حول رؤية الفنان - السيرة الذاتية - قطاع الفنون التشكيلية

- يواجه نجوم الجيل الثانى من الفنانين المصريين نوعاً من التجاهل والاهمال ... وقد أقام متحف الفن المصرى الحديث منذ فترة احتفالا بفنانى ثلاثة أجيال حتى مواليد عام 1935 لوضعهم فى دائرة الضوء وإعطاء الأحياء منهم وعائلات الفنانين الراحلين شهادات تكريم مع شعار المتحف ، وذلك لكسر حالة النسيان التى زحفت عليهم .
- ينتمى الفنان ` إبراهيم جابر ` إلى الجيل الثانى الذى يضم الفنانين الذين ولدوا بعد بداية القرن العشرين ( 1900) وحتى الحرب العالمية الأولى (1917).
- ولد إبراهيم جابر عام 1902 بزاوية القبانية بقسم الجمرك بالإسكندرية وتوفى بالقاهرة عام 1972وقد انتقل من الإسكندرية الى القاهرة وعمره 17 ليلتحق بمدرسة الفنون الجميلة المصرية التى تخرج فيها عام 1937 بعد أن تخصص فى دراسة فن النحت وقد عين بعد تخرجه مدرسا لمادة ` الرسم ` فى مدرسة رأس التين الثانوية بالإسكندرية وسرعان ما تقرر إيفاده ضمن أول بعثة حكومية لدراسة الفنون فى أوروبا بعد أن نجح حزب الوفد فى إقرار الميزانية اللازمة لإيفاد البعثات الفنية فسافر عام 1928 عقب أقطاب الجيل الأول وضمن المتفوقين من خريجى ` مدرسة الفنون الجميلة المصرية ` فكان من بينهم إبراهيم جابر . سافر إلى باريس حيث درس فى مرسم الفنان ` بول لا ندوفسكى ` بدلا من الالتحاق بالدراسة الخاصة بفن النقش والزخرفة التى كان مقررا من الناحية الرسمية أن يدرسها هناك واستطاع الفنان المصرى أن يشارك فى صالون باريس السنوى فى خمس دورات متتالية كما نال جائزتين فى النحت وشهادتين تقديريتين عنهما وعندما عاد الى مصر واصل إنتاج التماثيل النحتية الصغير حتى بلغ عدد تماثيله أكثر من 360 تمثالا موزعة على أصدقائه من أصحاب المجموعات الخاصة فى فرنسا وإيطاليا وشيكاغو ومصر .. وقد اقتنى ` متحف الفن الحديث بالقاهرة عدداً كبيراً من أعماله خلال الثلاثينيات . ورغم أنه شارك الجيل الأول فى النشاط الفنى بعد عودته من بعثته الى فرنسا ، إلا انه كان متأثراً إلى حد كبير بفن الجيل السابق ومنهج ` محمود مختار ` أشهر نحاتى الجيل الأول فى صياغة التماثيل .
- وقد انشغل بالكتابة الصحفية والعمل السياسى عن تطوير فنه والتفوق على أبناء جيله لهذا كان إنتاجه محدود الأثر رغم غزارته .
- وقد أراد الفنان أن يميز إنتاجه عن فن محمود مختار، فالتفت إلى الحياة الشعبية بالاضافة إلى التعبير عن الحياة الريفية ملتزماً نفس المقاييس الجمالية الفرنسية التى التزم بها مختار مع الرداء الريفى أو الشعبى .
- كان يصور فى أعماله النساء العربيات والمنشدات ثم العمدة وحاملة المغزل والغجرية التى تطلعت على الغيب، وحاملة الجره .. لم يستطع إبراهيم جابر أن يتفوق على آخر مراحل فن محمود مختار المتمثلة فى تمثال ` الخماسين ` حيث بدأ التفاهم مع كتله النحت باعتبارها شكلاً موحياً ومعبراً أكثر مما هو تمثيل مباشر لأشخاص ومشاهد واقعية.. وهكذا لم يتفوق على مختار وإنما واصل نفس طريقة محاولاً إحياء الفن الفرعونى فى تماثيله المجسمة .
- فى باريس عمل مساعداً للمثال ` بول لاندوفسكى ` فى تنفيذ عدد من تماثيل الميادين بباريس . وقد حصل على جائزة شرفية وميدالية من صالون باريس عام 1922 عن تمثاله ` الفلاح والبؤساء وقد رشحته فرنسا عام 1933 ليكون ضمن بعثة ` جائزة روما ` وكانت هذه هى أول مرة ترشح فيها فرنسا فناناً أجنبياً فى باريس ليتولى إدارة معهد تشكيل النماذج الأثرية وترميم الآثار بالقاهرة حتى إحالته الى التقاعد عام 1962 .
- وقد اتجه الفنان خلال الفترة من عام 1935 حتى 1949 الى الكتابة الصحفية عن الفن التشكيلى فى جريدة ` الجهاد ` كما انشغل بالعمل الوطنى والسياسى عن تطوير فنة .. وتنتشر نسخ من تماثيله فى المجموعات الخاصة فى مصر وفرنسا وايطاليا وشيكاغو بالاضافة الى متحف الفن المصرى الحديث وقد توفى عام 1972 .