- فى خصام واضح وصريح لاتجاهات محددة تنتشر هذه الأيام بأسم الحداثة، يقدم الفنان عبد الوهاب البراشى معرضه فى أتيليه القاهرة، يحاول من خلاله أن يعيد الكرامه المهدورة لقيمة `الموضوع ` فى العمل الفنى بعد أن زهد فيه كثير من الفنانين وراحوا فى حمى مسعورة يخلطون الألوان بحس غليظ، يلطعون اعمالهم بنفايات رديئة.
- عبد الوهاب البراشى فنان دارس، تخرج فى كلية الفنون الجميلة، تنتمى أعماله للمدرسة الواقعية، فهو يصور الانسان فى حالاته المتعددة، وينتخب البسطاء بالتحديد ليصطاد مشاعرهم بمهارة تكنيكية واضحة، ويتجول احياناً على شاطىء النيل، ويقتنص لحظة ضوء حانية ترصع المياه والقوارب باللآلىء مدهشة، ثم يقوم بتسجيلها من خلال عجينة لونية ثرية وضربات فرشة ناعمة وعنيفة.
- أما عمله الضخم والذى يبلغ مساحته 6 أمتار× 3 أمتار تقريباً والذى جسد فيه مشهداً من فرح شعبى فجاء اتقانه وحشده لجموع البشر باهراً للمتلقى، راعى فيه دقة التصميم وتوزيع بؤرة الضوء بحرفة دراس وموهبة فنان ثم قدم الفنان عبد الوهاب مجموعة اخرى من الاعمال تحرر فيها من أسر الواقعية وراح يقتحم اتجاهات فنية اخرى تقترب من التعبيرية والتحليل الهندسى.
- هذا فنان جاد وقلق، يفتش عن قيم جمالية هجرتها معظم من يرتكبون التلوين هذه الأيام.
- لذا نطمع فى المزيد الذى يمتع العيون وينثر رزاز السعادة فى النفوس.

ناصر عراق

جريدة الأحرار 1996