`جيهان فايز` بيئات ميثولوجية تدشن الأثر
- لم ترتكل `جيهان فايز` لتنظيمات شعرية معتادة لحكاءة بصرية، بل ولجت لتخصيب جدر المحلية والهوية بخيال، تدونه حالمة لامتلاك وجدانية المتلقي لأثيرية وميثولوجي عوالم خاصة، وتدشين التجاوب التفاعلي مع العمل ورسائله المفاهيمية، لتدشين الأثر والملمح الخاص فى نفس وروح الفنانة، وينعكس على تكويناتها الفكرية، عبر ذلك البوح الوجدانى والعاطفى لما تثيره الحالات الذهنية للأشياء فى الفنانة، للنحو عن التفكير الأرسطى والمحاكاة الأفلاطونية، لشخذ الإحساس بالتوهج والصيرورة والتعبيرية المصطبغة بشاعرية هامسة عاطفية تدعمها جرأة تدفق اللون ومخططاته الفكرية، وعلاقاته وقيمه الظلية والملمسية، لتتوارى الموجزات الشكلانية والهيئات وتكثيف لغة التباينات والنورانية والضياء اللوني والخيال الأسطوري الجاذب لحواس المتلقي، لتسطير نبض وشاعرية مستقاة من المحيط والاستغراق بهدوء فى مسائل (ماورائية-غامضة).
- لتنبرى عوالم `جيهان فايز` الفنية الساحرة ذات العمق والمستوي الدلالي، التي تنحو عن الظاهر الشكلاني، لصالح معالجات من فنانة تمتلك أدواتها، ونتاج فاعل وحصيلة للتأمل المتعمق للمحيط الزماني والجغرافي والسيسيولوجى، وما تكتنزه من أنساق دفينة من المرئيات، وما تراكم فى مخيلتها عن طبيعتها ومرئياتها، لتعزيز الفعل الإبداعى، وتعضيد فكرة العمل ورمزيته، لتتسم أعمالها ببيئة ميثولوجية تسكن فيها كتل شاعرية نابضة بدرجات لونية حالمة، في دينامية إيقاعية داخل نسيج، يخصب أجواءه طقس يدعم قوى الترابط والتجاذب، لتتحول داخل هذا النسق الإدراكى لمفهوم يتفاعل ويتوحد مع التنظيم الفراغي المستحدث، وتصدير خطابات بصرية كتمثيل فاعل حيوى ومعادل للحقيقة التى تطرحها مخيلة الفنانة، دون الغلاف الظاهرى فى الواقع البصرى المحسوس.
بقلم : د./ حسان صبحى حسان
جريدة : الرياض 26-4- 2024