`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
سحر محمد عثمان درغام
`سحر درغام` ترفض شروط الحياة!
- سنوات تمر تأخذ معها- أحيانًا- البهجة، وتتوارى ضحكة مستمرة مليحة، لاجدال في برائتها، وشعر مجعد مُسترسل، وتأتي إليك بقناع صنعته تلك السنين، بين الهدوء ومسحة حزن، من فعل التعامل اليومي.. وجه رغب في `التسامح والإنسجام` ليتقبل الحياة كما هي، ويتعايش مع كائناتها، وعلى رأسها `الإنسان`، في محاولة للوصول إلى ما هو مفطور عليه من خير، بعد أن تخلي عن الإنسحاق تحت ضغط سرعة عالية، نعيشها جميعًا.. وهو ما عضد لدى الفنانة التشكيلية `سحر درغام` فعل التأمل والمراقبة للماحول والماوراء.. فكما تقول: `وإذا بسطح العمل ماهو إلا مرادف للبرية والطبيعة بتحضيرات تجريبية للألوان؛ وإذا بتنوع من الرسوم لكائنات تتعايش وتتواءم على السطح؛ ما بين المرح واللعب، وما بين تقبل العجز والإختلاف، وما بين شخوص ذات إرادة للعمل ورغبة في إنتاج السعادة، ما بين التلاحم بين الإنسان والحيوان`.
- وعلى الرغم من أن كائنات `سحر` يمكن أن تكون رمزًا، أو تُأول لمعان مختلفة، تُغلق عليك الفنانة ذلك الباب، مُعتبرة أن كائناتها - الإنسية والحيوانية- ليست رموزًا لشئ ولا تقبل التأويل، فهي كائنات خُلقت ببساطة لتتعايش كأي مخلوقات أخرى على سطح الكوكب، ولتُعضد فكرة الحياة ذاتها.. أي أن المُتلقي عليه أن يتخذها كما هي واقعة على بصره، يمتع بحركتها ولونها وكتلتها، وحتى تحويراتها، فربما ترى الفنانة أنها `تعبت في التفكير وإنتاج ذلك` فلا تُربكه بالمعاني والإحالات، موضحة أنها فرغت من تكوين كائناتها المُخلقة عبر سنوات من التثقيف والتفكير والجثو قريباً من عمق شخصي بعيد. ناكرة عليك تعب البحث، فهي بحثت بدلاً عنك، ففنها بحث وتجريب وليس متعة لحظة أو لون، ومع إنشغالها بالتأمل وترويض الواقع وفك رموزه، حركت إبداعها بين ذلك، وكأنها تقول لك `أنا أمشي على خريطة` `إعادة بناء- إصداران للثقوب` و`الإحتفاء بمدينة زائغة` و`المرأة الكود` ثم `الكود- والشجر` عن علاقة جسد المرأة بأوراق الشجرو`الكود صف`حتى` خروجاً من الكود صفر بحثاً عن كنه الإنسان منذ نشأته الأولى وما لحق به من تغيرات.
- إن دراسة `سحر` لموضوعات أعمالها هو مسار إختياري، ما ينتج عنه إمتاعاً لعقل المتلقي ولبصره معاً، في حين ترى أنها قدمت له ما لا يحتاج إلى بحثه في الجماليات؛ فعلي مسطح التصوير، تتراءي مخلوقاتها - هي- ما بين الكبير الغريب ضخامته وبين الصغير، وتلك الكائنات الغريبة أو المُشكلة بعناية `سحر` تحتل كامل المسطح في بعض الأحيان، حتى تتقاطع أجزاءها مع حدود الطول والعرض، في جرأة، كان يفعلها جوجان، ويُعاب عليه تعليمياً في بناء العمل الفني، لكن إرتباط حب البحث في محيط الشكل مع التجريب، والخبرة الذاتية والأكاديمية لديها، يُربك الجماليات المتعارف عليها، فتجتمع تلك الكائنات في سلام، دون إصطناع أو جملة حكي تصويرية، حتى أنها أحياناً تكتشف الشكل بعد تعايشه مع بيئته الجديدة - مسطح التصوير- فتمرح على مساحتها الجديدة، تاركة همها خارج الإطار، إو ربما الفنانة نفسها تأخذ همها وهم كائناتها وتقذقها بعيداً، من فرط ثقل العبء والفوز بمرح إنزاله.
- وهى تتحدث على غير عادة الفنانين عن العملية الإبداعية أو عملية العمل نفسها: `عادة أبغي الوصال مع اللوحة وإذا ما فقدته أتوقف عن العمل فترة ثم أعاود النظر فيه، ربما يتجدد الحوار من جديد، ومن هذه النقطة أنطلق لإكمال الحوار حتي نصل معاً إلى لحظة إنتهاء الحوار والعمل`.
- لا شك أن الجسد الإنساني خاصة `المرأة` هو عنصر رئيس لدى `سحر` إلا أنه هنا ليس لتلك الأنثى بما تحمله من خضوع لحركة الجسد أو الإهتمام بإكتماله، وإنما هي تلك المرأة المرحة التي تختلط بالكائنات، لتعيش بلا خضوع للهموم، ناكرة الغدر على صفات تلك الكائنات، التي تتحول أحياناً لتركيبة جسدية تشبهها أو كتلة مختلطة، أو عناق رفيق، لا يعزله فروق الخِلقة والنوع.. تلاحم عجيب. وغريب أمر أن تكون حيواناتها -المُطورة- أُناث، إلا من ذلك الـ`بيسون` الذي يكاد يخترق بضخامته أضلع المسطح؛ لم تهتم برسمه الصحيح، ولكنه بالفعل هو - هكذا أنا أعرفه- وإذا كانت تنفي على المُتلقي التأويل أو رمز القوة مثلاً، فربما هي باكية على أبادة البيسون Bison عقب نهاية الحرب الأهلية الأميركية سنة 1865، وذلك لأاقوالها: `التلاحم بين الإنسان والحيوان.. كائنات خُلقت لتتعايش لتعضد فكرة الحياة ذاتها.. مسطح العمل هو المرادف للبيئة البرية التي جمعتنا من قبل`، وأعتقد أنها علمت خلال بحثها المستمر أن هناك دراسة توصل إليها البروفيسور `أوزوالد شميتز` من كلية ييل للبيئة بالولايات المتحدة: إن حيوانات البيسون قد تكون أداة قوية في إعادة التوازن للنظم البيئية، قائلاً أن `ثيران البيسون هم بعض أبطال المناخ`.. فإن صح علمها بالدراسة أصبح البيسون بطلاً للباحث، وبطلاً لديها داخل العمل الفني، ومؤكداً على فكرتها من أن التسامح وقبول الآخر صفة ملاصقة للإقتراب الحق من البرية والفطرة النقية.
بقلم: مجدى عثمان
بوابة المصرى اليوم 25-12-2024
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث