الابداع التشكيلى عند الفنان المصور / أحمد بكر

-على نيل مصر وفى الضفة الشرقية منه بذغ نجم الفنان التشكيلى أحمد بكر فى مدينة المنصورة - محافظة الدقهلية يطالعنا من آن لأخر بأعماله الفنية التى بها خاصية متفردة وحساسية مرهفة وقدرة فائقة على الاقناع لمتذوقى الفن ولكل متلقى.أعماله توحى بالدهشة ويخرج لنا بأدواته وامكانياته سيموفونيات تتسم بنسيج ملىء بملامس وايقاعات غاية فى الحساسية هو فنان جاد يعشق الفن من أعماق وجدانه متحمس بثقة واقتدار يلعب بالخط تارة ليخرج لنا رسوم متميزة ثم بالشكل واللون تتكون أعمالاً شديدة الخصوصية ليعلن عن أعمال فنية غاية فى التميز ويفاجئنا بفنان بما يشبه المراحل وان ظل خيطاً رئيسياً يربط بينهما. - وانتاجه الفنى يشمل على رؤى حسية وفكرية مستمدة مما يدور حوله ويراه فى واقعه الذى يعيشه فتكون ترجمة ابداعية صادقة نابعة من خلال ذاته لحرصه على التجويد الى حد البلاغة بحيث تحقق ثراءاً واضافة لابداعاته.- وعند تحليل خطوطها نكتشف تكاملها داخل مساحة اللوحة وفى تحليل الوانها تجدها متقابلة فى تكافئ محكم ودرجاتها اللونية منسجمة تماماً. الظل والنور فى لوحات الفنان أحمد بكر يقوم بدور شاعرى يقلل من كثافة الاجسام والاحساس بماديتها فتتخذ شكلا ساحرا خاليا وعنصر المفردات فى لوحاته يكتسى بمسحة فاتنة فيها نضارة واحساس بالوقار بحيث يبقى تأثيره ونفاذه فى أعماق المشاهد. - ومن هنا فان خطوط التكوين فى لوحات الفنان أحمد بكر ذات دلالة نفسية تجذبنا إلى جمال الشكل دون ان ندرك سبب انجذابنا اليها .
- ويهتم الفنان اهتماماً بالغاً بالملمس السطحى للوحة ويمكن للمشاهد ان يلمح مدى الجهد الذى يبذله الفنان فى تشكيل سطح لوحته صعوداً وهبوطاً فى حركات متتالية من الفرشاة لكى يحقق للسطح دسامة محببة ومقنعة .
-الفنان أحمد بكر يغوص فى دروب الطبيعة لكشف المجهول ويتحلى بجدية البحث وجرأة اللمسات الفنية وخصوبة الخيال والقدرة على معايشة البيئة الشعبية والريفية واستلهام موروثها الجمالى والرمزى برؤية معاصرة ومتفاعلة مع تيارات الفن الحديث ولم ينساق وراء النزعة التشكيلية الجوفاء الخالية من أى مضمون يتلائم مع الشخصية المحلية ونراه دائما متمسكاً بالجوهر العميق للفن ورسالته وهى الحرية والاصالة الدالة على الشخصية والانتماء وقد أقبل على تعلم الفن بحماس وفهم شديدين رغبة فى التفوق إلى جانب ما تحمله أعماله من قيم الوفاء والتضحية.
- يتميز أسلوبه بالشفافية والسيطرة على تقنية الاداء وتتجلى حماسه الفنان فى توفيقه فى اختيار الشكل الفنى الملائم لكل موضوع اذ نرى الحركة وملامح التعبير وايقاع الخطوط فى المعالجة التشكيلية والتى تتفاوت من عمل إلى آخر وفقاً لموضوعه فنلمح استقامة التكوين يحقق اللمسة الانسانية التى يومئ اليها الفنان فى حساسية مرهفة، وقد استفاد الفنان من تجارب الاخرين واستوعبها واشترك فى عدة معارض ناجحة واشاد النقاد بها ولاقت اعماله رواجاً كبيراً فى الأوساط الشعبية مما يدل على تمكن الفنان من أسلوب المعالجة التشكيلية وقدرته على ترجمة ملامح البيئة والحياة اليومية التى تحيط به وقد حصل الفنان على عدة جوائز وشهادات تقدير تدل على أنه قد أخذ مكانه بجدارة واستحقاق بين الفنانين الجادين حيث لديه عالمه ورؤيته الخاصة.

بدوى بدوى سعفان

وكيل نقابة الفنانين التشكيليين بالدقهلية

-إن لوحات (أحمد بكر) تثير الدهشة فى نفوس النقاد وأنا واحد منهم فعلى الرغم من دراستة المنهجية في كليتى الفنون التطبيقية والجميلة وحصوله على دبلوم الخط العربى فقد إستطاع أن يحتفظ للوحاته بمذاق فطرى اتسق مع موضوعاته المختارة من قلب الريف المصرى وحرص على الإمساك بتعبير البهجة والوئام وسيادة الألوان البرتقالية والصفراء ويحيط عناصرة البشرية بزخارف نباتية كما في لوحته ( فى موسم البرتقال ) ويفتح طرق الإتصال بين الإنسان والنبات والطيور كما فى لوحتة ( فلاحة تطعم طيرها ) والإطعام هنا ذريعة لعلاقة ألفة وحنان بين الفلاحة وأوزتها وتسهم فى التعبير عن ذلك منحنيات خطية رقيقة تصل بين الفلاحة والصومعة .
- ويعمق ( أحمد بكر ) المشهد بالمشابهة فى الشكل بين فلاحة اللوحة وفلاحات المعابد المصرية القديمة فيصل بتلك الإستعارة بين اللحظة الراهنة وبذورها المصرية القديمة وترتفع درجة الاإستعارة من الموروث الفنى المصرى القديم كما في لوحتة ( الخزين ) وبدخول اللون الوردى وإنسحاب البرتقالى و الاصفر إقترب نوعا ما من عالم الفنان الكبير حسين بيكار الزاخر بالطرب و البهجة والوئام .

الناقد الراحل / محمد بقشيش

جريدة اليوم السعودية

الفنان أحمد بكر - تصوير زيتى

- مصور تشخيصى مقتدر، يميل إلى التمثيل الواقعى لموضوعات مستمدة من البيئة الاجتماعية والشعبية فى أسلوب تسجيلى يعكس اصرار الفنان على توصيل رسالة معينة إلى الجمهور بطريقة مباشرة تمشياً مع نظرية الفن للمجتمع. ويمكن له أن يحقق نتاجاً أفضل إذا ما عمق حلوله التشكيلية واختيار احداثه بطريقة غير مألوفة .

د/ محمد أبو المعاطى هيكل