `طيبة ` العصر الوسيط أعمالا نابضة بالحياة ، وبطاقة من العزم وقوة التعبير.
-وأضاف عصر تحتمس وعصر حتشبسوت مثلا من الجمال مع حرية فى الاداء والتعبير.
-وأثرى فن العمارة التشكيل المصرى اذ فتح مجال التعبير عن العواطف والانفعالات وجعل الصدق للواقع مطلبا أسبق من مطلب الصدق ` للنمط والغرار`.
-وفى طيبة العصر الحديث التقى تدفق التيار الحضارى وخلاصة التجارب التشكيلية فى التماثيل الصريحة التى تفيض بالسمو والنبل والامل، وفى التماثيل الصغيرة بلغت رهافة الحس التعبيرى.
-وهجر النحت صعيده مع أفول شمس طيبة إلى مدينة البحر المتوسط حين حاول التقليد المصرى العريق لقاء مع الفن الاغريقى الوافد.
-وأوى النحت إلى الجدران، وتحول إلى أضافة معمارية فى العصر القبطى بينما ابدع الحس التشكيلى الاسلامى أعمالا قد لا تحمل فى مجموعها سمات النحت الدائرى الصريح وأن تمثلت فى وحداتها الزخرفية خصائص النحت فى تعبيره وتكامله، فكانت الزخارف المنحوتة وحدات تنبض بالحياة وأصبح النحت صنو البناء، وقرين المعمار فى تشكيلاته وزخارفه وتوقفت رحلة النحت فى خط مصر الحضارى، ولكن الموهبة الشعبية ظلت ترسل روائعها.
-وعلى مشارف هذا القرن ظهر مختار، فجاء ظهوره أيذانا بعودة الذات المصرية إلى منابعها وتجلى فى تماثيله نبض هذا المسار التاريخى العريق.
-وكان مختار فردا فى عصره أستوعب نحته حقبة عصر النهضة لا تطالع إلى جانبه غير قلة نادرة منها تماثيل نحات اخر عاصره `عثمان دسوقى` الذى تألق فى معارض القاهرة الاولى ثم خباه الموت، وانتاج اكاديمى متباعد للمثال ` انطون حجازى ` الذى اتجه فى حدود طاقته وجهده إلى تعليم النحت بالفنون التطبيقية ، وبعض تماثيل ` ابراهيم جابر` وعمد فيها إلى تبسيط للخط والتكوين فى تسجيله نماذج من الباعة والفلاحين.
-ولكن مصر كانت تعد فى هذه الحقبة مواهب أخرى ظهرت فى الثلاثينات.
- أخرجت مدرسة الفنون الجميلة بين من أخرجت مثالا بدت فى أعماله العذوبة المصرية فى فن نحت مختار وقدرة التعبير فى تماثيل الاشخاص هو عبد القادر رزق .
- بينما كانت معاهد فنية أخرى تهيىء للاعداد شبابا اجتمع له هبة النحت فأخرجت مدرسة الفنون والزخارف ` أحمد عثمان ` و ` منصور فرج ` وأتاحت لهما حركة البعوث إلى أوربا التى نشطت فى العشرينات مزيدا من استكمال الاعداد الفنى فسافر أحمد عثمان إلى ايطاليا وأوفد منصور فرج إلى انجلترا وعادا فى الثلاثينات ليشاركا معا فى مجموعة من الاعمال الفنية الكبرى اقترنت باسميهما.
-كانت عودة أحمد عثمان فى سنة 1933 بعد ان درس فى ايطاليا على المثال الكبير لويس وبعد أن عاش فى ظلال النحت الفلورنسى فترة من السنوات الخمس التى قضاها فاخذ بقوته التعبيرية.
-وعاد مشحونا بالأمل.. ولكن المناخ المصرى فى هذه الفترة كان معتما يعانى اثار الأزمة المالية، ويضيق من ضغط سياسة الحكم الرجعى والاستعمار مما فاخلد الى وظيفته كمدرس بمدرسة الفنون التطبيقية وبقى بها حتى بدا الحصار الاجنبى ينحسر قليلا بعد سنة 1936، وحركة التمصير تمضى مستندة الى افراد البعوث العائدة من أوربا فشغل أحمد عثمان وظيفة رئيس قسم النحت بمدرسة الفنون الجميلة العليا بعد تمصيرها وظل بها من سنة 1937 إلى سنة 1957.
-وشهدت معارض القاهرة رسومة وتماثيله.. وكان تمثاله ` النزهة ` علامة طريق له تمثلت فيه قوة التعبير النحتى مع حاسة زخرفية لم تفقد التمثال تماسكه وقوته.
-وقد حقق به صبغة تشكيلية لنموذج بنت البلد تذكرنا على نحو ما بنماذج المصور الكبير محمود سعيد.
-وكانت سنة 1936 قد حققت لمصر استرجاعا لبعض ذاتها فآوى الشعور الثائر الى هدنة تراوحت بين الرضا بما تحقق وبين عدم التوافق معه. وفى هذا المناخ لم يكن ` للتمثال القومى` مطلبه، كما أن الأعمال الوجدانية الكبرى لم تكن لتلقى الباعث المحرك لها .. كانت حقبة يسودها اتجاه الى تحقيق الذات فى اطار الواقع. والى التشييد والتنظيم فى حدود الأرض التى أتيحت لنا.. وفى هذا الوقت بدأت حركة بناء وتعمير فكان مطلب التجميل من لوازمها..
-وتحقق لقاء المثالين - أخمد عثمان - ومنصور فرج - فى أعمال مداخل حديقة الحيوان، وفى مبنى محطة سراى القبة . عاد النحت مرة أخرى إلى البناء ، وانما عاد ليحمل المسرة ويبشر بتجميل جدران المبانى العامة بأعمال تلاقى فيها ادراك نحتى مع الحاسة الزخرفية.
-ولكن أحمد عثمان لا يكتفى بأعماله الجدرانية، وانما يشاطره تطلع إلى التمثال الدائرى فى المجموعة التى اقامها بسرس الليان وفى تمثال بنت البلد، وفى تمثال الفلاحة وفى غيرها. هو فى هذه الاعمال لا ينتمى إلى فنانى الدلتا القدامى وانما يواتيه ميراث الجنوب بايقاع تحتى يتسم بالقوة ووحدة المقاطع وبصراحة فى معالجة الكتلة النحتية بخاصة فى تمثاله بنت البلد والفلاحة، دون أن يغفل مع قوة التعبير لمحاته الزخرفية.
-ولو آتاحت الظروف له أن يفرغ للإبداع الفنى ولو حرصت حركة البناء والتعمير على أن تستخدم مواهبه لاستطاع أن يواصل تيار الحضارة الفنية العظيم حين كان النحت قرين المعمار، ولا نرى الرؤية التشكيلية بأعمال تفتقر لها مبانينا العامة.
-هو فنان من هباته القدرة على النحت الجدارى، كان فى استطاعته أن يحقق ما حققه فى ذات وقته فنانون أخرون فى العالم امثال دريفييه، وجانيو، وبواسون الذين تزهو بأعمالهم وجهات قصر شايو ومبانى التروكاديرو وتماثيل النافورات فى باريس.
-ولكن مشاغل الوظيفة وضيق مجالات العمل الفنى العام حجبت استمرار هذا الخط الذى بدأه ومضى أحمد عثمان برسالة جليلة أخرى حين ظل يعلم النحت المباشر لمساجين ليمان طره خلال أثنى عشر عاما كانت بالنسبة له مهمة لا تقل فى جلالها عن مهمته كأستاذ فى كلية الفنون الجميلة.
-ولم ينزعه منها الا تكيفه بانشاء كلية للفنون الجميلة بالاسكندرية ، بذل من أجلها طاقة حماسة ، وخطط لها رسالتها على غرار يجمع بين الدراسات الفنية الخالصة ، والتعليم الحرفى مثل الباوهاوس فى المانيا وبعض معاهد الفن الامريكية..
- وكادت هذه المهمة تستغرق نشاطه اذ هى تنقله من نطاق المدرسة الى مجالات الحركة الفنية بالاسكندرية ، ولكنها لا تصرفه من أن يفرغ لمشروع جليل حين تأكدت ضرورة انقاذ معبدى ` ابوسمبل ` واخذت الدراسات العالمية لاساليب الانقاذ تتوالى فتقدم أحمد عثمان بمشروع تقطيع المعبدين ونقلهما الى الهضبة العليا بعيدا عن منسوب المياه.. ومن سداد رأيه ان تقر هيئة اليونسكو هذا المشروع وأن تعد خطة اعادة بناء المعبدين على اساس من هذه الفكرة.
-وعلى الرغم من هذه الاعمال المجيدة التى حققها فان الامل مازال معقودا على عودته بكل ذاته الى ابداعه الفنى، فمازالت مصر بحاجة الى تعميق اللقاء بين النحت والعمارة.. وهى ترقب دائما من يستطيع ان يعيد الى جدران المبانى العامة سر الايقاع المصرى القديم فى النحت وبراعة الزخرفة النحتية الاسلامية فى شغل الفراغ المعمارى. ومن مطالب هذا العصر أن يصاحب الفن مظاهر العمران.
بقلم : بدر الدين أبو غازى
الهلال 1-6-1967
- يعتبر المثال أحمد عثمان من فنانى جمهورية مصر العربية العاملين بصدق وايمان على رفعتها فى جميع المجالات وخاصة ميدان الفنون التشكيلية فهو منذ بداية دراسته الفنية فى عام 1923 وهو يمارسها عمليا على الأسس والقواعد الهادفة إلى ايجاد فن محلى نابع من صميم البيئة والتراث المصرى العريق.
-ولقد عمل الفنان فى هذا الميدان وحرص على هذا المبدأ السامى وكانت من نتائجه مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية تتسم بطابع خاص مميز حاز الكثير من الاعجاب والتقدير فى جميع الأوساط الفنية فى الخارج والداخل وها هى أهدافه تؤتى ثمارها فى تلاميذه المنتشرين فى ميادين الفن المختلفة يعملون فى صمت مؤمنين بمبادئه.
- ويعد المثال أحمد عثمان أحد الثلاثة الذين أرسوا حجر الاساس للفن المصرى المعاصر فقد كان زميليه الفنان مختار والمصور محمود سعيد أصحاب مدرسة أصيلة يفخر بها الفن المصرى.
- وقد تمكن الفنان أحمد عثمان من تطوير فن النحت المصرى المعاصر بل ويعتبر فنه مثلا حيا للفن القومى فى القارة الأفريقية.
(مترجم عن الألمانية من كتاب أفريفيا العريقة الشابة)
نحتفل به بذكراه - جميعاً - لانه وهو الاسمر.. المرتبط بجذور الجنوب واصالة النوبة.. قد استطاع وهو الغريب عن الاسكندرية ان يقيم فيها اول دراسة معاصرة لكلية الفنون الجميلة بها .. رغم كونه قد ولد فى دنيانا بعد نشأة الفنون الجميلة بالقاهرة بعد عام وان كان رأى الدنيا يومها حين اقيمت دراسة الفنون التطبيقية التى ما ان شب مع الايام حتى التحق بها ثم فاز ببعثة الى ايطاليا ليعود استاذا ثم رئيس قسم النحت فى كلية فنون القاهرة ليعلم العديد من بينهم جمال السجينى.. ثم عميداً لفنون الاسكندرية التى تمر 24 سنة على نشأتها الان.
فناناً.. نعم.. كان ويكون.. لان الفن الحقيقى خالداً.. خلود حضارة مصر.
بقلم : كمال الملاخ
كان أول من رأى بثاقب فكره وبعد نظره ان العاصمة الثانية لمصر وعروس شواطئ البحر المتوسط ومنارة العلم فى الماضى تنقصها كلية للفنون الجميلة يكون لها طابع مستقل متميز وفن يتجاوب مع بيئتنا وطابعنا بعد ان سيطر الاجانب على الفن فى هذه المدينة لسنين طويلة.
كان رحمه الله من عمالقة النحت بمصر فى العصر الحاضر ترك لمساته الفنية ليس فقط فى بعض اعماله الخالدة ولكن له فضل كبير على الاجيال الحديثة من ابناء الاسكندرية الذين يسهمون فى الحركة الفنية.
بقلم : أ.د.مريم محمد عبد العليم
|