محمود سليمان محمد الطوبجى
- الفنان محمود الطوبجى من أعضاء الجمعية المصرية للكاريكاتير ، أبدع هذا العمل الجميل المعبرعن المبخراتى بأسلوب ساخر، اقترب فى حلوله التشكيلية من أسلوب الفن الفطرى، معبراً عن الشخصية بمبالغات تعبيرية أبرزها تعبير فتحتى الأنف والنابين البارزين من الفن وعينيه الجاحظتين والشنب المقشة والحاجب المنشة وهو فى حركة تبخير عالية واضحة فى حركة الزعبوط ومدد وحصوة فى عين اللى مايصلى على النبى . - والفنان من خريجى كلية الفنون الجميلة ويعمل مصمماً للديكور بمسرح القاهرة للعرائس واقام عدداً من المعارض الخاصة فى نفق الأزهر، مسرح العرائس 1993، وقاعة حسن رجب 1996، الجمعية الأهلية للفنون الجميلة 1997 - كما قام بنحت عرائس لأكثر من 10 مسرحيات لمسرح القاهرة للعرائس وأولها مسرحية اخترنا لك، وآخرها 80 يوم حول العالم الفنان يتمنى أن توزع تماثيل كاريكاتير مع المجلة بس كل واحد من القراء يجيب حته الطينة بتاعته .
الفنان / محمد نادى
مجلة كاريكاتير 2001
(( أتوبيس الطوبجى فى بلغاريا ))
- مشتاقين يا ناس لبلاد الدهب الحلم الكبير .. مشتاقين يا ناس.. بهذه الكلمات بدأمشوار صوت عندليب من وسط قطعة من قلب مصر .. امتزجت فيها الاصالة وعشق تراب الوطن عاشت أحلام وهموم مصر حاضنة وليدا يصرخ بصوت أحلام الأمة .. على أرض النوبة تشم عطر الاحباب تعيش بساطة عشق الحياة.. مجتمع مترابط قادر على صنع الحضارة لها سمات العبقرية ونسمات البساطة .. أبناؤه متفرقون داخل الوطن مترابطين معا فى سلوك إنسانى نادر.. نجدهم فى القاهرة والإسكندرية وفى كل محافظات مصر.. ومع ذلك لهم مكان تجمع وهدف وحلم وحق.. وابتسامة بيضاء وقلب شديد النقاء .. ومن رحم هذه البيئة ولد الفنان الأسمر محمود الطوبجى فى نفس العام الذى بدأت نسمات الانتصار تهب على جنابات الوطن فى 1957 كان الميلاد والحلم ..ارتبط محمود الطوبجى بعناصر الطبيعة التى شكلت وجدانه تفحص الناس نحت صورة لمشاهد الحياة اليومية وكانت المشاهد اليومية التى اختزالها هى عادة المادة الخام القادرة على صنع أحلامه المستقبلة .. حتى كانت بداية الطريق الدراسة الفنية الأكاديمية داخل كلية الفنون الجميلة قسم النحت الذى تخرج فيه 1983 يحمل تجربة `مختار` العبقرية فى النحت داخله إحساس بالمعاناة اليومية للمواطن دائما ما كانت تشغله الكتابات الساخرة لأحمد رجب ومحمود عفيفى .. وفى حالة صدق نفسى كانت عملية المزج الرائعة ما بين الكتابات الساخرة هو المعاناة اليومية وفن النحت والتحق بالعمل فى مسرح العرائس محاولا الإفادة من هذا العمل من خلال تكثيف التعبير الجيد واختزال الأشكال وادراك المعانى المختلفة فى قطعة منحوتة تمثل قطعة فنية عادة ما تسيطر عليها السخرية التى يعشقها داخله فكان النجاح ولكنه عندما يستريح داخل مرسمه تظل المشاهد اليومية تسيطر عليه فادرك أن العمل الفنى يجب إلا تحكمه روتين يومى أو بيروقراطية المكاتب عليه أن ينطلق فكانت معارضة الفردية والجماعية هى المخرج الرئيسى للموهبة أن تنطلق .. وهو لا ينسى أبدا معرضه الشهير داخل نفق الأزهر حيث رواده الناس البسطاء الذى يتوجه إليهم وليسوا رواد المعارض أصحاب الأزياء الباريسية الغالية فهم ليسوا عالمه واستمرت معارضه حالة وجدانية مرتبطة بالناس تحمل سخرية رائعة باسمة ومرارة أحيان أخرى.. حتى كان عمله الرائع `الأتوبيس` وفى هذا العمل الفائز ولأول مرة منذ 36 سنة يفوز فنان مصرى وعربى بالجائزة الخاصة فى مهرجان المرح والسخرية لبلغاريا.. الأتوبيس يكثف فيه `الطوبجى` التجربة الحياتية اليومية له فهو يعمل مشاهد الأتوبيس .. الكمسارى بائع الحلى الناس الحالة اليومية داخل الوجه ولا يخلو العمل من السخرية التى تصل إلى حد استخدام الشباك داخل الأتوبيس فى نشر الغسيل ولعب الكورة والمعاكسات استطاع `الطوبجى` أن يوصل الحالة بشكل جيد وعندما نسأله هل توقعت الفوز لهذا العمل.. أجابنى إننى لم أتوقع أبداً الجائزة ولكن الأستاذ إبراهيم حنيطر توقع لهذا العمل الفوز إذا كان هناك حيادية .. منتهى التواضع عندما تجلس معه .. وإدراك الفنان الطوبجى لمفردات العمل الفنى تجعله دائما فى حالة يقظة مستمرة يختزل المشاهد بسرعة ويرسم لها اسكتش داخل لا ينفذ العمل فور التأثير به ولكنه يعطى نفسه الوقت لاكتشاف جوانب أخرى قد لا يدركها الانطباع الأول ..وعندما تمثل الفكرة لدية حالة لابد من الميلاد السريع يبدأ فى العمل الفنى يساعده مخزون الأفكار والرؤى اليومية لمشواره اليومى من القاهرة حتى مدينة السادس من أكتوبر .. وعندما ينتهى من عمله يسعى به للمشاركة فى معرض أو حتى رؤيته البصرية للناس ولا يحبس أعماله لأنها قريبة من الناس ولابد للناس من رؤيتها فكانت المقتنيات المتعددة له الأفراد واخيرا .. تستمر أنامل الطوبجى تعرف لحن الحياة اليومية ومازلنا نستمع ونطرب حتى يسمع صوتنا ونحن نقول الله عليك.
أحمد عبد النعيم
جريدة المساء 9 /4 /2007
النحت سيد الموقف .. (( مشابك ` الطوبجى ` تكوينات ` السروى ` فى رؤى تشكيلية ))
- لكل عمل فنى مفاتيح تضيئه،فإذا لم يجد المتلقى مفتاحاً واحداً فعلى الفنان أن يعيد صياغة عمله .. وفى معرض `رؤ ى تشكيلية ` الذى أقيم بالمركز الثقافى الروسى أضاءت لى أعمال الفنانين أسامة السروى - محمود الطوبجى - يحيى السيد - فيليب بولس - نبيل السنباطى - مناطق متنوعة فى الفن التشكيلى، منها ما منحنى مفاتيحه ومنها من استعصى .
- فى 22 قطعة فنية تنوعت خاماتها ` نحاس ، صلصال ، رخام صناعى، تراكوتا، برونز ، حجر جيرى ، ألومنيوم ، بازلت صناعى` قدم دكتور أسامة السروى حالة فنية متكاملة تلعب على تيمه واحدة من حيث الشكل والمضمون، استغل فيها حرفيته التى اكتسبها من دراسته الأكاديمية بروسيا ليقدم حالة `نسوية ` خاصة ترتكزعلى إعادة صياغة جسد الأنثى عن طريق طمس معالم الجسد على حساب هيكله الخارجى، وقد عمد `السروى ` إلى التجريد ونأى عن التحديد وتعامل مع كل عمل فنى كتكوين مستقل بذاته لا ينفصل فيه جزء إلى آخر فتجد بداية التكوين مرتبطة بنهايته، وتعامل مع التكوين بما يتناسب وقانون الخامة، ففى خامات الجرانيت والبازلت حقق بروزات خفيفة جدا تشبه الوميض تشى ولا تصرح فى نسف رومانسى أو إيقاع متناغم يشبه الموسيقى بينما عمد إلى التجويف مع خامات الحديد والألومنيوم لأنها خامات تسمح بهذا الفعل الفنى .
ملمس التكوين
- وقد برع د. السروى - أستاذ النحت بجامعة الفاتح بطرابلس - فى السيطرة على الخامة بما يتناسب وقانونها من ناحية، وما يحقق هدفه الجمالى فى العزف على مفردات الأنثى من ناحية أخرى ، ورغم أنه تعامل مع منحوتاته على أنها تكوين واحد لا يتجزأ إلا أنه لإبراز هذا لعب على تيمه أساسية هى ` النهد ` كأبرز رمز أنثوى ظاهر ، فى نفس الوقت عمد السروى إلى عدم الالتزام بالنسق البيولوجى لوضع النهود ، فتاره نجد النهدين نهداً واحداً ، وتارة نجدهما فى حالة توازن وأخرى فى حالة تقابل وثالثة بدون بروزات، وذلك لإبراز الجانب النفسى لكل تكوين، حتى أن خيالات المتلقى تنسى على العمل فتزيده بهاء ومن هنا تعلن `أنثى السروى` عن جمالها المتوهج فى استحياء مطلوب فى مثل هذه الحالة لتوليد حالة شعورية تنتاب المتلقى حتى أنه لا يقاوم رغبة فى الإحساس بملمس التكوين .
مشابك الطوبجى
- الطوبجى أتخذ من الصلصال مادة أساسية فى تكويناته، ولعب أيضا على تيمه واحدة فى 7 أعمال وهى تيمه `المشابك الخشبية ` أو مشابك الغسيل وبقدر ما تحمله هذه التجربة من ذهنية بقدر ما تبرز من دلالات ارتباط الشكل بالمضمون والعكس صحيح ، ففى ظل القيود المفروضة على انسان هذا العصر تظل حياته أشبه بحياة لاعب الاكروبات أو لاعب الجمباز الايقاعى هذا اللاعب مرن جداً وحر إلى أبعد الحدود ، يمكنه الانطلاق فى الهواء ، والوقوف على أصابعه وهكذا .. لكنه فى النهاية مقيد للأسف بقانون الحركة وأبرز جوانبه نظرية القصور الذاتى ، وهكذا جاء إنسان محمود الطوبجى ، حراً .. يستطيع أن يعانق حبيبته ، أو يضع ساقا على ساق أو يسترخى على كرسى البحر، أو يمارس أكروباته ، ولكنه فى النهاية مجرد `مشبك غسيل` يقوم بمهمة محدودة يتحرك بقوة ضغط ، ويتوقف بـ ` سوسته ` أو `ياى ` قد يندفع بقوة للأمام ، لكنه أيضا يتوقف بنفس القوة فلكل فعل رد فعل مساو له فى المقدار ومضاد له فى الاتجاه وربما ينكسر المسكين فى هذه الحالة ، هو حر على أن لا يتجاوز القانون .. النسق لانه لو نسى نفسه فسوف تعيده القوة التى صنعت حركته إلى سيرته الأولى .. أنه إنسان هذا العصر .
- ويأتى استخدام الطوبجى لخامة الصلصال متناسباً تماما للشكل والمضمون الذى اختاره فالصلصال مرن جدا فى ليونته وبعد أن يتأكسد يصعب تشكيله أو تعديله وهو نفس القانون الذى يحكم حركة `إنسان الطوبجى ` الذى يحمل طاقة جمالية توازى طاقة الحزن الأسى التى يختزلها إنسان هذا الزمان وتدعو فى الوقت نفسه للثورة، وقد تظل هذه المنحوتات هى التعبير المثالى لحالنا طالما ظل لإنسان محكوما بقانون القصور الذاتى .
بين الهندسى والعضوى
- 9 لوحات تصويرية قدمها يحيى السيد فى هذا المعرض كلها تلعب أيضا على تيمه أساسية ، أقنصت يحيى فى اللون من ناحية وختزله فى الأخضر بدرجاته، ورغم اختياره لتيمه الأشجار ` الجذوع والجذور بما تحمله من لولبيا وتداخل إلا أن الذهنية التى صنع بها يحيى لوحاته غضت إلى حد كبير الإحساس بالقيمة الجمالية التى يريد أن يقدمها، فبرغم أنه عمد إلى مزج الهندسى بالعضوى إلا أن إيقاع العمر جاء أقرب إلى التطبيقية ` منه إلى التعبيرية ، ففى الوقت الذى سعى فيه الفنان إلى تحقيق هدفه بأقرب طريقة وهو `الاختزال` عن طريق الاقتصاد فى اللون، واستخدام خامات سهلة وبسيطة `ألوان بلاستيك وأكليرك على خشب سيلوتيكس` إلا أنه نسى أن الاختزال ` سلاح ذو حدين ` فإما أن يكتمل به العمل الفنى أو يصبح مسطحا لا يتجاوز الظاهر وهو ما حدث بقدر ما فى لوحات يحيى السيد التى افتقدت البعد الثالث ، وظلت محاولته فى المزج بين الهندسى والعضوى مجرد تطبيق أكاديمى لنظرية التوازن .
- رغم ذلك حقق يحيى فى لوحته `الرجل الشامخ ` معادلاً شعورياً للاختزال التقنى عندما استخدام خطا رأسيا اختزل فيه ملامح الرجل المتأمل / المتصوف الذى يحمل قدراً من الإرادة ، ويواجه الحياة بميزات من الحكمة ، رجل من زمن مضى ، يقف فى الزمن الحاضر ليواجه الزمن القادم ، فى وقفته ثقة وتوجس فى آن واحد ، هو رجل يعد عن الزمن لا عن المكان ، يقف وكأنه على الأعراف `بين الجنة والنار ` ودع الماضى ويحن إلى المستقبل ويتوقف فى الحاضر .. إنها لوحة فريدة لولا هذا السور الذى وضعه الفنان ليحقق عمق اللوحة التى يأتى عمقها الحقيقى من هذا الفراغ الذى ليس هو بفراغ لكنه الزمن البعيد الذى دفع بالرجل إلى المواجهة ليصبح فى صدر اللوحة .
- ضم المعرض أيضا لوحات للفنان نبيل السنباطى يغلب عليها الطابع الفلكلور وتبرز العين كتيمة أساسية ، ومع ما تقدمه اللوحات من مخزون أسطورى إلا أن تجارب مسبوقة برع فيها عدد من الفنانين التشكيليين على رأسهم الراحل حامد ندا وكذلك عمر النجدى .
- أيضا شارك بالمعرض الفنان فيليب بوليس بلوحات ترتكز على اقتطاع جزء جدران البيوت الشعبية القديمة التى تساقط جزء من طلائها ، لكن ما زال الجزء الأكبر عالقا بالجدران وهى تجربة بصرية تعتمد على كونها قطعة تشكيلية تثير خيال المتلقى ، وتوحى بتكوينات جمالية ، لكنها تحتاج لكى تظل متجددة وحيوية إلى تضارب الخامة والأسلوب معا، وإن كان فيليب - بكالوريوس الفنون 1996 - لم يخرج سابقيه، فى التناول إلا أن مقدرته على التحكم فى الخامة يشى بموهبة فنان تنتشر إسهاماته.
أحمد المريخى
مجلة الإذاعة والتليفزيون
|