مغرم بصراحة الألوان .. مفتون بالأزرق بحرا أو سماء .. فنان له فلسفته التى استندها من لغة الحوار بين التضاد اللونى والاختزال , واستقراء أسرار الأشكال ` وصياغتها كحالة جمالية يقطفها من الواقع , ويضيف عليها تأويلاته الخاصة .
سمير المسيرى ..
يحتفل بالذكرى المئوية لسيف وانلى .
- في الذكرى المئوية للأخوين سيف وأدهم ونلى أقام الفنان سمير المسيرى معرضا لأعماله التى نفذها أثناء دراسته فى مرسم (سيف وانلي) فى أوئل الستينيات , ومختارات من أعماله التى نفذها بعد ذلك وحتى الآن .
تميزت الأعمال بالجرأة فى تناول الألوان وحركة الخطوط التى تشعرك بأن الفرشاة تنطلق بحركة لتشكل الأمواج والسحب فى السماء .. ويقوم الأزرق الداكن بتأكيد الظلال , واتجاه حركتها .. ولا يترك الفنان الساحة للأزرق دون مشاكسة من الأحمر حتى ولو جاء على استحياء .. فوجود الأحمر ولو بقعة صغيرة فى عالم الأزرق الفسيح يشير إلى معنى ومدلول فنى يصدر للمشاهد أفكارا جديدة داخل العمل الفنى تحتاج إلى قرءات مختلفة . إن الأحمر إشارة تنبيه تجذب البصر إليها لتغيير الإيقاعات التى حققها الفنان بدرجات الأزرق .. ولأن الأحمر والأزرق يحدثان علاقة تصادمية , فإن وجود الأحمر فى لوحات المسيرى يحدث حركة عكسية لإقاعات .
- تناول الفنان الطبيعية الصامتة بألوان صاخبة , وبدرجات ظلية تؤكد المفردات . إلا أنك تشعر بأن بناء اللوحة , والتلخيص فى التشكيل وطبيعة الخطوط , انظلقت جميعاً من مدرسة سيف وانلى التى كانت تعتمد على البساطة المعقدة غفي التشكيل والتلوين .
- وبنفس الأسلوب التلوينى قام الفنان بتصوير مناظر من الطبيعة للحدائق والأسواق والحياة بالإسكندرية .
- وفي جميع اللوحات التزم الفنان بالاهتمام بالألوان صريحة صافية . وجاء الأحمر والأزرق ليس لتأكيد الصراع كما هو معتاد , لكن لتفعيل الحركة وتأكيدها سواء في الطبيعة الصامتة أو في الأمواج والسحب .
- تخرج المسيرى في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية , وتتلمذ على يد الرائدين التشكيليين سيف وأدهم وانلى , ويتناول الألوان الزيتية والمائية فى التعبير عما في نفسه , وهو مغرم بالتنوع والتأكد على بهجة الألوان وتأكيد التناغم , والايقاعات المنتظمة في تشكيلاته .. وينتقل بين إيقاع وإيقاع من خلال تدخل الألوان المتضادة .
الناقد / د . سامى البلشى
الإذاعة والتليفزيون 25/7/2009