هالة أبو الفتح على أبو شادى
على أرض غابتى.. يرصد تحولات المجتمع الشرقى فى المشربية
- افتتحت الفنانة البصرية هالة أبو شادى معرضها الجديد الذى حمل عنوان `على أرض غابتى` بجاليرى `المشربية` بوسط البلد، الذى تستكمل به خطوة جديدة فى مشروعها البصرى المتميز بالتجريب فى عدد من الوسائط البصرية والتكنولوجية التى يتعامل بها الإنسان يوميا، بشكل تقليدى تحاول فيه أبو شادى إعادة بناء علاقات جديدة لهذه الوسائط فى شكل فنى مميز.فى `على أرض غابتى` تمزج أبو شادى بين التصوير الفوتوغرافي وفنون الصوت، متناولة الموروثات الاجتماعية المتجذرة فى مجتمعات الشرق الأوسط المختلفة مثل رؤيتهم للدين، الوطن، العيب والمحرمات، الحقيقة والحقيقة البديلة، مستخدمة لقطات شخصية لها وأخرى لأصدقائها وأصدقاء أصدقائها، من الفيسبوك وتويتر ومن وسائل الإعلام .
- استعارت أبو شادى فى معرضها المفهوم المكانى ل`الغابة` الموحش والقاسى لتنشر فيها عدة صور لها بأسلوب الفوتومونتاج فهى تارة تقف ناظرة إلى الأمام وكأنها فى وضع التصوير وتارة أخرى جالسة بطفلها وفى موقع آخر تقف تطالع الجريدة أو تجلس بظهرها للمشاهد، فى لوحة أخرى استعارت أبو شادى دبى التى تراها لاس فيجاس الشرق الأوسط وترى مستقبلها منفصلاً تماما عن موقعها وهويتها العربية، لتجمع فيها كل الجنسيات وهويات العالم حتى النيزك الذى سقط مؤخرا على الأرض موجود بالصورة، من أكثر الصور اللافتة أيضا بالمعرض صورة لعدد من الشخصيات التى تتجمع بأحد المنازل فى صحبة واحدة يشعر المشاهد من أوضاع جلوسهم لالتقاط الصورة مدى الأريحية بينهم والتجانس، بتفرس الوجوه نجد المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين د.محمد بديع والرئيس السورى المستبد بشار الأسد ووزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون والوزيرة السابقة كونداليزا رايس وبابا الفاتيكان السابق وشخصيات أخرى تجمعهم أبو شادى معا فى حميمية وتجانس، فى صورة أخرى نرى أبو شادى بطائرة يحيطها شهداء الثورة بينما هى تبتسم فى الصورة! الفكرة هنا من كل هذه الصور أن أبو شادى أرادت عرض رؤيتها لكل الأحداث التى مرت بمصر والشرق الأوسط على مدار عامين من خلال جمعها للعديد من الصور واللقطات إضافة إلى رؤيتها المستقبلية لما ستسفر عنها هذه التحولات، لكن السؤال هو لماذا اختيار `الغابة` هذا المكان الموحش والغريب عن الطبيعة الشرق أوسطية، تفسر أبو شادى ذلك قائلة: كنت مشتركة فى جلسات عمل من قبل مع عدد من الفنانات البصريات مع استيفانيا أنجرانو مدير جاليرى مشربية لإقامة معرض `خضرة` الذى تم عرضه فى مركز `درب 1718` بعدها طلبت استيفانيا منى إقامة معرض خاص لى بمشربية.
- كانت اللوحة الأساسية بمعرض `خضرة `هى لوحة `على أرض غابتي`، موضوع المعرض هو موضوع ذاتى أتحدث فيه عن حياتى الشخصية إنما بشكل عام، فكنت أسجل لمدة سنتين منذ 2011 لكل ما يتم نشره حولنا والأحداث المتتالية فى حياتنا، فحياتى الذاتية الداخلية هى غابة مليئة بالتفاصيل وهو ما حاولت إظهاره فى كل لوحة من لوحات المعرض، فأردت أن أعمل شيئًا كالسحر أو الواقع البديل مثلما تعامل الإنسان الأول مع الحياة التى لم يكن قد فهمها بعد.
تغريد الصبان
روزاليوسف - 26/ 3/ 2013
الواقع البديل على أرض غابتى
- لا حدود لحرية أو خيال الفنان فى التعبير عن إبداعه، يطلق لخياله العنان كيفما يشاء فالخيال الخصب يبعث دائماً على الاختلاف فى هذا الإطار تستضيف قاعة مشربية للفن المعاصر معرضا للفنانة الشابة هالة أبو شادى تحت عنوان `على أرض غابتى` تجسد من خلاله الفنانة مشروعا فنيا مركبا تمزج بين العديد من الوسائط الفنية، حيث تتناول الموروثات الفنية فى المجتمعات الشرق أوسطية المختلفة، ومنها النظرة للدين والوطن، المحرمات، الحقيقة والحقيقة البديلة . كما تستخدم لقطات شخصية.
- وعن المعرض تقول أبو شادى لقد بحثت على مدار العامين الماضيين فيما يدور فى العالم وذلك من خلال الفيس بوك وتويتر ووسائل الإعلام المختلفة، لأقوم بتصوير ومشاركة كل ما يتاح لى ومن ثم وضعه فى عمل فنى، قمت أيضاً بتصوير نفسى وعائلتى وأصدقائى، فقد شعرت بأن كل لوحة تجسد حدثا فنيا فى منطقة ما من العالم، بها تفاصيل دقيقة جداً أردت من خلالها إيصال رسالة لبعض الأفراد، وعما إذا ما كانت الأنثى قابعة فى غابة موحشة كما يبدو لنا من على أرض غابتى، تقول أسعى لتقديم أعمال ذاتية أتحدث فيها عن نفسى ولكنى ألقى الضوء على المرأة لكن من خلالى، نعم المرأة تحيا فى غابة، ولكنى أقصد هنا بالغابة ذلك العالم المليء بتفاصيل غريبة الأطوار، لذا أقدم ما يسمى بالواقع البديل، فأضع رموزا معنية فى هذا العالم وكأنها تحدث بشكل فعلى كى نحاول تحقيقيها على أرض الواقع يتنوع المعرض فى الأعمال والأفكار والأحجام والخامات نظراً لأنه تم الإعداد له على مدى عامين بأفكار مختلفة فلم أشأ وضع حدود للعمل، ولا شك أن الفنان التشكيلى تأثر تأثيراً بالغاً بثورات الربيع العربى وحاول أن يعكسها فى أعماله، لما بها من أحداث كثيرة ومتداخلة لم يقتصر تعبير `أبو شادى` عن الثورة المصرى فحسب وإنما امتد ليشمل الثورة التونسية والسورية حيث تقول لقد أزلت عمارات السيدة زينب التى أطل عليها من شرفتى لأضع مكانها عمارات سوريا ربما تخليت يوماً ما النظر لأحد الأماكن التى اعتدت عليها لأجدها وقد اعتدى عليها من قبل الديكتاتوريين أعداء الحرية تتقمص أيضاً بعض الشخصيات لتظهر فى صورة رجل دين بلحية ولكنها لا تعد الفكرة دينية بقدر ما تبرز إحساسها ببعض من شاهدتهم وتأثرت بهم مؤكدة فى الوقت ذاته أن المعرض لا يخاطب العامة إنما يتركز بصورة كبيرة على المبدعين حيث إمكانية التعامل مع الرمز .
سماح عبد السلام
القاهرة - 26/ 3/ 2013
|