أيمن الصديق على السمرى
فى معرضه الأخير - أيمن السمرى.. خريطة نماء.. ونافورة طاقة لامرئية
- المعرض الخاص بالفنان أيمن السمرى والمقام بقاعة أحمد بسيونى بكلية التربية الفنية.. والمعرض يدور حول فكرة واحدة وهى `الإنماء` مستعيناً بأربعة وسائط تدور فى رمزيتها حول الأرض..المياه.. والنبات لإيقاظ الأرض بيئتنا الأم في توازى ويقظة الروح المصرية بعد الثورة.
- الفكرة بسيطة للغاية كبساطة ورحابة أرض مصر وعلى بساطة تقديم العرض لها مستخدماً الجدران الأربعة للقاعة وقد لصق عليه بالكامل طبقات من ورق `الزبدة ` الضبابى الحس الذي بدأ كممر او وسيط مطاطى مطوقاً القاعة وعلي بساطة الفكرة والورق رسم السمرى بعشرات الأقلام الرصاص لتبدو فوق السطح الضبابى متهادية وشبحية وقاسية احياناً.. وليتوسط العرض برؤية مفاهيمية أكثر تعقيداً من بساطة الجدران المحيطة توسط القاعة لنموذج من هيكل للفلاح المصرى بردائه الكتانى القديم مُضيئاً بإضاءة داخلية كضوء شمسى وتنويري وليقف علي هيئة حارساً لأرضه منذ آلاف السنين.
- ونجد فوق الأرض أمامه جهاز عرض ضوئى يعرض لمجرى نهر النيل من الجنوب الي الشمال بين الحقول وأشجار شطآنه.. ثم نلتقى فى عمق القاعة تقريباً بما يشبه الغابة من شبه صفائح من قماش الكتان الشفاف تحيط بعيدان نبات الحنة الجافة مرتكزة أرضاً علي قوالب طوب أحمر هى أيضا نتاج طمى نيل مصر .
- فكرة `النماء` برسوم من القلم الرصاص حققت حالة موجية لتشبه أشكال ايمن السمري الرصاصية كنافورة خفية تضخ ذاتها بسرعات مختلفة.. فتارة نشاهد مجموعة من الخطوط القصيرة المتقطعة تدور حول مركز دائرة كأنها نافورة نراها من مسقط افقى.. وتارة أخري نري مجموعة من خطوط تشكل اشكال بيضاوية مغلقة ومتكررة تثير دفع متتالى للأشكال فى خداع بصري.. ونري رسومات متكررة لسعفات نخيل تنتشر بذاتها على هيئة نافورة تضخ الى الخارج نراها من مسقط رأسى.. وهذا الدفع النافوري المتكرر فى العشرات من رسوم الفنان فى هذا العرض الواحد يجعل الطاقة الموحية تأتى على موجات لكنها غير متصلة لانفصال العناصر عن بعضها فوق الجدران التى تأتى على هيئة خطوط قصيرة متقطعة يأتى بينها مساحات كفراغ ممتد ينشط بنشاط الخط واتجاهه, وهذا التقطع الخطى يتناسب ومنهج عمل دفع النافورة لنقاط الماء الذي يندفع بقوة حتي مسافة معينة تبلغ فيها سرعته الصفر فيرتد الى اسفل بفعل الجاذبية ويعاد الدفع الإيحائى من جديد.. لتبدو به قاعة العرض بوسائط تعبيرها وخاماتها المختلفة كبركة ماء وكل ما فعله الفنان ان القى فيها بحج صغير فتدافعت الى الجدران موجات رفيعة دائرية كدوائره الجدارية المرسومة في موجات طاقة وحركة تتلاشي لتحل محله أخري.
- ومن طاقات الدفع في هذا العرض تلك العلاقة الفريدة بين هيئة الفلاح وجهاز العرض التكنولوجي بما يحدثه من مواجهة حادة بين الماضى والحاضر فى توتر لذلك الفارق الزمنى وليتسق هذا وتوتر السطح للورق الضبابى وخطوط الرصاص المتقطع لمشاهد متقطعة وأيضاً وما يثيره فى مناخ العرض السيقان الجافة لنبات الحنة بكثافته وعشوائيته الأرضية الجمالية فى تجمعه الجزئى والمنفصل أيضاً لتبدو كأعمدة التقاط الموجات بين قديم الفلاح وحديث جهاز العرض.
- قاعة العرض الكبيرة تبدو تسيل بخطوطها فى اهتزاز كأنها جدارية بلازما وهي الحالة الرابعة للمادة بعد الصلبة والسائلة والغازية وهي حالة المادة التى تحتوي عدد من الجزيئات المشحونة كهربائياً.. ومع الأشكال البيضاوية والدائرية والنافورية في صعودها ثم الهبوط للبدء من جديد تبدو كأنها تشكل الموسيقى حين تبلغ درجة التصاعد `الكريشندو ` لتأخذ فى الختام وهذا الدفع لما يشبه شبكة نافورة مخفية غير مرئية وشبه منهج العمل الموسيقى يولد نبضات تنتشر داخل العمل فى شكل فوضوي لكن مستقر أو منتظم داخلياً كعمل نظرية الفوضي `الكيوس` الباحثة في الفوضي المنظمة.
- وهناك رؤية اخري فذلك العمل الرصاصى الآخذ فى الانسحاب تحت الجدران المسطحة متذبذباً في سيولة ومتكاثراً يجعل خامة الرصاص تتمدد أمامنا متجاوزة ماديتها بدفع خيال الفنان ولتجعل هذه الخامة رغم بساطته وبراءتها الظاهرة خامة شديدة المراوغة بإمكانها جعل المكان يتنفس ويناقش من فوق سن القلم الرصاص الوجود وامتداده كرسم بيانى لجيولوجيا نبات الأرض ومصبات الطاقة.
- وأري قيمة مهمة في هذا العرض وهو أن الفنان السمري لم يجعل للوحته مركزاً بما يضاهى جيوسينتريزم او المركزية البشرية التى بفضل نظريات كوبرنيكوس وجاليليو تم التخلص من الفكرة الخانقة بأن الأرض مركز عالمنا.. فهذه الجدارية الرائعة بلا مركز تماماً كما لوكنا نلاحظ أن التضخم الكونى يسطح الكون كما يفعل التوسع بسطح الكرة.. وربما نتخيل هذا المسطح داخل قاعة العرض موحياً بعشرات الصور اللولبية للطبيعة من أشجار ومجرات ومسار ماء وثقوب ذهبية استبدلها الفنان بديلا عن الثقوب السوداء.. هذا المسار الكونى الذي كل فرد فوق سطح الأرض شريكا فيه يبدو مساره متناغما وفكرة `النماء` أي البقاء.
فاطمه على
القاهرة - ألوان وضلال - 25/ 10/ 2011
أيمن السمرى ولوحة ما بعد الحداثة
- أيمن السمرى فنان من جيل التسعينات.. تمثل أعماله علامة فى فنون ما بعد الحداثة.. وهى أعمال تتألق بتنوع وثراء المجسمات والسطوح والمستويات من التجهيز فى الفراغ.. يضفى عليها سحر البيئة المصرية.. بما يجعلها أيقونات للأرض والفلاح تتواصل مع أصداء الماضى من الحضارة والتاريخ.. مستخدما تلك الوسائط كالأوتاد والمسامير والفضاءات الخشبية والمعدنية والرسوم والألوان..هذا مع الإيقاعات الأفقية المتخيلة لتصميمات هندسية تمثل أحلامه..تجسد بيوتا ومدارس وقاعات وملاعب وساحات.
* جداريات الزمن واللون :
- جاء معرض ايمن السمرى الذى ضم أحدث أعماله بقاعة الشوكولاته بجاردن سيتى وهو يمثل لغة جديدة فى فن التصوير بعنوان `حوائط الزمن واللون` وهى أعمال مفاهيمية تتوازى وتتقابل مع أعماله المركبة أو التجهيز فى الفراغ تؤكد أن لوحة التصوير أو اللوحة ذات البعدين من الممكن أيضا أن تعكس لمفهوم ما بعد الحداثة ..ففيها تتعاقب وتتواصل الحضارات وتتلاقى مع الفنون البدائية بالإضافة إلى انه يستخدم وسائط عديدة من العجائن اللونية والسطوح المذهبة مع تلك الرموز المعالجة بالخدوش او ما يسمى بالجرافيتى لكن بمفهوم التأمل والوعى بالماضى وهو هنا يتساءل ويجيب فى نفس الوقت : كيف ان الحوائط تقام ثم تزول بمرور الوقت تاركة روح الزمان وبصمات البشر الذين اقاموها وعاشوا وراءها أنها أشبه بنقوش على جدران الزمن المعاصر .
- وفى أعماله نطل على مساحات من الصفاء التشكيلى أشبه بالتذكارات البطل فيها والفلاح فى الحقل والفلاحة وحلب اللبن والفرن والناس فى ريف مصر والحقول وبرية الألوان المستوحاه من الطبيعة .
- وهو يعكس فى أعماله هذا السحر. سحر الجدران الذى لا ينتهى والذى بدا بالإنسان البدائى مروضا وحوش البرية برسمها على كهوف التاميرا فى طفولة الفن الأولى للبشرية منذ اكثر من ثلاثين آلف سنة.. وانتقل إلى جداريات الفن الفرعونى التى تميزت بايقاع خاص من الأناقة.. يحتفل بالزرع والجنى والعزف والرقص فى أوضاع جانبية للشخوص ومنطق تشكيلى يغلب عليه الصف.. ومنها إلى واجهات بيوت الريف المصرى التى تمثل سيرة ذاتية للحياة والطقوس والشعائر هناك بطول الوادى واتساع الدلتا.. يسترجع كل هذا فى إيقاع جديد ولمسة خاصة شديدة العصرية من تلك الشفرات والرموز من النقوش والخدوش التى تذكرنا بالكتابات الهيروغلوفية مع مزيج من الكتابات البدائية فى مفردات من التداعيات الخطية ذات التوهج التلقائى مثل النخيل والأشجار والداوئر والكريات وما يوحى بحيوانات وطيور وشموس ونقط وشرائط وزهور.. وعلامات وتعرجات وتبقيعات ذات طبيعة عشوائية وطابع فطرى.
- واذا كان اللون الذهبى فى المصرى القديم يمثل التعبير عن القداسة والخلود فهوعند أيمن بالإضافة إلى هذا بمثابة التعبير عن الإشراق الذى تعكسه شمس مصر ويجعل الزمن ممتدا فى تعاقب وتواصل واستمرار.
- وفى إحدى لوحاته التى تمثل الذروة فى فنه تمتد الحياة فى الريف وما تشمله من حركة العمل وصور الأنشطة اليومية التى لا تهدأ داخل دائرة بمثابة قرص الشمس أو عين الشمس.. صورة للنور الوضاء.. هذا النور الذى يشرق بالجلال فى مواعيد ومواقيت ثابتة لا تتأخر.. هى أيام الإنسان وفصول العام .
- ويبدو واضحا فى أعماله ارتباط الفلاح بالأرض مثل ارتباطه ببقرته التى تعد أسطورة الحياة بالحقل ..أنها البقرة الذهبية `حتحور` إلهه الحب والعطاء والأمومة عند المصرى القديم وقد اندمجت مع الإلهة إيزيس وتظهر على شكل بقرة كاملة أو أنثى يعلو رأسها قرص الشمس..لكن نراها هنا فى اكثر من إيقاع معاصر مثلما تبدو فى إحدى اللوحات بقرون ذهبية.. كما تبدو فى لوحة برباط أو حبل طويل فى يد فلاح محفوفة بالنقوش والوحدات العضوية..فى تعبيرية لونية من الأسود المتمثل فى الأرض والأزرق الصافى فى الخلفية أو الأفق وتمتد التداخلات اللونية على الجانبين فى شبكة من الأصفر المشوب بالأحمر.
* التعبير والرمز :
- والبقرة والفلاحة فى ثنائية أخرى تجسد العطاء مع الفرن الذى يبدو فى تعبير رمزى مجرد تتصاعد منه سحب الدخان الملونة والكثيفة فى إيقاع فنتازى تعبيرا عن معنى العطاء الذى تجود به الأرض وما يحمل من وقود لحياة الإنسان .
- وايمن يبدو فطريا مثلما يبدو تعبيريا ورمزيا.. بإيقاعاته التى تتميز بطلاقة تلقائية فى الخطوط والمساحات وفى تنوع السطوح اللونية ذات الحواف المتآكلة حيث تتداخل تركيباته اللونية ما بين الرصانة والسطوع وما بين الإشراق والخفوت..فهو يستخدم مع الذهبى : الروز والسماوى والبحرى والبيج والأصفر مثلما يستخدم البنى والبيج وتتواصل الحضارة المصرية فى أعمال ايمن السمرى.. لكن فى لوحة مراكب الشمس انتقل بنا الى إيقاع غاية فى البلاغة من خلال هذا العمل المفاهيمى.. فعلى جدار قديم يوحى بملمس حائط حجرى صلب لواجهة مبنى إسلامي يطل منه شباك بروح المشربية.. نطالع مركباً فرعونياً تاكيدا على الامتزاج والتداخل والتحاور.. وتواصل الحضارة المصرية.. وتتنوع المستويات من الملامس مع الدرجات اللونية التى تبدأفى سطوع من الأبيض إلى البيج وحتى البنى الداكن والأسود .
- وفى أعمال ايمن السمرى نطل على لغة جديدة فى التصوير المصرى المعاصر.. تنحاز للأرض والفلاح ..تسمو وترق بعمق المسافة بين القاهرة وقريته التى جعل لها ديوانا وايوانا يغنى للحياة .
صلاح بيصار
جريدة القاهرة - 28 فبراير 2012
أيمن السمرى.. ألتقى بالآخر من خلال رحلتى الذاتية
- `قدم الفنان أيمن السمرى أحد أبناء جيل التسعينات تجربة مغايرة فى معرضه الأخير حيث أقيم بقاعة الباب بمتحف الفن الحديث تحت عنوان `الرحلة ` اعتمد السمرى على خامة الخشب القديم مرتكزاً على فكرة العودة للوراء ليؤكد ما ذكره عنه النقاد بأنه يلتقط القديم ويضع عليه لمسات معاصرة محتفظاً بهويته ، كما حمل معرضه تنوعاً فى الأحجام ليبرز القيمة الجمالية للعمل الفنى الذى لا يعتمد الثبات ` .
- القاهرة - التقته فكان الحوار التلى :
* بداية لماذا حمل معرضك الأخير عنوان الرحلة وما فكرته؟
- لقد جاءتنى فكرة هذا المعرض منذ 2008، حيث أردت عمل معرض جماعى، أهتم منذ فترة كبيرة بمفهوم الفن البدائى فى مصر حيث أؤمن بأن الحضارات المصرية القديمة لم تأت هكذا وإنما لها جذور فيما قبل لدينا فن بدائى فى مصر صحيح أنه لم يكشف عنه الغطاء بشكل كامل ولكن الأبحاث والدراسات أثبتت أن مصر بها فن لا يقل روعة عن الفن بأسبانيا وفرنسا، وقد اكتشفنا من خلال العناصر والرسوم الموجودةعلى جدران المعابد والكهوف فكرة المركب حيث لفت انتباهى أنها ملخصة بشكل ملحوظ ، قلت بالتأكيد إن هذه المراكب كانت مصنوعة للخروج خارج القطر المصرى ومن هنا نجد فكرة السفر والاحتكاك بحضارات مختلفة وعلى أساس ذلك قرأت وبحثت كثيراً فى هذا الجانب بدأت تتبلور لدى فكرة الرحلة مفهوم أن أصنع رحلة خارج نفسى وذاتى أتقابل مع رحلة الآخر وماذا حدث فيما قبل مع المصرى القديم وكيف طور نفسه وفكرة فلم يكن المجتمع المصرى القديم منغلقاً على ذاته بل كان منفتحاً على عوالم أخرى وحضارات مختلفة وهو ما وصل به إلى هذه المكانة العظيمة فى كل مجالات الحياة مخلفاً للبشرية حضارة خالدة مازالت تبوح بأسرارها حتى يومنا هذا .
* يعتمد المعرض على خامة الخشب والتى تأخذ طابع القديم فلماذا ارتكزت على ذلك الاتجاه ؟
- يضم المعرض 34 لوحة، استندت على خامات بيئية بحتة، أيضاً ارتكزت على تاريخ طويل من الحضارات المتراكمة فى مصر، فكرة العودة للوراء، أذكر حين قال النقاد إن أيمن السمرى يمد يده فى الماضى ويحضر شيئاً قديماً يضع عليه شيئاً معاصراً، هذا بالفعل تلخيص لعملى، ملخص المسافة ما بين البداية وما أقدمه الآن، لأن بداياتى بالفعل كانت من خلال الجدران القديمة والبيوت القديمة التى يعيش فيها الفلاحون حيث كانوا يلونونها بآكاسيد ترابية دون أن يقوموا بإزالة اللون الأول فيضعون طبقة فوق الأخرى وكانت عوامل الطقس تزيل جزءا من هذه الألوان من الطبقات المتعددة وبالتالى يظهر درجات لونية غاية فى الجمال لأنها معجونة بألوان عليها تأثير البعد الزمنى، وقد خلقت هذه التركيبة من الألوان الموجودة على الخشب هوسا لدى دفعنى إلى الاستمرار فى البحث إلى أن توصلت لتقديم هذا المعرض على الخشب القديم لأن مفهوم الخشب أنه موجود على السقف كحماية له، فكرت فى إحضار الخشب نفسه كونه يحمل الطبقات اللونية التى كانت تحملها الجدران وما تبقى منها وما فقدناهما أعطى خصوصية شديدة للخشب القديم والذى يتراوح عمره ما بين 50 عاماً إلى 150 على حسب عمر البيت، ثم بدأت بتقديم هذه القطع حيث كانت البداية عبارة عن أعمال أنستاليشن مثل الباركية، كتبت عليها بعض العبارات التى اختارتها الإنسانية ولم تفعلها مثل الرأسمالية وحقوق الإنسان السلام، وكنت أضغط عليها بالحذاء كى أهين هذا الكلام حتى أهين الفكرة الكامنة خلفه والتى يستتر وراءها العديد من الأشخاص الذين لا يؤمنون بها لقد أوحى الخشب لى بالعمل عليه كمفهوم تصويرى فى ملامحه وتاريخه عملاً على مفهوم الحفر واللغة البدائية مثل الكتابة والخربشة والرسومات القديمة، التخريم والثقوب التى توحى بفكرة الغموض ألما وراء، لذا أعمل على الخشب المزدوج حتى أحصل على نقطة مظلمة يمكن أن يحللها البعض بأنها مشربية أو ثقوب للتهوية بمعنى فكرة العتمة فى اللوحة.
* وماذا عن مفهوم الرمز الأساسى فى العمل ؟
- الرمز تمثل فى اللون المغطى بطبقة من ورق الذهب، لم استخدمه كلون ولكنه كمفهوم لون داخل السطح التصويرى ولكن كمحتوى، ذلك عندما أقدم مركبا بتصميم ذى دلالة شديدة وأضح لها ورق ذهب دليلا على إعطائها رمزية كبيرة جداً داخل العمل الفنى، يوجد ثلاث لوحات تتحدث عن الحيطة والحذر لآن يصمد هذا المجتمع، أذكر مركب سيدنا نوح عندما بدأ يجمع كل ما هو ثمين وغال حتى يحافظ على كل ما هو إنسانى حاولت أجمع فكرة ما أحرص عليه من مجتمع زراعى بدأ يتقلص بسبب التصحر والتجريف وغير ذلك هذا ما حرصت عليه من مفهوم وعادات وتقاليد .
* نلحظ تفاوتاً وتنوعا كبيرا فى الأحجام، فما فلسفة هذا الاختلاف؟
- فكرة القيمة الجمالية والتنوع، الكون قام على أساس التنوع،عندما يحمل المعرض تنوعاً فى الأحجام يصنع موجة موسيقية، لذا يضم المعرض أحجاما تبدأ من 32 سم وتصل إلى متر ونصف .
* ثمة رسالة معينة أردت إيصالها من خلال الرحلة، فما الهدف من هذا المعرض؟
- أبحث دونما أدرى عن جذور أسميها جذور الصدق، حيث نشأت فى مجتمع ريفى ملىء بالعناصر الجمالية وهذا أعطانى نوعا من البحث عن الهوية المصرية، عملى دائماً يميل إلى فكرة الماضى بجمالياته التى تسمح بتقديم عمل معاصر بمنتهى البساطة، حيث أناشد دائماً بألا يغرق الفنان فيما يسمى بالنموذج الأمريكى أو الأوروبى فى الفن، لأن محاور الفن تتغير من مكان لآخر، فرنسا كانت تجتذب الفنان فى فترة الحداثة وحالياً نجد أمريكا تجتذبه فى فترة الفن المعاصر، مراكز الفن تتغير من حين لآخر لكن ما يتبقى هو شهادة ميلاد الفنان ودفاعه عن ثقافته وهويته .
سماح عبد السلام
جريدة القاهرة - 6/ 11/ 2012
|