حضور للمرأة الأفريقية في أعمال سارة عبدالجليل
- تتخذ الفنانة التشكيلية سارة عبدالرازق عبدالجليل من المرأة الأفــريقية أيقونة فنية تحاكي بها مجتمـعاً ضيق الأفق تحكمه عادات وتقـــاليد قديمة وثقافات جندرية متجــذرة، فنجد الفنانة في معالجتها لتلك المرأة تحررها حيناً وفقاً للمـــأمول، وتكبلها أحياناً أخرى بمحـــاكاة للموجود، تكسرها ثم تعــــيد بناءها، تشرذمها وتجمعها فـــي معرضها الأخير المقام في المعهد الفرنسي في الإسكندرية.
المتتبع لأعمال عبدالرازق، وهي من مواليد الإسكندرية بينما تعود جذورها إلى محافظة أسوان (إحدى أهم نقاط اتصال المصريين بقارتهم السمراء)، يجد محاولاتها الدؤوبة لاستعادة شذرات إيجابية نابضة لنضال المرأة عبر بانوراما جغرافية شديدة الزخم والتنوع. فتطل المرأة الأفريقية بسمرتها الفاتنة وعودها النحيل وبشرتها الداكنة القوية الملامح الحادة التفاصيل، من بين جنبات تركيبات عبدالجليل وأعمالها الفنية، والتي تتخذ من فن التجريد على الماء والزنتانغل آرت المصحوب بالفيديو، وسيلة فنية تعبر من خلالها عن المرأة الأفريقية.
«تجذبني دائماً المرأة الأفريقية، فهي الفرد الفاعل في القبيلة والمجتمع على حد سواء، وهي العنصر الأهم في العلاقات الإنسانية، وأجد كل ركن في القارة السمراء متأثراً بها» تفسر عبدالجليل لـ «الحياة» توجهها الفني. وتضيف: «المرأة الأفريقية نشطة للغاية رغم الصعاب التي تواجهها، فهي تمثل جوهر القوة العاملة الحقيقة، وكلما زادت درجة سمرة البشرة، كان ذلك دليلاً على نقاء العرق الأفريقي فيها وهو من دواعي الفخر والتفاخر لديها».
وتتابع: «من بين جدران الفقر والجهل وكثير من المشكلات المتعالية والتفاصيل المتنافرة، تطل المرأة مبهمة غير مقصودة ربما خيالية لكنها توحي بتناقضاتها وتضاداتها المتداخلة طولاً وعرضاً وفي كل اتجاه. الأفريقية تستفز أي فنان بتفاصيلها المثيرة وغموضها اللافت وتفاعلاتها الحيوية وعوالمها الداخلية والخارجية، وبالطبع أكسسواراتها وألوانها الكرنفالية».
تعتمد عبدالجليل تكنيك الأبيض والأسود بما يوحيه من قوة وتناقض في تجربة عمرها أكثر من ست سنوات، منذ أن ازداد اهتمامها بالـ «افريكان وومان» African Woman وAfrican meditation وباتت مادة أساسية في غالبية معارضها الجماعية والفردية، وقد عمدت الى مزج التجريد مع فن الرسم على الماء الإيبرو، وعبر الزنتانغل آرت Zentangle Art مستخدمة الفيديو كوسيط بصري رابط. تتعدد الزوايا التي تلتقط منها عبـــدالجليل المرأة الأفريقية خلال معــارضها، فتتناول المرأة بنشاطاتها وحيـــاتها كامرأة وأم وزوجة وأخت، كأصـــل للعلاقات الإنسانية، كما تسعـــى دائماً إلى إظهار مدى تعلق المــــرأة الأفريقية ببيئتها ومدى تعلق بيئتها بها عبر وسائط فنية عدة.
وعن الزنتانغل آرت تقول: «هو فن التشابك وهو نوع من أنواع الرسوم الزخرفية، فنعبّر عن الأشياء في شكل زخرفي شديد الدقة والتناسق بما يشبه المنمنمات»، لافتة إلى أنه فن ألماني يعالَج من خلاله الأطفال المصابون بالتوحد، فهو ذو خلفية واسعة تجمع الفن والمتعة والبساطة والعلاج.
وتشير إلى قلة المتفاعلين مع ذلك الفن قائلة: «للأسف أصبحنا نعاني قلة المتذوقين، فحضور المعارض يقتصر على الفنانين والمهتمين. أصبحنا دائرة مغلقة فنحن من ينجز الأعمال الفنية ومن يتذوقها ومن يذهب إلى المعارض لحضورها». وتؤكد: «لا أسعى إلى الشهرة، ولكن لدي رغبة في الوصول إلى روئ متباينة تصل إلى المشاهدين للعمل ذاته».
سامر سليمان
الحياة - 2017/4/28