رفقى فتحى أحمد الرزاز
أعماله تزين جدران اليونسكو
* رفقى الرزاز : معارضى مفاتيح لإثارة الوعى
- 14 لوحة بخامة الزيت على قماش (الكانفاس) فى أعماله الكثير من (الآرت مودرنا ) أو الفن التشكيلى المتطور والحديث فى أساليبه .
- إنه الفنان رفقي الرزاز الذي لا يتبع المدرسة التجربية وأسلوبه هو التلخيص والإنجاز بمنطقة الخاص به.
- بدأ نشاطه فى المعارض وهو فى المرحلة الثانية بكلية التربية الفنية شارك فى الكثير من المعارض الجماعية والقومية وأيضا الدولية منذ عام 1977 عندما كان فى كلية فى السنة الثانية من الدراسات فى الفنون التشكيلية.
- احترف الفن وتفرغ تفرغاً تاماً منذ عام 1983 حيث أقام 15 تجربة فى الفن التشكيلي كلها تدور فى متاحف وزارة الثقافة فى مصر ومنطقة اليونسكو وفى عدة سفارات عربية وأجنبية إلى جانب بعض البنوك والفنادق والكثير من المؤسسات الكبري سواء في مصر وفي العام وفي أماكن متفرقة .
- وفي حديثة يقول الفنان رفقي الرزاز أنه كلما أقام معرضا خاصا منذ بداية الثمانينيات اعتبره نافذة إعلامية تستوجب بعضاً من الكلمات الموجودة عليها تكون من مفاتيح إثارة الوعي والفكر لدي المتلقي من متذقي الفن وقال إنه في هذه التجربة يتضح معني التجريد من خلال أدوات التعبير الفنية والفكرية وهو ذلك المنطق الإنساني الذي يصل إلية الفنان الحقيقي من قصد أوعمد باعتباره طورا من أطواره الفكرية بل أقول إنه تلخيص وإيجاد لهذا الحكم المتواضع من التراكم الشعوري والفني لواقع بصري أو مرجعية شكلتها طبيعته الخلابة بزخمها التارخي والحضاري وما هو غائر في نفوسنا وقلوبنا هذا الواقع استبلته مرآة مستوية داخل عقلي وقلبي منذ بداية احترافي ليعكس على مجموعة مرايا داخلية محدبة أحياناً ومقعرة أحياناً أخري لتلقي كل منها بظلالها على الآخري من خلال ضياء الحب وإمعان النظر والتأمل في تلك الروح الشرقية البديعة التي تجبرك على رؤية الفراغ قبل الشكل والكتلة لتدخلا ويتسابقا في البزوغ بدلالات سابقة التحضير في مضون التجربة الجمالية .
الناقد / رشاد القوصى
العربى 9 /3/ 2008
حشد من الرموز وسط معالجات ومراحل متنوعة تخاطب ` روح الحضارة`
أقام الفنان رفقى الرزاز معرضا للوحاته يمثل مراحل مختلفة أسماه ` روح الحضارة ` وروح المعرض الأساسية كعرض أستيعادى مصغر بدت فيه تلك العملية التجميعية التى تنقل فيها الفنان بين أكثر من أسلوب حتى بدا عنوان العرض ` روح الحضارة ` لا تكشف عنه لوحات العرض لأنها بدت متفككة ين الرمز والعلامة والتشخيص فى عدة معالجات ومراحل وإن كانت السمة الأساسية فى معرضه هى الروح الشعبية على تنوع مظاهرها ورموزها بين شبه التشخيصى إلى الرمزى والتجريدى مع عناصر ورموز مباشرة من الفن المصرى القديم تتمثل فى الكف وقرص الشمس الفرعونى وبعض رؤوس حيواناته والصولجان ونبات البردى والميزان ومظاهر حياة القرى من النخيل والساقية والحصاد ونساء ورجال من وحى الفن الشعبى ورموزه من الحصان والنجمة والسيف والهلال وعازف الربابة وبعض وجوه من الفن الأفريقى .
فالفنان قدم تجميعا من اللوحات بين الفرعونى والشعبى والريفى وحتى الإفريقى منفذا بذات المنهج ومنجزا خلال مراحل زمنية عده وأسماه ` روح الحضارة ` .
وهنا لى وقفة مادام الفنان أطلق مسمى على أعمال تحمل سمات بصرية محورة لرموز قصد الفنان بها أن يجعلها معادلة ودالة على الحالة إن كانت شعبية أو مصرية قديمة أو ريفية فليس هذا مفهوما أو دلالة نناظر بها لروح حضارة ما فالرمز هو لمحة من لمحات وجود ما حقيقي وإذا فسرنا الرمز سوف نفسره حتما برموز أخرى لذلك فالعرض من الفنان هو عرض لمشاهد مزدحمة بالعلامات وليست لها دلالتها المعادلة للحضارة أو لروحها ربما اقتصرت على بعض من رموز مظاهرها المدنية فوجود الرمز ليس دليلا كافيا على استلهام روح حضارة كان هو قبلا جزءا من لغتها البصرية عن واقعها المعاش لأنه يقدم رمزا واستلهام بصريا ولا يقدم روح حضارة لأن روح الحضارة لا يمكن تلخيصها فى رمزا أو علامة بصرية كحالة أبدا بل تحتاج لهضم مفردة تلك الحضارة ليخرج الفنان بمفهومه الخاص عنها حتى دون الاستعانة بأى من علامتها البصرية المباشرة لا أن يناظرها بالرمز أو بنفس ملامح الوجه والوضعية الجانبية كما عالج استلهامه من المصرى القديم فهذا استحضار لعلامات بصرية مادية مفردة ليست فى سياق دلالتها الأولى لذلك هى ليست استحضارا لروح تلك الحضارة .
بينما لو لم يحصر الفنان عنوان معرضه داخل منطوق لفظى واسع جدا مقابل لوحاته لبدت تجاربه الفنية متنوعة داخل مظاهر للوحات مستلهمة من الشعبى والمصرى القديم والإفريقى وبدت أكثر ثراء فى قدرة تناوله سمات بصرية لثقافات مختلفة يمنطقها بمفهومه ورؤيته وبوعيه تجاه المعاش والمتذكر والمستلهم وليس للجسد لأكبر .
لذلك سأضع جانبا المسمى وأعرض للوحات معرضه التى تكشف عن فنان مثابر يحترم ثقافة مجتمعه ولديه مخزون مفردات من كثرته ينثره فى كل لوحاته وتكشف لوحاته عن تجربة طويلة لفنان عاشق تراثه لكل من كثرة ما لديه من أفكار وعناصر ومشاهدات نراها تتراكم كلها فى لوحاته وتختلط الاتجاهات فى فنه فلا يرسو عند منطقة بحث محددة لكنه يريد أن يقول بلوحاته أنه يستطيع تقديم كل شئ مما يراه فوق جدران موروثه الفنى القديم أو مما يعايشه لبعض من تراث شعبى كما أنه داخل لوحاته تارة نراه يستلهم شخوص ورموز حامد ندا وتارة نراه فنانا تجريديا تماما ثم نراه يقدم بورتريهات واقعية إفريقية وتارة هو معجب بثورة وحصان بيكاسو وأخرى هو فنان رمزى .
هذا تراكم ثرى لرحلة الفنان الطويلة وهو المتفرغ لفنه فى إخلاص ليقدم فنا له قيمة بعيدا عن السمة التجارية لكن تظل تجربته مفككة بكثرة الإدخال الرمزى عليها لمجرد حضور الرمز كعلامة قوة وفى كل لوحة .
إلا أنه يبدو ورغم تجارب الفنان الواعية والجهد المبذول بدت كأن كل مرحلة تجذبه تجاهها ولا تريده أن يغادرها فلا يبنى عليها رأسيا بل يبنى إلى جوارها وبنفس المنهج لحالة أخرى فتظل كل مراحله تتمثل معا كسلسلة وبنفس القدر مما يجعلها تتشابه فى التناول ودائما تتجاوز أفقيا فى الظاهر فوق جدران قاعات العرض وأحيانا تكون كما فى مرحلته شديدة التجريد الأخيرة التى أنجز معظم لوحاتها عام 2012 فهى لم تبن على مفهوم لوحاته الفكرى السابقة بل هى منفصلة تماما .
بينما الفنان نفسه بنى نفسه بتراكم خبرته كرصيد ثرى لإتجاهه تجاه الشعبى والموروث وأخلص له بشدة ميزته عن كثيرين من فنانى جيله وبأدواته التكنيكية المتميزة لكن ذلك التعدد وكثرة الرموز قد يشتتان بعض المشاهدين .
وتظل تجربة الفنان رفقى الرزاز غنية للغاية وتنوعها حتما سيثرى تكريسها إذا أراد فى اتجاه واحد كى يكشف وينير بذلك التراكم لثقافة الفنان البصرية وحضوره الوجدانى شديد الإنسانية عمق تلك التجربة المحترمة لأحد فنانى مصر الملتزمين بإحترام موروثهم واستلهامه فنيا .
فاطمة على
جريدة القاهرة 17/ 3/ 2015
- يتميز عالم الفنان رفقى الرزاز بخصوصية شديدة قادرة على جذب المتلقى بصرياً ووجدانياً فى حوارات عميقة الرؤى والدلالة..أكسبه أسلوب الفنان المازج بين التعبيرى والتجريدى بوعى شديد تشويقاً لخوض محاولات فك شفراته ورموزه وتلمس ملامح شخوصه التى يتعامل معها الفنان بقيمها المجردة ووفق صياغات رصينة تستدعى المعنى وتبرزه على حساب الزخرف الجمالى التقليدى.
- ولعل معرضه بقاعة الباب فرصة لإمعان القراءة مجدداً فى هذا العالم وما يحمله من أطروحات وموضوعات غاية فى الثراء الفكرى والفنى ومناسبة لمتعة بصرية مع قيم تشكيلية متفردة جمالياً وفنياً ..
أ.د/ خالد سرور - رئيس قطاع الفنون التشكيلية
كتالوج المعرض - مارس 2016
الفنان رفقى الرزاز ( 1958 ) .. من الواقعية إلى التجريد
- رفقى الرزاز فنان - جدارى برغم أن حجم لوحاته لا يتعدى الحجم المتوسط إلا قليلا ، إنما أعنى بذلك حسه القوى بالتنوع الملمسى والثراء اللونى والمساحات التجريدية الصريحة جهيرة الصدى، مايجعلك لاتبحث فيها عن التفاصيل فليس هناك من تفاصيل تقرأ، بل تطرب لهذا الإيقاع البصرى الخلاب بما يوازى دقات الطبول والآلات النحاسية، من ألوان الأحمر والطوبى والأزرق والأخضر والأسود، فى فضاء تهيمن عليه علاقة التضاد بين كل منها وبين اللون الأبيض، وفيما بينها درجات لونية وظلية كثيرة تشبه ` التونات` الهامسة فى خلفية لحن صاخب، ويقوم المعمار الفنى لديه على لحن أساسى` ميلودى غالبا فى شكل هندسى ، يتردد عبر الأشكال والألوان بإيقاعات مختلفة، ويسمح بمساحات من الهدوء الإنسيابى ومن التأمل الحالم وسط الصخب الجياش لخطوطه الحركية السوداء فى كثير من الأحيان، غير أن التباين الواضح فى ألوانه وخطوطه ومساحاته وأشكاله الهندسية المتقاطعة يقوم على الصراع والوحدة .. إنها جدلية بلا نهاية من البناء والهدم، ومن الاشتباك والتصالح ، ومن التمزق والتماسك.
- وبغض النظر عن ضبابية المعانى الفكرية والانسانية والتراثية التى يحدثك الفنان عن وجودها فى اللوحات - التى يمكن أن تدركها أولا تدركها شأن أى عمل تجريدى - فالمؤكد هو أن هذه اللوحات تبدو خلاصة تجربة تصويرية مكثفة فى الرسم التشخيصى الذى تم تكثيفه إلى مستوى التجريد، مستخدماً ألواناً شديدة القرب من الرسوم الجدارية فى الفن المصرى القديم خلفه ، وإن كنا نجد لديه بعض أصداء واضحة من فنانين آخرين .. مصريين وأوربيين، لكن تجربته الفنية كفيلة بإذابة هذه العناصر الدخيلة فى المستقبل وهضمها فى شخصية متفردة .
بقلم : عز الدين نجيب
من كتاب ( الفن المصرى وسؤال الهوية بين الحداثة والتبعية )
|