مناخولنا .. ياسر منجى تحاور .. ميلانخوليا .. ألبريشت فى كونست
- مناخولنا هو العنوان الذي اختاره الفنان ياسر منجي لمعرضه المقام حاليا بجاليري كونست وهو فكرة فنية قائمة بذاتها , خصوصا وأن المصطلح الذي استخدمه عنوانا لمعرضة يقال دوما لأصحاب الأفكار الخيالية أو الشطحات الفكرية وفي نفس الوقت ليسوا مجانين أو مغيبين .
- منجي فنان صاحب فكر مفاهيمي واضح وتقنية طباعة خاصة به تتناسب مع توجهه الفني وأسلوبه دائما ما ينجح في أعطاء جمل مفيدة وذات قيمة من وقت إلي آخر , يستطيع معها المتلقي أن يستوعب فكر الفنان ويتابعه باهتمام وينصت له جيداً .
- منتخوليا معرض يتحاور فيه منجي تشكيليا مع الصور والحفار والرسام الألماني ألبريشت ديورر (1471- 1528) من خلال تفكيك عمله الأشهر ميلاخوليا الذي يجسد فية حالة من الأضطراب الذهني أو التشوش الفكري التي تؤدي بصاحبها للمزاج السوداوي المعتم , حيث استعان بعناصر العمل لدي ألبريشت ليعيد صياغتها من جديد من خلال إدخالها في تكوينات جديدة بحيث تكون هي الطل في العمل , تاكيدا على فكرة التحاور استخدم الفنان صورته الشخصية كنوع من الأداء الصامت له على سطح اللوحة , حيث حركها في أكثر من موضوع في كل لوحة وبأكثر من تعبير له وكأنه يقوم بتعبيرات وإيماءات تفعل حضورة في العمل .
- استخدم ياسر منجي مجموعة من الإشارات والعلامات من الأسهم التي توجه عين المتلقي للعنصر الذي يريده من العمل الفني , وهو دائما ما كان المرأة التي وصفها منجي بأنها تعاني حاله من العزلة والإنتظار الذي أصابها بالملل حتي أنها أشاحت بوجهها بعيدا عن المتلقي , فالمرأة حتى عصرنا هذا تنتظر الكثير ولا تجد شيئا في النهاية , لهذا حاول منجي ألا تغيب عنه و فكان دائما يراقبها في هدوء وصمت وقرر وربما صمت كوني أزلي , لكنه لا يملك لها أكثر من ذلك .
- والمشاهد للوحة يكتشف أن تكرار عنصر المرأة بنفس القوة في العمل الواحد كأنها صرخة صامتة وراقية جدا توجهها للمجتمع يجعلها تأخذ في مجملها شكل السهم المندفع إلي أعماق القطاع الذهبي اللوحة ليصبح أكثر قوة وأكثر تعبيرا وتأثيرا وكأنه يندفع إلي داخل العقل المتلقي ليتيقظ وينتبة لهذا الكائن الذي يعيش معاناه ضخمة جدا .
- ياسر منجي فنان معاصر رغم أكاديميته فهو يحقق المعادلة الصعبة دوما ليقول أنها ليست صعبة , وأنها تحتاج إلي أن يكون الفنان صادقاً مع نفسة لأقصي درجة حتى يصل لدرجة كاملة من الصفاء الذهني ليري الأشياء بوضوح فيستطيع أن يقدم أعمالاً واضحة تقول كلمتها في ثبات وثقتة متواضعة .
الناقدة / تغريد الصبان
روز اليوسف 19 /7/ 2009
ياسر منجى يدير حوار `ست البنات` وأبطال الشعوب بقاعة الفنون
- مع اقتراب الذكرى الثانية من ثورة `25 يناير`، أعاد الفنان والناقد التشكيلى الدكتور ياسر منجى إلى أذهاننا فى معرضه الجديد `برافو.. اضطراب ما بعد الصدمة `، الذى أقامه بقاعة العرض بكلية الفنون الجميلة بالزمالك، ما حدث لـ `ست البنات`المتظاهرة المنقبة التى تم تعريتها فى أحداث مجلس الوزراء بديسمبر 2011، وهو ما أثار المصريين وقتها لأنها كانت السابقة الأولى من نوعها.
-إنما منجى لم يستخدم الصورة الصحفية المستهلكة إعلاميا لـ `ست البنات` وهى عارية تحت بيادات الأمن المركزى لكنه وبلغة `الفن المفاهيمى` أخرج ` ست البنات` أو Blue bra girl كما اصطلح على تسميتها عالميا من سياقها المعتاد، ليضعها فى سياقات أخرى جديدة، ليعلى من قيمتها الإنسانية ويخلق منها أيقونة لمفهوم مغاير، وهو مفهوم البطل الشعبي،فسنجد ` ست البنات ` متكررة بشكل كامل أومستخدما اللون الأزرق الذى ميز ` حمالة الصدر` الذى كان محور اللقطة الصحفية المعروفة والمتداولة إعلاميا فى 20 عملا مطبوعا لا يرتكز على تقنيات معقدة، بل إن هذه الأعمال تتشارك جميعا لتكوين جملة مفيدة تخدم فكرة واحدة دون الخوض فى استعراض العضلات التقنية.
- أول الأعمال التى تقابلنا اللقطة السينمائية لوجه `ويليام والاس` البطل الشعبى فى تاريخ العصور الوسطى بأيرلندا، وهو مغطى باللون الأزرق والأبيض، مرة أخرى يتكرر اللون الأزرق فى لقطة للسيدة أم كلثوم، وهى تغنى رافعة يديها ويتدلى من يدها اليسرى منديلها الشهير الذى أكسبه منجى اللون الأزرق وكذلك الوردة التى تزين فستانها، كذلك استخدم اللون الأزرق فى تلوين نظارة المفكر وعميد الأدب العربى د.طه حسين وتلوين شفاه `ذات الجدايل` للفنان محمود سعيد أيضا العلامة المميزة لسوبرمان وهو يفتح قميصه كاشفا عنها فى استعراض لقوته الخارقة.
- استخدم منجى أيضا اللون الأزرق فى تغيير لون قميص ` الراهبة ` اللوحة الشهيرة للرائد التشكيلى أحمد صبرى مستخدما مصفوفة إليكترونية من الحاسب الآلى كما لون كوفية الفنان محمود المليجى فى لقطته الشهيرة من فيلم `الأرض`، من استعراض بعض الأعمال التى استغل فيها منجى اللون الأزرق نجده قد اختار بعناية مجموعة من أيقونات شعبية عالمية ومحلية أثرت فى الإنسانية وفى مجتمعاتها حفرت فى ذاكرة ووجدان الشعوب قيمة إنسانية كبيرة لن تمحى، ليجعل من `ست البنات` رمزا شعبيا جديدا لا يقل عنهم.
- فى استعراض اللوحات التى أدخل فيها منجى موتيفة ` ست البنات ` نجده اختارها بعناية ودقة من لوحات تاريخ الفن العالمى لنرى هذه اللوحات مرة أخرى وبشكل جديد فهى إعادة إنتاج للعمل إنما فى سياق جديد مثل لوحة `الحرية تقود الشعب` لديلاكروا، ليربط بينها وبين الضحايا المستلقية على الأرض، فى ارتباط عقلى ما بينها وبين المرأة التى تستصرخ الشعب للدفاع عن حريته وهى عارية الصدر، كذكلك الحال مع لوحة جويا الشهيرة `3 مايو` لتستلقى وسط القتلى رميا برصاص البوليس الإسبانى من الشعب الكادح، كذلك الحال فى لوحة `اختطاف السابينات` لنيقولا بوسان.
- فى سياق آخر استخدم منجى أيقونة `ست البنات` ولونها الأزرق فى لوحات استهلاكية مثل: اللقطة الشهيرة لمارلين مونرو بفستانها الطائر، وصورة لشخصيات `السنافر` الشهيرة، وإعلان `ياهو`، أيضا فى الصورة التوضيحية لنظرية داروين عن تطور الإنسان .
- عرض منجى فى الافتتاح فيلما قصيرا مدته 7 دقائق يقدم بشكل ساخر قضية `ست البنات`، والتناول الساذج لها شعبيا.
تغريد الصبان
روزاليوسف - 20 /1/ 2013