أمنا الأرض وتجربة أحمد رفعت
- يخطو الفنان أحمد رفعت خطوة جديدة فى تجربته الفنية التى تتميز بالتفانى والتجدد. فقد تابعت تجاربه المبكرة لتشكيل الورق من انواع النباتات والثمار المصرية فى دأب وابتكارية جديرة بالاعجاب وكان يفتح الملف الذى يحتوى تلك التجارب بحرص وعينيه تلمع تعبيراً عن سعادته بانتصاره على الخامات والوسائط والطرائق وريقات من حلقات شفافة موحية بلون القلقاس، أو النباتات الليفية، أو شرائح طولية أو عرضية من ثمار الجزر الاحمر والاصفر، أطياف خطية وتعاريج، والتفافات تتلامس وتتراكم فتشف وتعتم بدرجات مقصودة ومحسوبة . ثم حرصه الدؤوب على حضور ورش العمل فى معهد ` حسن رجب ` للبرديات مع ` ليليان كرنوك `وفى متحف الفن الحديث ، وكلية التربية النوعية مع مبدعيين للورق اليدوى من أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية .
- وتنمو تجربة الفنان الخصوصية مغذاه بنتائجه المعملية، وخبراته المكتسبة لتتبلور فى أعماله الفنية والتى غلب عليها فى البداية الاهتمام بالتقنية، ولكن سرعان ما أنعكست ثقافيه الواسعة وتأملاته الانسانية ، والجمالية على الأعمال اللاحقة ، فأصبح المبحث الفنى يتوازى مع الاجتهاد التقنى .
- أقام الفنان أحمد رفعت فى قسم الحفر والورق الفنى بكلية بافلو بولاية نيويورك لمدة عامين وتتلمذ على يد البروفسور ` بول مارتن ` وذلك أبان استكمال رسالته للدكتوراه التى دارت حول طبيعة الاشكال العضوية الناشئة من تفاعلات المواد بذاتها وبما حولها من مؤثرات وانعكاسها فى البحث الجمالى للقرن العشرين ، تفتحت أمام الفنان أحمد رفعت مغاليق كثيرة فى اتجاهات ومناظير متعددة وشاهدت هناك عن كثب تألقه كباحث وكراهب لتجربة الورق بأليافه ولبابه وعجائنه وخلطاته وكثافاته فأصبح المبحث التقنى مكرساً تماماً لخدمة تجلياته الابداعية .
- أقام الفنان سلسلة من المعارض الطليعية، ودُعّى لعمل ورش عمل فى العديد من الجامعات الامريكية ، وقد لاقت نجاحاً كبيراً نتيجة لاحاطته الواسعة بأبعاد ثرية من الخبرة الشرقية والأوسطية والغربية فى مجال الورق الفنى، وعند عودته الى مصر وبعد مناقشته رسالة الدكتوراه المتميزة والفريدة فى مجالها، اقام معرضاً هاماً بمجمع الفنون عام 1999 واليوم يقيم معرضاً آخر يحتوى على تجربة جديدة فى بحثه الجمالى تدور حول مفهمومه الفلسفى لأمنا الارض التى نطئها بلا إكتراث وببلادة حس ـ كما يقول النحات البريطانى `هنرى مور ` أكترث الفنان أحمد رفعت بالأرض وكرس جماع طاقته الابداعية فى هذا المعرض ليكشف عن مغاليقها ، ويلملم ملامح من شخصيتها ليرفعها من تحت الاقدام المتبلدة الى مقام التأمل العقلى والبصرى والعاطفى فى أحوالها .
د. مصطفى الرزاز