`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
غادة أحمد محمد حسن الزيات

- `رقصة الموت` أطل علينا هذا المفهوم الفني في منتصف القرن -السادس عشر، عندما صرع وباء الطاعون القارة الأوربية العجوز بأكملها، وهو مفهوم مجازي جسّده العديد من فناني تلك الحقبة في الكثير من أعمالهم الفنية أمثال الفنان الهولندي `بيتر بروجيل` في لوحته الشهيرة `انتصار الموت` . فالفن هو أحد ملكات التعبير عن الحياة لدى الإنسان، وهي مرآة عصره وضمير حاله، وفي حقبتنا الزمنية المعاصرة بادرت الفنانة التشكيلية غادة الزيات كإحدى فنانات هذا الجيل، بترجمة هذا المفهوم لتواكب أحداث العصر الوبائي الذي نعيشه ولتفاجئنا بهذه اللوحة التعبيرية الرائعة الرمادية `التي تعكس المزاج العام المجتمعي` مجسدة فيها الأم وشجون ومشاعر الفنانة تجاه أحداث مجتمعها، بنظرات وإطلالات وتعبيرات شخصيتها الغامضة ما بين الحزن والقلق أو الخوف الذي قد لا يمنع من الموت ولكنه يمنع الحياة على قول أديبنا `نجيب محفوظ` وتزيدنا الفنانة حيرة أكثر عندما تركت لنا وبحرّية تحديد نوع أطياف هذه الشخصيات وكينونتهم، هل هم أطباء ومسعفين أم هم أطياف من عامة المجتمع المكلوم أم هم الإنسان بشكل عام، ولكن يبدو أن هذه النقطة للفنانة لم تكن تعنيها بقدر اهتمامها بتوصيل فكرتها ` ان الكل ذائب في لب الأحداث المخيفة غامضة المستقبل` وقد عبرت عنها الفنانة بعدّة رسائل فنية منها الخطوط والمساحات السوداء المتشابكة والتي تجسد بؤرة الأحداث، وفكرة احتضان الجميع لبعضهم البعض واتصالهم بقلب واحد نابض كبير يسع لجميع أفراد المجتمع، ولكن تبقى تعبيرات الخوف والترقب في نظرات الشخصية الوسطى وهي في نظري أكثر عمقا من تعبيرات لوحة الصرخة للفنان `إدفارت مونك` والذي أرادها الفنان صرخة كبيرة ظاهرة وعبّرت عنها الفنانة غادة بصرخة مكتومة غامضة وهي الأصعب فنياً وإبراز هذه الحالة الصعبة والتعبير عنها يحسب للفنانة وقدرتها الإبداعية، وبالرغم من الحلة النفسية التلقائية المسيطرة على وجدان الفنانة إلا أنها لم تبخل علينا بإشراقة أمل وطمأنينة جسّدتها بهدوء ودون إفتعال في المساحات الواسعة الهادئة بأعلى الللوحةوبأوراق الزهرة غير المكتملة وما يحيط بها من مساحات بيضاء رمادية مكملة لأوقية رأس الشخصيات، لتبعث لنا وبروح ونفس طيبية، رسالة طمأنينة أن بالأمل والتفائل يحيا الإنسان، فهما متلازمان يشعلان في روحه وقلبه فتيل الحياة، بوجودهما يرى الإنسان الحياة أمامه بألوانها الوردية التي تعيد له الشغف والإقبال على فطرة البقاء. شكراً للفنانة على تعبيرها الفني الرائع حيث همست بريشتها الموسيقية ما يجلوا بعقولنا ووجداننا النفسي.
بقلم : محمد محمود

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث